حوار/بريد الجمعة

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 10-6-2022

السنة الخامسة عشر

العدد: 5396

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

البريد اليوم بالغ الحضور،

إضافة حقيقية

شكراً

*****

الأربعاء الحر: مقتطف من كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الحالة: (60) “الحس الإكلينيكى، باستعمال الملاحظة العادية والمسئولية العلاجية فى ثقافتنا الخاصة”

أ. نسرين سالم

اللامبالاة وانفصال المريض عن الواقع اللى بيعيشه وبيحكى عنه مشكلة مابعرفش اتعامل معاها بالساهل، وكأن دافعية المريض للعلاج متعطلة ومش ببقى عارفة اعمل ايه وقتها واساعده ازاي

د. يحيى:

الدافعية للعلاج يا نسرين من أهم أساسيات العلاج النفسى، وهى ليست كلها إيجابية – بعد إذنك – فأحيانا يكون الدافع للذهاب للطبيب هو لتبرير سلبيات المرضى، وأحيانا يكون لتأكيد اليأس من الشفاء، وأحيانا يكون لاستجلاب الشفقة… الخ الخ، لكن عندك حق أن تقفى هذا الموقف لتنبهينا أن الدافعية التى تفتقدينها هى غالبا إيجابية.

 بصراحة فى الاتفاق العلاجى المبدئى فى أوائل الجلسات ينبغى الانتباه للتأكيد على أن تكون الدافعية إيجابية بمقاييس موضوعية تتجدَّد كل فترة، خاصة إذا طالت مدة العلاج.

أ. فؤاد محمد

المقتطف: بتعمل تثبيط انتقائى على المخ الأقدم وانت عارف إن احنا بنستعمل فى الحالات دى نظام “الزجزجة”، Zigzag يعنى ندى كميات، ونبطل فجأة، يوم اتنين، أو ننزّل للنص، ونرجع ندى تانى، ونشوف التفاعل أول بأول وهكذا، ونستغل كل حركة بعد كل تدخل أو توقيف لصالح تنمية قدرته على الكف، وعلى حمل المسئولية، وعلى عمل علاقة.
التعليق : ممكن يا دكتور يحيى يظهر نشاط ذهانى صريح فى مرحلة الزجزجة دى ولو صح ذلك ده يساعدنا اكتر فى العلاج !

د. يحيى:

نعم، وأحيانا يسمى هذا فى العلاج الجمعى بالذات “الذهان المصغر” Minipsychosis وهو أحد مظاهر المآزق العلاجية الجادة فى النقلة النوعية لإعادة التنظيم والتشكيل، وهى مرحلة صعبة، لكنها فارقة وإيجابية لو أحسنّا استعمال إعادة تشكيلها على مسار النمو.

أ. فؤاد محمد

المقتطف: إنت مش خدت بالك إنه رفض إنه يجى لى بعد أربع مرات، مش ده برضه معناه إنه بيتجنب مواجهة أى سلطة أبوية تكشفه أو تقهره،

التعليق: ملحوظه شديدة الدلالة يا دكتور يحيى مع احتفاظك بوضع احتمالات تجنب السلطه فى الكشف او القهر .. او حتى الردع لهذا المخ النشط او للطفل النزوي

د. يحيى:

لم أفهم كيف نتجنب الكشف عن شطح هذا المخ وخاصة فى الطفل النزوى، وهل أنا ذكرت ذلك تحديد!!؟

أ. فؤاد محمد

اعجبنى تلقى المعالج للحالة منذ البداية ومدى احتفاظه بحيرته من اول ما التقط ان شكله اكبر من سنه

د. يحيى:

بارك الله فيه، وفيك

د. هشام عبد المنعم

“الإستغراب، والحيرة، والإندهاش، والبساطة،، والعلم الحقيقى الهادف فى رؤية مرضانا”: هو ده اللى اتعلمناه وبنتعلمه مع حضرتك دائما، شكرا جزيلا

د. يحيى:

العفو

إن إبداع التلقى هكذا هو الزاد الرائع للممارس المجتهد مثلى.

 أ. هشام محمد

حالة صعبة مش باين اعراض محددة تجاه مرض معين ، زى ما حضرتك قولت تقريبا ذهان عام كامن بينشط كل شوية فى صورة اعراض مختلفة ، بس حالة زى كده يا دكتور المآل بتاعها نقدر نتنبأ هيبقى كويس او وحش؟

د. يحيى:

هل معقول يا هشام يا إبنى أن نتنبأ بالمآل بهذه المعلومات الناقصة فى  بضع فقرات؟ اجتهاد مبدئى يتجدد، ويتكامل ويتعدل: كلما وصلتنا معلومات أحدث أو أفكار أنضج أو دهشة أحق!

د. محمود عبد الغنى

المقتطف: وانت عارف إن احنا بنستعمل فى الحالات دى نظام “الزجزجة”، Zigzag يعنى ندى كميات، ونبطل فجأة، يوم اتنين، أو ننزّل للنص، ونرجع ندى تانى، ونشوف التفاعل أولا بأول وهكذا، ونستغل كل حركة بعد كل تدخل أو توقيف لصالح تنمية قدرته على النمو، وعلى حمل المسئولية، وعلى عمل علاقة.

التعليق: لو حضرتك توضح أكتر النظام ده فى إعطاء النيورولبتات

شكرا يا دكتور حالة ثرية وكلها تعليم

معرفتى بالحشيش إنه بيساهم فى ظهور الذهان وساعات يسببه لكن أول مرة أتصور إنه ممكن يكتم عليه ويسكته ومحتار شوية

كمان عندى تساؤل عن دورنا فى المسائل الأخلاقية اللى زى الحالة هنا أذى جنسى لطفلة ١١ سنة إمتى أتدخل مباشر وهل مسؤوليتى توقيف الفعل ده ولا لا؟

د. يحيى:

أولا: أصبح إعطاء النيورولينات باختيار متجدد من أدق مهام الطبيب فهو يكشف عن أى الأمخاخ شذَّ، وأيها نشَذَ، وأيها تنحّىَ، وأيها طاح، بل يساعد بمراجعة النفسمراضية التركيبية فى إعادة تشكيلها وترتيب الأمخاخ، وتصحيح علاقاتها: باجتهادات فنية مهنية طول الوقت.

أ. دميانة عادل

الحالة مليئة بالأعراض ومهمة استفدت منها جدا يا د/يحيي

شكرا لحضرتك

د. يحيى:

بارك الله فيك يا دميانة، ونفع بك

 أ. هدير برأم

عجبنى وصف دكتور انور لحالة المريض وسلوكه … بالرغم من صعوبة الحالة والقرارات اللى ممكن تتخذ فى محاوله مساعدتها، ولكن اعتقد ان سريه المريض مهمه جدا وان عم الطفله مينفعش يعرف حاجه لتجنب أى اصطدام بين المريض واخوه ممكن يساعد على زياده سوء الحاله. و لكن سؤالى كيف نحمى الطفله من هذه السلوكيات خصوصا مع احتمالية وجود الإرث الجيني؟

د. يحيى:

أظن أن التفاصيل التى جاءت فى الحالة، فيها اجتهادات للرد على أغلب هذه التساؤلات، لكن دعينى أطمئنك يا هدير أن هذه مسألة صعبة وتحتاج لدوام المراجعة.

أ. مروة على

أؤيد رأى حضرتك يا دكتور يحيى فى التعامل مع الحالة

واستفدت كتيرا من هذا النقاش

د. يحيى:

بارك الله فيك، ونفع بك

أ. إسراء سعيد

فعلا أنا حسيت وأنا بقرأ الحالة وخفت أنى كمعالجة وكزوجة وأمّ أتصرف في موقف تحرشه ببنته ازاى؟ أحاسيس كل دور بتحرك لاتجاه مختلف، وحل مختلف ويمكن ده يكون هنا دور الإشراف

شكرا لحضرتك

د. يحيى:

فعلا

هذا بعض دور الإشراف، خاصة مع الحرص ألا تكون الإجابات من المشرف عن التساؤلات حاسمة أو وثقائية، بل تكون إجابات مثيرة لمواصلة النقد والحوار.

أ. أسامة عبد البديع

الطريق طويل والحسابات صعبة

د. يحيى:

والله المعين

 أ. هايدى محمد

وصلنى جدا خوف دكتور انور على بنته وانه بيحاول يحميها بس زى ماحضرتك قولت انه مريض ومحتاجين نحل ده من غير ميتأذى او يتفضح لان اكيد اخوه مش هيفهم كل ده وهيتعامل معاه بشكل سطحى جدا، وتشابه اعراض باباه مع اعراضه يخلينى اقلق على البنت اكتر، وكون انه بيستخدم المخدرات عشان يغطى على اعراضه الذهانية دى معلومة افادتني، الحالة صعبة ومليانة تفاصيل حقيقى وحسيت بمشاعر خوف عليه وعلى بنته وعلى اللى حواليه.

د. يحيى:

ما وصلك هكذا يا هايدى: يطمنئنى على فائدة الإشراف، وعلى حسن تلقيك، وعلى ثروة مواصلة المراجعة، بنقدكم، واسئلتكم

شكرا للجميع

أ. محمد الحسينى

فى الحاله دى والوالد كان مريض عقلى والمرض من الواضح انه كان صريح ف حاله والده ومن الممكن يكون حامل نفس المرض بس مظهرش بالشكل الصريح زى الوالد هل ده يسمح للطبيب فى التدخل الدوائى كأن الذهان صريح وواضح فى الحاله دي

د. يحيى:

بصراحة يسمح، ولكن فى حدود المساعدة وليس من باب الاتهام، المسألة دقيقة ولابد من التأنى ومراعاة مصلحة كل الأطراف، بدءًا بالأضعف والأكثر إعاقة.

*****

الأربعاء الحر: مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه الكتاب الرابع الحالات: من (61) إلى (80) المرضى: أُسْرة ممتـدة، مع الحذر من الاعتمادية الحالة: (61)

أ. نسرين سالم

المقتطف: د. يحيى: يا راجل اتوكل، بس حاسب إوعى تفتح باب الاعتمادية على الآخر، الست دى جدعة مهما كانت عيانة، ومعاها دكتوراه، وبتكتب فى الجرايد، وناجحه زى ما بتقول، إنت تحاسب، وما تلحش عليها، وتنبهها على الانتظام فى الأدوية لحد ما ظروفها تتحسن وتقدر تجيلك، وبعدين لو ماجاتشى لازم تتردد جدا إنك تكلمها تانى، وهنا بقى يظهر فايدة إنك تكون واخد نمرة قرايبها حتى لو كانوا مش همه، إذا كنت حاتصدق إن المرضى دول عيلتك الممتدة، فما تنساش إن الوالد راع، وكل راع مسئول عن رعيته زى ما بيقولوا، بس بالحساب، طبعا بالحسابات العادية إنت مش مفروض تعمل الكلام ده، إنما ماتنساش إنت مسئول أمام ربنا، الحالة صعبة وجعانة ناس بغض النظر عن نوع مرضها اللى بيزود احتياجها زى ما انت عارف، فى السن دى والوحدة دى، إنت ما تتصورشى أحتياجاتها العاطفية قد إيه، والجنسية برضه، الجنس ما بـِـيـْـموتـْـشـِـى، هو حياة، هو يتركن بس من قلة مفيش، يمكن يدبل بس ما بـِـيـْـموتـْـشـِـى، صحيح ما فيش فرصة عند الست دى إنه يظهر صريح على السطح، إنما لازم تعمل حسابك إنه موجود، وتحترم ده

التعليق: وصلتنى حيرة د. محمد، وافتكرت اول مرة اتشد تجاه حالة وابقى عايزة اطمن عليها لغيابها، والإجابة اللى جاتلى من زميلى وقتها: حاسبى لتتورطي، لأن الخط الفاصل بين الحدود غامض جدا، والاعتمادية والتورط فيه مسألة صعبة جدا.

(إذا كنت حاتصدق إن المرضى دول عيلتك الممتدة، فما تنساش إن الوالد راع، وكل راع مسئول عن رعيته زى ما بيقولوا، بس بالحساب) لامَسَتنى جدا الجملة دي، ورغم انهم عيلتى لازم احترم خوفى وعجزى وحدودى معاهم لمصلحة العلاج.

د. يحيى:

بالضبط يا نسرين بالضبط

قرأت ما اقتطفت وأعدت من كلامى وكأننى لست كاتبه، واطمأنئت إلى حس تلقيك، وإلى اجتهادى على حد سواء.

 أ. هدير برأم

تعليق عام: انا شايفه ان واجب على دكتور محمد انه يتواصل معها، عشان حاتفرق معاها كتير، انا طبعا متعاطفه جدا مع المريضه لكونها عايشه لوحدها ومعندهاش حد يسال عليها فلازم احنا كأطباء أو معالجين نحاول نقوم بجزء من دور العيله عشان نوصلها شويه احساس من الطمأنينة اللى ممكن يساعد اكتر فى نجاحها. شكرا لك د/ يحيي

د. يحيى:

هذا صحيح، وصعب

لكنه لازم ولا بديل له

أ. سراء سعيد

المقتطف: د. محمد عبد الفضيل: هوه يعنى كان الأفضل إنى أتصل بقرايبها مش كده ؟

التعليق: وصلنى جدا حيره دكتور محمد وده طمنى ان الاحساس ده طبيعى ان افكر فى عيان هو عامل ايه دلوقتى واسأل لو تطلب الأمر وان فعلا لكل قاعده شواذ ده ادانى مساحه من الحريه

د. يحيى:

لكن لابد من الحرص على استئذان المريض، وعلى عدم إذاعة أسراره لأى طرف آخر إلا بإذنه، وفى حدود منع الأذى المحقق، لا أكثر.

أ. هشام محمد

دا بيرجعنا لفكرة البيانات الأساسية اللى مفروض تتوفر عندنا من اول جلسة، واللى هنحتاجها فى حالة زى دي

د. يحيى:

عندك حق يا هشام، وأرجو أن أكون ذكرت بعض ذلك.

أ. سحر أبو النور

المقتطف: د. يحيى: شفت ازاى؟ ويقولوا على مرضانا ما بيحسوش، يا راجل البنى آدم بنى آدم، راجل، ست، عيان مش عيان؟ نحترم خلقة ربنا: الدنيا تمشى أحسن، يعنى مجرد احترام إن لها احتياج مشروع، دون أن تحقق احتياجها ده، بيخلى الأمور أوضح مهما بان إنها أكثر إيلاما، إنت لما تحترم الحق فى أى حاجة، مش معنى كده إنك ملزم بتنفيذ ما يترتب على ذلك، فيه حقوق لا إنت ولا الحكومة ولا الملك يقدروا يقدموا ربعها، لكن ما نقدرشى نلغيها من وعينا لمجرد إنها مش بتتحقق بقدر كافى، أنا قلت الكلام ده كتير وما عنديش مانع أكرره لأنه صعب، فلو سمحتم استحملو التكرار شويتين،

التعليق: ياااااه وصلنى إن الإحترام الصادق لحق خلقة ربنا يفتح أبواب وصول الحق لأصحابه مهما كان أمر ايصاله مش بأيدينا، مش عارفة إزاى لكن يقينى فى الله وإن تصدقوا الله يصدقكم هذا اليقين يطمنى اطمئنان يرفع عنا ما لا طاقة لنآ به ……. مولانا الحكيم الحمد لله الذى جمعنا بك تحت العباية الكبيرة بتاعة تواصلنا بما يسمح بإرسال واستقبال هذا الوعى الممتد فى رحلة سعينا إليه …..

د. يحيى:

أشاركك يا سحر الحمد: لنفس الأسباب

وأدعو لك ولنا بدوام التوفيق والصبر والمثابرة.

*****

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (76) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏!

د. ماجدة عمارة

المقتطف: ….”‏الآن‏” ‏عند‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ‏ ‏ليس‏ ‏كمثلة‏ ‏شىء‏، ‏وحتى ‏الحنين‏ ‏إلى “‏المابـعد‏”، ‏والشوق‏ ‏إلى ‏عزف‏ ‏الناى ‏فى ‏الخلاء‏، ‏والاستماع‏ ‏إلى ‏ألحان‏ ‏الكون‏ ‏لايتم‏ “‏فيما‏ ‏بعد‏”، ‏بل‏ ‏هو‏ “‏حاضر‏ ‏فى ‏الآن‏”.‏

التعليق: استوقفنى جدا تعبير حضرتك ب “ليس كمثله شيء”، ثم تذكرت قوله، فى الحديث القدسي: لا تسبوا الدهر فإنا الدهر، الحقيقة يا مولانا، وجدت هنا نوع من”الوجد”، جعلنى أحتار بين “الآن” عند نجيب محفوظ، و”الوجدان” عند يحيا الرخاوى …..

د. يحيى:

نعم نعم: ليس كمثله شيء وهو السميع العليم

أ. سلمى عادل

دايما بحاول مع نفسى انى اركز على الان وافكر نفسى به دايما.

د. يحيى:

دون استغراق فى التأمل الذاتى Introspection لو سمحت، فخداعاته لا حصر لها.

أ. نسرين سالم

المقتطف: “لماذا‏ ‏تفرطون‏ ‏فى ‏الأيام‏ ‏المتاحة‏ ‏الطيبة؟‏”‏

التعليق: دى مشكلتنا دايما بنفرط فى الايام اللى فى ايدينا علشان ساريحين مع اللى جاى او بنندم على اللى فات وناسين نعيش هنا ودلوقتي، وفعلا اتحرمنا من روعة الآن بلا مبرر زى ما حضرتك وضحت فعلا

د. يحيى:

وصل ما أريد توصيله

إعاننا الله على تحقيقه

*****

مقتطفات من: “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” الكتاب الثانى: “المقابلة الكلينيكية: بحث علمى بمهارة فنية” الفصل السادس: التاريخ العلاقاتى (3)

المتن (1) هذه‏ ‏المنطقة‏ ‏من‏ ‏أكثر‏ ‏المناطق‏ ‏حساسية‏ عند الاستفسار عنها، وذلك على اختلاف الثقافات الفرعية ‏فى ‏مجتمعنا‏، ‏والحصول فيها‏ ‏على ‏معلومات‏ ‏دالّة‏ ‏وذات‏ ‏مصداقية‏‏ ‏يحتاج‏ ‏إلى ‏مهارة‏ ‏خاصّة‏‏، ‏ومع‏ ‏ذلك‏ ‏فلا‏‏بد‏ ‏من‏ ‏المحاولة‏ ‏ولو‏ ‏على مقابلات متباعدة‏ ‏وبأى ‏قدر‏ ‏ممكن‏ من اللباقة وفن المقابلة، ‏ثم‏ ‏لا‏‏بد‏ ‏من‏ ‏إثبات‏ ‏المناطق‏ ‏التى ‏لم‏ ‏يمكن‏ ‏الحصول‏ ‏فيها‏ ‏على ‏معلومات‏ ‏كافية‏، ‏ومع احترام درجة‏ ‏المقاومة‏ ‏المتجددة يمكن الرجوع إلى استيفاء البيانات عنها بعد انتهاء المقابلات الأولى مهما طالت، إذا لزم الأمر.

أ. محمد الحسينى

من المناطق الصعبه جدا عند السؤال عنها واعتقد انها تحتاج الى اطمئنان كبير جدا من المريض للمعالج

استفدت جدا من هذه النشره

شكرا ا. د. / يحيى

د. يحيى:

عندك حق

ويا رب نقدر نحسبها صح

أ. دميانة عادل

استفدت كثيراً عن كيفية التساؤل عن التاريخ الجنسى وعن طبيعة العلاقات وتصنيفها

شكرا ً د/يحيي

د. يحيى:

نفس الرد السابق يا دميانة

شكرا

أ. نسرين سالم

المقتطف: فى مواجهة هذا الموقف الصعب وجدت أن الرجوع إلى مراجعة تشكيلات الارتباط الثنائى بين الأحياء عموما، قد ينير لنا بعض الطريق:

التعليق: شكرا د. يحيى استفدت جدا من نوع الارتباط وما يقابله لدى البشر

د. يحيى:

ياليتنا نجتهد فى تطبيق رؤية هذه الأنواع فى العلاقات البشرية والتعامل معها بما يليق بالبشر، وحملهم مسئولية أنهم على قمة هرم التطور

أ. هايدى محمد

المقتطف: التاريخ الجنسى

التعليق: السؤال عن التاريخ الجنسى من وجهة نظرى من اكتر الاجزاء اللى لازم المعالج يكون عنده مهارة عالية من المقابلة الاكلينيكية لانه جزء مهم وصعب وبيبين حاجات كتير عن الحالة لازم اخذها فى الحسبان عند العلاج، النشرة افادتنى جدا يادكتور يحيى فى كيفية السؤال فى هذه المنطقة شكرا لحضرتك

د. يحيى:

عندك حق يا هايدى، وعلينا أن نتذكر فرويد بالخير فهو من أهم من أكـّـد على أهمية هذه المنطقة، نذكره بالخير لكن نحذر من مبالغاته وشطحه وتحيزه لرأيه.

أ. هدير برأم

المقتطف: التاريخ الجنسى

التعليق: اعتقد ان التاريخ الجنسى مهم جدا و بيدل على البيئه المحيطه للمريض و اختلاف الثقافات. اتخاذ التاريخ الجنسى منذ الطفوله يدل على مسار المريض النفسى فى السنين القادمه و اعتقادات الاهل للسلوكيات المختلفه.

د. يحيى:

هذا ما أردت تفصيله

أ. هشام محمد

فى انتظار باقى النشرات الخاصة بالموضوع

د. يحيى:

حاضر

أ. إسراء سعيد

حقيقى بحس ان التاريخ الجنسى صعب جدا بحس انه ملهوش كاتلوج ودلالاته تختلف من شخص لآخر حتى لو فى تشابهات بين الأفراد فى خبره معينه.

د. يحيى:

عندك حق

ويستمر الاجتهاد

أ. مروة على

النشره افادتنى جدا يا د/ يحيى شكرا لحضرتك

د. يحيى:

العفو

ربنا يخليك

د. ماجدة عمارة

المقتطف: ….هل يقبل الطبيب (المعالج) النفسى أن يغامر بعلاقة فيها كل هذه الألعاب والحوارات، والمحاولات، والتراجعات، والإقدام، لكن كل هذا مطلوب إذا صدق العلاج وسمح لمستويات الوعى كلها أن تتجادل( فهو النمو والإبداع “ربنى كما خلقتنى”، “اجتمعا عليه وافترقا عليه….

التعليق: هذا التساؤل الذى عقبت به حضرتك على قصيدة ” قلب الخساية” ( هذا الاسم أحب واقرب عندى من اسم النداهة) أراه إجمال عميق لكل ما أوردته من شروحات للقصيدة، والواقع يا مولانا أننى لا أراها شروحات بقدر ما هى عندى ” عرض لمدرستك العلاجية ”، فقد فرحت جدا بوجودها هنا فى متن كتاب المقابلة الكلينيكية، بعد أن كانت فى كتاب قراءة فى عيون الناس، ولا أخفيك سرا يا مولانا أننى حين قرأتها هناك فرحت بذكائى وقدرتى على تلقى ابداعك العبقرى، الذى تصورت آنذاك أنه يصف تشخيصات الأمراض بالشعر، وطبعا قلت وقتها هنا يحدثنا عن الشخصية النرجسية،أما الآن فقد تبين لى كم كنت وقتها : عيلة غبية وباستسهل…..غوصك هنا يا مولانا إلى عمق العلاقة بين المعالج ومريضه أيقظ محبتى واحترامى ومسئوليتى، بل وخوفى أيضا : من ذا الذى يمكنه أن يحمل هذه الأمانة إلى العباد ؟! هل يمكننى ؟! هو أنا قدها ؟! طب ازاى؟!

د. يحيى:

تطورك يا دكتورة ماجدة ينقص عمرك كل مرة خمس عشرة سنة على الأقل

 أ. سلمى عادل

شكراً جدآ على الشرح يا دكتور يحيى والإفادة.

د. يحيى:

العفو

الحمد لله

*****

مقتطفات من: “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” الكتاب الثانى: “المقابلة الكلينيكية: بحث علمى بمهارة فنية” (26) الفصل السادس: التاريخ العلاقاتى (4)

د. ماجدة عمارة

المقتطف: …وكل هذا يؤخذ أيضا على انه من مؤشرات دراسة طبيعة توجه الطاقة الحيوية نحو الذات بديلا عن استعمالها وقودا لجدل حركية التواصل مع آخرين أو أخريات….

التعليق: العبارة هنا تنبض بأصول الطب الايقاعحيوى التطورى، وجديرة بأن توضع كمبدأ من مباديء هذا الطب، أو كما أحب أن أسميها “مدرسة الرخاوى”، ولعلها انطلاقا من هذا العمق فى العلاقات الإنسانية جديرة بأن يطلق عليها اسم : “المدرسة المصرية فى فن الطبابة الإحيائية”، فعلى حد علمى، لم أجد قبلك يامولانا من اهتم بتوجه الطاقة نحو الذات أو نحو الآخرين، أصلا وعيك وانتباهك إلى طاقة الحياة ونصيب كل منا منها، وفعله وحركيته وتوجيهه لها، كل هذا، حسبما أعلم، غير مسبوق وغير مطروق ،وغير ملتفت إليه…. إدعو لى يامولانا أن أحسن الارتواء من نهر حكمتك، وأن أحسن حمل مائه المقدس إلى العطشى من عباده ….

ملاحظة: هذا المقتطف مكتوب بحروف ثقيلة واضحة، أتمنى أن يوضع تحتها خطوط أيضا، وأن تطبع هكذا فى الكتاب بأمر الله

د. يحيى:

أشكرك طبعا أولا

لكننى أذكرك أن هناك من الرواد الأوائل من اهتم بمسارات وتوجهات الطاقة، وهم كثيرون جدا، لكن اختلفت لغاتهم أكثر مما اختلفت توجهاتهم.

*****

حوار/بريد الجمعة (3-6-2022)

د. ماجدة عمارة

المقتطف: …..ولكن دلينى يا ماجده كيف أوصل لهم هذه الحاجة أكثر مما أفعل، ربنا يخليك..

التعليق: أنت الدليل يا مولانا، وما تحمله إلينا “يصل ويسلم إلى من يهمه الامر” وهم كثر، ومنهم محمد ابنى حين حضر محاضرتك فى افتتاح مؤتمر السكيما قال لى: كنت أنقل عينى بينه وبينهم لارى كيف يتلقونه، وخاصة حين قال لهم “لم أفهم كتابكم” وحين قدم لهم حالنا بصدق الرؤية ووضوح المعرفة، رأيت تلقيهم لما عنده وإكبارهم واجلالهم له، وشعرت بالفخر إننى أنتمى اإلى ما ينتمى إليه هذا الإنسان، لقد تلقى ابنى منك هذا يا مولانا وهو ابن التاسعة عشر الذى يستعد الان لمغادرة مصر لدراسة هندسة الفضاء فى ألمانيا، فقلت له: إنها الأمانة يا بنى إحملها زادا معك إلى من تستطيع، وأعن أمك وإخوتك على حملها كذلك ….

المقتطف: وأنا الفقير إلى رحمته وعفوه طول الوقت

التعليق: يا مولانا، فقرك إليه أغناك به، فلم تنسانا وحملتنا معك إليه، اللهم ديمها نعمة فى الدنيا والآخرة…..

د. يحيى:

شكرا يا ماجدة، هذه شهادة أعتز بها وأنتهزها فرصة لأدعو الله أن يوفق، فهذه خبرة فى هذه السن من أهم وأصعب ما يمكن ، حماه الله وأعاده لنا بكل ما نحن فى حاجة إليه لنكتمل به، لا لنقلده.

*****

مقتطف (95) من كتاب “حكمة المجانين”  (فتح أقفال القلوب)  

الفصل الثالث: (من 211  إلى 398) مع الناس، والزمن، والحب، و”الآخر”!!

المقتطف:   (382)

إعلان الوحدة‏ ‏خير‏ ‏من‏ ‏ادعاء‏ ‏غيابها، وأنت غارق فى بؤرتها.

(383)

الوحدة‏ ‏من‏ ‏أعظم‏ ‏ما‏ ‏بقى ‏للإنسان‏ ‏من‏ ‏حرية،

‏* فمارسها‏ ‏بشجاعة،

‏* وارفضها‏ ‏بشجاعة‏.

وهكذا ….!

(384)

الوحدة‏ ‏الإرادية‏ ‏المـَرنـَة‏ ‏النشطة ذهابـًا وجيئة‏: ‏

هى ‏وحدة‏ ‏الإنسان‏ ‏فى حركته دخولا وخروجا، دون:

* أن يذوب امـّحاءً،

* أو يَلْتـَـهـِـمُ احتواءً.

فأين الوحدة بالله عليك؟!

  (385)

*  الوحدة‏ ‏الحذِرة‏ ‏المتشكِّكة‏ ‏المرتعشة‏: ‏هى ‏وحدة‏ ‏الإنسان‏ ‏فى ‏سجن‏ ‏جُبـْنـِه‏.

* والوحدة‏ ‏المستسهِلة‏ ‏المشلولة‏ ‏العاجزة: هى ‏وحدة‏ ‏الإنسان‏ ‏فى ‏رحم‏ ‏عُقـْمـِه.

* والوحدة‏ ‏المُـظـْلـِمة ‏الصامتة‏ ‏الدامية‏: ‏هى ‏وحدة‏ ‏الإنسان‏ ‏فى ‏ألم‏ ‏هَـجـْرِه.

* والوحدة‏ ‏الثرثارة‏ ‏الصارخة‏ ‏المدعية:… ‏هى ‏وحدة‏ ‏الإنسان‏ ‏فى ‏سخف‏ ‏زيفه‏.

* والوحدة الكامنة اليقظة الكادحة الراضية الجاهزة النابضة: هى ليست وحدة أصلا مهما كنتَ وحدك.

أ. سلمى عادل

محتاجين يا دكتور فعلا نبعد عن الوحدة المدعية ونركز أكتر على الوحدة الكادحة.

د. يحيى:

هيا

على البركة

أ. نسرين سالم

التعليق: د. يحيى ممكن توضيح اكتر (والوحدة الكامنة اليقظة الكادحة الراضية الجاهزة النابضة)

د. يحيى:

هذا يحتاج إلى كتاب بأكمله

لست متأكدا أن ما تبقى لى من عمر سوف يسمح لى بالوفاء برصد وتسجيل كل ما يطلب منى، وما أطلبه من نفسى،

دعواتك يا نسرين، والله المعين

أ. هايدى محمد

النشرة افادتنى يا دكتور يحيى شكرا لحضرتك

د. يحيى:

شكرا يا هايدى

على البركة

أ. إسراء سعيد

ارجو ان يكون لدى الشجاعه والحريه والوعى الكافى لمعرفه الحريه اليقظه الكادحه الراضيه

اشاره حضرتك لمفهوم الوحده مميز جدا  شكرا لحضرتك

د. يحيى:

العفو

الحمد لله أنه وصل

أ. هشام محمد

ازاى يا دكتور أمارس الوحدة بحذر؟

د. يحيى:

هناك تعبير لا أذكر قائله تحديداً هل هو “إريك بيرن” أم لـ “جانترب” يقول: أن تكون وحدك مَعَ، To be alone with ولم يشرح إيهما كثيرا عن ذلك على ما أذكر، وهم يقصدون أن المعيـّة الإيجابية لا تلغى استقلال أى من الطرفين.

أ. آلاء إبراهيم

شكرًا يا دكتور يحيى .

د. يحيى:

العفو يا ابنتى

أ. مروة على

الوحده هى شعور صعب ويصاحبه ملل واحباط ، ولكن ليس بالضروره ان يكون كذلك دائما احياناً تكون الوحده من افضل الامور عند الخذلان ….وايضا خاصاً عندما تكون الوحده للتقرب الى الله .

د. يحيى:

برجاء قراءة كل ما سبق وروده عن موضوع الوحدة فى كتاباتى فى الموقع، ولو فى هذه النشرة وهذا البريد فحسب

أ. فؤاد محمد

لا اخُفيك استاذى اننى مازلت احاول جاهدا ان انتشلنى من كل وحدة من تلك الغيابات المظلمة المهلكه حتى لا أركن إلى احدهم عجزا أو جبنا او غرقا او استسهالا .

د. يحيى:

يا لصدقك يا فؤاد

أعانك الله ووفقك

لكن أذكـّـرك ان هذه مهمة مفتوحة النهاية

*****

نقلة مع مولانا النفرى: كتاب المواقف من موقف “لى أعزاء”

وقال له (لمولانا النفـّرى):

وقال لى:   الآخرة أجر لصاحب دنيا بالحق

فقلت لمولانا:

هكذا يمكن أن أتصالح على نصيبى فى الدنيا

                  لأقبض أجرى، آخرةً: برحابه

وعلىّ أن اجتهد أن يكون نصيبى فى الدنيا بالحق

أ. آلاء إبراهيم

اعتقد ان مفهوم التصالح هو اصعب واهم شئ للإنسان.

د. يحيى:

نعم

خاصة لو كان تصالحا عميقا متعدد الأطراف والمستويات

أ. مروة على

جميل جداااااا ….شكرا يا دكتور يحيى لمجهودك العظيم معنا

د. يحيى:

العفو

ربنا يخليك

أ. هشام محمد

بنحاول نتصالح مع نصيبنا، بس كتر الصدمات مش مساعد

د. يحيى:

ومع ذلك ليس أمامنا خيار إن أردنا تعهد بعض ما هو “ربى كما خلقتنى”

د. مروة عبداللطيف

المقتطف: أستوقفنى عنوان المخاطبة أو الموقف ” لى أعزاء” …

التعليق: فمن ذى الذى يستأهل أن يكون من أعزائه …

د. يحيى:

من يحاول ويواصل سوف يكون هو من أعز أعزائه، فكرمه ليس له حدود

أ. هايدى محمد

الواحد عشان يوصل لدرجة التصالح مع النفس او مع الناس بيحتاج وقت ومجهود كبير وخبرات عشان يقدر يوصل للمنطقة دى ومش كل الناس بتقدر توصلها

د. يحيى:

لكنها مسألة تستأهل

 أ. نسرين سالم

على ان اجتهد ان يكون نصيبى فى الدنيا بالحق .. دى حاجة صعبة جدا

د. يحيى:

“اللى عايز الجميلة يدفع مهرها”

مثل مصرى عامي، أرجو أن يصلك يا نسرين

*****

اليوم السابع: الأحد: 1-9-2013

“نجيب محفوظ: العمل عبادة، والهدى لمن اهتدى”

أقسم أننى شاهدته يدافع عن مصر فى هذا اليوم 30 أغسطس الذى كان امتحانا جديدا لصلابة مصر وأهلها فى مواجهة ما يدبر لها، لم يكن غريبا إذن ألا أكتب عن رحيله الذى قيل أنه كان فى نفس اليوم، فهو لم يرحل، فهو ما زال معى فى موقعى كل خميس بلا استثناء، أواصل قراءة تدريباته التى كان يكتبها يوميا (وصلت الآن إلى الصفحة 122 من عدة مئات) ، وذلك بعد أن انتهيت من تسجيل ذكرياتى معه فى الشهور الأولى لتعرفى عليه بعد  الحادث : ” فى شرف صحبته“، (577 صفحة) وأخيرا: ألم أذكر هنا منذ بضعة أيام كيف كان معى  يوم ذهابى إلى بيت صديقنا توفيق صالح أواسى زوجته الفاضلة؟ فكيف أكتب عن رحيله إذن؟  سوف أكتفى اليوم بأن أنشر مقتطفات مما كتبته عن ما كتبه فى الصفحة الثامنة من تدريباته يوم 2/2/ 1995، كتب ما يلى بخط يده:

نجيب محفوظ

أم كلثوم نجيب محفوظ

فاطمة نجيب محفوظ

الهدى لمن اهتدى

الصدق منج

العمل عبادة

نجيب محفوظ

وإليكم بعض قراءتى لبعض ذلك:

العمل عبادة : “….. حين تابعت علاقته بما يعمل، بعد كل ما أعاقه، حتى بالنسبة لإعاقات الحواس قبل الحادث، كنت أشعر فعلا أنه يصلى وهو يعمل، وأنه أقرب إلى ربه، ربنا، وهو يبدع (يعمل إبداعا)، العبادة عند نجيب محفوظ تشمل “التوجّه” و”الإتقان” و”الناس”، سعيا غير معلن، حتى لنفسه إلى وجه مطلق لا سبيل إليه إلا بالإيمان بتفتح آفاق الإبداع على ما لا نعرف: الغيب.

ثم “الصدق منج” : “…. ما وصلنى منه يسمح لى  أن أقرر أنه لا يعنى أن الصدق ينجى من مأزق، أو أنه أسهل لحل المشاكل مما لو كذبنا، …، فهو يعنى أيضا، وربما أصلا:  الصدق مع النفس، نعم، الصدق مع النفس ينجى الواحد منا من أن يكون غير نفسه، ما أمكن ذلك، …

“….ثم يكتب:  “الهدى لمن اهتدى“، فيثير عندى قضية انتبهت إلى أنها مهمة بالنسبة له مثلما هى بالنسبة لى، فقد استوقفتنى طويلا مع ما وردنى من تداعياتها، مثل:  “إن الهدى هدى الله”، و”…الله يهدى من يشاء”، كل هذا يثير التساؤل البدئى الذى يقول:  كيف يكون الهدى لمن اهتدى؟ وهل ينبغى أن يهتدى الإنسان أولا حتى يستحق أن ينال الهدى أو يكمل الهدى، تماما مثلما  استوقفتنى الآية الكريمة ” يا أيها الذين آمَنوا، آمِنوا…”، لقد آمنوا فعلا، فكيف يؤمنون من جديد؟ ناقشته فى ذلك، وكيف أنه كان يحيرنى  حين كان تفكيرى أقرب إلى السكون، أما حين تحرك وعيى مع حركية المعرفة، وعلمت أنه “لا شىء فى ثبات”، لا الهدى ولا الإيمان ولا حتى الموت، بمعنى أن كل شىء، وكل فكر، وكل وجدان، هو فى حركة متجددة، وبالتالى يكون الهدى (الجديد المتجدد)، لمن اهتدى (لمن حسب أنه وصل إلى غاية الهدى) ، فهى دعوة لتجديد الهدى والإيمان باستمرار.

عذرا يا شيخى الكريم، نحن أحوج إلى حضورك وكلماتك اليوم أكثر من أى يوم ، شكرا.

د. مروة عبد اللطيف

اوليس الهدى لمن إهتدى بمعنى من سعى اليه واستحق أن يناله ..فتمثل الهدى فاهتدى ..كقول النبى إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم .. أو لعله درجات كالايمان فيطلب من من آمن أن بؤمن ..أى أن يرتقى بإيمانه درجه ..ليبلغ منتهاه ..إن كان له منتهى..

د. يحيى:

هذا تعقيب مناسب مكمّل

شكرا

*****

كتاب الفصام (3) “فصامى يعلمنا الفصام،  دون أن ينفصم”

د. محمود الشنديدى

هل يمكن الاستاذ الدكتور يحيى الرخاوى أن يحدثنا عن ما يعرف باسم الاضطراب الوجدانى ثنائى القطب و كيف يمكن أن ينطلق المريض الى التبصر و إدراك المشكلة و القبول بالعلاج

د. يحيى:

هذا الموضوع سوف يشغل كتابا بأكمله من سلسلة الكتب التى أنوى إصدارها تباعاً عن “الأساس فى الطب النفسى” والتى لم أتم منها حتى الآن سوى كتاب ناقص عن “الفصام … مغارة الضياع ووعود الإبداع”،

وأدعو الله أن يتيح لى الفرصة أن أكتب كتابا عن كل مرض مستقل من واقع خبرتى، ونبض ثقافتنا.

*****