نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 8-11-2019
السنة الثالثة عشرة
العدد: 4451
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
أهكذا فجأة؟
بمناسبة ما يسمى “عيد ميلادى” وكيف أننى رفضت وأرفض أن تكون التهنئة بهذه الألفاظ المعادة أو الورود التى تذبل بعد أيام (وليس كل سنة وهى طيبة)، وهذا ما ذكرته لبناتى وأولادى فى المرور الإكلينيكى الثلاثاء الماضى، وحكيت لهم كيف أن زوج عمتى الذى كان ابن حظ وصاحب مزاج، وكان يكبر أبى بسنة أو أكثر ولا يعمل (وكان أبى يتحفظ على ذلك كله) كان يداعبنا فى مثل هذه المناسبات قائلا: كل سنة وانت “كده” (وليس وانت طيب)، ثم يضحك عاليا كما اعتاد وهو فى ساعة الحظ، ويضيف أنه يرى الواحد منا “كده” فى “أحسن حال” فيتمنى له ذلك،
قلت لأبنائى وبناتى صباح الثلاثاء قبل المرور: أنا أضع مولودا يوميا فى نشرتى الصباحية (وغيرها) ومن يريد أن يهنئنى فليهنئنى بما أفعل، وليس بما فعله أبى بدون قصد منذ ما يقرب من تسعين عاما (فأنا الرابع بعد ثلاث أخوة ذكور)، وأننى أفضل تهنئة يومية إن كنت استأهلها لمن يصله ما أفعل، وأن تكون دعاء لى مثل دعاء زوج عمتى رحمة الله عليه بعد تحويره إلى: “كل يوم وانت كده”.
ويبدو أن أغلبهم قد استجاب لمطلبى هذا فجأة فى بريد اليوم كما ترون: الأمر الذى لم يحدث مثله طوال الاعوام العشرة السابقة.
إذن ماذا؟
شكراً!!
ربنا يجعله خيراً!!
*****
الكتاب الثالث: “عن الحرية والجنون والإبداع” (الحلقة الثامنة)
د. أحمد عبد الله
عن مجموع المقال :
لغة المقال كما وصفها كاتبه بقوله: صعبة وجديدة ومزعجة.. وفى هذا تفصيل يمكن العودة له لاحقا..
موضوع المقال يبدو واضحا وواحدا لكن القارئ يكتشف أنه متشعب.. بدءا من تعريف الجسد والجسم.. والذى بدا للكثيرين – ممن طلبت منهم القراءة – جديدا وملغزا.. أو حتى مبهما مقارنة بما يعرفه البعض ممن يدرسون أو يمارسون اليوجا مثلا.. وبالنسبة لى فإن تأويل معنى لفظة الجسم كان هو المخرج أو الأساس لبناء الكلام التالى على أساس واضح وقوي.. بدون تأويلى الشخصى لم يكن ممكنا فهم معنى الجسم كوعى حركى متجسد.. ومن ثم العبور للسطور التالية .
وصف العلاقة بين الجسد والجسم لم يأت مرتبا أو منظما بشكل يسمح بالاشتباك المنتج معه.. وكان التمييز الواضح بين حالات الانفصال وتنويعاته.. والمطابقة ومتى تكون صحية مبدعة ومتى تكون معيقة أو مرضية.. والتمييز الواضح بين حالة فيها الجسد سجن للجسم وحالة هو وسط مرن للحركية والتفاعلات.. ومتى يحل محله وفيم يحل وكيف؟؟
حالات الوجود… فكرة تحتاج إلى شرح.. سابق .. ربما تضمنته مقالات سابقة.. ما بين حالة العادية.. والجنون.. والإبداع.. وربما فرط العادية.. مما يعرفه المتابع لأطروحات الرخاوى.. ولم يرد شرحه فى المقال رغم استخدامه للمفهوم!!
الخبرة العلاجية بدءا من تصور كيفية حصول الإمراضية ومن ثم ألية عمل العلاجات المقترحة والمجربة، والعوامل العلاجية فيها.. لم يأت هذا بشكل سلس متسلسل يسهل استيعابه..
الختام بكلام عن العلاقة بين الكلمة والجسد هل هو وعد بدخول فى تفاصيل مهمة عن موضوع هام .. أم كانت نهاية متعجلة لكلام لا يشفى غليل الدارس!!
أخيرا أرى أن المقال وعد فى بدايته بالكلام عن العلاقة بين الجسد والفكر.. وتجاوز وعده تدريجيا لينفتح على سبل شتى.. طرقها بجسارة تحتاج إلى مزيد تفصيل وتعميق وشرح.. وتحياتى
د. يحيى:
أولا: أشكرك على هذا الجهد فى القراءة، وهذه الدقة فى التحليل، وهذا الصبر فى التعليق.
ثانيا: أعذرك لأن هذا جزء من أطروحة أطول ظهرت كاملة أكثر طولا وتفصيلا، وقد كدت أتراجع عن مواصلة نشرها مسلسلة خوفا من وصولها مجزأة هكذا، لولا وعد سابق، فهى فصل فى كتاب: “جدلية الجنون والإبداع” (1) ، وأرجو أن تقبل عذرى فى تقطيعها هكذا ونشرها مجزأة.
ثالثا: إن التكثيف الذى رصده نقدك المسئول هو نتاج ما جاء فى “ثانيا”، وأيضا هو ورطة اكتشفتها الآن 2019 لأطروحة تدفقت إلىّ منذ ثلث قرن فكان ما كان، ولعل ما أعقبها طوال هذه السنين من أعمال مكملة: به ما يغفر لى كثافة وفرط تداخل ما وصلك
شكرا مرة أخرى.
د. ماجدة عمارة
تأملات وتداعيات: لا يمكننى التعليق على ما قرأته إلا من خلال تأملى للمعنى ومقاربته مع ماتداعى إلىَّ من أفكار ظننت أن لها ثمة علاقة مع ما وصلنى هنا:
– أتأمل فى المعنى القرآنى: “يوم تشهد عليهم أيديهم وأرجلهم ” أتساءل بشأنها ألا تشهد علينا أيدينا وأرجلنا الآن فيما نسميه “لغة الجسد”؟! ألا تهتز أرجلنا حين نصمت قابعين داخل أنفسنا؟ ألا تعبر أيدينا مع كلامنا بإشارات مع أو ضد مانتكلم به؟! أليست لعيوننا لغة خاصة بها؟ فهى تتحدث “بتقول كلام من غير كلام”؟ ترسل معانى الحب والكراهية واللوم والعتاب، الإنذار والوعد والوعيد؟!، تغترف من القلب أحزانه وأفراحه وأحيانا تفيض بالدمع لكليهما، تومئ وتشير؟! ألا تحمل العيون لغة الفصل والوصل؟! هل يعنى كل ذلك أن هذه العيون هى تجسيد لذلك “الحضور الحركى للوعى المتعين”؟!
د. يحيى:
بعد شكرى لكل هذا الفِـيـَض المناسب والمفيد أقرّ أن كل هذه الملاحظات لها علاقة وثيقة بالأطروحة كاملة، لكن أغلبها عندى أقرب إلى ما يسمى “لغة الجسد” فيما عدا الآية الكريمة التى بدأت بها التعليق.
ثم إن تعبيرك “… هى تجسيد لذلك الحضور الحركى للوعى الممنهج” هو تعبير شديد الدقة لما أردتُ توصيله مع تحفظى على أنه ليس حركيا فقط، وإنما “إدراكيا” أساسا (والإدراك غير الفهم والتفسير والتفكير والتحريك (وهو “قبل” و”بعد” و”مع” كل ذلك…. الخ).
د. ماجدة عمارة
– لا يمكن أن تمر الإشارة إلى “جسم الكلمة التى تحمل معناها ومن ثم تنغرس فى جسد ولحم” دون أن يتداعى على الفور ذكر السيد المسيح وأمه مريم عليهما السلام “كلمة الله ألقاها إلى مريم” وكما كان المسيح، هكذا أصبح القرآن كذلك “كلام الله” وعى متجدد عند من يلقى إليه “القول الثقيل”، فالمعنى يتجدد بتجدد حضوره فى وعى من يتلقونه .(الفكرة لازلت قيد التأمل فى كون القرآن ليس نصا مغلقا وإنما هو مفتوح على كافة مستويات الوعى يشكلها ويعاد إنتاج معانيه المتعدده بتعددها )
د. يحيى:
كررت فى أكثر من موقع أن القرآن يصلنى وعيا خالصا، ويمكنك الرجوع إلى بعض هذه النشرات التى أشرت فيها إلى ذلك، وإن كانت تحتاج إلى عودة منّى، على سبيل المثال: (نشرة 26/7/2015 “ملف اضطرابات الوعى) و(نشرة 23/2/2016 ” إدراك “حركية الوعى” من “الصورة” أفضل”)
د. ماجدة عمارة
-“الجسد الفيزيقى والوعى الحركى المتعين” أجد فى هذا الكلام تقاربا مع الفلسفة الشرقية القديمة التى تتم استعادتها اليوم تحت مسمى “علوم الطاقة ” والتى تنظرإلى جسد الإنسان الفيزيقى المتعين هذا كتكثيف مادى للطاقة، وأن الإنسان يتواصل مع الكون من خلال ستة أجسام من الطاقة غير المرئية تحيط بهذا الجسد ليصبحوا معاسبعة ويشكلون ما يسمى “أورا: aura” وأن كل جسم من هذه الأجسام يمثل وعيا خاصا به ولكل منها أيضا لغته التى يتواصل بها مع الكون (” قد يماثل هذا أيضا تعدد مستويات الوعى التى يشار إليها مبدئيا بأنهم سبعة )
د. يحيى:
هذه معلومات جديدة مهمة داعمة، وهى تدعونى لإكمال قراءة كتاب لم أتمه بعد وهو “الطاوية والنيوروبيولوجى” (2) وهو عندى ويمكننى أن أوافيك بصورة منه إذا شئت!
د. ماجدة عمارة
– أظن أن الجسم الذى عبرت عنه هنا “بالحضور الحركى للوعى المتعين يشبه فكرة”. الزمان والمكان “كما صاغها “كانت “حيث لا يوجد فى الواقع التجريبى ما يمكننا أن نقبض عليه تحت مسمى ” الزمان “أو المكان، لكننا فى نفس الوقت لايمكن أن نعى أى كائن (إلا الله وحده سبحانه وتعالى) دون أن يتمثل فيه المكان والزمان (حتى إدراك الحلم له أيضا مكانه وزمانه الخاص) ولذلك عبر عنهما “كانت” بأنهما “صورتا الحساسية الأولى” بمعنى أنهما القالب الأولى لإدراك الأشياء، وانطلاقا من هذا التشبيه يمكننا رصد الجسد، من خلال الجسم حيث يحمل فى داخله بالفعل ما يطلق عليه “الساعة البيولوجية” وهى التى يمكن أن نتبين من خلالها إشارات النبضات الحيوية داخل الجسد، والتى تعبر عن فكرة مؤداها أن للجسدوالجسم حين يتوحدا تتكون ثمة لغة لهذا الجسد، والمثال الذى يمكن أن يعبر عن هذه الفكرة هو “حالة الوحم” عند النساء وهى تلك الحالات التى تشتهى فيها النساء بعض الأطعمة أثناء الحمل، فقد تأملت هذه الظاهرة على نفسى فى مرات حملى المتعددة وكنت فى كل مرة أشتهى نوعا مختلفا من الطعام، وحين أمعنت فى تأمل هذا التنوع أدركت أنه فى كل مرة كنت أطلب نوعا من الطعام كان يعد هذا تعبيرا عن نقص العناصر الغذائية التى تكثر فى هذا النوع من الطعام ، فأدركت حينها أن للجسد نوعا خاصا من الذكاء يتمكن عن طريقه من استنطاق لغته الخاصة التى يتحدث بها إلينا كى يخبرنا بالطريقة التى علينا أن نحافظ بها على حقه فى البقاء، فالأجدر بنا أن نستمع إليه جيدا حتى نعى لغته الخاصة.
د. يحيى:
لا أرفض هذه الملاحظات، ولكن اسمحى لى ألا أتحمس لها إلا للاعتراف باحترام أى خبرة شخصية، ومحاولة تأويلها بواسطة صاحبها.
د. ماجدة عمارة
– من الأشياء التى طالما تساءلت عنها وتأملتها دون أن أصل إلى شئ هو “وجود جهاز إدراكى داخل الخلية الحية” تتواصل بموجبه مع بعضها البعض، والمثال الحاضر فى ذهنى الآن هو عن التغيرات التى تحدث للإنسان عند اتباعه لحمية غذائية معينة، السؤال الأول هو عن إدراك الجسم لتغير العادات الغذائية، حين يتبع الإنسان أنظمة مختلفة، فيرفع الجسم من نسبة التمثيل الغذائى أو يخفضها، ما أعرفه أن هرمونات الجسم لها علاقة بالأمر، لكن لا أعرف على وجه التحديد كيف يعمل الجهاز الإدراكى لهذه الهرمونات وكيف يتم التواصل بينه وبين الجهاز العصبى والمخ، وهل يوجد ثمة مورث لما هو “وعى” مسجل على شريط الـDNA بما فى ذلك التغيرات والتكيفات التى تحدث؟
د. يحيى:
لا أميل إلى الحماس إلى قبول هذا الافتراض وإن كنت قد بالغتُ فى قبول بعض ملامحه وأنا أعد لندوة الاثنين القادم بعنوان: “من ذكاء الجماد إلى رحاب الوعى المطلق” فحتى الجماد له ذكاؤه الخاص كما وصلنى من كتاب: “التاريخ الطبيعى للذكاء: ما بعد المعلومات” (3)
د. ماجدة عمارة
السؤال الثانى عن مصدر وكيفية الشعور بالاكتئاب الذى يصاحب من يتبعون حمية غذائية قاسية والذى يشكو أغلبهم منه.
د. يحيى:
لا أميل إلى هذا الربط، وإن كنت لا أرفضه، لكننى أبحث عن عامل مشترك يفسر الملاحظة.
أ. فؤاد محمد
المقتطف: من هذا المنطلق يمكن أن ننتبه إلى أن مشاركة الجسد (الفيزيقى) فى حركية الحرية تعتمد على مدى مطابقته للجسم (الوعى المتعين فى الجسد)، فإن كانت المطابقة كاملة – نظريا – فإن ما يسرى على الجسد يسرى على الجسم، إلا أن واقع الحال يشير إلى ان المطابقة دائما نسبية، وهى-المطابقة- تزيد فى حالة الإبداع وتقل فى حالة العادية،
التعليق: هل يا دكتور يحيى المطابقة التى تحدث فى حالة الابداع فى خبرة الابداع شعرا ، يقصد بها التحام الشاعر بقصيدته حين ينفصل باعتبار القصيده هى جسد الشعر..
د. يحيى:
ليس بالضرورة هى هى
والشعر يا فؤاد له مستويات ودرجات، وما وصفتًه وارد فى نوع واحد صعب من الشعر: أحيانا أعتبره بديلا عن الوجود والإبداع الحى، ولا أخفى عليك أننى أحيانا أكاد أرفضه كبديل.
وعموما فإن الحرية دائما نسبية
وكذا التطابق الذى أشرتَ إليه وجاء فى المقتطف فهو نسبى غالبا أو دائماً.
*****
حوار بريد الجمعة
د. أسامة عرفة
كل عام وحضرتك بكل الخير .. بارك الله فى عمرك وادام عطاءك
د. يحيى:
دعنا يا أسامة ندعو أن تكون البركة “فيما” ينفع الناس ويمكث فى الأرض، أما عمرى وعمرك، فمِنْ كل شئ بحتسبه، حتى الأعمار.
ويغفر الله لنا جميعاً.
*****
الكتاب الثالث: “عن الحرية والجنون والإبداع” (الحلقة التاسعة)
د. رضوى العطار
تعليق عام: الحقيقة مبسوطة جدا بأن فيه كلام بالعربى وفكر عن مفهوم الجسد وإستخدامنا للعلاقة بالجسد وصوره إكلينيكيا، أتمنى أن نجمع تلك الخبرات فى كتاب مختص فقط بالجسد إكلينيكيا لأن تلك المعلومات نادرة خاصة بين من يكتبون باللغة العربية.
د. يحيى:
هذه الخبرات هى فصل من كتاب كامل منشور ورقيا وإلكترونيا، لكن دعينى أعترف أولا بفرحتى بترحيبك بحبيبتى “اللغة العربية”، وأذكرك أن هذه الفصول التى تنشر متفرقة هى مجموعة فعلا فى كتاب: “حركية الوجود وتجليات الإبداع”، وهو منشور أولا بفضل المجلس الأعلى للثقافة، سنة 2007.
د. رضوى العطار
المقتطف: إدوارد الخراط…” لغتى، فهى تتخلق بالكلمة أو بنسق من الكلمات، بجرسها وإيقاعها وكثافتها…، وهى فى الآن نفسه تأتى حسية ومدركة، أى أنها تأتى حسية ومتجسدة، ولها طعمها ورائحتها وملمسها..”
التعليق: لطيف جدا هذا الوصف، حركنى كثيراً … شكراً .
د. يحيى:
يمكنك الرجوع إلى قراءتى لبقية شهادة المبدعين فى مقالى: “جدلية الجنون والإبداع” (4) وقد ذكرت فيها نقدى لبعض “شهادات من مبدعى الحكى” و”شهادات من الشعراء“ومنها قراءة فى شهادة كل من “نجيب محفوظ” و”أدونيس”…الخ.
د. رضوى العطار
المقتطف: إذن فأجزاء جسده تستعد للسفر
التعليق: رائع جدا هذا الوصف
د. يحيى:
لكن الوصف يا رضوى ليس للموت الموت، وإنما هو “لتقشير” الأنفس عن كلّية الكيان الحى حتى الموت، كما عاشه ووصفه امرؤ القيس.
أ. فؤاد محمد
المقتطف: نحن نصادف فى المرضى ما يمكن أن يشير، بل يؤكد، أن ثم انفصالا واردا (بل غالبا) يحدث بين الفكر والجسد، وهو وارد فى الحياة العادية أيضا، بل وعند كثير ممن يمارسون “إنتاج الإبداع لا معايشته”
التعليق: بالصدفة وربما لانشغالى بموضوع النشره عثرت على اجزاء من ديوان هواء العائله للشاعر شريف رزق التى يعبر خلالها عن هذا الانفصال او الاغتراب
أينَ أنْتَ الآنَ يَا جَسَدِي؟
أنتظِرُكَ على قارعَةِ الظَّلامِ، وَحْدِي
بلا مَأوى أوْ رَفيفٍ
وَأشْعُرُ أنَّنى مُحَاصَرٌ،
بَيْنَ ضَحِكَاتٍ مَكتُومَةٍ تتقافَزُ مِنْ حَوْلِي،
وَرَوائِحِ شوَاءْ.
بعيد حتى عن جسدي
أجلس على شاطئ البحر وحدي
بريئا من كل ما يحدث..
د. يحيى:
هنا تناص Intersexuality جيد، جداً
شكراً يا فؤاد.
د. رضوى العطار
المقتطف: وقد حدث مثل ذلك فى تفسير مرض الموت عند امرؤ القيس، حدث أن استسهل المؤرخون (مثل معظم أطباء هذه الأيام) أن يعزوا موت امرئ القيس لما أصابه من داء الزهرى، وبالتالى ما أصاب جسده من قروح..إلخ، حتى أن بعضهم أجاز لنفسه أن يرى تساقط أنفسه نفسا وراء نفس، أن يراه تعبيرا عن تساقط جلده (لا تساقط ذواته) حين أبدع بيت الشعر القائل:
فَلَو أَنَّها نَفسٌ تَموتُ جَميعَةً
وَلَكِنَّها نَفسٌ تُساقِطُ أَنفُسا
التعليق: أول مرة أشوف الموت من المنظور ده، كنت بحسه بالمنظور ده لكن الوصف خلانى أشوفه بعينى.
د. يحيى:
لكن الوصف يا رضوى ليس للموت الموت، وإنما هو “لتقشير” الأنفس عن الكيان “الكلى” حتى الموت، كما ذكرتُ لك حالا.
د. رضوى العطار
المقتطف: وقد نجحنا فى ذلك فى كثير من الحالات، ولا يتم النجاح إلا بحسن التمهيد له، ثم بالإسراع فى استيعاب نتيجة التحريك.
التعليق: مهم جدا استيعاب نتيجة التحرك فى المريض وهل هو مستعد للحركية دى وإزاى أساعد فى استعداده وتأهيله لها لأنه اختارها بالأساس لعدم استعداده لها!
د. يحيى:
هذه الخطوة ضرورية وملزمة فى كل علاج بل وفى كل خبرة، وفيها يقوم من بتناولها بفعل (أو يسهم في) تعتعة الجمود: حتى يعطى فرصة لإعادة التشكيل، وكلمة تعتعة مهمة جدا وقد نشرتُ عمودا أسبوعيا فى “الدستور” على مدى سنوات تحت عنوان “تعتعة” وقد استعرت هذا اللفظ من بيت أبى نواس:
وما الغُـرْم إلا أن ترانِـىَ صاحيا
وما الغنم إلا أن تتعتنى الخمرُ
لكن إذا حدثت التعتعة ولم يعقبها إعادة التشكيك فهى “الأزمه المفترقية” التى يمكن أن تكون بدايه مرض قد يتمادى حتى التفسخ، وقد تناولتُ هذه المرحلة بالتفصيل فى أكثر من موقع مثل: كتابى )مستويات الصحة النفسية: من مأزق الحيرة إلى ولادة الفكرة) منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، 2017 ثم استعملت مصطلح “الازمة المفترقية” (5) Cross-roads crisis بعد ذلك كثيرا مثلا: (نشرة 28/7/2019)، (نشرة 15/1/2017)، (نشرة 30/9/2015)
د. رضوى العطار
المقتطف: نفس مثل هذه الإجراءات قد نسمع عنها أنها مورست فى معسكرات الاعتقال بغرض غسيل المخ مثلا، لكن الفرق هائل ولا يكمن فى الإجراء نفسه، وإنما فى تناول نتائج هذاالتحريك: إما للعلاج، وإما للتشويه والاستغلال، قياسا بحسن أوسوء استعمال الطاقة (التى تنطلق مع التعتعة)
التعليق: هذا مهم جدا وشكراً إنك ذكرته لحساسيته لدى غير المتحصصين والمتخصصين على حد سواء!!
د. يحيى:
العفو
هذا تحذير مُلزِم
ومن فرط خوفنا من احتمال هذا الانحراف السلبى كثيرا ما نعدل من البداية عن أى تحريك ضرورى مهما بلغ جمود المريض إن كانت ظروفه اللاحقة لا تسمح باستيعاب نتائج التعتعة إيجابيا.
د. رضوى العطار
المقتطف: فهى تشارك فى ذلك بناء على قهر من هذا الطقس الفكرى المغترب، ولا يمكن –على أية حال- استبعاد مشاركتها مباشرة فى نفس المنظومة الدائرة المغلقة. إن المنظومة الفكرية الوسواسية المستقلة إنما تمثل جسما/وعيا منفصلا فى ذاتها، متصلا بإجبار التكرار الجسدى، ومن ثم فإن التناقض بينها وبين باقى جماع دوائر الوعى يتمادى حين تتصادم المنظومات فيما بينها منتجة درجة هائلة من التوتر ينخفض نسبيا بخضوع إحداها للأخرى مؤقتا، ليعود من جديد باستنفار الطقس الذى لم يصل، ولن يصل، إلى غايته أبدا، لأنه بطبيعته المرضية، ليس له غاية ظاهرة ذات معنى اصلا، فهو يدور فى دائرة محكمة الإغلاق.
التعليق: منظور جديد فهمته للوسواس القهرى بصراحة أفادنى كثيرا .. شكراً
د. يحيى:
هذا يطمئـنى لما أردت توصيله من هذا المقطع
د. رضوى العطار
المقتطف: لكن النجاحات القليلة التى أحرزناها (مع حركية العقاقير) كانت فى اتجاه إثبات أن هذا الطقس الوسواسى ليس ثابتا فى الدماغ فحسب، وإنما هو منغرس فى الجسد أيضا.
التعليق: أوافقك تماما!!
د. يحيى:
شكرا
يا ليتكِ كنتِ معنا فى هذه المحاولات الأعمق، فالجيل الأحدث من بناتى وأبنائى المعالجين: بعيد بعيد (وأيضا ربما كسول، وأدعو الله ألا يكون مغتربا)
أ. فؤاد محمد
المقتطف: خبرة الوسواس القهرى الشديد الذى يصل إلى درجة تعتبر أحيانا ذات حدة ذهانية من حيث الإعاقة على الأقل، وهنا تمثل المنظومة الفكرية (مثلا: قهر النظافة بغسيل الأيدى لمدة ساعات حتى تتعطل كل الحياة لصالح هذا الطقس) طقسا مستقلا عن كل من الجسد والوعى فى آن، وإذا كانت الأطراف – فيزيقيا- تشارك فى تكرار غسيل اليدين مثلا، فهى تشارك فى ذلك بناء على قهر من هذا الطقس الفكرى المغترب، ولا يمكن –على أية حال- استبعاد مشاركتها مباشرة فى نفس المنظومة الدائرة المغلقة. إن المنظومة الفكرية الوسواسية المستقلة إنما تمثل جسما/وعيا منفصلا فى ذاتها، متصلا بإجبار التكرار الجسدى، ومن ثم فإن التناقض بينها وبين باقى جماع دوائر الوعى يتمادى حين تتصادم المنظومات فيما بينها منتجة درجة هائلة من التوتر ينخفض نسبيا بخضوع إحداها للأخرى مؤقتا، ليعود من جديد باستنفار الطقس الذى لم يصل، ولن يصل، إلى غايته أبدا، لأنه بطبيعته المرضية، ليس له غاية ظاهرة ذات معنى اصلا، فهو يدور فى دائرة محكمة الإغلاق.
التعليق: وصلنى هنا أن هناك اتصال قهرى بين المنطومة الفكرية الوسواسية، وبين الجسد، وأن الجسد فى هذه الحالة يتحرك قهراً فى المحل من قبل تلك المنظومة المنفصلة التى حلت محله (وكأن الجسد مغلوب على أمرة)
د. يحيى:
ما وصلك هو فى الاتجاه السليم
أ. مصطفى اسماعيل
كما اخبرتك يا عمنا: أنا اعيش هذه التجربة مع هذه الشخصية الفريدة النادرة التى تثبت كل فروضك عن الجسد كوعي، سوف انقل ما خرج منى لها بلغتها (الإنجليزية) ثم انقل ما حاولت ان اترجمه لعل الترجمة قد استطاعت ان تنقل نبض الحس الوعى او زلزلة الحضور
وهذه هى الترجمة
عندما تتعمق الروح بحضور طاغي
تتنفس العطر مباشرة من أصله –المطلق – طوال الوقت
يتحول نوع الوجود تماما من “”روح وجسد”” الي
روح فى الجسد **
من المستحيل فصلهما ليصبح حقا “” وجودا مقدسا””
يتسرب نور من بين ثنيات هذا الوجود الذى نادرا ما يتساقط الا على من يستقبله.
قدرى انه وصلنى هذا الوجود النادر و أنا أتلقى هالات هذا الضوء طوال الوقت.
لقد أثبتِ ان المستحيل هو الشيء الوحيد ممكن.
د. يحيى:
عذرا يا مصطفى يا إبنى، أرجو أن تسامحنى أننى لم أنشر الأصل بالانجليزية لأسباب قد لا تخفى عليك
وعموما فإن الشاعرية لم تختف بالترجمة تماما!
شكرا
وأرجو تعريفى بك أكثر فى المراسلات القادمة لو سمحت.
*****
حوار مع مولانا النفرى (363)
من موقف “وراء المواقف”
أ. مصطفى اسماعيل
هذه دعوة ليكون الاعوان نافذة ارى فيهم انعكاس رحمته ورضاه عنهم اذا صدقوا فازداد يقينا بحتم كل شيء منه اليه.
لم استطع من خلال كدحى اليه الا ان اتخذ هؤلاء الاعوان فهم يصادفونى ، يصادقونى ( صدقا وعدلا) فاصادفهم واصادقهم رغما عنى رغما عنهم . !!!!
احتاج الاعوان على الطريق فازداد قربا اليه مع اليقظة لاقلب عينى لاتأكد دائما من اتجاه المسار. وتعلمت الا انتهى عند احد كما لا ينتهى عندى احد.
وارقب نفسى ومن القى السمع وهو شهيد .
د. يحيى:
أذكر أننى أنهيت قراءتى فى هذا النص بما لا يتعارض مع قضيتك هذه
د. مريم سامح
المقتطف: حين أقلب عيونى فيهم أتعرف على عجزهم مثل عجزى فأعترف بحاجتى إليهم.
التعليق: وصلتنى واشعر بها اوقات كثيرة، ولكن هل نهاية الموقف ممكنة؟ أن وجودهم مثل عدمه، او هل تقصد نوع معين من الوجود؟
د. يحيى:
طبعا أقصد وجودهم العدم الذى يفصلنى عنه، وليس وجودنا معا الذى يجمعنا إليه.
د. إيهاب على
أعجبتنى طريقة السرد النثرى وثراء المحتوى فى الأفكار.
د. يحيى:
هذا غريب يا إيهاب
هذا من أصعب ما أقرأ
وهو أيضا من أصعب ما أكتب
المهم: حلال عليك
ربنا يقدرنا
أ. أحمد رأفت
لقد وصلنى المعنى
د. يحيى:
ربنا يسهل
(برجاء قراءة ردى على د.إيهاب)
د. محمد بكر
شكراً جزيلاً
د. يحيى:
أنا الذى أشكرك يا ابنى لتحملك، وقبولك الدعوة
*****
كتاب: الطب النفسى بين الأيديولوجيا والتطور (الحلقة 8)
الفصل الرابع: تشكيلات من الطب النفسى السلبى (والطب النفسى الإيجابى: ما أمكن ذلك)!
أ. إيهاب على زين العابدين
ما ذكرته حضرتك من نقد لهذه الأنماط من ممارسة الطب النفسى صائب إلى حد بعيد .. أرجو من حضرتك إعطاء توصيات ترشدنا إلى عدم الوقوع فى هذه الأخطاء المهنية
د. يحيى:
يمكنك الرجوع إلى الكتاب مجتمعا، فهو منشور ورقيا ومتاح فى مكتبة الانجلو المصرية
وأيضا توجد منه نسخه إلكترونية بالموقع.
أ. فاطمة
وصل إلى من تفصيل الأنواع قصد التحذير من الممارسه السلبية للطب النفسى ..أو محاذير ممارسة الطب النفسى أن يتحول إلى نوع متعين يعتمد ذراع واحد !!
د. يحيى:
هذا طيب
وهو بعض المراد تقريبا
أ. أمير منير
المقتطف: وبالتالى يسهم مثل هذا التبرير فى دعم ما يسمى المكسب الثانوى للمرض Secondary gain،
التعليق: كيف يمكن/هل يمكن علاج المريض مع المحافظة عليه “المكسب الثانوى للمرض” ما لم يتعارض مع الأهداف العلاجية وغير معطل للمريض فى ضوء حرص المريضة عليه؟
د. يحيى:
من حيث المبدأ يمكن (فى حالة الاضطرار)
لكن دعنا نأمل أن نعاود الكرّه
أو على الأقل أن نترقب النكسه
وإلا فنحن فى طريقنا إلى نقله فى الزملة Syndrome Shift وبالذات إلى اضطراب الشخصية Personality Disorder
أ. علاء عبد الهادى
اختلف مع حضرتك أن هذه ليست انواع لممارسة الطب النفسى حتى لاتأخد شكلا مشروعا من الممارسة ، ويمكن تسميتها اهداف شخصيه أثناء ممارسة الطب النفسى لأنها تتم فى الغالب بوعى من الطبيب المعالج.
د. يحيى:
يا علاء يا إبنى، لا تحسن بنا الظن إلى هذه الدرجة
كل هذه الممارسات هى غالبة غالبة، وعادة لا يصفها من يمارسها بأية صفات سلبية، بل لعل العكس هو الحادث يا إبنى
*****
مقتطف من كتاب: الترحال الأول: “الناس والطريق”
الفصل الرابع: “الحافة والبحر” (21)
د. مريم سامح
اعجبتنى للغاية!
المقتطف: واندهشت حين ربطت (ذلك) بما حدث فى المركب وكيف يدور الانسان حول نفسه فى الظلام ظاناً انه سيصل لشىء..
التعليق: وتونست بعلاقتك بالماء، اذ ارى فيه شيء ساحر، خصوصا اثناء العوم، فيه نوع من إعادة ولادة وحركة. واربطها بالفرق بين الجسم والجسد، وتأثير الحركة والعوم خصيصاً اثناء انشطتنا بالمستشفي..
د. يحيى:
واحدة واحدة يا مريم لو سمحت
د. مريم سامح
المقتطف: “والألعن، ذلك القهر الداخلى الذى لا يسمح للأغلب أن “يريد” أصلا ما يمكن أن يراد.” وصلتنى وآلمتني، ردعت نفسى من جديد نفس الردع الذى أشرت إليه سابقا، فإما “ترحال” مثل الذى نحن فيه، مع عدم نسيانهم، وإما نجلس فى بيوتنا نحارب من أجلهم، لأنه لا معنى أن أشد الرحال إلى آخر الدنيا، وكلما هممت بالاستمتاع، رحت أمضغ الهم وأجتره هكذا
التعليق: حقيقة يستحيل أن “أنسى” بقية الناس مع هذه “الرؤية الأعمق”، : وصلتني
د. يحيى:
بالسلامة
*****
الأربعاء الحر:
(مقتطف .. وموقف) ”تحرير المرأة بالحرمان ….!!! (2)
أ. أحمد أبو سعده
………….
د. يحيى:
آسف يا بوحميد
حذفت تعليقك فهو “خارج عن النص”
وعن المسموح به للذوق العام!! لفظا على الأقل!!
أ. رباب حموده
المقتطف: أغلب ما سبق يوحى بأن المرأة ترفض الرجل حين استشعر أن الرجل لم يستطع أن يكون رجلا إنسانا يمارس علاقة مع آخر مختلفا، وهذا صحيح، ولكنه صحيح جزئيا فقط، فالمرأة التى تفعل ذلك هى أيضا عاجزة عن أن تمارس دورها إنسانا ودورها أنثى تتكامل مع ذكورتها الكامنة.
التعليق: وصلنى أن ممارسة كل واحد لدورة يؤدى إلى التحرر.
د. يحيى:
هذا صحيح
وطيب
أ. رباب حموده
المقتطف: إن ما يبدو تحررا وإباء من جهة المرأة هو أمر محمود، وشكل تحررى، لكنه قد يخفى وراءه عجزا إنسانيا عن عمل علاقة حقيقية، وهى صعوبة عامة لا تقع مسئوليتها على الرجل وحده، ولا على المرأة وحدها، ولا يوجد حل سهل لها، ولا بد أن توضع الأمور بترتيبها التصعيدى بشكل يسمح بتحديد البدايات الفارقة بين الرجل والمرأة، ومن ثم التدرج فى الممارسة، حتى ينجح الشريكان فى تأنيس وجودهما ‘معا’.
التعليق: وصلنى من هذا أن عجز اى من الرجل والمرأة هو الذى ينتج عنه طلب المرأة للتحرر وإن العلاقة الحقيقية هى التى تعطى كل واحد حريته وتكامله مع الأخر.
د. يحيى:
هذا صحيح
أ. رباب حموده
المقتطف: فبداية المرأة كينونتها وأنوثتها فعلا، وحين تقول عائشة القرطبية ‘أنا لبوة’، فهذه بداية صحيحة، فهى لم تدع أنها أسد مثلا، وهى لم ترفض الأسد – فى عمق التفسير- لكنها رفضت أن تكون مناخا لأحد (أسدا أو غير أسد). وهذه المرأة المؤكـِّدة لأنوثتها ‘أنا لبوة ‘ تريد أسدا يعاشرها لا يستعملها مناخا، أى أنها تريد رجلا يبدأ هو أيضا من رجولته، فالذى تريده المرأة حتى لا تغلق نفسها دونه هو رجل، مجرد رجل (والرجال قليل) وحين لا تجد، أو تقرر أنها لا تجد، تبرر الانسحاب أو الحرمان أو الإباء أو الجنسية المثلية، وهكذا تقع المرأة فى مأزق جديد، فتكاملها لا يكون بأن تحل محل الرجل أو تمارس ما عجز هو أن يمارسه، ولكن يكون التكامل أوالتحرر بأن تعمق هى أنوثتها حتى تتفجر رجولتها الكامنة (دون شذوذ) فتلتحم بها لتصبح إنسانا متكاملاً حرا يحتوى ويبادئ، يقتحم ويخلق، يعطى ويأخذ بوعى عميق وحوار متصل.
التعليق: تبرير الانسحاب انه لا يوجد رجل يقوم بواجبه وبالتالى لا توجد امرأة تقوم بواجباتها وبالتالى فهى مقيدة وتريد التحرير.
د. يحيى:
هذا ليس تبريرا ولكنه “تفسير” والمسألة يا رباب ليس “القيام بواجب” بل هى فى عمق معين تقرّب إلى الأصل، وإلى الله عند المؤمنين “اجتمعا عليه وافترقا عليه”.
د. أحمد عبد الغنى
العلاقة بين الرجل والمرأة تمثل تكاملا لكل منها ،مهما اختلفت شكل العلاقة بطبيعة الإنسان التغير المستمر و الذى بدوره قد يؤثر على العلاقات بين الرجل و المرأة و ايضا العلاقات الاخري، فكلما كان التغير سريعا حدثت تغيرات فى اشكال العلاقات و اشكال الهروب منها او تجنبها، فدائما سنجد وسائل مختلفة و جديدة للتكيف مع هذا التغير السريع و التى ستنعكس بدورها على طبيعة العلاقات و المشاكل الاجتماعية حتى و إن افترضنا أن هناك ثوابت فى طبيعة كلا الجنسين فالطريق الى الداخل لرؤية هذه الثوابت الراسخة و الأصيلة محفوف بالعراقيل المتنوعة و المتلونة عبر الأزمنة
د. يحيى:
كل هذا صحيح بدرجةٍ ما
لكن المطلوب يا بوحميد أن “تلحقه”: “إذن ماذا”؟
بمعنى ألا نكتفى بوصف ما نتصور أنه يحدث ولو فى أغلب الحالات.
أ. أيمن عبد العزيز
المقتطف: بتحديد البدايات الفارقة بين الرجل والمرأة، ومن ثم التدرج فى الممارسة، حتى ينجح الشريكان فى تأنيس وجودهما ‘معا’.
التعليق: أوافقك جداً ووصلنى لكن ما هى البدايات الفارقة بالنسبة للرجل.
د. يحيى:
هى البدايات، التى تصف رجلا بداخله أنثى كامنة (ليست عكْسُهُ) يمارس علاقة مع امرأة بداخلها رجل كامن (ليس عكسها)
دون إعلان أى من ذلك أو حتى الوعى به
أ. أيمن عبد العزيز
المقتطف: ولكن يكون التكامل أوالتحرر بأن تعمق هى أنوثتها حتى تتفجر رجولتها الكامنة (دون شذوذ) فتلتحم بها لتصبح إنسانا متكاملاً حرا يحتوى ويبادئ، يقتحم ويخلق، يعطى ويأخذ بوعى عميق وحوار متصل.
التعليق: برجاء الإيضاح وهل نفس الكلام ينطبق على الرجل بمعنى أن تتكامل أنوثته الكامنه
د. يحيى:
نعم ينطبق
ومن أهم مراسلات سيجموندفرويد مع صديقه (بالمراسلة!! فلايس، أخصائى الأنف والأذن) أن فلايس كتب خطابا لفرويد يقترح فيه فرضا أن اللقاء الجنسى بين رجل وأمرأة يكون بين أربعة وليس بين أثنين وقد أقره فرويد فى ذلك، ولكنه حين كتب هذه الفكرة لم يرجعها إلى صاحبها (فلايس) وكان هذا من بين ما أخذ على فرويد وأنه قد سرق الفكرة من صديقه هذا لأنه اقتبسها دون الإشارة إلى اسم صاحبها الأصلى، بغير وجه حق.
أ. إسراء محمد إبراهيم
أعجبنى المقال تعرف على معلومات جديده، ولكن وجدت صعوبة فى فهم بعض الكلمات.
د. يحيى:
عندك حق
أ. أميرة فؤاد
ما ذهبت إليه فى ما ذكرته من آراء تخص المقارنة بين دورى المرأة والرجل صحيح إلى حد بعيد، حيث أن من الواجب دراسة السبب الحقيقى لتحرر المرأة الذى يخفى وراءه العجز البشرى عن عمل علاقة حيقية حتى ينجح الشريكان فى تحقيق الانسجام بينهما
د. يحيى:
هذا ما أرادت الشاعرة التنبيه إليه، فأردت بدورى توصيله
أ. هند عاطف
اتفق مع حضرتك فى كل ما ذكرت عن علاقة الرجل بالمرأة وفى تبادل الادوار مما سبب الخلافات فى العلاقات ويستدعى ذلك الرجوع إلى البدايات.
د. يحيى:
هذا صحيح
وأنا مسرور من تعليق بناتى أكثر
د. مصطفى محمد السيد
المقتطف : أنا لبوة لكننى لا أرتضى نفـسى مناخا طول دهرى من أحد
و لو أننى أختار ذلك لم أجب كلبا، وقد غلقت سمـعى عن أسد
عائشة القرطبية: نزهة الجلساء للسيوطي
التعليق: طالما لفت نظرى وجود هذه اللفظة فى التراث القديم ككلمة ايجابية بل ومدح، وأرى هذا منطقى ومناسب ولا أفهم لماذا تحولت إلى سبه أًصلاً
د. يحيى:
أية كلمة تعنى يا مصطفى؟
إن كنتَ تعنى كلمة “لبوة” فلا أظن أنها كانت تستعمل إيجابيا على طول الخط، وأذكرك بالقول السائر:
– لكل عالمٍ هفوه
– ولكل جوادٍ كبوه
– ولكل أسدٍ لبوه
وكأن انتماء الأسد إلى نصفه الآخر يقلل من قيمته مثل هفوة العالم وكبوة الحصان،
أين الإيجابية فى ذلك؟
د. مصطفى محمد السيد
المقتطف : إرتفاع نسبة الطلاق الذى يتم بناء على طلب الزوجة، وخاصة إذا صاحبه تنازلها عن حقوقها المادية، وأحيانا عن حضانة الأولاد.
التعليق: لا تحتاج إلى كثير من التنازلات فى ظل القوانين الحالية والتى تمكنها من قدر غير قليل من السيطرة وهناك توجه اعتراضى قوى حاليا فى هذا الشأن يرى أن القانون الحالى نفسه سبب رئيسى فى ارتفاع نسبة الطلاق.
د. يحيى:
لا أوافقك
د. مصطفى محمد السيد
المقتطف: وقد بالغ المجتمع الغربى فى إعطاء المرأة حق الرفض حتى لا تصبح “المناخ” الذى وصفته عائشة، فحتى فى المؤسسة الزواجية يمكن للزوجة -عندهم- أن تقيم قضية اغتصاب ضد زوجها إذا أتاها دون رغبة منها.
التعليق: عندهم حق جداً من وجهة نظرى ومش معتبره بشع أو سطحى
د. يحيى:
وعندك حق (من وجهة نظرك)
لكن دعنى أذكرك أن الحكم صعب
[1] – يحيى الرخاوى “جدلية الجنون والإبداع” مجلة فصول– المجلد السادس – العدد الرابع 1986 ص( 30 – 58) وقد تم تحديثها دون مساس بجوهرها فى كتابى “حركية الوجود وتجليات الإبداع” المجلس الأعلى للثقافة -القاهرة، سنة 2007
[2] – The Dao of Neuroscience” C. Alexander Simpkins & Annellen M. Simpkins – Copyright: W. W. Norton & Company 2010.
[3] – Tom Stonier: “Beyond Information: The Natural History of Intelligence”, Publication: Springer Science &Business Media 1992 .
توم ستونير “التاريخ الطبيعى للذكاء: ما بعد المعلومات” ترجمة د. مصطفى فهمى إبراهيم، وصدر فى سلسلة المشروع القومى للترجمة، سنة 2001
[4] – يحيى الرخاوى “جدلية الجنون والإبداع” مجلة فصول– المجلد السادس – العدد الرابع 1986 ص( 30 – 58) وقد تم تحديثها دون مساس بجوهرها فى كتابى “حركية الوجود وتجليات الإبداع” المجلس الأعلى للثقافة -القاهرة، سنة 2007
[5] – يحيى الرخاوى: “دراسة فى علم السيكوباثولوجى” “الأزمة المفترقية” مثلا: صفحة 170 – 173.