الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 25-8-2023

السنة السادسة عشر

العدد: 5837

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

الحمد لله من قبل ومن بعد

طلب مـِنَّـا الاستمرار فى محاورته، ومحاورة بعضنا البعض، وها نحن نحاول….

وليكن الاستمرار وسيلتنا إلى العودة…، وهل نملك غير هذا!!؟

*****

نقلة مع مولانا النفرى: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم 7)

يا عبد      جزاء المحتمل فىّ أن لا أغيب عنه أين حل.

أ. خالد صالح

هل هذه هى البشرى التى بشر الله بها الصابرين؟

د. محمد الرخاوى:

ربما فعلا… اللهم اوعدنى وقدرنى

د. محمد احمد الرخاوى

اتحمل فيه اى اتحمل معيته طول الوقت بعد ان شرفنى بها. فهو الاول والآخر والظاهر والباطن وليس كمثله شيء . فاذا وصلت الى هذه الدرجة برحمته فاصل الى ان اطمئن انه معى اينما وكيفما حللت. بمواصلة الكدح .

فاحمده على هذا الشرف ولا اشرك به شيئا .

د. محمد الرخاوى:

ولكنه قال المحتمل فيّ، ولم يقل المتحمل معيتى. أنا لست “حرفياً”، ولكن لغة هذا الرجل (النفرى) دائماً ما تعطينى أكثر مما يعطينى أى تفسير، حتى لو لم أستطع أنا نفسى تفسير ما أعطتنى.

ومع ذلك فإشارتك لـ “تحمل معيته” بالغة الأهمية. ليس كل منّا يستطيعها ويقدر على ثمنها فعلا.

*****

نقلة مع مولانا النفرى:كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم 7)

وخـَاطـَبَ مولانا النفرى قائلا:

يا عبد قل لبيك رب أكتبك مجيباً من وجه.

يا عبد إن كتبتك مجيباً من وجه: كتبتك مجيباً من كل وجه

وإن كتبتك مجيباً من كل وجه جعلت لك بين يدى موقفاً

وجعلت كل شيء وراء ظهرك.

د. ماجدة عمارة

المقتطف: لبيك اللهم لبيك….

التعليق: منذ بدايات إدراكى وأنا تحيرنى كلمة “لبيك”، الكلمة دلالتها أنه ينادى، أو يأمر، فكيف أجيبه بالكلام، دون أن أسارع بالفعل بلا كلام؟! أم ترانى أقول الكلمة تأدبا لأعلن سرعة استجابتى؟! ولعل مولانا النفرى قد التقط هنا سرعة التلبية التى تجعلنى أكتب مجيبا، أما الوجه والأوجه، فلعل فرحة مولانا الرخاوى بها هنا، تقترب من مقصدها؟! ….لبيك اللهم لبيك ،اجعلنا منهم واقبلنا يارب

د. محمد الرخاوى:

شمال..

لغة النفرى يعطلها المخ الشمال؛ فعندى أنه عندما يستعمل كلمة “قل” لا يقصد محض نطقها باللسان…؛

تصلنى من هذه المخاطبة رحمة ما بعدها رحمة، وكرم ما بعده كرم. فسبحانه لم يطلب منى إلا النية والاستعداد للتلبية والرغبة فيها؛ فيساعدنى ويكمل عنى بكتابتى مجيباً من كل وجه، وما بعدها وما بعدها

*****

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (139) الفصل‏ ‏الثالث “‏إبن‏ ‏حظ”: ‏طفل‏ ‏تائه‏ (‏يا أولاد‏ ‏الحلال‏) فى‏ ‏ثوب‏ ‏كهل‏ ‏يعبد‏ ‏ربه

د. ماجدة عمارة

المقتطف: بل‏ ‏إن‏ ‏كلامها‏ ‏هذا‏ ‏وصلنى ‏بأصداء‏ ‏رنت‏ ‏فىّ ‏أكثر‏ ‏مما‏ ‏فعل‏ ‏كلامك‏ ‏هكذا يا‏ ‏عم‏ ‏عبد‏ ‏ربه‏، ‏فرددت‏ ‏كلامها‏ ‏دون‏ ‏كلامك‏

التعليق: ليه يامولانا ؟! النص جميل وبديع، لماذا استبدلت به كلمات امرأة مظلومة “وهن كثر ويقلن أكثر من ذلك”، لكن ماحدث بين الشيخ عبد ربه والمأمور كان فيه حركة وجدل أوضح وأكثر من كلامها، كان فيه “فعل” بل أفعال، الحركة بينهم كانت قوية ومؤثرة، لست أدرى لماذا أغفلت، أو تجاهلت أو رفضت تعبيره:

(ولما‏ ‏كان‏ ‏عزرائيل‏ ‏يخف‏ ‏لنجدتى، ‏فى ‏الملمات‏ ‏فقد‏ ‏تجلى ‏ثوان‏ ‏للمأمور‏ ‏حتى ‏ارتعدت‏ ‏مفاصله‏ ‏وسقط‏ ‏عن‏ ‏كرسيه‏ ‏هاتفا

‏- ‏الله‏ ‏بينى ‏بينك‏)

الحركة هنا قوية والفعل مؤثر، الشيخ عبد ربه لم يدعو على المأمور بالموت، ولم يعظه به، لكنه أتى له به، فى التو واللحظة! انطلاقا من علاقة خاصة تربطه بعزرائيل، علاقة توحى بأنه له عنده خاطر، أو أن بينهما “عشرة طويلة”… وحضور الموت أحدث أثره الفورى “الله بينى وبينك”… هل كان يمكن لكلام المرأة أن يفعل كل ذلك؟ ولماذا استدعيتها ليحل كلامها محل أفعال الشيخ عبد ربه؟!

د. محمد الرخاوى:

بصراحة…، المرة دى موافقك يا د. ماجدة….

*****

حوار بريد الجمعة 18-8-2023

د. محمد احمد الرخاوى

موضوع ترجمة اعمال د. يحيى الرخاوى معضلة شديدة جدا .

اللغة عند يحيى الرخاوى هى كائن حى نابض ولذلك كان دائم الرفض للتفاعل الا بلغته الام. ولا ادرى فعلا ان كان الله قد شاء ان يمد فى عمره ان سيحاول الترجمة . الجواب عندى لا.

فلغة يحيى الرخاوى هى لحم ودم ممزوج بتجارب شديدة الخصوصية شديدة الذاتية شديدة الموضوعية .

تخيل كل دة مع بعض. طبعا دة لا يعنى الاستحالة ولكنى اشفق على ضياع نبض تجربته من خلال اى ترجمة حتى لو صدقت. انا ادعى اننى اتقن الانجليزية ولكنى لا اتخيل ان اقرأ اى نص ليحيى الرخاوى مترجم .

د. محمد الرخاوى:

تشغلنى هذه المسألة هذه الأيام بشكل مضاعف؛ لأننى أكلف نفسى وغير ببذل مختلف محاولات الجهد لإبقاء هذا التراث حياً، وبتوصيله لمن يستحق، وليس كل من يستحق يفهم العربية، بل هناك من يستحقون حتى ولو لم يكونوا متصالحين مع لغة يحيى الرخاوى “اللحم والدم”. وما وصلت إليه وأنا أفكر فى هذا المسعى أشير إلى بعضه كما يلى:

“الترجمة خيانة”، هذا قول متواتر، كل ترجمة تنطوى على خيانة؛ ولكن الترجمة مفيدة جداً أيضاً.

بل إن الكتابة نفسها خيانة، وكثيراً ما يكون محض الكلام كذلك؛ لكن يبدو أن علينا أن نغترب بعض الشىء حتى لا يكون الصمت أو الموت حلاً.

أنا أفكر فى عمل “شروح ليحيى الرخاوى”، وسيكون الشرح خيانة أيضاً، وأتمنى تترجم هذه الخيانات بعض ما كان يحتويه كلامه، وأن تترجم إلى لغات أخرى بالإضافة.

وكأنى أقول: ما لا يدرك كله لا يترك كله.

*****

ثلاثة دواوين (1981–2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب” قصيدة “عـــيــد”

د. ماجدة عمارة

المقتطف: يقطر‏ ‏ثدىُ ‏العـمِّ ‏رحيقَ ‏الرُّضَّعْ‏

التعليق: أتشبيه أم كناية؟ أم ماذا؟! تأملته طويلا، تخيلته، تقمصته، كل كلمة فيه شديدة الكثافة، تركته وذهبت إلى باقى القصيدة، ثم عدت إليه مرة أخرى، هذا البيت المزدحم الزاخر القوى المستفز الجذاب الحنون الطيب الجميل الخشن الرقيق ،الملاوع البرىء ،……يبدو أن فيه بعضك يا مولانا.

د. محمد الرخاوى:

يبدو هذا فعلا

د. ماجدة عمارة

المقتطف: من‏ ‏مثلـِـى ‏لا‏ ‏يسلكُ‏ ‏إلا‏ ‏دربه‏،‏ يحفرُهُ‏ ‏بأنين‏ ‏الوحدهْ‏،‏ يزرع‏ ‏فيه‏ ‏الخطواتُ‏ ‏الأولىَ:‏ -‏ دوْماً ‏أولىَ‏- ‏ يَرْويهاَ ‏بنزِيفِ ‏الرُّؤيْهْ.‏ تتفتح‏ ‏أكمامُ ‏العيد‏ ‏بلا‏ ‏موعدْ‏.‏ ذاتُ‏ ‏بريقً ‏وحضورٍ ‏وروائحَ ‏وكلامْ.‏

التعليق: نعم هذا أنت، وأنا أريد أن أكون ممن هم مثلك، لم يخيفنى وصفك لك ولهم، نعم يؤلمنى أنين الوحدة ونزيف الرؤية، لكن فى البريق والحضوروالروائح والكلام، ونس حقيقى أتمنى أن تكون قد حظيت به فى “العيد “

د. محمد الرخاوى:

ونس…

ونس..؟؟؟

يا ليت…

*****

تعليق واحد

  1. انا معنديش اي مانع للترجمة او حتي عرض شروح لكتابات يحيي الرخاوي .
    ولكن تساؤلي — وهو مشروع جدا في تقديري —
    هل ما كتبه يحيي الرخاوي هو لغة تترجم . او نص يعاش .
    في رأيي ان تقريبا كل اعماله ليس فقط لحم ودم كما ذكرت ولكن هي شديدة الارتباط بهذه الارض وهؤلاء الناس الذي عاش بين ظهورهم علي مدي ما يقرب من ٩٠ عاما.
    هؤلاء الناس امتزجوا بلحمه ودمه ولذلك كانت كل خبراته اصلا نابعة من حياته في ارض مصر .
    النقطة دي مهمة جدا لان برغم اشتراك الانسان عموما في اي مكان في العالم بانه انسان ولكن حين تكتب عن تجارب وعن علم اكتشفه اصلا من هذا الاختلاط فتصبح المسألة اكثر صعوبة.
    بمعني آخر عندما يقوم مترجم حاذق بالترجمة مثل سامي الدروبي مثلا فهو نفسه لابد ان يكون قد عاش او وصله ما يحاول ترجمته كي يكون اقرب ما يكون الي الصدق وان يكون بعيدا عن الخيانة كما ذكرت انت.
    في تقديري ان سامي الدروبي عاش اعمال ديستوفسكي لحما ودما قبل وبعد ترجمتها .
    ولذلك عندما يقوم احد بترجمة اعمال مثل اعمال يحيي الرخاوي لابد ان يصل الي مصطلحات يحيي الرخاوي التي هي اصلا نتاج خبرته العميقة وليست مجرد لغة .
    ولذلك اري صعوبة شبه مستحيلة في الترجمة .
    عاملة كدة او شبه شوية ان اللي عايز يقرأ القرآن كتدبر يفضل جدا ان يتعلم ويتقن اللغة العربية .
    فانا في تقديري اذا تفضل احد تلامذته الذي عرفوه عن قرب لحما ودما ايضا وتقدم للترجمة فقد يكون هذا افضل جدا .
    اخيرا اخشي ان تكون الترجمة حتي وان صدقت تشويها شائنا لكل ما اراد يحيي الرخاوي توصيله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *