الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / ‏الكتاب الثالث: “عن الحرية والجنون والإبداع” (الحلقة العاشرة)

‏الكتاب الثالث: “عن الحرية والجنون والإبداع” (الحلقة العاشرة)

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت9-11-2019

السنة الثالثة عشرة

العدد:  4452

الكتاب الثالث:

 “عن الحرية والجنون والإبداع” (1) (الحلقة العاشرة)

 …………

 …………

العلاقة بين حرية الجسد وحركية الجسم

إن حرية الجسد إنما تتحقق من خلال مدى اقترابه من أو اقترانه بحركية الجسم (الوعى المتعين به)، وبالتالى فإن تحريك أيهما، حتى لو ابتعدت المسافة، قد يسهم فى تحرير الآخر، بدرجة أو بأخرى،‏ ‏يمكن‏ -على هذا الأساس- ‏أن‏ ‏نتصور‏ ‏كيف‏ ‏يعوق‏ ‏الجمود‏ ‏ألأيديولوجى، والدينى، ‏ ‏حركية‏ ‏الفكر‏، إذا انغرس فى الجسد ثابتا بأوامر التعصب أو الثبات على المبدأ، مما يعيق الحرية فالإبداع.

‏الإيقاع‏ ‏الحيوى ‏والحرية‏

‏سبق‏ ‏أن‏ ‏ألمحنا‏، فى الفصل الأول، كيف أن الإبداع هو فعل يومى لكل الناس من خلال الحلم على الأقل. فإذا تناولنا هذا الأمر ‏من‏ ‏منطلق‏ ‏الحرية‏ ‏فإنه قد يثير‏ ‏تحديا‏ ‏آخر‏ ‏‏يزيد‏ ‏الأمر‏ ‏تعقيدا‏:‏ ‏فهذا‏ ‏الفرض عن إبداع الشخص العادى بالأحلام‏، ‏إنما ‏يؤكد‏ ‏على ‏حتمية‏ ‏الإبداع‏ ‏للجميع، لذلك فإن هذا الفرض يبدو‏ – كما ذكرنا فى المقدمة -‏ وكأنه‏ ‏حرم‏ ‏المبدعين‏ ‏من‏ ‏تميزهم‏ ‏الخاص‏، ‏إذ‏ ‏اعتبر‏ ‏الشخص‏ ‏العادى‏- ‏بمجرد‏ ‏النوم‏ ‏والحلم‏ ‏فالنمو‏- ‏مبدعا‏ ‏بالضرورة‏، وبالتالى فإنه‏ ‏يبدو‏ ‏كما‏ ‏لو‏ ‏كان‏ ‏قد‏ ‏قلل‏ ‏من‏ ‏قيمة‏ ‏الإرادة‏ ‏الواعية‏، ‏وبالتالى ‏ضرورة‏ ‏المثابرة‏، ‏ومواصلة‏ ‏الاتجاه‏، ‏فى ‏عملية‏ ‏الإبداع‏.‏ وقد‏ ‏حاولت‏ ‏أن‏ ‏أخفف‏ ‏من‏ ‏وقع‏ ‏هذا‏ ‏وذاك‏ ‏فى ‏أطروحتى‏، ‏عن‏ ‏جدلية‏ ‏الجنون‏ ‏والإبداع (الفصل الثانى)‏، لكن لا بد من العودة لتاول الأمر من جديد فيما يتعلق بالحرية:

إنه‏ ‏على ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏الإيقاع‏ ‏الحيوى ‏عملية‏ ‏تلقائية‏ ‏راتبة‏ ‏من‏ ‏أول‏ ‏مستوى ‏التفاعل‏ ‏الكيميائى ‏حتى ‏دورات‏ ‏الكون‏ ‏مرورا‏ ‏بالإنسان‏، ‏فإن‏ ‏موقع‏ ‏الحرية‏ ‏يبدو‏ ‏فى ‏الخلفية‏ ‏إذا‏ ‏قيست‏ ‏بتلقائية‏ ‏الإيقاع‏ ‏ورتابته‏، ‏وذلك‏ ‏كما‏ ‏يلى:‏

‏1) ‏إن‏ ‏الإيقاع‏ ‏الحيوى ‏فى ‏مسألة‏ ‏الإبداع‏/‏الحلم‏/‏الجنون‏، ‏ليس‏ ‏دائرة‏ ‏مغلقة‏ ‏وإنما‏ ‏هو‏ ‏امتلاء‏ ‏بالمعنى (‏المعلومات‏ ‏ذات‏ ‏المعنى المتحرك)، ‏ثم‏ ‏بسط‏ ‏لها‏ ‏فى ‏الحلم‏ ‏أوالإبداع‏ ‏أو‏ ‏الجنون‏ ‏النشط، ليعاد تشكيلها بشكل أو بأخر‏.‏

‏2) ‏إن الإنسان‏ ‏بذلك‏ ‏يمتلك‏ ‏قدرا‏ ‏من‏ ‏الحرية‏ ‏تسمح‏ ‏له‏ ‏ألا‏ ‏يكون‏ ‏إيقاعه‏ ‏الحيوى ‏مجرد‏ ‏إعادة‏ ‏نبضات‏ مغلقة، ‏إنما ناتج يتوقف تشكيل الدورات‏ ‏بحسب‏ ‏ما‏ ‏يبسط‏ ‏من‏ ‏معلومات،‏ ‏بعد‏ ‏كل‏ ‏امتلاء مختارٍ جزئيا‏، ‏بما‏ يتيسر منها ‏فى كل دورة (نبضة)‏‏.‏

‏3) ‏إنه إذا كان‏ ‏الحديث‏ ‏الآن‏ ‏يدور‏ ‏حول‏ ‏حرية‏ ‏البروتون‏ ‏والاختيارات‏ ‏المطروحة‏ ‏على ‏جزيئات‏ ‏الذرة‏، ‏فالحديث‏ ‏أولى ‏عن‏ ‏حرية‏ ‏المعلومات‏ ‏أثناء‏ ‏إعادة‏ ‏تنظيمها‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏الإيقاع‏ ‏الحيوى‏.‏

‏4) ‏إن الحرية‏ ‏تمارس أيضا ‏فى ‏طور‏ ‏الانتقاء‏ ‏لنوع‏ ‏سلامة‏ وملاءمة ‏المعلومات‏ ‏المدخلة‏ ‏أثناء‏ ‏طور‏ ‏الاستيعاب‏، ‏وكذلك‏ ‏تصبح‏ الحرية – بالمعنى الأشمل – ‏فاعلة‏ ‏فى تشكيل “وعى التلقى” (الملْء) ‏قبل أن تقوم بدورها‏  أثناء‏ “‏البسط”‏.‏

‏5) ‏إن جماع‏ ‏كل هذا‏ ‏هو‏ ‏المسئول‏ ‏عن‏ ‏فاعلية‏ ‏وناتج‏ ‏توجه‏ ‏حركية‏ ‏الوجود‏ (‏الحرية‏) ‏بالنسبة‏ ‏للفرد‏ ‏أولا‏، ‏ثم‏ ‏بالنسبة‏ ‏للنوع‏ ‏حسب‏ ‏قوانين‏ ‏التطور‏ ‏المناسبة‏.‏

 ‏تيبيس‏ ‏الوعى ‏

على ‏قدرما‏ ‏عرى ‏الجنون‏ ‏هذه‏ ‏المفاهيم‏ ‏الأساسية‏ ‏لحركية‏ ‏الجسد‏، ‏ومنظومات‏ ‏الوعى، ‏فإن‏ ‏الطب‏ ‏النفسى ‏الأحدث جدًّا – للأسف-!! (‏الذى ‏يغلب‏ ‏عليه‏ ‏التفسير‏ ‏الكيميائى ‏القح‏)، ‏قد‏ ‏أصبح‏ ‏عاملا‏ ‏جديدا‏ ‏فى ‏التدخل‏ ‏ضد‏ ‏طبيعة‏ ‏كل‏ ‏من‏ ‏النبض‏ ‏البيولوجى (‏الإيقاع‏ ‏الحيوى) ‏ودور‏ ‏الجسد‏ ‏فى ‏تركيبة‏ ‏الجنون‏/‏الإبداع‏، ‏ومن‏ ‏ثم‏ ‏فى ‏حرية‏ ‏إعادة‏ ‏التنظيم‏ ‏واحتمالات‏ ‏ناتج‏ ‏النبض‏ ‏الحيوى (‏قارن‏ ‏الدور‏ ‏السلبى ‏المحتمل‏ ‏للهندسة‏ ‏الوراثية‏).‏ إن كثيرا من‏ ‏التدخلات‏ ‏الكيميائية‏ ‏الحديثة‏ ‏فى ‏ممارسة‏ ‏الطب‏ ‏النفسى ‏‏هى ‏تدخلات‏ ‏قهرية‏ ‏بشكل‏ ‏ما‏، ‏إذ‏ ‏تقوم‏ ‏بقهر‏ ‏هذه‏ ‏الحركية‏ ‏البيولوجية‏ ‏الإيقاعية‏، ‏لمجرد‏ ‏تصور‏ ‏أن‏ ‏البسط‏ ‏زاد‏ ‏عن‏ ‏الحد‏، ‏أو‏ ‏أن‏ ‏ناتج‏ ‏الإيقاع‏ ‏لا‏ ‏يحتمله‏ ‏مـَن‏ ‏هُمْ حول‏ ‏المريض‏ ‏ممن‏ ‏لا‏ ‏يفهمونه‏. ‏وقد‏ ‏ترتب‏ ‏على ‏ذلك‏ ‏اختفاء‏ ‏أو‏ ‏ندرة‏ ‏الأمراض‏ ‏النفسية‏ ‏الدورية‏ (2) ‏من‏ ‏ناحية‏، ‏وبالتالى، ‏وفى ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏إجهاض‏ ‏الإبداعية‏ ‏الدورية‏ ‏المحتملة‏ ‏فى ‏المقابل‏.

وفيما‏ ‏يتعلق‏ ‏بالحرية‏، ‏فإن‏ ‏التثبيت‏ ‏الدائم‏ ‏لحركية خلايا‏ ‏ومستويات منظومات المخ‏ ‏بفرط‏ ‏استعمال‏ ‏المهدئات‏ ‏الجسيمة‏ ‏طول‏ ‏الوقت‏ ‏طول‏ ‏العمر‏، ‏هو‏ ‏تدخل‏ ‏سافر‏ ‏فى ‏إيقاعية‏ ‏المخ‏ ‏ومرونة‏ ‏الجسد‏ ‏معا‏، ‏ذلك‏ ‏أنه‏ ‏يترتب‏ ‏عليه‏ ‏جمود‏ ‏دماغى، ‏ثم‏ ‏جمود‏ ‏جسدى، ‏ثم‏ ‏تيبس‏ ‏فى الوعى شاملا التيبس الوجدانى، ‏ثم يحدث التشقق‏ ‏فى ‏أى من هذه المجالات، أو كلها‏ ‏من‏ ‏كثرة‏ ‏التيبس‏، (‏وكل‏ ‏ذلك‏ ‏له‏ ‏أسماء‏ فى الطب النفسى سواء أسماء ‏أعراض‏ أ‏ومضاعفات أساسية، أو جانبية لا داعى لذكرها‏!!!)‏، إن ما يهم هو أن هذا‏ ‏التيبس‏ ‏المتشقق‏ (3) ‏يصاحبه‏ ‏أو‏ ‏يستتبعه‏ ‏جمود‏ ‏وجدانى ‏وفكرى ‏يعيقان‏ ‏الحركية‏ ‏فالإبداع‏، ‏وليس‏ ‏هذا‏ ‏انتقاصا‏ ‏من‏ أهمية مفعول‏ ‏هذه‏ ‏العقاقير‏ ‏فى ‏ضبط‏ ‏جرعة‏ ‏النشاط‏ ‏المفرط‏، ‏وإنما‏ ‏هو‏ ‏تنبيه‏ ‏إلى ‏أن‏ ‏المسألة‏ ‏الكيميائية‏ ‏ليست‏ ‏مستقلة‏ ‏عن‏ ‏المسألة‏ ‏الإبداعية‏ ‏والنمائية‏، ‏وأن‏ ‏الاضطرار‏ ‏لاستعمال‏ ‏العقاقير‏ ‏لا‏ ‏بد‏ ‏أن‏ ‏يضع‏ ‏فى ‏الاعتبار‏ ‏وظيفة‏ ‏خلايا‏ ‏المخ‏ (‏والجسد‏) ‏فى ‏حركية‏ ‏التفكير‏ ‏والإبداع‏ ‏على ‏المدى ‏الطويل‏، ‏أى ‏أن‏ ‏على ‏الكيمياء‏ ‏أن‏ ‏تنظم‏ ‏حرية‏ ‏الخلايا‏ ‏والمستويات‏ ‏بعض‏ ‏الوقت‏، ‏لا‏ ‏أن‏ ‏تقمعها‏ ‏طول‏ ‏العمر.

‏  ‏مرة أخرى: تعدد‏ ‏الذوات‏، ‏والحرية‏:‏

ألمحنا‏ ‏فى ‏المقدمة‏ ‏إلى ‏قضية‏ ‏تعدد‏ ‏الذوات‏ ‏وتأثيرها‏ ‏على ‏إشكالة‏ ‏الحرية‏، ‏وعلى ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏المسألة‏ ‏قد‏ ‏سبق‏ أن اختبرها الكاتب بالتفصيل  (4)، كما أنه أشار إليها بوضوح فى بداية هذه الأطروحة، ‏إلا‏ ‏أننا‏ ‏هنا‏ ‏سوف ننتقى ‏ما‏ ‏نركزعليه‏ ‏فيما‏ ‏يتعلق‏ ‏بمفهوم‏ ‏الحرية‏ ‏كالتالى‏:‏

‏”‏إن‏ ‏تغير‏ ‏النظرة‏ ‏إلى ‏الإنسان‏ ‏كوحدة‏ ‏إستاتيكية‏ (‏أو‏ ‏حتى ‏ديناميكية‏) ‏إلى ‏اعتباره‏ “مجمع‏ ‏شخوص‏” ‏يمثل‏ ‏موجزا‏ ‏للتاريخ‏ ‏ومحتوى ‏العالم‏ ‏فى ‏آن‏ ‏واحد‏، ‏خليق‏ ‏بأن‏ ‏يقلب‏ ‏كل‏ ‏الموازين‏ ‏السائدة‏ ‏حاليا‏ ‏عن‏ ‏مفهوم‏ ‏الإنسان‏ ‏ومفهوم‏ ‏الحضارة‏ ‏ومفهوم‏ ‏النمو‏ ‏الفردى ‏ومفهوم‏ ‏التطور‏ ‏البشرى ‏جميعا‏”‏

إن من‏ ‏أهم‏ ‏ما‏ ‏يتغير‏ تبعا لتبنى ‏هذا‏ ‏المنظور هو ‏ ‏مفهومنا‏ ‏عن‏ ‏الحرية، ومن ذلك:

‏ (‏أ‏) ‏ماذا‏ ‏يكون‏ ‏موقف‏ ‏الشخص‏ ‏العادى ‏أمام‏ ‏نفسه‏؟‏ ‏صورته‏ ‏لذاته؟‏ ‏فخره‏ ‏بها؟‏ ‏تحديده‏ ‏لها‏ ؟‏ ‏لأنه‏ ‏اذا‏ ‏كان ‏”هو” ‏ليس‏ “‏هو” ‏بل‏ “‏هم‏” ‏أو‏ “‏نحن‏” ‏فكيف‏ ‏يتحدد‏ ‏أو‏ ‏يتميز‏ ‏فردا‏ ‏”حرا‏” ‏مختارا‏؟‏ ‏

‏(‏ب‏) ‏ماذا‏ ‏يكون‏ ‏الموقف‏ ‏من‏ ‏قرار‏ ‏الشخص‏ ‏لنفسه‏، ‏واختياره‏ ‏لفعله؟‏ ‏وذلك‏ ‏حين‏ ‏نطرح‏ ‏مسألة‏ ‏أنه‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏واحد‏، ‏وبالتالى ‏نتساءل‏: ‏من‏ ‏الذى ‏اختار؟‏ ‏ومن‏ ‏المسئول؟‏ (‏وقد‏ ‏يمتد‏ ‏هذا‏ ‏البُعْد‏ ‏امتدادا‏ ‏خطرا‏ ‏ليشمل‏ ‏المسئولية‏ ‏الجنائية‏…)‏

‏(‏ج‏) ‏كيف‏ ‏نعامل‏ ‏بعضنا‏ ‏بعضا‏، ‏وكيف‏ ‏نتفق‏ ‏ونتحاب‏ ‏ونحن‏ ‏قد‏ ‏أصبحنا‏ “‏حفلة‏” (‏زحمة‏) ‏موجودات‏ ‏ولسنا‏ ‏إرادة‏ أ‏فراد‏ ‏فى ‏وحدات‏ ‏إرادية‏ ‏متكاملة؟

على ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏التخوفات‏، ‏فإنها‏ ‏لا‏ ‏ينبغى ‏أن‏ ‏تمنعنا‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏نعترف‏ ‏بحقيقة‏ ‏تعددنا‏، ‏وحتى ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏من‏ ‏السهل‏ ‏أن‏ ‏نتغاضى ‏عن‏ ‏مواجهة‏ ‏هذه‏ ‏الحقيقة‏ ‏فى ‏الحياة‏ ‏العادية‏، ‏فالأمر‏ ‏ليس‏ ‏كذلك‏ ‏بالنسبة‏ ‏للإبداع‏، ‏وخاصة‏ ‏فى ‏أدق‏ ‏وأشجع‏ ‏مجالاته‏ ‏وهو‏ ‏الشعر (5)، ‏وقد‏ ‏سبق‏ ‏أن‏ ‏أوضحت‏ ‏ذلك‏ ‏إجمالا‏ منذ البداية، إلا أنى أشعر أن الأمر من الأهمية بحيث يحتاج إلى مزيد من التفصيل التى لا تخلو من تكرار ‏ ‏كما‏ ‏يلى:‏

‏1- ‏الإنسان‏ ‏متعدد‏ ‏فى ‏كيان‏ ‏ظاهرى ‏واحد‏. ‏

‏2-‏ التعدد‏ ‏خطر‏ ‏وقد‏ ‏يفتح‏ ‏أبواب‏ ‏السلبية‏ ‏والتناثر‏.‏

‏3- ‏الانسان‏ ‏مستمر‏، ‏ويتقدم‏ فى اتجاه الواحدية برغم استحالة تحقيقها فى عمر الفرد، إلا فى بعض حالات الإبداع لفترة وجيزة ‏رغم‏ ‏ما‏ ‏ذكر‏ ‏فى‏1، 2

‏4- ‏إن‏ ‏هذا‏ ‏التعدد‏ ‏ليس‏ ‏وليد‏ ‏الانشقاق‏ ‏التالى ‏للولادة‏ ‏فقط‏ (‏كما‏ ‏تقول‏ ‏مدرسة‏ ‏العلاقة‏ ‏بالموضوع‏) ‏ولكنه‏ ‏طبيعة‏ ‏بشرية‏ ‏تعلن‏ ‏تراكم‏ ‏طبقات‏ ‏الذات‏ ‏فيلوجينيا‏ ‏وأنتوجينيا‏ ‏فى “‏واحدية‏ ‏حركية‏” ‏لا‏ ‏تلغى ‏الأقدم،‏ ‏وإنما‏ ‏بسماح‏، ‏هيراركيا، ‏ ‏وتبادليا‏.‏

‏5- ‏إن‏ ‏الاختيار (‏الحرية)‏ ‏يصبح‏ ‏مسئولية‏ ‏هذا‏ ‏الجماع‏ ‏الواحدى ‏فى ‏لحظة‏ ‏بذاتها‏، ‏بمعنى ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏التعدد‏ ‏الذى يبدو معيقا للحرية فالمسئولية، هو الذى يعطى للحرية الحقيقية احتمالات مشروعيتها فإذا كان التوجه الضام مطروحاً، فإن الحرية هى فى جماع ما يختار نوع هذا التوجه، وبالتالى ‏اختلاف‏ ‏نوعية‏ ‏الكيانات‏ ‏ومسارها‏، ‏فإن‏ ‏الاعتراف‏ ‏بالتعدد‏ ‏والوعى ‏به‏ ‏واستثارته‏ يكون ‏دافعا‏ ‏للتمحور‏ اختيارا ‏حول‏ ‏فكرة‏ ‏غائية‏ ‏بذاتها‏.

التعدد‏ ‏المرن‏ ‏المتجاذب‏ – إذن – هو‏ ‏فى ‏النهاية‏ ‏فى ‏صالح‏ ‏الحرية‏ ‏وليس‏ ‏معوقا‏ ‏لها‏ ‏شريطة‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏العلاقات‏ ‏ديالكتيكية‏ ‏متمحورة‏ ‏حول‏ ‏غاية‏ ‏ضامة‏، ‏متوجهة‏ ‏إلى “‏واحدية‏” ‏حرة‏، ‏فى ‏لحظة‏ ‏بذاتها‏، وليست قاصرة على اختيار ظاهر على حساب سائر مستويات الوجود.

‏وفى ‏معظم‏ ‏أساليب‏ ‏العلاج‏ ‏الجمعى ‏يكون‏ ‏تكثيف‏ “‏هنا‏ ‏والآن‏” ‏بهدف‏ ‏تجاوز‏ ‏التناثر‏ ‏والتذبذب‏ ‏بين‏ ‏إرادات‏ ‏الذوات‏ ‏المتفككة‏، ‏وبالتالى ‏ينشط‏ “‏ألم‏ عملية ‏التوحد”‏، أحيانا فى صورة الحزن الحيوى المواجِهى إذ يتواجد الآخـر‘ كله أيضا فى الوعى “هنا والآن”، ومن ثم يتولد الكيان الجماعى الضامّ، الذى يساعد فى مسيرة النمو العلاجى للمجموعة.

إن التعدد الضام يزيد ‏ ‏فرص‏ ‏الحرية الحقيقية المرنة، لا ينقصها.

‏ ‏ويجرنا‏ ‏هذا‏ ‏التركيز‏ ‏على ‏الـ‏ “‏هنا‏ ‏والآن‏” ‏إلى ‏علاقة‏ ‏الحرية‏ ‏بالزمن‏.‏

‏  ‏الحرية‏ ‏والزمن‏

إن‏ ‏الواحدية‏ ‏الحقيقية‏ – ‏فى ‏حالة‏ ‏الصحة‏- ‏لاتكون‏ ‏حاضرة‏ ‏حضورا‏ ‏يسمح‏ ‏بالحديث‏ ‏عن‏ ‏الاختيار‏ ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏ركزنا‏ ‏فعل‏ ‏الحرية‏ ‏فى ‏لحظة‏ ‏بذاتها‏، ‏فاللحظة‏ ‏هى ‏التى ‏تحدد‏ ‏الذات‏ ‏لتكون‏ ‏كيانا‏ ‏واحدا‏ ‏مفردا‏ ‏شاعرا‏ ‏فاعلا‏.‏ وقد‏ ‏يحدث‏ ‏فى ‏حالات‏ ‏الجنون‏ ‏والحلم‏ ‏والشعر‏ ‏أن‏ ‏يصبح‏ ‏الزمن‏ ‏هو‏ ‏نفسه‏، ‏اختيارا‏: ‏إذ‏ ‏تحضر‏ ‏فى ‏الوعى ‏أزمنة‏ ‏كثيرة‏ ‏فى ‏آن‏، ‏ويمكن‏ ‏للمجنون‏ ‏أو‏ ‏الحالم‏ ‏أو‏ ‏الشاعر‏ ‏أن‏ ‏يتحرك‏ ‏بينها‏ ‏بشكل‏ ‏أو‏ ‏بآخر‏، ‏يتحرك‏ ‏بعشوائية‏ ‏تامة‏ ‏فى ‏الجنون‏، ‏وبعشوائية‏ ‏مرحليه‏ ‏نسبية‏ ‏فى ‏توليف‏ ‏الحلم‏، ‏فى ‏حين‏ ‏يتحرك‏ ‏بحرية‏ ‏منشِئة‏ ‏فى ‏الإبداع‏.‏

لا‏‏بد‏ ‏من إعادة التنبيه إلى ضرورة ‏‏التفرقة‏ ‏هنا بين‏ ‏الزمن‏ ‏والوقت‏ (‏والتوقيت‏) ‏فمن‏ ‏ناحية‏: ‏الزمن‏ ‏كيان‏ ‏قائم‏، ‏وبعد‏ ‏مستقل‏، ‏ومساحة‏ ‏رحبة‏، ‏وبالتالى ‏فإن‏ ‏الحرية‏ ‏هى ‏الحركية‏ ‏القادرة‏ ‏على ‏تشكيله‏ ‏فى ‏التوجه‏ ‏العام‏ ‏والخاص‏ ‏فى ‏لحظة‏ ‏بذاتها‏، ‏وحين‏ ‏نتكلم‏ ‏عن‏ ‏أن‏ ‏الواحدية‏ ‏إنما‏ ‏تتكثف‏ ‏فى ‏لحظة‏ ‏متناهية‏ ‏الصغر‏ (6) الأمر الذى قدم الكاتب بعض تطبيقاطه فى النقد والممارسة الإكلينكية فى تناوله لإشكالية الزمن (7). هذه اللحظة، برغم أنها لحظة، إلا أنها تسمح‏ ‏للأنا‏ ‏أن‏ ‏تحضر‏ ‏وتختار. إن‏ ‏فعل‏ ‏التكثيف‏ ‏فى ‏لحظة‏ ‏هو‏ ‏فعل‏ ‏قادر‏ ‏على ‏تجاوز‏ ‏التعددية‏ ‏إلى ‏الواحدية‏ ‏كما‏ ‏ألمحنا‏.

‏  البعد الطولى فى الاختيار

‏ ‏التوقيت‏ ‏فى ‏مسألة‏ ‏الحرية‏ ‏له‏ ‏وضع‏ ‏آخر‏ ‏ألمحنا إليه سابقا وها نحن نعيد طرح السؤال الذى يقول: ‏هل‏ ‏أنا‏ ‏أختار‏ ‏الآن‏، ‏أم‏ ‏أننى ‏فقط‏ ‏أعلن‏ ‏اختيارا‏ ‏سبق‏ ‏أن‏ ‏قررته‏ ‏ورجحته‏ ‏من‏ ‏قبل‏، ‏ثم‏ ‏رحت‏ ‏أدعمه‏ ‏رغم‏ ‏كمونه‏، ‏وأنا‏ ‏الآن‏ ‏لا‏ ‏أفعل‏ ‏إلا‏ ‏أننى ‏أعلنه؟ والرد‏ ‏الأرجح‏ ‏من‏ ‏منطلق‏ ‏هذه‏ ‏الأطروحة‏ ‏يقول‏:‏

‏إن‏ ‏الاختيار‏ ‏يتم‏ ‏فى ‏لحظة‏ ‏خفية‏، ‏ويكون‏ ‏اختيارا‏ ‏حقيقيا‏ ‏راسخا‏ ‏مخترقا‏ ‏رغم‏ ‏كمونه‏، ‏لكنه‏ قد ‏لا‏ ‏يظهر‏ ‏فى ‏السلوك‏ ‏إلا‏ ‏بعد‏ ‏فترة‏ ‏من‏ ‏الزمن‏ ‏قد‏ ‏تكون‏ ‏شهورا‏ ‏أو‏ ‏سنوات‏ ‏حتى ‏ليبدو‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏الاختيار‏ ‏ليس‏ ‏إلا‏ ‏قهرا‏ ‏إذا‏ ‏استعملنا‏ ‏لغة‏ ‏فرويد‏ ‏عن‏ “‏التثبيت‏”، ‏أو‏ ‏استعملنا‏ ‏لغة‏ ‏إريك‏ ‏بيرن‏ ‏فى ‏حديثه‏ ‏عن‏ ‏ثبات‏ ‏النص‏، ‏لكن‏ ‏الأمر‏ ‏ليس‏ ‏بالضرورة‏ ‏تثبيتا‏ ‏أو‏ ‏جمودا‏ ‏للنص‏.‏

وقد‏ ‏انتبهنا‏ ‏إلى ‏هذه‏ ‏النقطة‏ ‏الخاصة‏ “‏بالاختيار‏ ‏السبقى‏” ‏من‏ ‏ثلاثة‏ ‏مداخل‏:‏

الأول‏: ‏هو‏ ‏اكتشاف‏ “‏سبق‏ ‏التوقيت‏” (8) ‏وهو‏ ‏ما‏ ‏أسميناه‏ “‏ببداية‏ ‏البداية” (9)‏ ‏فيما‏ ‏أشرنا‏ ‏إليه‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏المجنون‏ ‏يدرك‏ (‏ويعلن‏) ‏أنه‏ ‏اختار‏ ‏جنونه‏ ‏ولكن‏ الاختيار كان قد تمّ ‏فى ‏تاريخ‏ ‏سابق‏ ‏‏ ‏لبداية‏ ‏ظهور‏ أعراض ‏الجنون، التى لاحظها أو لاحظها من حوله لاحقا‏.‏

والثانى‏: ‏ما‏ ‏رصدناه‏ ‏فى ‏لحظات‏ ‏التحول‏ ‏النوعى ‏فى ‏العلاج‏ ‏الجمعى ‏المكثف‏، ‏وهو‏ ‏ما‏ ‏أسميناه‏ ‏تحول‏ ‏المنظومة‏ (10) ‏حيث‏ ‏نرصد‏ ‏هذا‏ ‏التحول‏ النوعى الغائر، ‏دون‏ ‏أن نلحظ أى ‏تغير‏ ‏سلوكى محدد، ولاحتى اختفاء الأعراض أحيانا، وإن كنا نلاحظ اختلاف حدتها، وموقف المريض منها، خاصة إذا كان الموقف تغير نوعيًّا ومع ذلك نطمئن إلى ظهور آثار التحول ممتدة إلى  سنوات، يتم رصد ذلك من واقع المتابعة. (11)

والثالث‏: ‏من‏ ‏خلال‏ ‏التوقيت‏ الانتقائى لما ‏ ‏يسمى ‏بجلسات‏ ‏العلاج‏ ‏الكهربائى ‏وهو‏ ‏ما‏ ‏أسميناه‏ ‏مؤخرا‏ ‏ـ‏ ‏فى ‏هذا‏ ‏السياق‏ ‏خاصة‏ـ‏‏جلسات‏ ‏تنظيم‏ ‏إيقاع الدماغ BST (12) ‏حيث‏ يختلف‏ ‏مفعولها‏ ‏بحسب‏ ‏التحقق‏ ‏من‏ ‏اختيار‏ ‏ما‏ ‏يختاره‏ ‏المريض‏ ‏وإن‏ ‏لم‏ ‏يعلنه‏. نحن عادة لا نعطى هذا العلاج طالما‏ ‏المريض‏ ‏لم‏ ‏يختر‏ بعد احتمال ترجيح المستوى القائد للإيقاع بشكل غالب، العلاج التمهيدى السابق لهذا العلاج التنظيمى يحاول أن يرجح مع المريض غلبة مستوى الوعى الواقعى الفعّال، من حيث المبدأ، مع طمأنته إلى إمكانية التبادل، والحركة فالنمو والإبداع، كل ذلك بطريق تأهيلىّ مثابر، مدعوم بكل معطيات التداوى الانتقائى المسترشد بالإمراضية (السيكوباثولوجى) التركيبية، المعاد تشكيلها بكل الوسائل باستمرار. ‏وقد‏ ‏تعلمنا‏ ‏أن‏ ‏إعطاء‏ ‏هذا‏ ‏العلاج التنظيمى للإيقاع الدماغى ‏يكون‏ ‏أنجح‏ ‏حين‏ ‏يظهر‏ ‏على ‏المريض‏ (أحيانا ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يدرى ظاهرا، ‏ودون‏ ‏أن‏ ‏يعلن‏) ‏أنه‏ ‏على وشك أن يختار‏‏ ‏اختيارا‏ ‏إيجابيا ما بشكل راجح  (13)  وكأننا نطمئن إلى حسن توجيه الطاقة، ثم سلامة قضبان المسار، ثم نُقْدم على إعادة التشغيل: فيحدث إعادة التشكيل فى الاتجاه الصحىّ (الإبداعى) المناسب

 ………

ونكمل الأسبوع القادم

 

[1] –  هذا هو الكتاب الثالث باسم “عن الحرية والجنون والإبداع” نشرت صورته الأولى فى مجلة فصول– المجلد السادس – العدد الرابع 1986  ص(30/58) وقد تم تحديثها دون مساس بجوهرها، وهو الفصل الثالث من كتاب “حركية الوجود وتجليات الإبداع”  الصادر من المجلس الأعلى للثقافة -القاهرة، والكتاب يوجد فى طبعته الأولى 2007 وهذه هى الطبعة الثانية بعد أن قُسم إلى أربع كتب أضيف إليها ما جدَّ للكاتب بين الطبعتين، وهذا الكتاب هو الثالث.

[2] – تشير الإحصاءات الانتشارية الأحدث إلى تراجع كل أشكال الأمراض العقلية الدورية ، لحساب الأمراض المزمنة  السلبية المستتبة ، واضطرابات الشخصية، يحدث هذا بالذاات فى الدول الغنية المتحضرة حيث تغطى التأمينات الصحية مساحة كبيرة من الناس بحيث يصبح استعمال العقاقير المثبطة لحركية البيولوجى بشكل مستمر هو الأصل الأعم فى علاج هذه الأمراض غالبا.

[3] – التيبس‏ ، ‏وما‏ ‏يستتبعه‏ ‏من‏ ‏تشقق‏، ‏ولا‏ ‏تآزر‏،  ‏هو‏ ‏المسئول‏ ‏عما‏ ‏يسمى ‏عسر‏ ‏الحركة‏ ‏التآخرى Tardive dyskinesia ‏وهو‏ ‏الذى  ‏يعلن‏ ‏أن‏ ‏الحركات‏ ‏العضلية‏ ‏لم‏ ‏تعد‏ ‏تحت‏ ‏سيطرة‏ ‏كلية‏ ‏متسقة‏، ‏وقد‏ ‏استنتجت‏ ‏أننا‏ ‏بلغنا‏ ‏من‏ ‏العمى ‏العلمى (!!) ‏أن‏ ‏نرصد‏ ‏هذا‏ ‏النشاط‏ ‏الحركى ‏الشاذ‏ ‏ولا‏ ‏نستنتج‏ ‏منه‏ ‏نشازا‏ ‏مقابلا‏ ‏فى ‏الكلية‏ ‏الكيانية‏ ‏الواحدة‏، ‏وفى ‏الوعى، ‏وفى ‏الوجدان‏، ‏حتى ‏وصفت‏ ‏ما‏ ‏لاحظت‏ ‏حدوثه‏ ‏بالقياس‏ ‏أنه‏ Dysharmonia  ‏عسر‏ ‏العقل‏ ‏التآخرى ،Tardive Dysharmonia Mentalis   ‏وما‏ ‏يهم‏ ‏هنا‏ ‏هو‏ ‏التنقل‏ ‏بين‏ ‏المجالات‏ ‏أيضا‏، ‏وكيف‏ ‏يتم‏ ‏التيبس‏ ‏أو‏ ‏التنشيط‏ ‏فى ‏مجالات‏ ‏متعددة‏ ‏معا‏، العضلات، والفكر كأمثلة ‏أو‏ قد ‏يتم‏ ‏فى ‏مجال‏ ‏ثم‏ ‏ينتقل‏ ‏إلى ‏آخر‏ ‏وهكذا‏.

فى ‏خبرتى ‏كان‏ ‏هذا‏ ‏التيبس العضلى، والعقلى‏ ‏شديد‏ ‏العيانية‏ ، ‏بحيث‏ ‏يمكن أن يرتبط‏ ‏مباشرة‏ ‏بكل‏ ‏الأبعاد‏ ‏التى ‏حاولنا‏ ‏أن‏ ‏نقدم‏ ‏بها‏ ‏الحرية‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏الدراسة‏ ، ‏لنربط‏ ‏بينها‏ ‏وبين‏ ‏المرونة‏، ‏والحركية‏، ‏والساحة‏ ‏جميعا‏، ‏ويصبح‏ ‏الطب‏ ‏الكيميائى ‏الاختزالى ‏أخطر‏ ‏على تقييد ‏حركية‏ ‏الوجود‏، ‏وعلى ‏الحرية‏ ‏الإنسانية‏ ‏من‏ ‏أى ‏قهر‏ ‏جسدى ‏أو‏ ‏حجز‏ ‏مباشر‏، ‏إذ‏ ‏أن‏ ‏حجز‏ ‏المريض‏ ‏وراء‏ ‏القضبان‏ ‏هو‏ ‏مواجهة‏ ‏مباشرة‏ ‏تثير‏ ‏التحدى ‏وتحافظ‏ – ضمنا – ‏على ‏الحركة‏ ‏الداخلية‏، ‏أما‏ ‏غرس‏ ‏التيبس‏ ‏فالتشقق‏ داخل خلايا الجسد ‏تحت‏ ‏عنوان‏ العلاج والوقاية فهو أمر ينبغى مواجهته علميا وأخلاقيا على مستوى الطب والمجتمع عامة.

[4] – برنامج “سر اللعبة” استمر أكثر من عام 2004- 2005 فى قناة النيل الثقافية، وكان عبارة عن ألعاب جماعية ، مع أربعة ضيوف متطوعين لمدة ساعة أسبوعيا ، وقد غطى مساحة واسعة من تحريك الوعى مع ناس من الأسوياء ، مع دعوة المشاهدين جميعا للمشاركة.

admin-ajax-51

admin-ajax-41

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *