الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / كتاب: الطب النفسى بين الأيديولوجيا والتطور (الحلقة 8) الفصل الرابع: تشكيلات من الطب النفسى السلبى (والطب النفسى الإيجابى: ما أمكن ذلك!)

كتاب: الطب النفسى بين الأيديولوجيا والتطور (الحلقة 8) الفصل الرابع: تشكيلات من الطب النفسى السلبى (والطب النفسى الإيجابى: ما أمكن ذلك!)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد3-11-2019

السنة الثالثة عشرة

العدد:   4446

كتاب: الطب النفسى

بين الأيديولوجيا والتطور (1) (الحلقة 8)

الفصل الرابع: تشكيلات من الطب النفسى السلبى

(والطب النفسى الإيجابى: ما أمكن ذلك!)

مقدمة:

نشرنا الأسبوع الماضى ثلاثة من أنواع من الطب النفسى هى: الطب النفسى التصنيفى، والطب النفسى الكيميائى، والطب النفسى التحليلى، وبصراحة لم ندمغ أيا منها بأنها سلبية بشكل مباشر، برغم تلميحاتنا بقصورها.

واليوم ننشر بقية الأنواع فنلاحظ أيضا غلبة السلبية عليها وكأننا نمارس نقدا ذاتيا قاسيا بلا بديل واضح، وقد حاولت اليوم أن أخفف الجرعة، لكننى لم أستطع فتركت الأمر للقارئ وربما للتاريخ.

فعذرا

 (4) الطب النفسى التبريرى (التأويلى/التفسيرى!):

إذا تمادى التركيز على التعليل والحرص على الإسراع بتفسير الأعراض بأسباب فى الماضى ورحنا ننحو باللائمة على ظروف خارجه عن مشاركة المريض فى إحداث المرض، فإن المسألة قد تنقلب من التفسير والتأويل والتعليل إلى التبرير (من جانب المريض وربما أهله، وإلى درجة أقل من جانب الطبيب)، هنا يجرى إعطاء أسباب ظاهرة أو مروية ليست بالضرورة هى الأسباب الحقيقية لما أصاب المريض، وبالتالى يسهم مثل هذا التبرير فى دعم ما يسمى المكسب الثانوى للمرض Secondary gain، ويختلف التبرير عن التفسير فى أنه يبالغ فى تفسير المرض والإعاقة بربطها بمسببات تنتهى إلى أن تصبح أعذارا ليس فقط لتفسير ظهور المرض، ولكن ربما للتمادى فيه بدون قصد  من الطبيب غالبا، فيـُثبـّت العرض أو المرض أكثر من أنه يسهم فى إزالته.

 وهنا يقع الطبيب – غالبا بغير قصد – فى احتمال أن يستعمله مريض باضطراب الشخصية أو ما شابه، ليبرر من خلال تبريراته أو تفسيراته بعض انحرافاته التى يصفها عادة بأنها “غصبا عنه”، وبمجرد أن يطمئن إلى أن الطبيب وافق على أنه يعانى من مرض ما، فإنه يقفز فى لاشعوره (أو شعوره) أنه “ليس على المريض حرج”، وأن ما يقوم به هو تماما نتيجة للمرض، ويكون الطبيب عادة غير منتمٍ لفكرة أن المرض (حتى الذهان) هو اختيار أعمق (اختيارا لاشعوريا عادة) وهكذا يحقق صاحب اضطراب الشخصية – مثلاً- غرضه بتعليق لافتة تشخيصية على ما يأتيه من سلوكيات منحرفة، وكأن الطبيب – دون أن يدرى عادة – قد يعطى للمريض عذرا ظاهرا أو خفيا للاستمرار فى هذه السلوكيات (لأنه مريض!!) وما لم ينتبه الطبيب كيف يستعمله مثل هذا المريض، فإنه يكاد يصبح مشاركا فيما يقترفه.

 (5) الطب النفسى السياسى:

 ويوجد نوعان من الطب النفسى يطلق على أى منهما هذا المصطلح وكلاهما  يعتبران من الممارسات السلبية للمهنة بشكل أو بآخر، وفيما يلى نفصل ذلك:

(5/أ) الطب النفسى السياسى الإعلامى:

وهنا يقوم الطبيب النفسى  بالتطوع أو بالاستجابة لما يطلب منه من تفسيرات نفسية، أو تحليلات نفسية لهذه الظاهرة السياسة البحتة أو تلك، وأيضا كثيرا ما يطلب منه تحليل شخصيات سياسية، قيادية عادة، وقد يـُستدرج إلى استعمال لغة طبية تصل إلى حد التشخيص لمجاميع من الشعب (أو حتى للشعب كله) فى فتاواه السياسية، وقد كثرت هذه الظاهرة من جانب معظم الإعلاميين الذين كثيرا ما يصرون على السؤال عن “التفسير النفسى” أو “التحليل النفسى” لهذه الظاهرة فى السياسة أو لتلك الشخصية السياسية (2) ، وبرغم ما فى هذا التوجه من احتمالات بعض الصواب إلا أنه لا ينبغى أن يُستعمل إلا بحذر شديد، لأن الطب النفسى فى النهاية هو طب يعالج مرضى بعد أن يحصل منهم على معلومات تفصيلية شاملة ومباشرة، ومعظم هذه الممارسات تستعمل لغة طبنفسية وتشخيصات مرضية هى اجتهادات أبسط ما توصف به أنها هواية محدودة المصداقية أو فروض تحتاج إلى تصديق.

(5/ب) الطب النفسى السياسى القهرى السلطوى:

وهذا نوع من استعمال الطبيب والطب بواسطة سلطة قاهرة طاغية حاكمة، لقهر معارضيها وبإصدار أحكام نفسية تحرمهم من التمتع بحقوقهم فى الحرية والتعبير والمشاركة، وقد شاع مثل ذلك عبر التاريخ بشكل مباشر، وأيضا حديثا بشكل أقل مباشرة، وكثير من الأطباء الذين يشاركون فى مثل ذلك لا يدركون أن مسئوليتهم لا تقتصر فقط على سوء استعمال علمهم وفتواهم فى قمع الحريات وظلم الناس، وإنما أيضا فى الإسهام فى تمادى الطغاة فى طغيانهم وقهر الناس.

 (6) الطب النفسى التحفظى الذاتى:

وهو نوع الطب النفسى الذى تقوم فيه سلطات خارجة عن المهنة الطبية الأصلية (وأحيانا عن المسئولية الحقيقية) بالتدخل بين الطبيب والمريض فى فرض إجراءات تفاصيل تبدو مساعدة المريض، كما ينبغى، من وجهة نظر خارج الممارسة الطبية، وهو الطب الذى يمارَسُ غالبا فى البلاد التى تسمى متقدمة والتى تتدخل فيها سلطات غير طبية: قانونية أو تأمينية أو تجارية استثمارية أو ميثاقية شبه إنسانية، وهنا يصبح الهم الأول للطبيب هو حماية نفسه وتأمين إجراءاته من المساءلة، ثم يأتى فى المقام التالى علاج المريض، وهكذا يجد الطبيب نفسه يسير بخطوات لا يحكمها وعيه وإيمانه وعلمه ومعرفته وأمانته وبصيرته وخبرته فى المقام الأول، وإنما تحكمها أولا: العناية بملء الأوراق الرسمية وتسديد الخانات وتسجيل التحفظات، وبرغم ما يبدو فى ذلك من مظاهر تٌـعـَدُّ ضمن الحفاظ على حقوق المريض، وأن هذا يبدو مطلوبا من حيث المبدأ، إلا أنها كثيرا ما تقلب الطبيب إلى مُنفِّدٌ لمنظومة من خارجه أكثر من ممارسٍ لقدراته ومهاراته وفنه حسب إخلاصه لضميره وحسابه على ربه، واحترامه لأصول مهنته لصالح مريضه، وهذا – كما قلنا– هو ما يجرى غالبا فى البلاد المسماة بالمتقدمة، أما ما زال يجرى بعرفٍ طـَيـّب فى بعض البلاد التى توصف بأنها أقل تقدما (أو متخلفة) فإن الوعى العام والوعى المهنى والوعى الأخلاقى والوعى الإيمانى فى تجلياتها الإيجابية قد يسمح بتوثيق التواصل بين الطبيب والمريض عبر الوعى البينشخصى أو الوعى الجمعى أو الوعى الإيمانى بل عبر كل ذلك معا، مما لا يمكن أن يوصف أو يسجل فى الأوراق، وهكذا تتوثق العلاقة الإيجابية الإبداعية بين الطبيب والمريض – بحذر شديد – لصالح الاثنين معا، دون أن يحول التحفظ الشخصى والحرص على سلامة الطبيب على حساب الإخلاص اللازم لمعونة مريضه بما يتفق مع علمه، ويؤكد إنسانيتهما معا، ويرضى الله.

 (7) الطب النفسى الاسترزاقى:

 السعى للرزق ليس عيبا وليس ظاهرة سلبية، بل إنه من أهم علامات ما هو صحة وما هو شرف الوجود أحيانا، فمن حق الطبيب النفسى أن يكسب من ممارسة مهنته، لكن إذا كان الكسب من ممارسة المهنة أمرا طبيعا، (3) فإن التنبية واجبٌ حتى لا تنقلب المسألة ليصبح الكسب من المهنة هو المهمة الأولى والأخيرة للطبيب مقابل الخدمات التى يقدمها، إن حصل ذلك فلابد أن نعترف أنها ممارسة سلبية، وإن كنت استبعد وأحذر من تعميمها لسبب بسيط: هو أن المكسب على المدى الطويل عادة يرتبط بالنجاح فى أداء المهمة وإتقان الحرفة، ونجاح الطبيب حتى يزيد مكسبه هو أن يشفى مرضاه، فى نفس الوقت الذى يحصل فيه على مقابل عمله وجهده.

(8) الطب النفسى التَّرْجَمى:

هذا الطب الترجمى يركز على ممارسة الطب النفسى بتطبيق معطيات نتائج المعمل على المريض أولا بأول (بالعافية!!!) وأكتفى هنا بإيجاز بعض معالم نقده كما قدمتها فى ذلك المؤتمر السالف الذكر (فى الاسكندرية).

فالطب النفسى التَّرْجَمى هو العملية التى تنقل الاكتشافات العلمية مما “قبل الممارسة الكلينيكية” Pre- Clinical إلى التطبيق الكلينيكى بهدف تحسين محكات الصحة، وبالتالى الإقلال من المرض ومعدلات الوفاة وقد سبق لى نقده بالتفصيل، بادئا بالتنبيه على الحذر من فرط الثقة بكل معطيات المؤسسات ذات اللافتات العلمية التى تمارس العلم المؤسسى باهظ التكلفة، ومحاولة تعرية استعمال العلم لأغراض تجارية تسمى بأسماء علمية، ثم بالتأكيد على أهمية وتاريخية الممارسة الطبية عموما والطبنفسية خصوصا وأنها “من الممارسة إلى البحث العلمى وليست من البحث العلمى إلى الممارسة الكلينيكية، ثم كيف أن الممارسة الكلينيكية هى بحث علمى كامل طول الوقت، قد تحتاج دعما من العلماء الشرفاء حين تقترح عليهم فروضا قابلة للاختبار بأدواتهم العملية والكلينيكية، جنبا إلى جنب مع متابعات الممارسة ونتائجها بكل الطرق اللازمة.

وأخيراً: فإنى أنهيت نقدى بالتذكرة بماهية الطب عامة  “كـَـُفَنّ” من أول قول أبو قراط: “العمر قصير والفن طويل” (4) وحتى فكرة “نقد النص البشرى“.

وقد خـَـلـُـصت من كل ذلك إلى أن هذا المسمى “الطب التَّرْجَمى”: هو ضد تاريخ الطب كله، وضد تاريخ الطب النفسى خاصة، ولا يدعمه العلم المعرفى العصبى، ولا المدى الذى وصلته البيولوجيا النفسية والعصبية، ولا إسهامات العلوم الكموية (الكوانتية) (5) وكيف أن المخ يعيد بناء نفسه، طول الوقت، وأخيراً فإن دور الوعى البينشخصى والوعى الجمعى فى العلاج هو أبعد عن البحث العلمى فى المعمل إن لم يكن ضده.

(9) الطب النفسى التسكينى: (6)

وهو المفهوم الشائع عند أغلب الناس (بما فى ذلك المرضى وأهاليهم) حيث يغلب على ظنهم، بل اعتقادهم، أن مهمة الطب النفسى هى “الترييح”، وأنه: “من المفروض يا دكتور إنك تريحنى”، وأنا عادة ما أحتج على مبدأ أن يعلمنى المريض أو أهله ما هو المفروض وما هو ليس مفروضا، ثم أعذرهم وأداعبهم أو أنبههم بلا مداعبة، أن يعيدوا قراءة اللافتة على الباب أو على العمارة فإذا كان المكتوب عليها فلان الفلانى “المريّحَاتى” فأنا تحت أمرهم، أمّا إذا كان المكتوب هو: “الدكتور فلان” فقط، فمهمة الطبيب هو أن يعالج المرضى بالطريقة التى تعلمها ومارسها وجربها وأعانت مرضاه طوال هذه السنين، بما فى ذلك احتمال ألم التغير والنمو، كمرحلة على طريق التعافى والصحة،  وتبدأ علاقة إيجابية أكثر جدوى وأنفع لكلينا.

(10) الطب النفسى المستورد:

(أ) وهو يعنى ممارسة الطب النفسى بقيم “سابقة التجهيز”، مستوردة من ثقافة غير ثقافتنا لأهداف لا تتفق مع طبيعة قيمنا، من أول الحرص على الحرية المزعومة، حتى خدعة المواثيق “المكتوبة” “جامعة” “مانعة” لما هى حقوق الإنسان المُـحْـتَكَرَة، أو “نوعية حياة مجتمع الرفاهية” دون النظر إلى الفروق الثقافية ولا إلى اختلافاتنا عنهم فى حقيقة وموضوعية امتداد دوائر الوعى: من الوعى الشخصى إلى الوعى البينشخصى إلى الوعى الجمعى إلى الوعى الجماعى إلى الوعى المطلق إلى الغيب، إليه، كل هذا بالنسبة لثقافتنا هى حقائق يومية موضوعية تسهم بفاعلية فى الشفاء، وحين تقتصر ممارستنا على تقزيم وجود الإنسان لينتهى عند هامة رأسه، مرجحا لما فيها من غلبة عقله الطاغى الظاهر: فنحن نتجاوز بذلك حقائق موضوعية، وننسلخ بعيدا عن ثقافتنا وعن الطبيعية وعن أصولنا.

(ب) وهناك نوع آخر من هذا الطب المستورد: وذلك حين نواصل استيراد الأحدث فالأحدث من نتائج الأبحاث المقارنة المعملية بالذات لتطبيقها دون اختبار هادف فى واقع ثقافتنا بما يترتب عليه الإسراع فى قبول واستعمال عقاقير أحدث، فأحدث باهظة الثمن جدا (جدا)، لا تتفق مع الوضع الاقتصادى للغالبية العظمى من  مرضانا، ونفضّلها تحت زعم شجب العقاقير الأنجع والأرخص بالمبالغة فى تصخيم ما يسمى آثارها الجانبية، حينئذ يصبح الاستيراد ليس قاصرا على استيراد الافكار ونسخ ثقافة من خارجنا، وإنما يمتد إلى استيراد مزاعم شبه علمية لصالح مؤسسات استثمارية سلطوية. (7)

(11) الطب النفسى المثالى :

من حيث المبدأ أذكِّر أننا نمارس مهنتنا مع بشر يسيرون على أرض الواقع، وأن أية أحلام مثالية براقة هى مشروعة ومأمولة، لكن علينا ألا نفرض ما نرجوه  – وغالبا عجزنا عن تحقيقه لأنفسنا – على مرضانا حُبًّا فيهم وأملا فى مستقبلهم كما نتصور.

ثم إننى أتقدم خطوة الآن بالنقد الذاتى لبعض الممارسات تحت مسميات جيدة وصحيحة لكن التمادى فى تصوير أنها الممارسات الوحيدة الصحيحة، وأن الوعود التى تلوّح بها ممكنة على أرض واقع يعلن بوضوح استحالة تطبيقها، هذا وذاك إنما يغلب على هذه الأنواع سليمة المنطق عميقة الجذور إلى ممارسات طوبائية غير واقعية، ومن ثم لا مفـَـرّ من أن تدرج تلقائيا تحت الطب النفسى السلبى، برغم بريق تنظيرها وروعته.

مثلاً: إن ما يسمى الطب النفسى التطورى إن لم يرتبط كل لحظة بأرض الواقع، فإنه يمكن أن يكون أقرب إلى الطبنفسى المثالى، وحين أربطه بنظريتى المسماة “النظرية التطورية الإيقاعحيوية” باسم الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى مركزاً على ضرورة ربط دورات الإيقاع بدورات  أقصر فأقصر على أساس أن المخ يعيد بناء نفسه باستمرار فى وحدات زمنية متناهية الصغر، فأنا أفعل ذلك احتراما لفروضى وفياسا عل دورات أطول يمكن رصد نتائجها مثل دورات النوم واليقظة، ودورات الحلم واللاحلم، حتى دورات الإيقاع النمائية والتوازنية وأغلب ذلك هو بعيد عن الاختبار والتحقق، وإنما يفترض قياسا وممارسة، لذلك فمن يعتبره أقرب إلى الطبنفسى المثالى هو محق بدرجة ما.

……….

ونكمل الأسبوع القادم  “مناقشة بعض مواصفات الطبنفسى الإيجابى”

 

[1] –  يحيى الرخاوى: “الطب النفسى: بين الأيديولوجيا والتطور” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2019)، والكتاب موجود فى الطبعة الورقية  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى للتدريب والبحوث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net 

[2] – لدرجة كدت أسمى هذا النوع الفرعى من هذا الطب: الطب النفسى”التوكْشووى”Talkshow

[3] –  بل ويساعد أحيانا المريض أن يمارس العلاقة بجدية واقعية حين يدفع مقابل الخدمة، فيضطر أن يكون أكثر تعاونا وحرصا على الوقت وعلى التقدم نحو الشفاء.

[4] – Life is short, art is ling

[5] – Quantum Sciences

[6]  –  التطمينى/الترييحى

[7] – وهذا بعض ما يروج له الطب النفسى الترجمى.

admin-ajax-51

admin-ajax-41

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *