الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 18-8-2023

السنة السادسة عشر

العدد: 5830

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

الحمد لله من قبل ومن بعد

طلب مـِنَّـا الاستمرار فى محاورته، ومحاورة بعضنا البعض، وها نحن نحاول….

وليكن الاستمرار وسيلتنا إلى العودة…، وهل نملك غير هذا!!؟

*****

“فقه العلاقات البشرية”(3) عبر ديوان “أغوار النفس” الكتاب الثالث: “قراءة فى عيون الناس” اللوحة السابعة “الدمعة الحيرانة”

د. الاء إبراهيم

المقتطف: “تصبح سببا أو مبرر إعاقة من فرط الألم الذى عجز “الوعى/الفعل” أن يستوعبه، أو يحتويه” هل العلاج الجمعى هنا مش ممكن يعطل صاحب الرؤية عن احتواء الألم الشخصى اوى ده؟ ولا ده مساعد؟ انه يطلع برة الرؤية المحدودة لألمه هو بس؟ مش عارفة …

التعليق: الله يرحمك يادكتور يحيي. كل كلمة هى كنز لينا نفكر فيه ونتعلم منه.

د. محمد الرخاوى:

ممكن يعطل، وممكن يساعد، لهذا فمسؤولية المعالج، ومسؤولية كل علاج أن نحسن قياس الجرعة والتوقيت، كما كان يكرر دائماً.

*****

نقلة مع مولانا النفرى: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم 7)

يا عبد الحزن علىّ حقيقة الحزن

يا عبد أنا عند الحزين علىّ وإن أعرض عنى

يا عبد كيف يحزن علىّ من لم يرنى

أم كيف لا يحزن علىّ من رآنى

د. الاء إبراهيم

المقتطف: “حقيقة الحزن” يا الله على الحيرة لتفسير كلمتين فقط لا اكثر ولا اقل!

التعليق: مافكرتش قبل كده ان يكون للحزن حقيقة، فكرت لو كان الحزن حقيقى وفكرت لو كانت الحقيقة محزنة. لكن حقيقة الحزن كانت غايبة عنى ودلوقتى بعد ماعرفت بوجودها وحاولت افهمها استغربت اوى ازاى كانت تايهة مني! دايما عدم معرفة حقيقة الاشياء يزعجنى لكن فى المخاطبة دى – حتى ولو مافهمتش الحقيقة اوي- استمتعت ورضيت بالمحاولة والمحاولة فقط.

د. محمد الرخاوى:

تصدقى عند حق جداً. جميل فعلا رضاك بالمحاولة، وتقديرك العالى لمعنى “الاستمتاع” فى تلقى مثل هذا النص، وأتمنى لك أن يشجعك هذا وذاك على البحث عن أشياء أخرى، و تلقيَّات أخرى، بجانب بحثك عن “حقيقة الأشياء”،

*****

نقلة مع مولانا النفرى: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم 7)

يا عبد

جزاء المحتمل فىّ أن لا أغيب عنه أين حل.

أ. سحر أبو النور

التعليق: رغم أن باب ذلك الجزاء العظيم قد تعين فى نص المخاطبة إلا أن للباب مفتاح لم يتعين بالمخاطبة ربما لأن فى البحث عنه علامات هادية له وربما لأن لكل منا مفتاحه الذى يهتدى به إليه الباب هو “المحتمل فيه” إذن المفتاح هو كيف أتحمل فيه؟

واذا بقول العبد الصالح لنبى الله موسى يخطر ببالى “وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا” وكأن المعرفة هى المفتاح الذى رأيته المعرفة التى تعرفنا عليه، وعلى قدر ما نتحمل من تلك المعرفة على قدر جزاءنا من المعية المنشودة ب ألا يغيب عنه أين حل و كما قلت يا مولانا الحكيم فى إشارة بالغة الحكمة:

أين حل هذا يشمل كل مكان وكل وقت حيث لا تقتصر على المكان بل تشمل الزمن الذى لا ينفصل عن المكان .

اللهم نسألك هذا الفضل وزيادة والحمد والشكر لك دائما أبدا

د. محمد الرخاوى:

اللهم لك الحمد والشكر، اللهم آمين

*****

“ترحالات يحيى الرخاوى” الترحال الأول: “الناس والطريق”‏‏ الفصل الرابع: الحافة والبحر (2)

د. الاء إبراهيم

 المقتطف: “فابتسمت- بحكم العادة، لا الشماتة.”

التعليق: يا جمال الوصف!

د. محمد الرخاوى:

“الناس والطريق” هو من أجمل نصوص الرخاوى عندي، وأنا بالفعل أعنى “أجمل”، لهذا سعدت بتعبيرك جداً يا د. آلاء.

*****

حوار/بريد الجمعة 11-8-2023

د. ماجدة عمارة

المقتطف: (رد د. محمد الرخاوى) لا لا يا د. ماجدة، اسمحى لى أن أصر على كون هذا الموضوع صعباً جداً لدرجة يحتاج معها مزيداً من الاجتهاد والتفصيل. فهل من صفات الشيطان مثلا كونه طاقة فعالة وقادرة على الفعل لأحتاجه لدرجة أن أتلفع به؟؟

التعليق: عندك حق يا د. محمد، وكنت منتظره منك الرد ده وأكتر، أما عن تساؤلك الاستنكارى عن طاقة الشيطان وقدرته على الفعل؟ فاسمح لى أجيبك بنعم (حتى الآن) هذا ما وصلنى من خبراتى ومعارفى، وهذا ما أظن أن مولانا الرخاوى قاله عنه، والذى لم تكن بدايته عنده، لكنه موجود فى الثقافات والفلسفات الشرقية القديمة، التى كلما اطلعت عليها أكثر، أكتشف كم كان مولانا على علم ودراية بها ولعل تعبيره “أتلفع به” يحمل بدقه  كيف استطاع أن يلتقط ما وصله ليعيد إنتاجه فى إبداعاته الخاص،، لكن فعلا عندك حق فى أن الموضوع صعب ويحتاج إلى الاجتهاد والتفصيل، وهذا ما أقوم به حاليا لأتابع وأواصل وأفصل وأفسر بعض ما قدمه مولانا الرخاوى فى هذا الصدد…لعلى أفلح، يارب

د. محمد الرخاوى:

تمام… أشكرك.

د. محمد أحمد الرخاوى

المقتطف: (رد د. محمد الرخاوى) فى ظنى أن تفاعل يحيى الرخاوى مع هذا المقتطف فى تلك النشرة ينطوى على مغالطة. فعندى أن هذا المقتطف يحتاج للانتباه الشديد لأرضية يقوم عليها وهى حاسمة لاستيعابه. فلا الرؤية ولا المعرفة (وربما ولا الوقفة) هى من النعم الدائمة المستمرة، وهو معنى يتواتر عند النفرى فى مواقفه ومخاطباته بوضوح شديد. لهذا وصلنى الحزن هنا بوصفه من أعراض افتقاد نعمة عشتها وأحببتها فى لحظة لا تنسى، ولكن كونها لا تنسى لا يعنى أنها مستمرة وأننى ما زلت أعيشها بالزخم نفسه. بعبارة أخرى إذا كان العبد قد رآه فى لحظة سابقة؛ “فكيف لا يحزن عليه من رآه”، ثم “كيف يحزن عليه من لم يره”، ثم والأمر هكذا، أفلا يصبح “الحزن عليه حقيقة الحزن”؟؟؟

أما المغالطة التى أعنيها فى تفاعل يحيى الرخاوى فهى الدهشة التى ادّعاها لاستخدام حرف الجر “عَلَى”، وظنى أنه ادعاها ليثير دهشتنا أولا، وليكتب ما يريد (من الكلام الغالى جداً) ثانياً. وأقول ادعاها لأنه كتب بنفسه أننا “نحزن على ما نفتقد، ونحزن على من نفقد، ونحزن على ما لم نحقق ..إلخ”، وهذه كلها معان مشمولة فى قراءتى المتواضعة. السبب الآخر لتهمة ادعاء الدهشة التى أوجهها لهذا التفاعل هو أن تعبير “الحزن عَلَى”، فى الواقع، لا يثير الكثير من الدهشة، خاصة لدى مصرى صميم يعرف جيداً التعبير الموازى والشائع جداً “زعلت عليه” بالعامية المصرية الجميلة، والغريب أن تعبير “حزنت عليه” هو أيضاً تعبير متواتر بل مألوف، بما يدعمنى فى اتهامى الطيب هذا.

التعليق: يحضرنى هنا يا محمد الموقف الشديد الدلالة الذى اختزل بسطحية شديدة عند اغلب المفسرين على حد علمي

 موقف خلق آدم وخروجه من الجنة .

 هو موقف شديد الدلالة وشديد القداسة ويلخص روع وجود هذا الكائن الرائع الظالم الجاهل .فهو يحزن على فراقه ( الله) وليس على الجنة وهو فى نفس الوقت ينعم بقوة هائلة من المعنى حينما يكدح اليه بعد ان يعيش الحزن على فراقه ( عليه)  فيراه حضورا عيانيا. حضور يظهر ثم يتوارى لاستمرار الكدح.

فالحزن هو الضريبة الرائعة للحرمان الى ان نلاقيه فيرضى فنرضي.

لذلك قال لمولانا النفرى :- كيف يحزن على من لم يرنى . ام كيف لا يحزن على من رآنى .

د. محمد الرخاوى:

كثيراً ما أتعجب كيف صاغت الأديان هذا المأزق الإنسانى الوجودى بهذه العبقرية التى لا تضاهَى، وأتفق معك على ما تم من اختزاله بسطحية شديدة، وإن كنت أتصور أن أى أمل فى عدم الاختزال سيظل عاجزاً فى النهاية عن إنتاج معرفة تضاهى ما صاغته الأديان بهذه العبقرية، حتى محاولة محفوظ فى أولاد حارتنا، على روعتها، كانت أقل مما يمكن أن يصل من الأصول فى الصياغة الدينية.

*****

“فقه العلاقات البشرية”(3) عبر ديوان “أغوار النفس” الكتاب الثالث: “قراءة فى عيون الناس” اللوحة الثامنة “نايم فى العسل” (2 من 2)

د. ماجدة عمارة

أوحشتنى يا مولانا:

المقتطف: (5) والمعلّم‏ ‏صْبُرهْ‏ ‏بحباله‏ ‏الطويلةْ، ‏

قال‏ “لا‏‏بد‏ ‏أشوفْ‏ ‏لُه‏ ‏حيلهْ‏”:‏

قال‏ ‏لـه‏ ‏يا ابنى تعالى جنبى

إنت تطلب، وانا الـــَــبّى،

راح صاحبنا معرّى جوعه، نطّ كل اللى مْدَارِيهْ

عرضحال كاتب جميع ما نـِفـْسُه فيه:

“.. ‏بعد‏ ‏موفور‏ ‏السلامْ‏،‏

نِفْسِى ‏حبِّةْ‏ ‏حُبْ، ‏أو‏ ‏حتِّةْ‏ ‏حقيقهْ‏،‏

نفسى ‏أشارك‏ ‏فى ‏اللى ‏جارى ‏ولو‏ ‏دقيقهْ‏،‏

نفسى ‏أعرف‏ ‏فى ‏اللى ‏بتقولوا‏ ‏عليهْ‏،‏

نفسى ‏اشوف‏ ‏دا‏ ‏إسمه‏ ‏إيه‏”‏

‏(6)‏ المعلّم‏ ‏قالّه‏: “‏ماشى، ‏يالله‏ ‏بينا”

التعليق: قرأتها مرارا وتكرارا، وفى كل مرة، أرى عينيك تطلان من داخلى لتسألنى: ليه كده يا ماجده يا بنتى؟! ثم يتردد صدى صوتك بداخلى من عمق الأعماق قائلا: حارمه نفسك من نفسك…….، ولا أجد ما أقوله سوي: يارب، يا مولانا

د. محمد الرخاوى:

لو أنك تقللين فقط من حكاية “عمق الأعماق” وما شابه من تعبيرات يا د. ماجدة!!

تعلَّمت من النفري، ومن اهتمامى المركز باللغة والتواصل، أن مثل هذه التعبيرات تأتى بتأثير معاكس للمطلوب منها.

*****

أ. محمد حلمى

انتاج الدكتور الرخاوى رحمة الله عليه يجب أن يترجم للانجليزيه وغيرها ، فهذا تراث علمى على المستوى الإنسانى بأسره ، يجب أن يبذل المجهود فى نشره ، ليس حقا للدكتور الرخاوى فقط ، وانما هو حق للانسانية كلها ، وأنا لا ابالغ مطلقاً ، فإن من يقرؤه ويستوعبه ، يعرف أنه على مستوى الرواد الأول فى الطب النفسى الذين وضعوا أسسه ، بل أرى أنه قد يفوق بعضهم ، مع حفظ مكانتهم الأصيلة فى السبق والتأسيس . تلك هى مهمة بل واجب أولاده وتلاميذه. وربنا يوفقكم إلى ذلك.

د. محمد الرخاوى:

بنحاول والله يا أ. محمد، دعواتك.

*****

مقتطف (157) من كتاب “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب) الفصل الخامس: (من 543 إلى 718) عن: العدل والأخلاق وحمل الأمانة والبصيرة، والموت، والإحساس (وأشياء أخرى)

أ. يوسف عزب

المقتطف: المعركة‏ ‏مع‏ ‏الشر‏ النيـْزكىّ ‏المنفصل تعطى ‏لكل‏ ‏شىء‏ ‏معنى ‏ونشوة‏ ‏واتساقا‏،

‏فلا‏ ‏تظن‏ ‏أنها‏ ‏تتعارض‏ ‏مع‏ ‏السعادة‏ ‏أو‏ ‏الراحة‏ ‏أو‏ ‏الهدوء‏،

أما الشر الماثل فى حركية الجدل مع الخير: إليك، “إليه”، فهو هو جزء من الخير الأقوى‏.

التعليق: شرا.. دائما النار مفتوحة على خطوط المواجهة…الله يرحمه…الشر النيزكى ده سهل استيعابه..انما الشر الماثل فى حركية الخير.. محتاج تبيان شوية

د. محمد الرخاوى:

مش عارف يا صديقى العزيز…

هو لم يقل أبدا “الشر الماثل فى حركية الخير”… أم أنا إللى مش فاهم!!؟

*****

تعليق واحد

  1. موضوع ترجمة اعمال د. يحيي الرخاوي معضلة شديدة جدا .
    اللغة عند يحيي الرخاوي هي كائن حي نابض ولذلك كان دائم الرفض للتفاعل الا بلغته الام. ولا ادري فعلا ان كان الله قد شاء ان يمد في عمره ان سيحاول الترجمة . الجواب عندي لا.
    فلغة يحيي الرخاوي هي لحم ودم ممزوج بتجارب شديدة الخصوصية شديدة الذاتية شديدة الموضوعية .
    تخيل كل دة مع بعض.طبعا دة لا يعني الاستحالة ولكني اشفق علي ضياع نبض تجربته من خلال اي ترجمة حتي لو صدقت. انا ادعي انني اتقن الانجليزية ولكني لا اتخيل ان اقرأ اي نص ليحيي الرخاوي مترجم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *