الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (127) الإدراك (88) لمحات إدراكية: قصائد أ.د.صادق السامرائى المركزة المضيئة

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (127) الإدراك (88) لمحات إدراكية: قصائد أ.د.صادق السامرائى المركزة المضيئة

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 11-11-2012

السنة السادسة7-9-2011

 العدد:  1899

 الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (127)

 الإدراك (88)

لمحات إدراكية:

قصائد أ.د.صادق السامرائى المركزة المضيئة

أنهيت  نشرة الثلاثاء 30 أكتوبر 1202 بقولى:

صدقت يا صادق يا أخى، “.. أروع الشعر ما تم تصنيعه فى مختبرات الإدراك البشرى الفياض.

ثم أنهيت نشرة الاثنين 5 نوفمبر هكذا:

“..وإلى أن نلتقى غدا لنكمل الحديث عن شعر الموت (لا شعر الرثاء) وعلاقته بالوعى البَيِنّى..الخ”

ثم حل ما حل مكان هذا الوعد، واعتذرت ، وأجلت اللقاء إلى اليوم، وإذا  – فجأة – بالشاعر المبدع أ.د. صادق تصلنى منه عن طريق هذا الفتح المبين المسمى الشبكة العربية النفسية منظومة شعرية أو لعله ديوان كامل، بعنوان “لمحات إدراكية” مكونه من سبعين قصيدة بالتمام. ما هذا يا صادق يا أخى؟ ماذا تريد منى؟ وماذا تريد بى؟ وماذا تريد بنا؟ وماذا تريد لنا؟ بارك الله فيك لقد توقفت عند قولك: “..أن أروع الشعر ما تم تصنيعه فى مختبرات الإدراك البشرى الفياض..”، وكنت أنوى أن أجعل هذه النشرة عن “الموت والشعر” عبر جسر طبقات الوعى، دون الدخول إلى محيط الإدراك مرحليا، وإذا بى أجدك تقبل التحدى وتجيب على أسئلة لم أطرحها بعد، وكأنها وصتلك يا أخى، سبحان الله!! وذلك بأن ترسل لى هذه اللمحات الإدراكية: سبعين قصيدة بالتمام، تم نضجها فى مختبر إدراكك الإبداعى السمح الخلاّق، فتوقفت احتراما والتزاما.

أى مأزق يا رجل وضعتنى فيه، لقد خرج صاحب الفضل رقيق الحس غامر النشاط صديقنا جمال التركى من هذا المأزق بتحية لنا كلينا شديدة الصدق والأمانة أخجل أن أثبتها، لكنها حقك قبل حقى، فكيف أحجب ما ليس لى:

يقول جمال لك ولى وهو يقدم قصائدك

أعزائي يحيى الصادق

عندما تلقي اشراقات نورانية من فكر الرخاوي بقبس من نور فكر السامرائي

  آية اخرى من آيات الحق… 

أخر لله ساجدا… 

لا اله الا انت سبحانك ان كنت من الضالمين…

سبحان الله… ماشاء الله…لاقوة الابالله

ليس لي الا الدعاء لكما بظهر الغيب

جمال

فأقول له:

يا جمال يا إبنى: لولاك ما عرفت صديقى هذا ، ولا تعرفت على د. فهمى العريقى ولا على د. كريمة علاق، ولا على الإبن إدريس الوزانى ولا على الأخ أ.د. قاسم حسين صالح ولا على د. خالد عبد السلام، ولا على عشرات الزملاء الذين يصلنى حماسهم، وشوقهم، واجتهادهم، بمثل ما يصلنى ذلك الكنز المخزون فى جوف ثقافتنا التى نتعرف عليها من جديد “هنا والآن”، من واقع اجتهادات الإبداع إن شاء الله بفضل هذه الشبكة ، بفضلك يا جمال، بفضل الله، ولا أكتمك حديثا حين أقول لك يا جمال إنك سهلت لنا “أن نجتمع عليه، لنفترق عليه”، كما تجلى حالا كمثال من مدخل ما اسميناه الإدراك مؤقتا، وربما غدًامن مداخل أخرى ليست منقولة ولا موصى عليها، يثرينا بها مرضانا ولغتنا كما تشكلنا بها فى كل دَنَا DNAمن دنايانا طول الوقت، فتصلنى دعواتك  لى ولصادق ولكل من يحاول فيلقى السمع وهو شهيد، تحرره الواحدية، وتدفعه الأصالة، وهو يحمل الأمانة، ويثريه واقع الألم والإنتاج والإبداع معا.

ليكن يا جمال وسوف يستجيب الله دعاءك ودعاء كل البشر الطيبين إذا صدقنا العمل، وسوف يبارك فيما بدأت بأن يستمر فى تطور دائم متميز كيفا وكما، بقدر ما تجمعنا وتؤلف بيننا على اختلافنا.

عن إذنك يا جمال فأنا راجع لصديقنا الشاعر الذى غمرنا بقصائده اللمحات الإدراكية، لأستأذنه فى إعادة نشرها كما هى دون أن أكسر إشراقاتها بتعقيب هنا أو نقد هناك، راجع له وهو يقول لى:

     فتحتَ أبوابا موصدة في أروقة العقل فكيف ستوصدها؟

فأقول له

لا أنت يا صادق تريد أن نوصدها، ولا أنا الذى فتحتها، إنها الأمانة التى نحملها، فهل كان يرضيك يا أخى أن نظل نعرف أنفسنا بهذا العقل المستورد (العظيم بلا شك) وعندنا (مثلما عندهم) كل هذه الطاقة المعرفية الأخرى، ثم لماذا نوصدها، وماذا سنقول لربنا حين نلقاه وهو يسألنا ماذا فعلنا بها وهى الأصل (الطاقة الإدراكية المعرفية الخلاقة)

ثم تقول:

إنها تأخذنا إلى أكوانٍ ذات أبوابٍ متوالدة, وترمينا في ميادين اللعب مع المطلق, فتتوافد علينا أفكارٌ أخاذة, كأنها أمواج بحر الكوثر, أو حبات جُمانٍ في وعينا إنتثر, فهل سنجمع لآلئ الجوهر, في مسبحة إدراك اليقين؟

هذه بعض الأفكار المتواضعة, المتهاطلة على بساط الإمعان من فيض ذاك الذي ربما رأى خيط نور الرؤى!

هذا هو!!!

وهنا أتوقف وأستأذنك فى نشر نص قصائدك اللمحات الذى أرسلتها إلى شبكتنا النفسية الجميلة، واعدا إياك أن أعقب على بعضها غدا، الإثنين، لعلنى أستطيع.

شكرا – وحمدا – وعهدا – وحبا

يحيى

(1)

الحاجة والضرورة

تحطمان الإدراك

(2)

ما دامت القدرات محدودة

فالإدراك بعيد

(3)

الإدراك تفاعل ديناميكي

ما بين الذات الفاعلة المستترة والعالم الذي تكون فيه

(4)

الإدراك إغراق في الجهد الطامح

لإمتلاك الفراغ

(5)

الإدراك رياضة الوعي الخلاق

للإطلاع على لحظات الإشراق النورانية

التي ترينا جوهر التوحد بالذات المطلق

وتوصلنا إلى منابع الكنه الأعظم

(6)

ندرك ما نقدر على إستلهامه والتفاعل معه

(7)

الإدراك أن تُرى لا أن تَرى

(8)

الإدراك

أن يتحول المحدود إلى مطلق

والتراب إلى نار

(9)

أعلى درجات الإدرك

وعي الوحدانية

(10)

الإدراك إندماج وذوبان في محلول الوجود الأعظم

والمعرفة إنفصال

ونفي لمعدن التراب

(11)

مَن قال أُدرك فإنه لا يُدرك

 (12)

القطرة تكنز طبيعة الماء لكنها لا تدري ما فيه

 (13)

الكون العقلي يوصلنا إلى الكون الروحي

عندما نقفز من حافات الأشياء الأزلية

 (14)

الذي يرى ذاته تنسكب في قدح الإمعان

يحدثني بلغة أخرى

 (15)

الإدراك  شحنات كهربائية مترجمة في الأدمغة

فهل هناك حالة إدراكية أبعد من الإشارات الكهربائية

والبرق المعرفي الذي نتفاعل معه بدماغنا المحشور في صندوق مظلم

(16)

ربما لا يمكننا أن ندرك

لأننا نجتهد في صناعة بديهيات البقاء

ومنطق الشعور بالأمان

(17)

هو التلقي على سِنام أوْج ذروة الأخطار

(18)

طاقة الروح المحبوسة في بودقة الصيرورات العظمى

ونبض كن في قلب يكون

(19)

وما أدراك ما هي

تلك النار الحامية التي هي ماء

ولهذا كانت بردا وسلاما

(20)

الوعي ظاهرة فسيولوجية

والإدراك ظاهرة فكرية إشراقية

وخروج عن قيود الفسلجة والبايولوجي والبايوكمستري والقيود العُصيبية

التي تتحكم بالتواصلات ما بين الخلايا الدماغية

(21)

الإدراك يتحقق بفتح أبواب كانت مغلقة في أروقة العقل

الذي لا يمكنه أن يكون أسيرا للدماغ

فهو حالة إلتحام الأفكار في صيرورة التعبير الأمثل عن الفكرة

وظاهرة فيزيائية بحتة , تنطبق عليها قوانين الفيزياء وتجسدها

(22)

الإدراك هو الإرتقاء إلى درجات متباينة من حالات التلقي

(23)

الفكرة يُرتقى إليها

وعملية الإرتقاء للفكرة تسمى إدراك

(24)

الوعي يرتبط بالحواس الخمسة

والإدراك له حاسته التي تتوحد فيها جميع الحواس الواعية وأكثر

(25)

إنتصار على الذات المنكوبة بالتراب

وإنبثاق من صندوق الرغبات

إلى فضاءات الطموحات الشفافة البراقة الخالدة

(26)

محاولة التواجد خلف السراب ودخان الخداع

وغبار الأضاليل وأعاصير البهتان التي تتوطن المكان

(27)

إمتحان للذات القاصرة ودراية بحجمها وتلمس طريقها في دجى النظر

(28)

لا يسمع بآذانه ولا يرى بعيونه

لكنه يرى ويسمع ويتفاعل مع موجودات أفكاره

على أنها حقائق المكان

(29)

سألت الإدراك عن جوهره فأدركني

(30)

مخاض العرفان إدراك كان

وتواشج الحرف بالحرف إمعان

والنون سلطان

واليراع يسطر البرهان

وما وعى الذي وعى ولكن إدّعى البيان

(31)

منزلق الحاجات يقيّدنا

وأجيج الرغبات موعدنا

فكيف لأدري أن تدركنا

(32)

إذا عرفت ستعرف بأنك لا تعرف

فلماذا تخاطب المجهول كأنك تعرف

(33)

كأنه هو لكنه ليس هو

وبين هو وهو

خيط نور يختزن روح الإدراك

(34)

طاقة الإدراك أخرجته من الظلمات إلى النور

لأنه رأى ظلم نفسه لنفسه بعين اليقين

فتدثر بغطاء من يقطين

(35)

الذي يدرك يسمع صراخ النمل تحت أقدام الجاهلين

الغافلين المذبوحين بخطايا الهواء

(36)

فعلَ كما يَرى

وغضبَ لِما يَرى

فمَن منهما يدري

ومَن منهما الذي أدرك ورأى

(37)

قال القاتل

إن الضحية هي التي أجبرتني على قتلها

لأنها أدركت مصيرها

وأذعنت لأمره

فجعلتني آلته ومنحتني ذاته

(38)

مداركهم تسمى جنونا

لأنها لا تتفق ومدارك البقاء

(39)

يقظة الحرف في بدن الكلمة

ورحيل الكلمة في فضاء العبارة

وإشراق العبارة على أفق الوجود

 (40)

حضور الأسماء في نقطة الأزل

وإنبثاق نور الأبد من ذرة الإمعان

(41)

وما أدراك ما تدري

وهل تدري بما سلفت

وما حملت قوارب النسيان

(42)

مياه النظر تجري تحت القاع

وتمخر عباب التراب

وتخترق الأجرام

(43)

حدثني الجذر المغموس في قلب الصخرة

عن نبضات كان

(44)

أن ترى الحصى يتضاحك

وتسمع كركرات التفاعل مع أمواج الماء

القادم من بحر الأزل

(45)

أن تقرأ ما تكتبه اللحظات على سطور الصخور

التي تبسط أوراقها

وتسجل معاني الدوران

(46)

رأى فغاب

وانتشى فنسى

وهام فوق غيوم الوعيد

(47)

يدري الذي يحمل فأس الأنوار

ليضرب به جذوع السوابق الخافية

(48)

بين الذات والحجر تردد الخبر

وطاف الصدى في وديان الأثر

(49)

أدرك أن الصعود نزول والنازل صاعد

والواقف يركض والمسرع واقف

فالسكون أقصى حالات السرعة

والسرعة رقصات على حواف السكون

(50)

إنشق القمر وانفلق سحر الوجود

فغاب البصر

(51)

نون

إذا استوت أدركها النون

فالنقطة كون مأسور في طوق النون

فدعهم يسطرون

(52)

العدم موجود والموجود عدم

واختراق الوجود يوصلنا إلى فراغ الموجود

فندرك الوجود

(53)

في حلبة الإشراق

تصارعت الذات المجهولة مع اطياف المعاني

وثار غبار الإبتعاد عن الفحوى

(54)

إحتوى المحتوى

وانطوى ما فيه وما انضوى

وبقي معلقا على خيط نور به لا يكون

(55)

إخترقني سهم النور الذي أطلقه قوس الفحوى

وذبحني حسام اليقين

فما نطقت بحرف ونسيت لغة الحياة

وعرفت كنه التراب

(56)

الماء في يدي

والجمر في فمي

وفي لحظة إدراك فقدت يدي

(57)

هذا وهذا يلتقيان عند مملكة الحرف الفريد

فانزع كل حرف من بدن الكلمات

كي نقرأ المكتوب معا

(58)

الشيئ شاء فلا تبخس الأشياء

وتنعّم بالنظر

(59)

هل أدركتَ قبس النور

ووعيتَ جبل العبور إلى بحر المعنى

(60)

تحررتُ من وزني

وتعلقتُ بأهداب العيون

فأمسكتُ بذات القدرة

(61)

الساكن خيام الكلمات

يكتب بمداد النار المتأججة في يراع الخلود

(62)

صَدعَ فأفزع

وغابَ وما رجع

لكنه في ذاتهِ سطع

(63)

أغادرُ أنّي

فأسمعُ أني

وأنحرفُ إلى علياء ظني

(64)

الصمتُ ديوان الحذر

والنطقُ ميدان الخطر

والكلام تجمعت فيه الفِكر

(65)

هل رأيتَ الضوء الذي يتوطن الدجى

ويغفو في أحضان النون

(66)

سمعتُ خرير الأفكار المتهاطلة

من سواقي الفحوى

فغبت في بدن المعنى

(67)

كنتُ أدحرج الشمس

فوقَ رمال الخيال

عندما وعيت قبسا فأغشاني

(68)

أراني الذي يُرى

وما رأيتُ ما يَرى

(69)

أكتبُ بمداد الماء

على صفحات الهواء

أبجدية النقطة

وبلاغة الحرف المأسور بالكلمات

(70)

سندرك

إذا البحرُ نار

والجبلُ سار

وذرة التراب كشفتِ الأسرار

********

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *