الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطفات من: “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” الكتاب الثانى: “المقابلة الكلينيكية: بحث علمى بمهارة فنية” (26) الفصل السادس: التاريخ العلاقاتى (4)

مقتطفات من: “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” الكتاب الثانى: “المقابلة الكلينيكية: بحث علمى بمهارة فنية” (26) الفصل السادس: التاريخ العلاقاتى (4)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 5-6-2022

السنة الخامسة عشر

العدد: 5391

مقتطفات من: “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” [1] 

الكتاب الثانى: المقابلة الكلينيكية: بحث علمى بمهارة فنية” (26)

استهلال:

نواصل اليوم هذا النشر المتقطع من هذا الكتاب وآمل أن تُقْرأ نشرة أمس قبل متابعة نشرة اليوم التي سنقدم فيها ما تيسر من الفصل السادس.

          يحيى

الفصل السادس

التاريخ العلاقاتى (4)

ثانياً: التاريخ الجنسى

…………….

…………….

المتن (3)

 يُسأل بعد ذلك – أو حسب تسلسل الحوار – عن تاريخ  ‏وحاضر‏‏ (‏العادة‏ ‏السرية‏) ‏بكل‏ ‏صورها‏، ‏وتواترها‏، ‏والشعور‏ ‏نحوها‏ (‏بالذنب‏ ‏أو‏ ‏غيره‏) ‏والمعلومات‏ ‏الصحيحة‏ ‏والخاطئة‏ ‏بالنسبة‏ ‏لها‏، وعن مدى تأثير إشاعات ‏تأثيرها‏ ‏على ‏الصحة‏، ‏وإشاعات ‏الأمراض‏ ‏التى ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏تتسبب‏ ‏عنها‏، ‏وموقف‏ ‏الدين‏ ‏منها‏.. ‏إلخ‏)، ‏وليس‏ ‏بالضرورة‏ ‏أن‏ ‏يقتصر‏ ‏السؤال‏ ‏على ‏غير‏ ‏المتزوجين ‏ ‏إذ‏ ‏أن‏ ‏بعض‏ ‏المتزوجين يظلون‏ ‏يمارسونها‏ ‏بشكل‏ ‏أو‏ ‏بآخر‏، هذا‏، ‏وسؤال‏ ‏الإناث‏ ‏عن‏ ‏هذه‏ ‏العادة‏ ‏يكون‏ ‏أصعب‏ ‏عادة‏ .

التحديث:

بالرغم من أن هذه العادة تكاد تعتبر طبيعية فى مرحلة ما من النمو (حتى من خلال بعض الفتاوى الفقهية الدينية)([2]) إلا أن سوء الفهم حولها والمبالغة فى الشعور بالذنب إزاءها مع استمرارها يؤدى إلى مشاكل ومضاعفات ليست قليلة، على أن رصد تواتر ممارسة هذه العادة وتصاعدها، حتى مع الانقطاع عنها مؤقتا أو دائما، يسهم كل ذلك فى تحديد مسار النمو ومدى توقيت أو تكرار: الانغلاق على الذات بصفة عامة، كما يشير إلى مدى استسهال اللذة الذاتوية، وقد يصل تكرارها بكثرة إلى درجة من “الوسواس القهرى” حتى لو انفصلت عن الإثارة اللَّذيَّة.

وكل هذا يؤخذ أيضا على انه من مؤشرات دراسة طبيعة توجه الطاقة الحيوية نحو الذات بديلا عن استعمالها وقودا لجدل حركية التواصل مع آخرين أو أخريات.

وهنا لابد من التذكرة بأن موقف الطبيب (الفاحص) ظاهرا وباطنا: يمثل عاملا مهما فى احتواء الموقف، دون الإسراع بإصدار أحكام أخلاقية علوية أو دينية صرفة.

المتن (4)

‏… عن ‏الممارسات‏ ‏الجنسية‏ ‏غير‏ ‏الطبيعية‏،

يسأل في ذلك عن: ‏الجنسية‏ ‏المثلية‏، ‏والجنس‏ ‏مع‏ ‏الحيوانات‏ ‏فى ‏الريف‏ ‏خاصة‏، أو الجنسية ‏مع‏ ‏الأطفال‏.. ‏إلخ‏، ‏وفى ‏هذا‏ ‏المجال‏ ‏لا‏ ‏يكون‏ ‏السؤال‏ ‏تركيزا للوصول إلى‏ ‏التشخيص‏ ‏الحالى ‏بقدر‏ ‏ما‏ ‏يكون‏ ‏رصدا‏ ‏لاحتمال وجود ذلك في بعض مراحل النمو فقد تكون ‏عابرة‏ ‏ ‏يمر‏ ‏بها‏ ‏الشخص‏ ‏العادى ‏فى الريف خاصة أثناء ‏اكتشافه‏ ‏لهذه‏ ‏المنطقة‏ ‏من‏ ‏جسده‏ (وأصله ووجوده) ‏ووظائفه‏ ‏وعلاقاته‏، ‏وبالتالى ‏يكون‏ ‏السؤال عن‏:  ‏متى ‏بدأت‏ ‏هذه‏ ‏الممارسات‏، ‏ومتى ‏وكيف‏ ‏انتهت إن كانت قد انتهت‏، ‏وماذا‏ ‏تبقى ‏منها‏، ‏إن‏ ‏كان‏ ‏قد‏ ‏تبقى ‏شىء.

التحديث:

على أن تعريف “الممارسة الطبيعية” قد أصبح موضوع جدل واختلاف بعد انتشار الجماعات البعيدة عن ما تسميه الأكثرية “طبيعية” كما حدث بالنسبة للجنسية المثلية فى الدول الأسبق تحضرا أو تقدما (أو ربما نكوصاً وتراجعا!!) حيث تمارس الجنسية المثلية مثلا مع نوع من الإعلان والتحدى، حتى المطالبة بمؤسسات زواجية مثلية معترف بها لها نفس الحقوق (وعليها نفس الواجبات!!) حتى أصبحت هذه الجماعات تمثل فى بعض الدول المتقدمة مجموعة ضغط سياسى (لوبى) وبالتالى فهى قد ترجح نجاح هذا المرشح أو ذاك في الانتخابات، وكل ذلك بعيد نسبيا (بدرجات تتراجع تدريجيا) عن ثقافتنا الحالية، علما بأنه ليس عندى إحصاءات محكمة تحدد النسبة لدينا، لأن السرية المحاطة بهذه الممارسات فى مجتمعاتنا  تجعل الحصول على أرقام موضوعية شبه مستحيل.

ومن وجهة نظر الطبنفسى التطورى: المفروض أن هذه الممارسات هى ضد التطور لأنها ضد الحفاظ على النوع، لكن ردَّا جاهزا يدافع عن هذه الجماعات إذْ يقول إن الجنس البشرى قد زاد عن العدد المناسب لاستمراره، وأن هذه الممارسات تحد من التكاثر العشوائى، وتفصل الوظيفة الجنسية عن مجرد التناسل لحفظ النوع ولكنها تحتفظ بها كطاقة حيوية “مشروعة”!! للتواصل والفرحة والحب دون ارتباط بالإنجاب وحفظ النوع، إلا أننى أرى أن عجز الإنسان عن ضبط تكاثره العشوائى المُهَدِّدِ بالانقراض، ليس مبررا  كافيا للدفاع عن مشروعية هذه الممارسات حتى لو كانت تحت زعم حفظ النوع، فأنا أتصور أن هناك عوامل أخرى تهدد بالانقراض أكثر من مجرد فرط التناسل: مثل الحروب، وخاصة حروب الإبادة، والتطهير العرقى، والتمييز العنصرى، وسوء استعمال الطبيعة، والظلم عامة.. ويمكن البدء بكل ذلك قبل استعمال هذا التفسير التبريرى(!!!): لإقلال عدد البشر المتزايد عن قدرات الأرض وخيراتها.

المؤسسة الزواجية:

المتن (5)

لا شك أن الجنس بوظيفته التواصلية والتناسلية هو الدافع الأول لإنشاء المؤسسة الزواجية وبالتالى ألحقنا تاريخ الزواج بالتاريخ الجنسى كما يلى:

  الزواج‏ ‏فى ‏مجتمعنا‏ ‏هو‏ ‏مؤسسة‏ ‏شديدة‏ ‏الأهمية‏ ‏بالغة‏ ‏الدلالة‏، ‏ويجرى ‏فحصها‏ ‏تحت‏ ‏العناوين‏ ‏التالية:

‏(‏1‏) ‏نوع‏ ‏الزواج‏:  ‏وهل‏ ‏كان‏ “‏عن‏ ‏حب‏”:  ‏انجذاب‏ ‏وتفاهم‏ ‏متبادل‏ ‏بين‏ ‏الطرفين‏ ‏مباشرة‏: ‏أم كان زواجا مرتبا‏‏: ‏بواسطة‏ ‏المعارف‏ ‏أو‏ ‏الوسطاء‏ ‏مثل‏ ‏الخاطبة‏ وهو ما يطلق عليه “زواج الصالونات” أو أى وسيط آخر مثل النت أو الموبايل (خاطبة أحدث!!)  ‏أم‏ ‏هو زواج‏ ‏قـهرى: ضد‏ ‏رغبة‏ ‏أحد‏ ‏الطرفين‏، ‏كما‏ ‏يحدث‏ ‏أحيانا‏ ‏‏فى ‏صعيد‏ ‏مصر‏ حتى الآن، ‏أو‏ ‏فى ‏حالة‏ ‏زواج‏ ‏فتاة‏ ‏ريفية صغيرة‏ ‏فقيرة‏ ‏من‏ ‏سائح‏ ‏عربى ‏ثرى أو ما شابه.‏

التحديث:

على أنه على الطبيب (الفاحص) ألا يربط ربطا مباشرا بين نوع الزواج وبين نجاحه، فإن نجاح الزواج يتوقف على عوامل كثيرة بعد الزواج ربما أكثر من الظروف ونوع ودوافع الارتباط قبله، وقد أثبتت كثير من الإحصاءات حتى فى البلاد المتقدمة ان نسبة النجاح متقاربة بين “الزواج المرتب” (زواج الصالونات) وزواج الحب، وبرغم تزايد فرص التعارف والتآلف قبل الزواج، فيما يسمى “زواج الحب” فإنه فى ظروف ثقافتنا له تجليات مختلفة وتشكيلات تُظهر الحاجة إلى التعمق فى استعمال اللفظ (لفظ الحب) وهل هو احتياج متبادل، أم احتياج لاحتياج الآخر له([3]) وكل ذلك لا مجال لتفصيله هنا، لكننا فقط نحذر من أن يكون الفحص المبدئى وتحديد نوع الزواج هو الأساس الذى يبنى عليه الحكم الدائم على ما يلى ذلك.

المتن (6)

يعتبر  فحص الحياة الجنسية بمهارة هادئة شديد الأهمية للوفاء بالمعلومات الكافية عن المؤسسة الزواجية، ولذلك يُسأل عن ‏تواتر‏ ‏الممارسة‏ ‏الجنسية‏، ‏ونوعها‏، ‏ومدى ‏إرضائها‏ ‏لأحد‏ ‏الطرفين‏ ‏كل‏ ‏على ‏حدة‏، ‏ثم‏ ‏لكليهما‏ ‏معا‏، ‏وهل‏ ‏هى ‏تقرِّب‏ ‏العلاقة‏ ‏بين‏ ‏الزوجين‏ ‏أم‏ ‏أنها‏ (‏كما‏ ‏تقول‏ ‏بعض‏ ‏الزوجات)،‏ ‏تتم كأداء ‏واجب‏ ‏من‏ ‏أحد‏ ‏الأطراف‏ ‏نحو‏ ‏حقوق‏ ‏الآخر،‏ مثلا:‏ ‏واجب‏ ‏من‏ ‏المرأة‏ ‏طاعة‏ ‏لأوامر‏ ‏دينية‏ حقيقية أو ‏ مصنوعة أو حفاظا على تماسك الأسرة، أو حتى لا يضطر الطرف الآخر (الرجل عادة) إلى البحث عن إرواء حاجته خارج نطاق الأسرة!‏ بطرق مشروعة أو غير مشروعة.

التحديث:

لا يُـكتفى فى هذا المجال بأقوال أحد الطرفين، كما ينبغى الحذر من إقحام هذه التساؤلات دون تمهيد، ودون الطمأنينة إلى أن الطرفين يسمحان بها بأية درجة مفيدة، بعد توضيح أهمية ذلك، ويمكن أن يؤجل فحص هذه المنطقة إلى مقابلات تالية حسب حذق الفاحص، ومن البديهى ألا ننقل المعلومات من أحد الأطراف إلى الطرف الآخر إلا بإذنه.

وبالرغم من أن المؤسسة الزواجية هى مرحلة متأخرة فى تطور الإنسان وتكوين المجتمعات البشرية إلا انها مؤسسة متهمة بالفشل بحق، وبدون وجه حق غالباً، حتى أن ثَمَّ زعما يقول إن الذى يُبْقى عليها حتى الآن هو فشل كل البدائل الأخرى التى جربها الإنسان المعاصر مقارنة بها، وخاصة بالنسبة لدورها كحقل لتطوير نموّ العلاقات الثنائية بين مـُخـْتلـِـفَيْن، وأيضا كمجال ووسط أنسب لنشأة الأولاد على الأقل حتى  سن المراهقة، ودون الدخول فى تفاصيل فإن موقف الطبيب الذاتى يمكن أن يرجح هذا الرأى عن ذاك، لذلك فإن المطلوب من الفاحص أن يضع كل ذلك فى اعتباره ولو نسبيا، أو على الأقل على جانب وعيه، وأن يتذكر باستمرار أن مسئوليته ليست فقط عن الطرف الذى أعلن شكواه، وحضر للاستشارة، بل هي مسئولية عن كل أطراف المؤسسة بما في ذلك الأبناء والبنات، وذلك بأكبر قدر من الحرفية والرعاية مع وضع كل العوامل الآنية والمستقبلية فى الحساب الظاهر والخفى، ووضع كل الأفراد الذين يمكن أن يضاروّا – إلى رجعة أو إلى غير رجعة- في حسابات فشل المؤسسة الزواجية.

المتن (7)

  – ‏وصف‏ ‏مختصر‏ ‏لشخصية‏ ‏كل‏ ‏من‏ ‏الزوجين‏ على حدة

التحديث:

يجرى ذلك على نفس أسس ما سبق ذكره عن وصف شخصية “المرافق” و”المبلـّغ” و”الأب” و”الأم” أى أنه يتضمن بيانات السن والعمل ودرجة علاقة قرابة الدم إن وجدت، ووظيفة وطبيعة “قيادة” المؤسسة الزواجية فى كل الأمور أو بعض الأمور، وتقسيم الدخـْـل إن كان من الجانبين أو توزيعه إن كان من جانب واحد وتقسيم المسئوليات، وكل ذلك ليس فقط للبحث عن الأسباب ولكن للإلمام بطبيعة ومعالم الوسط الذى يعيش فيه المريض (أو طالب المشورة) ربما أكثر من نصف وقته.

المزيد حول متعلقات المسألة:

المتن (8)

ويسأل أيضا عن‏ ‏خبرة‏ ‏الختان‏ ‏وخاصّة‏ ‏عند‏ ‏الإناث‏: ‏يسأل‏ ‏عن‏ ‏التحضير‏ ‏لها‏، ‏والخداع‏ ‏فيها‏، ‏والإعلان‏ ‏عنها‏، ‏والألم‏ ‏المصاحب لها‏، ‏والإهانة‏ ‏المعلنة‏ ‏والخفية المحيطة بها‏، ‏والاحتفالات‏ ‏المرفوضة‏ ‏أو‏ ‏المفروضة‏، ‏وما‏ ‏تبقى ‏من‏ ‏الذكريات‏ ‏حولها‏.

التحديث:

لا يمثل الختان عند الذكور فى ثقافتنا إشكال أو اعتراض أو تحفظ مقارنة بما هو الحال عند الإناث، وللختان عند الذكور تاريخ خاص فى الأديان المختلفة، ولم يزعم أحد أنه ينشط أو يقلل من النشاط الجنسى للذكور أو ما شابه، اللهم إلا ما ذكره بعض التحليل النفسى بشكل مباشر أو غير مباشر عن علاقته بعقدة الخصاّء وما إليها.

أما بالنسبة للإناث فقد أصبح له فى ثقافتنا دلالات وأحاطته معلومات فاسدة، وصاحبته فتاوى مهزوزة وخاطئة، وعموما فالأغلب أنه فى تراجع متواصل حاليا، وإن كان لم (ولن غالبا) يختفى، بالرغم من أنه قد وصل الأمر إلى تجريمه بالقانون.

ويحيط بهذا الموضوع ابتداء ما ينبغى اعتباره نوعا من “ضِرَار الأطفال”([4])   للبنات، فمن ناحية هو يجرى فى سن باكرة لا تملك الطفلة فيها القدرة على الاحتجاج أو الاعتراض فضلا عن الامتناع والمقاومة والرفض، ومن ناحية أخرى فهو محاط سرا أو علانية (شعوريا أو لا شعوريا) بإهانة صريحة أو متضمنة تَلحَقُ بالمرأة باتهامها بالضعف أمام شهوتها نتيجة استثارة جزء هام من جسدها، ومن ناحية ثالثة فإن التفسير بأن إزالة هذا الجزء هو إسهام فى عفة المرأة بتقليل شهوتها نتيجة لإزالة  الجزء المسئول عن درجة الشهوة، هو تفسير خاطئ رغم تواتره ، وله مضاعفات عملية فى علاج بعض الصعوبات الجنسية حين تزاح كل الأسباب الحقيقية والموضوعية وراء إرجاع ظاهرة البرود الجنسى عند الإناث إلى هذا الإيذاء بفعل فاعل، حيث  يضاعف ذلك من إغفال ما ينتج عن هذه القسوة وإهانة الجسد، ثم إن تركيز موضوع استثارة المرأة فى هذا الجزء من الجسد الذى يتخلصون منه دون غيره، هو خطأ جسيم لأن جسم المرأة  – كله حتى فى التحليل النفسى – هو حساس وقابل للاستثارة الطبيعية خاصة بعد البلوغ، وأخيرا: خلاصة القول أنه لا يوجد مبرر علمى أو أخلاقى أو دينى أو فسيولوجى يفرض على المرأة أن تتنازل عن جزء من جسدها كما خلقه بارؤها استجابة لمعلومات خاطئة غير علمية وغير إنسانية.

إن ربط التعامل مع هذه الخبرة باعتبارها صادمة للطفلة، فالمرأة، فى سن مبكرة، هو مطلب مهم، ويحتاج إلى متابعة مسئولة، مع التأكيد على ضرورة الالتفات إليه باهتمام مناسب، وقد يأتى ذلك عفوا فى سياق الشكوى أو بعد تطور العلاقة العلاجية بما يسمح بمزيد من الثقافة الجنسية التي تؤكد أن كل جسد المرأة هو موضوع طبيعى وهام للإثارة.

تاريخ‏ ‏الطمث‏ (‏للإناث‏)‏

يسأل‏ ‏عن‏ ‏بدء‏ ‏الطمث‏، ‏وهل‏ ‏كانت‏ ‏ثمة‏ ‏معلومات‏ ‏عند‏ ‏الفتاة‏ ‏تشرح‏ ‏لها‏ ‏ما‏ ‏سيحدث‏ ‏قبل‏ ‏حدوثه‏، ‏وهل‏ ‏كانت‏ ‏ثمة‏ ‏مفاجأة‏، ‏وماذا‏ ‏عن‏ ‏الشعور‏ ‏بالذنب‏، ‏أو‏ ‏الرفض‏، ‏وما‏ ‏يصاحب‏ ‏هذا‏ ‏المظهر‏ ‏من‏ ‏آلام‏، ‏أو‏ ‏تقزز‏، ‏أو‏ ‏غير‏ ‏ذلك.‏ ‏

التحديث:

الطمث الذى هو ظاهرة فسيولوجية طبيعية تماما مازال يحتاج إلى الاستقصاء المناسب فى المقابلة الكلينيكية، ويسأل فى ذلك عن السن حين توقيت ظهوره، وعن طريقة ومدى الإعداد لذلك وهو يحاط أحيانا برفض معلن أو خفى لبلوغ البنت الأنوثة الكاملة، وربما مع خشية  ضمنية أيضا من انحرافها، مما قد يصل إليها بطريق مباشر أو غير مباشر، وفى بعض الأحيان يعامل على أنه أمر غير طبيعى أو شاذ أقرب إلى المرض حتى أنه مازال يسمى غالبا عند العامة والطبقة المتوسطة: “المرض الشهرى”!

 ………………

………………..

 (ونواصل الأسبوع القادم)

_____________

[1] – انتهيت من مراجعة أصول “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” وهو من ثلاث كتب: وسوف نواصل النشر البطىء آملا في حوار، وهو (تحت الطبع) ورقيا، إلكترونيا حاليا بالموقع: www.rakhawy.net وهذه النشرة هي استمرار لما نشر من الكتاب الثانى: “المقابلة الكلينيكية: بحث علمىّ بمهارة فنية”.

[2] – مثلا: الأمام ابن حنبل على تقواه وورعه يقر أنها “فضلة من فضلات الجسم تفصد كما يفصد الدم الفاسد” وثم توجه آخر  يزعم أنها إذا كانت لطرد الشهوة فهى حلال أما إذا كانت مصطنعة ولجلب الشهوة فهى حرام، والله أعلم!!

[3]  – يحيى الرخاوى: من قصيدة “حمام الزاجل” ديوان “أغوار النفس” الطبعة الأولى (1979) الطبعة الثانية (2017)

(أنـــا‏ ‏عايزة‏ ‏حد‏ ‏يعوزْنِى،‏

   وأعوز عَوَزَانُهْ‏،‏ 

  إشمـِعـْنى ‏حسن‏ ‏ونعيما؟ْ

 إشمعنى ‏بتوع‏ ‏السِّيما؟!!

[4] – Child Abuse  ضرار الأطفال هو اللفظ الذى فضلت أن يكون ترجمة لهذا المصلح  (ضَارَّتْهُ الْحَوَادِثُ: أَضَرَّتْ بِهِ ، آلَمَتْهُ ، أَلْحَقَتْ بِهِ ضَرَراً “وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ” البقرة آية 282، وفى الحديث الشريف: “لا ضرر ولا ضرار.”.

 

تعليق واحد

  1. صباح الخير يا مولانا:
    المقتطف : …وكل هذا يؤخذ أيضا على انه من مؤشرات دراسة طبيعة توجه الطاقة الحيوية نحو الذات بديلا عن استعمالها وقودا لجدل حركية التواصل مع آخرين أو أخريات….
    التعليق : العبارة هنا تنبض بأصول الطب الايقاعحيوى التطورى ،وجديرة بأن توضع كمبدأ من مباديء هذا الطب ،أو كما أحب أن أسميها ” مدرسة الرخاوى”،ولعلها انطلاقا من هذا العمق فى العلاقات الإنسانية جديرة بأن يطلق عليها اسم : ” المدرسة المصرية في فن الطبابة الإحيائية “،فعلى حد علمى ،لم أجد قبلك يامولانا من اهتم بتوجه الطاقة نحو الذات أو نحو الآخرين ،أصلا وعيك وانتباهك إلى طاقة الحياة ونصيب كل منا منها ،وفعله وحركيته وتوجيهه لها ،كل هذا ،حسبما أعلم ،غير مسبوق وغير مطروق ،وغير ملتفت إليه….
    إدعو لى يامولانا أن أحسن الارتواء من نهر حكمتك ،وأن أحسن حمل مائه المقدس إلى العطشى من عباده ….
    ملاحظة : هذا المقتطف مكتوب بحروف ثقيلة واضحة ،أتمنى أن يوضع تحتها خطوط أيضا ،وأن تطبع هكذا فى الكتاب بأمر الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *