نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 3-1-2020
السنة الثالثة عشرة
العدد: 4507
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
كل سنة وأنتم طيبون
2020
المنظر حلو بالصلاة على النبى.
*****
كتاب (رباعيات.. ورباعيات) (3) (صلاح جاهين – عمر الخيام – نجيب سرور)
مازلنا مع صلاح جاهين
أ. فؤاد محمد
المقتطف: الدنيا أوضة كبيرة للانتظار
فيها ابن آدم زيُّهْ زى الحمار
الهم واحد والملل مشترك
ومفيش حمار بيحاول الانتحار
التعليق: كم هو مؤلم هذا الانتظار ياعم صلاح … ووصلنى كم ضجرك منها ومن جدرانها حتى ولو كانت كببرة .. حزنك لاذع يا عم صلاح
د. يحيى:
….!!!
رحمـَهُ الله رحمة واسعة
ثم دعنا يا فؤاد نتعلم من “الحمير”، ولا مؤاخذة!!
أ. فؤاد محمد
المقتطف: أعرف عيون هيَّا الجمال والحسن
واعرف عيون تاخذ القلوب بالحضن
وعيون شقية وقاسية وعيون كئيبة
وباحس فيهم كلهم بالحزن…
التعليق : للدرجة دى كنت حزين ياعم صلاح ..
حتى العيون القاسية لقط الحزن جواها
د. يحيى:
ملاحظتك يا فؤاد شديدة الدقة، لم أنتبه إليها من قبل.
لكن هل يا ترى فاتك أنها ليست قاسية فقط، لكنها “شقية وقاسية”، فلعل شقاوتها ووعيه بها هى مصدر الحزن وليس قسوتها فقط.
أ. فؤاد محمد
المقتطف: وإن كان الأمر لم يقتصر على التخويف المألوف من أن يأكلنا الدود فى القبر، بل إنه رسم صورة أبشع. حين جعل الطير – وجعلنا ضمنا- نمص الدود كما يمصّنا الدود، هذا تصوير أقسى وأرعب، فمن ناحية هو ينبهنا إلى ما يمكن أن يسمى وعى الموت (وليس فقط الوعى بالموت)، حتى فى القبر. ومن ناحية أخرى، فإنها تذكرة ضمنية ساخرة بأن هذا الطير المغرور لن يجد فى القبر إلا الدود ينتظره ليعرف قيمته.
التعليق : عمييييقه القراءه دى يا دكتور
د. يحيى:
بالسلامة.
أ. محمد الحلو
المقتطف: “فى رباعيات جاهين، تكاد تظهر كل أعراض الاكتئاب بلا استثناء، من أول عدم الاكتراث والملل، إلى الشعور بالضياع وفقدان المعنى، إلى الإحساس بتغير الكون وتغير الذات، ثم الميل إلى الانتحار أو العجز عن الانتحار، كل ذلك يتتابع فى صور – برغم مرارتها- جميلة، جميلة، حتى تجعلنا نحب ما لا يحَب، أو على الأقل نقترب من صدق معاناة من يعايشها، فى تعاطف متألم قد يُخفف عنه، وقد يشجعنا على خوض ما نخشى.”
التعليق: صلاح جاهين مبدع فى كل أحواله… بيعرف يوصف بالكلام القليل الاحاسيس الكتير بطريقة تصويرية ابداعية تثير الاعجاب.
د. يحيى:
هذا صحيح
رحمه الله رحمة واسعة.
أ. محمد الحلو
المقتطف: “قد يشجعنا على خوض ما نخشى”
التعليق: استوقفتنى الجملة دى كتير بس مش عارف اعبر عن اللى حسيته.
د. يحيى:
أحيانا يطغى التعبير اللفظىّ على الاحساس بحيوية الوجدان ونبضه، فيكون الصمت أبلغ، فى قصيدة لى بالعامية فى كتابى “أغوار النفس” العين الثامنة، “نايم فى العسل” (1)، قلت على لسان أحد أعضاء العلاج الجمعى، (وكان يفرط فى الكلام بديلا عن التعمق فى اللحظة)
عايِز اوْصف فى مشاعرى وإٍحساساتى،
واقعد اوصفها سنين،
مش حا بَطّلْ، خايف ابطّلْ،
لو أبطّل وصف فى الاحساسْ حَاحِسّ،
وانا مِش قد الكلام دهْ
أ. محمد الحلو
المقتطف: “وصلاح يعايش ما آل إليه امتهان الحزن بتسميته باسم مرض (الاكتئاب)، وهو يرفض هذا المنطق ويسخر منه؛ لما فيه من مساس بجلال الحزن….”
التعليق: استغربت واتخضيت من كلمة امتهان الحزن…..
هو احنا بس ممكن نعمل كده لما بنختزله فى تشخيص او كلمة… ولا لما بنتجاهله جوانا وننكره وبنهرب منه ومنشوفوش هو ده يبقى اكبر امتهان للحزن
د. يحيى:
أظن أنه كان يقصد مبادرة الأطباء والنفسيين بتسمية الحزن الأصيل: “بمرض الاكتئاب” كلافتة دون الإلمام بأبعاده.
أ. أميرة فؤاد
الشعور بتغير العالم من حول المكتئب جميلة جدا، استفدت من هذا الموضوع كثيرا
د. يحيى:
بارك الله فى فائدتك لك، ولمن ترعى.
*****
كتاب: الطب النفسى: بين الأيديولوجيا والتطور (الحلقة 16)
الفصل السابع: المدارس النفسية والنماذج العلاجية
أ. أمير منير
المقتطف: “امتداد الذات”
التعليق: توضح
د. يحيى:
التوضيح يا منير احتلّ منى مئات الصفحات التى جاء بعضها فى ملف “اضطرابات الوعى” بالموقع، وبعضها فى ملف “الإدراك” وإليك بعض العينات نشرات من:
– ملف الإدراك: مثلا: نشرات: (نشرة 12/9/2012، نشرة 11/11/2012 ، نشرة 18/11/2012)
– ومن ملف الوعى: مثلا نشرات: (نشرة 18/5/2015، نشرة 29/6/2015)
– ومن ملف الاضطرابات الجامعة: نشرات (نشرة 26/12/2015، نشرة 27/12/2015، ونشرة 9/1/2016)، يمكنك أن تزور بعضها، وتخبرنا!!
شكراً.
أ. أمير منير
المقتطف: إعادة تنظيم العمليات
التعليق: أيه هما العمليات الثلاثة
د. يحيى:
المقتطف قصير جدا حتى أننى لم أتبين إلى أية معلومات يشير إليها، برجاء التوضيح لو كنت مصراً على التساؤل.
أ. أمير منير
المقتطف: ترجمة الأعراض
التعليق: بحس أنى مش بشوف العيان بشكل كامل لو ركزت فى دى بس
د. يحيى:
عندك حق.
أ. أميرة فؤاد
الموضوع مفيد جدا .. أضاف إلىّ كثيرا
د. يحيى:
الحمد لله، والشكر لك
*****
حوار مع مولانا النفرى (371)
من موقف “الحجاب”
د. رجائى الجميل
وقال لى: “لو أخبرتك بكل شئ كان بيننا إخبار يجمعك عليك”
لم اصدق او اتصور انه يمكن ان يخبرنى بكل شيء . …. مستحيل .
هو يخبرنى بوجوده المطلق كحقيقة عيانية غيبية حاضرة .
فافيق فاجتمع على به معه اليه. فاطمئن فادخل فى عباده .
اذن هى ومضات رسائل رحمانية تهدنى اليه حين يرضى ليس الا.
د. يحيى:
لكنه هو أيضا وأصلاً: الذى يكرمنا حين نلمح رحمته وهو يغمرنا باحتمال هذا الفضل، فلنسْعَ فى اتجاه تحمل مسئولية حمل ما تيسر لنا من أمانة: يخبرنا بما نستطيع حمله منها، وإلا فليدفع الثمن من يعجز عن حملها: “إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً”.
أ. هاجر
أحـّمد هذا الإخبار ليس لإنه خبر أو معرفة، وإنما لأنه هدانى لاجتمع إلىّ، فأجتمع إليه.
د. يحيى:
شكرا
أين التعليق؟؟
أ. منى أحمد
المقتطف: لأواصل كما خلقنى لأجمعنى عليه.
التعليق: هذا ما انتظره والحمد لله
د. يحيى:
حقق الله رجاءك
أ. أميرة فؤاد
أعجبتنى كثيرا ، شكرا
د. يحيى:
العفو
د. محمد بكر
المقتطف: وإنما لأنه هداك إليك تجتمع عليه، فتجتمع إليه.
التعليق: مش مختلفين!
د. يحيى:
الحمد لله
أ. محمد الحلو
وقالوا الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله
د. يحيى:
رحمن رحيم
*****
مقتطف من كتاب: الترحال الأول: “الناس والطريق”
الفصل الخامس: “أغنى واحد فى العالم” (4 من 8)
أ. أميرة فؤاد
أعجبتنى كثيرا طريقة التعبير، شكرا لحضرتك
د. يحيى:
بارك الله فيك
أ. محمد الحلو
تعليق عام: اذا كانت هذه ترحالات سفرية وتنقلات بين بلدان مختلفة، فانها تبدو لى انها ترحالات داخل النفس وسبر اغوارها المجهولة واعادة اكتشاف ماهو موجود والتعرف على الغامض منها حتى نجد انفسنا او نجد بعضاً منها، فنلتقى بها وقد تخلصنا من زيف ما نتوهمه او نعتقده او نؤمن به….. من زمااااان جدا وانا نفسى اكون رحَّالة… والآن ازدادت رغبتى لتحقيق هذا الحلم…….
د. يحيى:
ما وصلك هو ما شعرت به وأنا أكتب هذا العمل، وشعرت به أكثر وأنا أقرأ ما كتبت، ثم هأنتذا تطمئننى أننى لم أبتعد عن ما يصل ممن يحاول
شكرا جزيلا، بارك الله فيك
*****
الأربعاء الحر:
عودة إلى باب: حالات وأحوال: “الموتُ ماتْ”!!!!
أ. أحمد رأفت
لقد استفدت كثيرا من النشرة
ولقد وصلتنى مقولة: “أنا لما لقيت نفسى مّنسى رحت مِنَسّى نفسى”.
د. يحيى:
ياه!!
مع أنها صعبة يا أبو حميد!!
أ. منه الله
المقتطف: وهكذا يحقق المرض موتا يكشف موتنا، ويزعم إحياء موتانا، ويتحدى الإهمال والإلغاء بهزيمة أكثر بشاعة وانسحابا
التعليق: فهمت من تعبير حضرتك إن المرض رساله من المريض للعالم المحيط بهِ وكإن المرض بيورينا كل الأجزاء التى أصابها التلف من الداخل وكإن المريض إختار إنه يتحدى آلامه وظروفه بالمرض ويوصل بمرضه رساله لمن حوله أنه موجود وأنه ما زال هنا يحتاج الرعايه والدعم والإهتمام
د. يحيى:
ليس فقط يحتاج هو للرعاية، وإنما أيضا ينبهنا أننا نحن نحتاج إلى إعادة النظر فيما استسلمنا له
أ. منه الله
المقتطف: الموت مات، مفيش موت، مفيش حاجة إسمها موت”.
التعليق: عندما قرأت قول المريض تذكرت قول حضرتك د يحيى عن المرضى (الذين رأوا الحقيقة فعجزوا عن التعبير عنها، فصرعتهم)، وكإنه بيوصف إحساسه ومشاعره إنها حاجه أكبر من الموت أو إنه الوعى عنده تخطى ما كان المريض يحاول الهروب منه فصدمته الرؤيه .
د. يحيى:
هذا قريب ما أردت
شكر الله لك
أ. منه الله
المقتطف: “إن مشروع الطفل فى رحم زوجته لم يكن ابنه القادم فقط، بل كان طفله هو من داخله أيضا، طفله الذى أجهض من قديم داخله فظل كامنا محنطا حتى تحرك فى رحم زوجته
التعليق: أعجبنى جداااا تحليل حضرتك لهذه الحاله جزاك الله عنا خير الجزاء، ولكن وصلنى من حضرتك إن المرض والاعراض دايما أهم وأكبر من أن نضع لها تشخيص وعلاج او نضعها تحت فئه تشخيصيه معينه من التصنيفات وانتهى الامر ولكن المرض رساله يجب أن نبحث مضمونها حتى يتم مساعدة المريض بطريقه سليمه بما يريد هو وما نريد نحن له
د. يحيى:
وهو أيضا – بعد رفض التفكك والإجهاض للمحاولة – ما نريده لأنفسنا، وللناس على المسار الصحيح.
أ. محمد الحلو
المقتطف: أنا لما لقيت نفسى منسِى رحت مْـنَسِّى نفسى
التعليق: هزتنى الكلمة قوى….. قد ايه تعبيرات المرضى بتبقى دقيقة معبره جدا….. الجملة دى فكرتنى بجملة لأحد المرضى النفسيين كتبها على جدران المستشفى اللى كان محجوز فيها وكان بيقول فى جملته دي
( you are here because outside world rejects you)
د. يحيى:
برغم الاستشهاد الذكى، إلا أن هناك فرق كبير بين ما يصل من التعبيرين
يا حبذا لو أعدت النظر
أ. محمد الحلو
المقتطف: فى حدود القراءة الطبية التقليدية المألوفة يركز معظم الأطباء أساسا، وأحيانا تماما، على الوصول إلى التشخيص ابتداء. التشخيص ليس هدفا فى ذاته، هو مسألة تصنيفية تنفع فى الإداريات والإحصاءات ولشركات التأمين وأمام المحاكم، لكن تظل الحالة هى الحالة سواء شخصت كذا أو كيت. بينى و بينك: هذه الحالة بالذات سوف تأخذ نفس العقاقير تقريبا، مهما تعددت احتمالات التشخيص. (لن أذكر اسما محددا للتشخيص الأرجح، أولا: لقلة المعلومات المعروضة، وثانيا: للتأكيد على أن التشخيص لا يأتى فى المقام الأول، لأن العقاقير التى تعطى لهذه الحالات بغض النظر عن التشخيص هى عادة واحدة تقريبا مع كافة التشخيصات المحتلمة كما ذكرنا)
التعليق: اذا كان التشخيص لا يأتى فى المقام الأول من وجهة نظر حضرتك اذن فما قيمة DSM و ICD والتعديلات التى تجرى عليهما بين وقت وآخر…. لان تشخيص الحالات المرضية أحيانا بيحصل عليه اختلافات كتير وكبيرة…
د. يحيى:
للتشخيص وظيفة هامة جدا، لكنه لا ينبغى أن يكون هو محور العلاج الأول والأخير.
التشخيص مفيد للتكلم بلغة مشتركة بين الممارسين، يعرض الإحصاء والأبحاث الانتشارية، ولغرض التأمين والتعويض، وأحيانا فى الطب النفسى الشرعى، لكنه أبدأ لا ينبغى أن يحل محل معنى المرض وغائيته.
أ. محمد الحلو
المقتطف: المنهج النقدى
التعليق : مستغرب الاسم وحاسه انه مش متوافق مع المجال النفسى
د. يحيى:
أنا أسف
أنا كتبت عشرات النشرات أبين أن ما أمارسه فى العلاج هو “نقد النص البشرى” ويمكنك الرجوع إلى بعض ذلك مثلا: نشرة: 21-7-2014 “نقد النص البشرى”، ونشرة: 5-7-2015 “قراءة” النص البشرى، قبل “نقده“، ونشرة: 4-4-2016 “نقد النص البشرى: إبداعٌ خالصٌ”
أ. محمد الحلو
المقتطف: نحاول من خلال هذا المنهج، أن نقترب، أن نعايش هذا الإنسان الذى يعانى، ونحن نركز فى محاولة فهم معنى الأحداث والمظاهر المرضية، بدلا من التوقف عند أسبابها، نحاول ألا نكتفى بأن نتفرج عليها من الخارج، وألا يكون كل همنا هو الوصول إلى تشخيص ثم بذل نصائح وكتابة وصفة، نحاول ألا نمصمص الشفاه أو نصدر الأحكام الفوقية، أو نرفع حواجبنا دهشة ونتوقف، وإنما علينا أن نبحث عن ما يقابل ما نقرأ فى ما تقوله أعراض وتاريخه ، واحتمال أن نراه فى داخلنا، لعلنا نتعلم منها، فى نفس الوقت الذى نحترمها ونساعدها إذا ما كنا فى موقع هذه المسئولية (أطباء/ معالجين).
التعليق: كلام حضرتك يا دكتور يحيى بيأكد لى انى اللى كنت بفكر فيه وبحاول اعمله صح…. كلامك بيطمنى ويخلينى اسعى اكتر انى اعرف واتعلم …. بس ازاى اقدر اوصَّل ده للعيان وهو ممكن ياخد وقت
د. يحيى:
هذا يطمئننى أن ما أردت توصيله من مفهوم “نقد النص البشرى” قد وصلك بقدر معقول.
شكرا
أ. فؤاد محمد
المقتطف: هو إذ أنكر موت ابنه استسلم لموته شخصيا برغم بقائه ذاهبا عائدا فى دائرة مقفلة، وهكذا أنكر احتمال موته شخصيا فالميت لا يموت مرتين
التعليق: وكأنه لا يريد لاى تجلى اخر من تجلى ذواته ان يبق حيا سوى هذا الطفل الذى لم يولد بعد..
د. يحيى:
بل: لم، ولن، يولد أبدأً
أ. أحمد مصطفى
عودة طيبة استاذنا الفاضل
وكما سبق وأخبرتك ( وجها لوجه ) أنى اتذكر كلامك وأفهمه من جديد حاليا
حتى أنى استخدم اللونج شيت الذى تعلمته من مرور حضرتك أيام الثلاثاء
أدام الله عليك الصحة والعافية والسعى
د. يحيى:
بارك الله فيك ونفع بك
[1] – يحيى الرخاوى: ديوان “أغوار النفس” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، 2017.