الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب” قصيدة “عـــيــد”

ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب” قصيدة “عـــيــد”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 20-8-2023

السنة السادسة عشر

العدد: 5832

  ثلاثة دواوين (1981 -2008)

الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب [1]

عـــيــد

-1-

مارتــَّـبَ ‏مهدى ‏قبلَ‏ ‏النومْ‏،‏

بعد‏ ‏النومْ‏.‏

ما‏ ‏مرّت‏ ‏كفُّ ‏حانيةُ‏ -‏ غافلةُ- ‏فوق‏ ‏الخصلهْ.‏

ما‏ ‏أعطانى ‏اللُّعبهّ‏.‏

‏……‏

فحملتُ‏ ‏الآلهْ‏،‏

حـَـدْباءَ‏ ‏بغير‏ ‏علامهْ‏.‏

‏-2-‏

ما‏ ‏حاكت‏ ‏لى ‏جلباباً‏ ‏ذا‏ ‏صوتٍ‏ ‏هامس‏.‏

لم‏ ‏يمسسه‏ ‏الماءُ‏ ‏الهاتكُ‏ ‏للأعراضْ‏. ‏

لم‏ ‏يتهدّل‏ ‏خيطـُـــه‏.‏

لم‏ ‏تتكسَّر‏ ‏أنفاسُــه‏.‏

 ‏-3-‏

‏ ‏صدّقتُ‏ ‏بأن‏ ‏الماحدثَ‏ ‏طوال‏ ‏العامْ‏،‏

يأتينى ‏الآن‏. ‏

لم‏ ‏يأتِ ‏سوى ‏الطيفُ‏ ‏الغامضْ‏.‏

‏-4-‏

أجـْرِى ‏بين‏ ‏الأطفالِ ‏وأرتقبُ‏ “‏العادهْ‏،‏

ذاتَ‏ ‏بريق ٍ‏ ‏وحضورٍ‏ ‏وروائح‏ ‏وكلامْ.‏

يقطر‏ ‏ثدىُ ‏العـمِّ ‏رحيقَ ‏الرُّضَّعْ‏.‏

 أتلفع‏ ‏بُالورقةِ ‏تُدْفئنى،‏

                  تتمايلْ‏.‏

تتأرجحُ‏ ‏مثل‏ ‏الأيام‏ .‏

تتفتَّح‏ ‏أكمامُ‏ ‏الحبِّ‏ ‏الآخـَـرْ‏،‏

فأخاف‏ ‏النوم‏ ‏وصبحا‏ ‏يترقَّبنُىِ.‏

‏-5-‏

أقفُ‏ ‏بذيل‏ ‏الصَّفِّ ‏وأفركُ ‏كفى،‏

أيديهم‏ ‏فرحَه‏.‏

تبحثُ‏ ‏عن‏ ‏ظِلِّ‏ ‏البسمهْ،‏

وذراعى ‏مبتورهْ. ‏

تختبئ‏ ‏بثنيات‏ ‏الوعد‏ ‏الميّت‏.‏

أنزعُها‏..

‏تنَزَعنُى. ‏

أهربُ‏ ‏من‏ ‏كومة‏ ‏ناسٍ‏ ‏مختلطهْ‏.‏

أخرج‏ ‏من‏ ‏باب‏ ‏الدرب‏ ‏الآخرْ‏ ‏

-6-‏

‏ ‏دربى ‏بكرٌ‏ ‏فوق‏ ‏حصاهُ ‏تسيل‏ ‏دماءُ‏ ‏القـَـدَمِ‏ ‏العارِى. ‏

يتبعـــنى ‏الناسُ ‏الـمِثلى،‏

                                     ليسوا‏ ‏مثلى.‏

 من‏ ‏مثلـِـى ‏لا‏ ‏يسلكُ‏ ‏إلا‏ ‏دربه‏،‏

يحفرُهُ‏ ‏بأنين‏ ‏الوحدهْ‏،‏

يزرع‏ ‏فيه‏ ‏الخطواتُ‏ ‏الأولىَ:‏

                   -‏ دوْماً ‏أولىَ‏- ‏

يَرْويهاَ ‏بنزِيفِ ‏الرُّؤيْهْ.‏

تتفتح‏ ‏أكمامُ ‏العيد‏ ‏بلا‏ ‏موعدْ‏.‏

ذاتُ‏ ‏بريقً ‏وحضورٍ ‏وروائحَ ‏وكلامْ.‏

 ‏21/7/1982 ‏

أول‏ ‏شوال‏ 1402‏

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

[1] – يحيى الرخاوى: ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”، الديوان الثانى: “شظايا المرايا”، الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”. منشورات جمعية الطب النفسى التطورى. (2018)

– قصيدة “عيد” من الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب” (ص 87)

 

تعليق واحد

  1. كيف حالك يامولانا:
    المقتطف : يقطر‏ ‏ثدىُ ‏العـمِّ ‏رحيقَ ‏الرُّضَّعْ‏
    التعليق : أتشبيه أم كناية ؟ أم ماذا ؟! تأملته طويلا ،تخيلته ،تقمصته ،كل كلمة فيه شديدة الكثافة ،تركته وذهبت إلى باقى القصيدة ،ثم عدت إليه مرة أخرى ،هذا البيت المزدحم الزاخر القوى المستفز الجذاب الحنون الطيب الجميل الخشن الرقيق ،الملاوع البرىء ،……يبدو أن فيه بعضك يا مولانا
    المقتطف : من‏ ‏مثلـِـى ‏لا‏ ‏يسلكُ‏ ‏إلا‏ ‏دربه‏،‏
    يحفرُهُ‏ ‏بأنين‏ ‏الوحدهْ‏،‏
    يزرع‏ ‏فيه‏ ‏الخطواتُ‏ ‏الأولىَ:‏
    -‏ دوْماً ‏أولىَ‏- ‏
    يَرْويهاَ ‏بنزِيفِ ‏الرُّؤيْهْ.‏
    تتفتح‏ ‏أكمامُ ‏العيد‏ ‏بلا‏ ‏موعدْ‏.‏
    ذاتُ‏ ‏بريقً ‏وحضورٍ ‏وروائحَ ‏وكلامْ.‏
    التعليق : نعم هذا أنت ،وأنا أريد أن أكون ممن هم مثلك ،لم يخيفنى وصفك لك ولهم ،نعم يؤلمتى أنين الوحدة ونزيف الرؤية ،لكن فى البريق والحضوروالروائح والكلام ،ونس حقيقى أتمنى أن تكون قد حظيت به فى ” العيد “

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *