الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (129) الإدراك (90) لمحات إدراكية ( 3 من ؟) (مازلنا مع لمحات أ.د. صادق السامرائى)

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (129) الإدراك (90) لمحات إدراكية ( 3 من ؟) (مازلنا مع لمحات أ.د. صادق السامرائى)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 18-11-2012

السنة السادسة

 العدد:  19067-9-2011

 

الأساس: الكتاب الأول: الافتراضات الأساسية (129)

 الإدراك (90)

لمحات إدراكية ( 3 من ؟)

(مازلنا مع لمحات أ.د. صادق السامرائى)

أنهيت نشرة الإثنين الماضى بتساؤل يقول: “هل سأسمح للتداعى من قصائدك “اللمحات الإدراكية” بما يؤنسنا معا، أم ننتقل إلى الموت “ذلك الشعر الآخر” كما قال أدونيس فى رثاء عبد الصبور…..الخ”،

دعنى أبدأ اليوم بملاحظات وتحفظات لا يصح أن تقال على الشعر أصلا ما دمتُ قد تلقيت لمحاتك شعرا، لكننى سوف أغامر وأخالف ذلك أملا فى توضيح موقفى أكثر، إن لم يكن لك، فلمن يحضرنا من الزملاء تشجيعا لهم أن يستطيعوا معنا صبرا.

 (1)

الحاجة والضرورة

تحطمان الإدراك

يحيى:

لا أعتقد أنهما تحطمان الإدراك، وإنما هما تزيحانه مؤقتنا حتى يرتويا، أو يقتربا من الارتواء بما يسمح بتنشيط حركية الإدراك، من جديد، وهكذا

 (2)

ما دامت القدرات محدودة

فالإدراك بعيد

يحيى:

أنا أتعامل مع الإدراك الآن باعتباره القدرة الأم، القدرة المعرفية التطورية الأصل، وهى قدرة غير محدودة، لذلك لم يصلنى ما تعنيه بأن القدرات محدودة، ما وصلنى هو أن التوازن بين القدرات قد اختل بما جرى ويجرى على حساب الإدراك.

 (3)

الإدراك تفاعل ديناميكي

ما بين الذات الفاعلة المستترة والعالم الذي تكون فيه

يحيى:

فرحت بتعبيرك “الذات الفاعلة المستترة”، لكننى توقفت أمام تعبير “تفاعل ديناميكى” فمعظم تفاعلات الإدراك هى تفاعلات جدلية ولافية، حين أقرأ مصطلح “ديناميكى” يحضرنى أنه أقرب إلى حركية قوى تقابلية، وهو مفهوم يقترب من مفاهيم الصراعات الفرويدية، وهذا وذاك هما خارج أبجدبتى الآن، إلا فى حدود سطحية مع أهميتها.

 (4)

الإدراك إغراق في الجهد الطامح

لإمتلاك الفراغ

يحيى:

هذا هو

 (5)

الإدراك رياضة الوعي الخلاق

للإطلاع على لحظات الإشراق النورانية

التي ترينا جوهر التوحد بالذات المطلق

وتوصلنا إلى منابع الكنه الأعظم

يحيى:

وهذا أعظم

 (6)

ندرك ما نقدر على إستلهامه والتفاعل معه

يحيى:

الأرجح عندى أن هذا ليس كذلك تماما، فنحن نتعرف على فاعلية الإدراك من ناتجه أكثر مما يصل إلينا منه مما قد نقدر على استلهامه، أما التفاعل فهو غالبا مع الناتج أيضا، بألفاظ أخرى:

 الإدراك نستنتج فعله من ناتجه أكثر من الوعى بآلياته بما يسمح باستلهامه.

 (7)

الإدراك أن تُرى لا أن تَرى

يحيى:

هل تسمح لى أن أتحفظ على صيغة النفى فى “لا أن تَرَى”

لأحل محلها: ليس فقط أن تَرىَ

أنا آسف

(8)

الإدراك

أن يتحول المحدود إلى مطلق

والتراب إلى نار

يحيى:

إلى مطلق محدود يتصاعد،

 وعلى شرط أن تعترف النار بفضل التراب

(9)

أعلى درجات الإدرك

وعى الوحدانية

يحيى:

آمين

 (10)

الإدراك إندماج وذوبان في محلول الوجود الأعظم

والمعرفة إنفصال ونفي لمعدن التراب

يحيى:

قبلت السطر الأول دون تحفظ

لكننى توقفت عند ما جاء فى السطر الثانى لأننى استعمل مصطلح المعرفة باعتبارها خطوة أعمق من العلم والفكر والتفكير، وأيضا نظرا لتحفظى على مبدأ نفى التراب إذ هو مرتبط عندى بالأصل والجسد، وهما أساسان جوهريان فى عملية الإدراك، (قد أرجع إلى ذلك).

 (11)

مَن قال أُدرك فإنه لا يُدرك

يحيى:

يا ترى هل يسارع بمحو ما يمكن أن يعينه ليدرك، فيعلن ما لم يعشه؟

 (12)

القطرة تكنز طبيعة الماء لكنها لا تدري ما فيه

يحيى:

أشرت إلى فرحتى بهذا الأسبوع الماضى.

 (13)

الكون العقلي يوصلنا إلى الكون الروحي

عندما نقفز من حافات الأشياء الأزلية

يحيى:

“عندما نقفز من حافات الأشياء الأزلية”! نعم

ثم أعذرنى إذا أنا استأذنت بعيدا عن هذين الكونين، مكتفيا بمستويات الوعى وتعدد العقول والجدل الدائر طول الوقت بينها نماء وكدحا وتناغما.

 (14)

الذي يرى ذاته تنسكب في قدح الإمعان

يحدثني بلغة أخرى

يحيى:

والله المستعان

 (15)

الإدراك  شحنات كهربائية مترجمة في الأدمغة

فهل هناك حالة إدراكية أبعد من الإشارات الكهربائية

والبرق المعرفي الذي نتفاعل معه بدماغنا المحشور في صندوق مظلم

يحيى:

توقفت عن قبول استعمال مصطلحات مما يسمى شحنات كهربائية، وربما ارتبط هذا بتوقفى عن التعامل مع ما يسمى “ديناميكى” وذلك منذ حلت فى أبجديتى مصطلحات “الطاقة”، والإيقاع الحيوى، والجدل، ونبض الإبداع فأغنتنى عن لغة الصراع والديناميكية،

 أما البرق المعرفى فأهلا به جدا وبارتباطه بالإدراك،

لكننى لم أفهم كيف نتفاعل معه بدماغنا المحشور فى صندوق مظلم، اللهم إلا إذا كنت تعنى خطوة النقلة الضرورية من البرق إلى رذاذ الإدراك حتى يهطل مطر الإبداع مثلما وصف أينشتاين إبداعه ذات مرة.

 (16)

ربما لا يمكننا أن ندرك

لأننا نجتهد في صناعة بديهيات البقاء

ومنطق الشعور بالأمان

يحيى:

ربما جدا

 (17)

هو التلقي على سِنام أوْج ذروة الأخطار

يحيى:

أفرحتنى بالتناسق تصعيدا

 (18)

طاقة الروح المحبوسة في بودقة الصيرورات العظمى

ونبض كن في قلب يكون

يحيى:

فرحت لاستعمالك مصطلح “طاقة” بقدر ما تحفظت على أن تنسب الطاقة للروح،  يا ترى هل وصلك أننى لا أتعامل بهذا اللفظ “الروح” أصلا بعد خطاب ربنا لنبيه صلى الله عليه وسلم أنها من أمره وحده،

 ومع أننى فرحت بهذه “القصيدة” حتى عقبت عليها بجزء من قصيدتنى الأسبوع الماضى، لكننى أنتهز الفرصة الآن لأعترف أننى قرأتها هكذا: (فسامحنى)

لكنها وصلتنى أعمق

 الإدراك هو الطاقة المحبوسة …الخ.

 (19)

وما أدراك ما هي

تلك النار الحامية التي هي ماء

ولهذا كانت بردا وسلاما

يحيى:

فلزِمَ الجدل

 (20)

الوعي ظاهرة فسيولوجية

والإدراك ظاهرة فكرية إشراقية

وخروج عن قيود الفسلجة والبايولوجي والبايوكمستري والقيود العُصيبية

التي تتحكم بالتواصلات ما بين الخلايا الدماغية

يحيى:

الاختلاف هنا جذرى، وهى فرصة لكى أؤكد انتمائى:

 للفسيولوجيا أكثر من انتمائى للسيكولوجيا،

كما أننى أنتمى للبيولوجى أكثر من انتمائى للتحليل النفسى،

 لكننى لا أنتمى كثيرا للبايوكمسترى إلا بمقدار فروض منظومات التركيب التطورى النوعى للموصلات فى الأنواع المختلفة، بمعنى أننى أنتمى للقيود العصبية والمشتبكات العصبية بمقدار تداخلها نوعيا فى منظومات الوعى التصاعدية، لذلك لم تصلنى هذه القصيدة أصلا.

 (21)

الإدراك يتحقق بفتح أبواب كانت مغلقة في أروقة العقل

الذي لا يمكنه أن يكون أسيرا للدماغ

فهو حالة إلتحام الأفكار في صيرورة التعبير الأمثل عن الفكرة

وظاهرة فيزيائية بحتة , تنطبق عليها قوانين الفيزياء وتجسدها

يحيى:

فرحت بنفى إمكان أن يكون العقل أسير للدماغ (المخ)

لكننى خفت أن تنفصل سائر العقول عن الدماغ، وعن الجسد وعن الوعى،

 ثم إن أن التحام الأفكار فى صيرورة التعبير الأمثل عن الفكرة (وهذا شعر جيد) وصلتنى كظاهرة فيزيائية بحتة …الخ، فاقتربت من الطبيعة الكموية والرياضة الكموية الأقرب إلى المعرفة والعلوم الأحدث والتصوف.

 (22)

الإدراك هو الإرتقاء إلى درجات متباينة من حالات التلقي

يحيى:

الدرجات المتباينة تؤلف سيمفونية أكثر عمقا حتى من الدرجات الأرقى النافية لما دونها.

 (23)

الفكرة يُرتقى إليها

وعملية الإرتقاء للفكرة تسمى إدراك

يحيى:

عندى أن هذا وارد، لكنه ليس دائما

 (24)

الوعي يرتبط بالحواس الخمسة

والإدراك له حاسته التي تتوحد فيها جميع الحواس الواعية وأكثر

يحيى:

سبق التعقيب عليها الأسبوع الماضى، وهذه الرؤية شديدة الارتباط بفروض “العين الداخلية” بما يطمئننى إلى درجة ما من “المصداقية بالاتفاق”.

 (25)

إنتصار على الذات المنكوبة بالتراب

وإنبثاق من صندوق الرغبات

إلى فضاءات الطموحات الشفافة البراقة الخالدة

يحيى:

فى تقديرى أن الذات ليست منكوبة بالتراب، بل هى جزء منه احتنراما للجسد، كما أن الرغبات ليست أدنى من فضاءات الطموحات الشفافة البراقة الخالدة،

وأخيرا: لا خلود إلا فى رحاب الخلود الأعظم.

(26)

محاولة التواجد خلف السراب ودخان الخداع

وغبار الأضاليل وأعاصير البهتان التي تتوطن المكان

يحيى:

قصيدة تتمايل

 (27)

إمتحان للذات القاصرة ودراية بحجمها وتلمس طريقها في دجى النظر

يحيى:

“إِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ..”

 (28)

لا يسمع بآذانه ولا يرى بعيونه

لكنه يرى ويسمع ويتفاعل مع موجودات أفكاره

على أنها حقائق المكان

يحيى:

“هنا” و “الآن”

كثيرون ينسون ان “هنا” تعنى “المكان”

لكن يا ترى هو يتفاعل مع “موجودات أفكاره” أم مع “واقع موجوداته”؟

 (29)

سألت الإدراك عن جوهره فأدركني

يحيى:

قصيدة تبرق

 (30)

مخاض العرفان إدراك كان

وتواشج الحرف بالحرف إمعان

والنون سلطان

واليراع يسطر البرهان

وما وعى الذي وعى ولكن إدّعى البيان

يحيى:

قصيدة تتأبى

 (31)

منزلق الحاجات يقيّدنا

وأجيج الرغبات موعدنا

فكيف لأدري أن تدركنا

يحيى:

والله لا أدرى كيف

 (32)

إذا عرفت ستعرف بأنك لا تعرف

فلماذا تخاطب المجهول كأنك تعرف

يحيى:

فما أثرى الغيب

 (33)

كأنه هو لكنه ليس هو

وبين هو وهو

خيط نور يختزن روح الإدراك

يحيى:

قصيدة تتفجر نارا غير حَارقة

فيشرق النور من لهب يتراقص

 (34)

طاقة الإدراك أخرجته من الظلمات إلى النور

لأنه رأى ظلم نفسه لنفسه بعين اليقين

فتدثر بغطاء من يقطين

يحيى:

نعم!!

 (35)

الذي يدرك يسمع صراخ النمل تحت أقدام الجاهلين

الغافلين المذبوحين بخطايا الهواء

يحيى:

سيدنا سليمان يقرئنا السلام

وبعد

أتوقف اليوم هنا عند رقم 35 لأكمل غدا الـ 35 الباقية

وليحتملنا الصابرون صبرا

ونكمل غدًا بمشيئة الرحمن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *