الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (77) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (77) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 9-6-2022                         

السنة الخامسة عشر

العدد: 5395

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) [1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (77)

الفصل‏ ‏الثانى

فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏!!

 الأصداء

‏77 – ‏دعابة‏ ‏الذاكرة

رأيت‏ ‏شخصا‏ ‏هائلا‏ ‏ذا‏ ‏بطن‏ ‏تسع‏ ‏المحيط‏، ‏وفم‏ ‏يبلع‏ ‏الفيل‏، ‏فسألته‏ ‏فى ‏ذهول‏ “‏من‏ ‏أنت‏ ‏يا‏ ‏سيدى؟‏” ‏فأجاب‏ ‏باستغراب‏” ‏أنا‏ ‏النسيان‏ ‏فكيف‏ ‏نسيتنى؟‏”‏

أصداء الأصداء

……….‏، ‏وقبل‏ ‏أن‏ ‏نقرأ‏ ‏هذه‏ ‏الفقرة‏ ‏باسـمين‏ (‏فى ‏الأغلب‏) ‏نتذكر‏ ‏النسيان‏ ‏الانتقائى (‏فقرة‏ 6) ‏والنسيان‏ ‏العدم‏ ‏والإعدام‏ (‏فقرة‏ 11) ‏وقسوة‏ ‏الذاكرة‏ ‏تتجلى ‏فى ‏التذكر‏ ‏كما‏ ‏تتجلى ‏فى ‏النسيان‏ (‏فقرة‏ 13)، ‏وهكذا‏ ‏نحسن‏ ‏استقبال‏ ‏كيف‏ ‏يـُظهر‏ ‏لنا‏ ‏محفوظ‏ ‏هنا‏ ‏لعبة‏ ‏طريفة‏ ‏ونحن‏ ‏ننسى ‏النسيان‏ ‏الذى ‏يأتى ‏على ‏كل‏ ‏شيء‏ “‏بطن‏ ‏تسع‏ ‏المحيط‏ ‏وفم‏ ‏يبلع‏ ‏الفيل‏”، ‏ولا‏ ‏نملك‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏نعامله‏ ‏بالمثـْل‏ ‏فننسى النسيان‏، ‏تجنبا‏ لقسوته‏ ‏التى ‏أشرنا‏ ‏إليها‏ ‏فى(‏فقرة‏ 13)‏، وهى التي انتهت الأصداء عليها هكذا: والقصيدة‏ ‏آلمت‏ ‏صاحبها‏ ‏ابتداءً‏، ‏لكنها‏ – ‏بقدر‏ ‏إيحاءات‏ ‏الصورة‏ ‏الصغيرة‏ ‏الرقيقة‏ – ‏إنطلق‏ ‏منها‏ ‏ما‏ ‏ينبه‏ ‏إلى “‏قسوة‏ الذاكرة التي تتجلى في التذكر كما تتجلى فى ‏النسيان”؟‏.‏

 

______________________________

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

تعليق واحد

  1. د.محمود عبدالغني

    مش عارف ليه حضرتني قصيدة محمود درويش وحبيت اشاركها مع حضرتك

    تُنسى، كأنَّكَ لم تَكُنْ
    تُنْسَى كمصرع طائرٍ
    ككنيسةٍ مهجورةٍ تُنْسَى،
    كحبّ عابرٍ
    وكوردةٍ في الليل …. تُنْسَى
    أَنا للطريق…هناك من سَبَقَتْ خُطَاهُ خُطَايَ
    مَنْ أَمْلَى رُؤاهُ على رُؤَايَ. هُنَاكَ مَنْ
    نَثَرَ الكلام على سجيَّتِه ليدخل في الحكايةِ
    أَو يضيءَ لمن سيأتي بعدَهُ
    أَثراً غنائياً…وحدسا
    تُنْسَى, كأنك لم تكن
    شخصاً, ولا نصّاً… وتُنْسَى
    أَمشي على هَدْيِ البصيرة، رُبّما
    أُعطي الحكايةَ سيرةً شخصيَّةً. فالمفرداتُ
    تسُوسُني وأسُوسُها. أنا شكلها
    وهي التجلِّي الحُرُّ. لكنْ قيل ما سأقول.
    يسبقني غدٌ ماضٍ. أَنا مَلِكُ الصدى.
    لا عَرْشَ لي إلاَّ الهوامش. و الطريقُ
    هو الطريقةُ. رُبَّما نَسِيَ الأوائلُ وَصْفَ
    شيء ما، أُحرِّكُ فيه ذاكرةً وحسّا
    تُنسَى، كأنِّكَ لم تكن
    خبراً، ولا أَثراً… وتُنْسى
    أَنا للطريق… هناك مَنْ تمشي خُطَاهُ
    على خُطَايَ, وَمَنْ سيتبعني إلى رؤيايَ.
    مَنْ سيقول شعراً في مديح حدائقِ المنفى،
    أمامَ البيت، حراً من عبادَةِ أمسِ،
    حراً من كناياتي ومن لغتي, فأشهد
    أَنني حيُّ
    وحُرُّ
    حين أُنْسَى!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *