الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 26-11-2021

السنة الخامسة عشر

العدد: 5200

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

عدد الأصدقاء المشاركين قليل، لكن عطاؤهم سابغ وكريم ومفيد

شكرا، بارك اللهم فيهم

****

نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 12)

قال لى:

يا عبد تعرّفى يصدر إلى المعرفة وفيها أضفتك اليك

رؤيتى تصدرك إلىّ وفيها أضفتك إلىّ

فقلت لمولانا:      

المعرفة غير الرؤية يا مولانا

المعرفة فيها نشاط عقلى وتعـّرف ذهنى، فحمدًا له أنه لم يحرمنى منها، ولم يدعنى أغتر بها، فأهداها إلىّ خالصة.

أما الرؤية فهى كشف كلىّ، وحضور نابض، تزول معها أية حواجز مانعة أو غيوم غطائيه، ويكافئنى منها بمزيد من تسهيل اكتمالها: وهو يضيفنى إليه ذاته، لا إلى شخصى ولا إلى ما أعرف.

أفرح بالرؤيه وأحمده وأواصل الكدح فى نورها “إليه”،

ولا أتنازل عن المعرفة ولا أتمسك بها جدا.

أ. سحر أبو النور

يا مولانا الحكيم أقف فى دهشة أمام فتوح الله لقلبك الذى أراه يسع ويتسع للمزيد بارك الله نور قلبك وسعته

ترى هل تمهد المعرفة الخالصة مما يشوبها إلى الرؤية أم ان الرؤية هى التى تمهد للمعرفة الخالصة من شوائب الاغترار بها أو احتكارها أو الالمام بها أو…….. ؟؟

حسيت جدا وحبيت أوى فرح حضرتك وحمدك ومواصلة كدحك إليه فى نور الرؤية ورغم هذا لا تتنازل عن المعرفة وإن كنت لا تتمسك بها جدا ،  الله يزيدك نور على نور يا مولانا الحكيم

د. يحيى:

الرؤية فى هذا المقام ليست بالنظر وإنما بالوعى، والمعرفة ليست بالعقل المنظّم للرموز والمنطق ولكنها لحضور الكل فى الكل، فالرؤية الصادقة جزء من المعرفة، والمعرفة الحقة تشمل الرؤية وغير الرؤية حتى الجسد يشترك فيها بلا تردد.

*****

نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 9)

يا عبد لقد أحببتك الحبّ كله،

أتجلـّى لك فلا أرضاك لشيء حتى تحادثنى فتكون بما أتجلـّى به،

أشبهتُ حكمة ذلك متحابين ناظرين.

فقلت لمولانا:      

يا مولانا، يا مولانا

ما كل هذا الكرم والرحمة والإحاطة والقبول!!

يجمعنى وإياه!! ويصفنا بنفس الصفة “متحابين ناظرين”!!!!

أى فضلٍ وأى رحمة من الرحمن الرحيم!!

أى تكريم!!!

وأى مسئولية؟!

أتذكّر دائما الآية الكريمة “رضى الله عنهم ورضوا عنه”

وأفرح لهذا التبادل الرحيم الطيب المحيط

حين تصل العلاقة إلى هذه الدرجة من التقارب، تصبح العلاقة أطيب من الدنيا وما فيها، وأكرم من كل جزاء وعطاء،

لا “يرضانى لشىء” حتى أحادثه، فأكون بما تجلى لى به! وأنا أحادثه

هذا أكرم جزاء وهو يتجلى لى.

أشعر يا مولانا أن الفضل غمرنى حتى لم أعد أستطيع أن أحمده عليه،

 فهو أكرم وأجمل وأطيب من أى شيء، ومن كل شيء،!

“هكذا”.. وإلا “فلا”

…….

(كما علّمتَنا!! يا مولانا)

أ. سحر أبو النور

الله على هذا النور جملة بما رواه مولانا النفرى وتفصيلا بنور استقبالك ونور تلقيك و جميل تعبيرك عنه يا مولانا الحكيم يحيى الرخاوى والله أقل ما يقال جملة و تفصيلا أنه نور على نور، فحيث صار النور فى قلوب فقهاء القلوب ومن اختصهم الله بخير الحكمة: وصَلَ التعبير إلى غيرهم، وأنا استشعر كلماتك يا مولانا الحكيم تذكرت كلمات بيرم التونسى “و لما تجلى لى بالدمع ناجيته” ففاضت عينى رجاءا وشوقا جعلنا الله معكم و إياكم ممن يحبهم و يحبونه و رضى عنهم و رضوا عنه ….آمين

د. يحيى:

اللهم آمين

اللهم آمين

*****

مقتطف (66) من كتاب “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب) الفصل الثالث: (من 211 إلى 398) مع الناس، والزمن، والحب، و”الآخر”

المقتطف:         (284)

سخريتك‏ ‏اللاذعة‏ قد ‏تعلن‏ ‏ذكاء‏ ‏عقلك‏،

ولكنها‏ ‏تفضح‏ ‏بلادة‏ ‏حسك.‏

د. ماجدة عمارة

صباح الخير يا مولانا:

المقتطف: ‏فواصل‏ ‏التمنى ‏أن‏ ‏تموت‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏تعرف:

عار‏ ‏انفصالك‏ ‏عن‏ ‏الناس‏، ‏من‏ ‏خلال‏ ‏تجريحك‏ ‏الدامى الذى ‏لوَّثك قبل أن يصل إليهم.

التعليق: والله يا مولانا، لقد رأيتهم بجماع نفسى، حين فشلت أن أكون أحدهم، ولعلها كانت المرة الوحيدة التى فرحت فيها بفشلى، وصلتنى عذابات انفصالهم ومشاعر التلوث لديهم، لكن وصلنى معها أيضا حديث نفسى” أوليست فرحتى بأننى لست منهم، هى شاهد على أننى قد أتقنت اللعبة أكثر منهم؟! أليست هذه أيضا سخرية من سخريتهم، من أننى أحكم على خلق الله، وهو لم يطلعك على قلوبهم ولا أشهدك على نواياهم؟!، إلزمى حدك واقبلى الدخول فيهم، من أول عاهرهم حتى طاهرهم، وانتظرى حتى ينظر فى أمرك وينزلك حيث يشاء…….

د. يحيى:

ما أصعب ما تغامرين به يا ماجدة يا ابنتى

لا تبالغى حتى لا تذهبى إلى الناحية الأخرى فتجدين نفسك فى نفس الموقف وأنت لا تدرين.

****

كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الكتاب الثانى: من (21) إلى (40) الحالة: (34) الإعادة فالحوار!! إلى أى مدى نسمح للمريض باستعمالنا؟ (2 من2)

د. ماجدة عمارة

صباح الخير يا مولانا :

المقتطف: “لما بيحصل موت واحنا فى أى سن بيحرك جوانا حاجات إحنا ما نعرفهاش، ساعات بيبقى واحد عنده ستين سنة، لما تموت أمه يشعر مشاعر عيل بيرضع وكأنه اتفطم من غير تحضير

التعليق: استمعت إليك ياسيدى فى أكثر من مناسبة تروى لنا ما حدث لك لحظة تلقى خبر وفاة أمك “رحمة الله عليها” لكنها المرة الأولى هنا التى تصلنى بكثافة لم أفهمها، كنت فى كل مرة أستمع إليك بحضور مصغ واستشعرك، حتى أننى قد شعرت بخشونة ملمس شعرها فى يدى حين سمعتها منك، أما هنا فقد شعرت بخشونة شعرها فى يدك أنت، وسمعت تسارع نبضات قلبك، ورأيت دمعة تحجرت فى مقلتيك لوهلة قبل أن تنزف بغزارة، أماعبارة “وكأنه اتفطم من غير تحضير “فليست لدى كلمات لتصف ما وصلنى منها”

د. يحيى:

هذه مشاركة وصلتنى

واحدة واحدة يا ماجدة، فتح الله عليك

*****

 كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الكتاب الثانى الحالات: من (21) إلى (40) الحالة: (35) “عن التعاطف والسماح والفرجة والعلاج”

أ. فؤاد محمد

التعليق: اسمح لى بان يكون التعليق هذه المرة هو تكرار لبعض المقتطفات من حالة الإشراف.

 (1) فيه جهاز جوه البنى آدمين لازم نشوف طريقة لصيانته، الجهاز ده بقائى يعنى يبتدى من قصة التكاثر، فيه سيم عند الحيوانات تنادى بعضها عشان تحفظ النوع، وتبقى اللذة الجنسية رشوة عشان البقاء..”

 (2) “الممارسه الجنسية لازم تندرس بعلم ومراجعة، الممارسه الجنسية فى حد ذاتها، رغم إن لها وظائف كثيرة، إنما هى مش قضية منتهية ومعروف أولها من آخرها، هى ما هياش قيمه أولى فى حد ذاتها، يعنى هى فى أى علاقة كويسة بتبقى زى ” تكملة جملة مفيدة“، يعنى ما فيش داعى نفترض إن افتقادها لوحدها يبقى مبرر لحاجات تانية أصعب وأخطر، لازم ندوّر على حاجة جنبها ناقصة فى العلاقة”

(3) “مش سهل علينا أبدا مهما أعلنا التسامح إننا ندّعى الحياد وكلام من ده، واحنا على كل حال بنتعلم من مهنتنا فوق ما نتصور، أولا بنتعرف على إيه اللى جارى فعلا ومداريين عليه ما اعرفشى لأى مدى، وثانيا بنتعلم حاجات فى العلم، زى مثلا اللى فى الحالة دى، باين فيه فرق بين الجاذبيه الجنسيه، والممارسه الجنسيه، والحلاوة، الجمال يعنى”

د. يحيى:

شكرا يا فؤاد

لعل إعادتك هكذا تصل بالمراد إلى بقية الأصدقاء

أ. فؤاد محمد

تعليق عام: الحالة والاشراف عليها مرجع مهم لما هو حياة لما هو انثى لما هو جنس واشياء اخرى .

د. يحيى:

عندك حق

أ. فؤاد محمد

المقتطف: إحنا زى ما ساعات بنفسر تصرف البنت بموقف أمها اللاشعورى، وإنها يمكن بتعمل اللى بتعمله نيابة عن أمها، لازم المعالج يعرف نفسه برضه، هوا احنا مش بنى آدمين ولا إيه، إحنا بنقول إن ساعات البنت بتهلس بالنيابة عن أمها، وإن الولد ساعات بيدمن بالنيابة عن أبوه لاشعوريا برضه، مش كده؟ ما هو من غير مبالغة إحنا نبص لتعاطفنا، وموقفنا بأمانة شويتين، وناخد كلام العيانين والعيانات بحذر فى نفس الوقت

التعليق: تنبهنا هنا يا استاذى لحقيقة لا جدوى من التهرب منها تحت عباءة المعالج النفسى .. نحن بشر نتجادل والعلاج الحقيقى هو ما نكتشف به دواخلنا معا .. نسميه تعاطف احيانا او اى تسمية اخرى لكنه الداخل لا مفر منه ولنتحرك سويا فى الاتجاه تحت مظلة الاشراف .

د. يحيى:

نعم، تحت مظلة الإشراف

هذا آمَنْ (أكثر أماناً!!)

*****

حوار بريد الجمعة (12-11-2021)

د. ماجدة عمارة

صباح الخير يا مولانا:

المقتطف: حلال عليك يا ماجدة

فقط أوصيك ألا تسلمى هذه الرؤية/الرسالة لمخّك الأيسر، فأنَتِ أحوج إليها منه،

شكرا وبارك الله فيك

التعليق: مرة أخرى تطل علىّ الأم الرؤم من داخلك، توعيّنى وتنبهنى وتأخذ بيدى إلى بر الأمان “رغم أنك لم تقل يا ماجدة يا بنتى”، من ذا الذى كان يعى احتياجى لهذه الرؤية؟! ومن ذا الذى كان يمكن أن يعرف الفرق بينى وبين مخى الشمال ليرينى هذا الفرق، وليطمئننى إلى التخلى عن الاعتصام به؟! والله يا مولانا ماكنت لأتخلى عنه أبدا، وقد كان لى الأم والأب فى غيابهما، إلا فى ونس وأمان حضورك ….الحمد لله أن مَنْ على بشرف صحبتك

د. يحيى:

أشكرك، وأدعو الله أن تواصلى مهما بلغت المفاجأت والآلام والمراجعة.

*****

الفصل الخامس: ملف الوجدان واضطرابات العواطف (5) الباحث والمواجدة والنكوص الإبداعى (1) : بين المواجدة والنكوص الإبداعى

د. ماجدة عمارة

صباح الخير يا مولانا:

المقتطف: ….النكوص الإبداعى يخدم هدفين لازمين لعملية الإبداع : الأول: هو بعث الطاقة الكامنة فى جزء مغمور من الذات، والثانى: هو تهيئة فرصة أوسع لتجميعات وارتباطات جديدة من مخزون المادة المطبوعة فى المخ أساسا.

التعليق: توقفت طويلا أمام هذا المقتطف،وما يليه أيضا ،أظن أن ماورد فيه لم يرد فيما قرأته من قبل من نظرية الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى ،ولافيما عرضته حتى الآن عن فن المقابلة الإكلينيكية،وأتساءل الآن ،أين ومتى وكيف ستتناول هذا الكنز البحثى الذى تورده هنا فى عبارات مقتضبه شديدة الكثافة والعمق والغموض ،على الباحث المبتدىء ،إسمح لى يا مولانا واغفر لى : أنت تظلم نفسك وقارءك ،حين تلقى أمامه هكذا ، بعلم عن النكوص والإبداع وكيفية حضورهما بين المعالج ومن يعالجه ،دون أن تترك له الفرصة ليهضم ويتمثل هذه الوجبة شديدة الدسامة ،أوليس ضبط الجرعة مطلوبا فى التعليم والتدريب كما هو فى العلاج ؟! مرة أخرى إغفر لى تطاولى ، ان كنت قد جاوزت حدودى

د. يحيى:

عندك حق

حين أعدت قراءة ما اقتطفتِ، عذرت القارئ لكننى التمست العذر لنفسى أيضا،

أرجو السماح

*****

 من كتاب الفصام (3) “فصامى يعلمنا الفصام، دون أن ينفصم “فصامى” (3 من ؟)

أ. سحر أبو النور

كثير كنت بسأل نفسى ليه لأ ؟ و ليه يرى الناس إن صحة الإنسان العقلية مرهونة برؤيته و تفكيره على غرار الأخرين و من يرى الأمر بصورة مختلفة يبقى اما مجنون أو يبقى مبدع عبقرى و حتى لو رأوه مبدع عبقرى لا يفوتهم أن ينسبوه إلى الجنون أيضا !!!!؟؟ و هذا ما يحجب عنا أجزاء من المشهد الكلى الذى تتجلى به الحقيقة أرى أنه حين يحترم العاقل خبرة المجنون و يحترم المجنون خبرة العاقل ندرك جميعنا أننا عقلاء جواهم مجانين و مجانين جواهم عقلاء …….

كلما استقبلت منك يا مولانا أدركت أنك موهوب من الله أسرار الحكمة التى نرى أثر خيرها الكثير من خلال دورك الكبير فى هذه الحياة

د. يحيى:

يا سحر يا ابنتى، لقد وصل بى الأمر إلى وضع فرض فى أطروحة بعنوان: “حالات الوجود المتبادلة”، وهو موجود فى الموقع بالتفصيل وفى أكثر من عمل منشور لى (نشرة 14-3-2016) و(نشرة 15-3-2016)، و(نشرة 26-6-2016) و(نشرة 27-6-2016)

وخلاصته هى أن فى كل منا هذه الحالات الخمس

نشرة 26-11-2021

وأن ما يرجح منها ظاهرا هو ما ميزنا فى وقت بذاته أكثر من غيره من الأحوال، لكن المبالغة فى احترام الجنون دون شروط، ودون حسابات ودون مسئولية: أدت بعد الحرب العالمية الثانية بالذات إلى ظهور موجة ما يسمى ضد الطب النفسى Anti-Psychical بقيادة لانج فى إنجلترا وزاس فى أمريكا، لكنها حركة ماتت وانتهتا نهاية سلبية تماما.

وقد نبهت فى هذه الأطروحة أن من نعم الله علينا أن حالة الجنون فى الشخص العادى لا تنشط غالبة إلا فى بعض أجزاء الحلم (الفسيولوجى وليس المحكى بالضرورة) وهناك تفاصيل كثيرة سوف تجدينها ربما تقلل من أندفاعك فى فكرة احترام الجنون دون تحفظ ومسئولية.

برجاء الإطلاع على بعض الروابط إن كان لديك الوقت والاهتمام: (نشرة 2/10/2007) ، (نشرة 10-2-2008)،   (نشرة 13-7-2008)

*****

 

admin-ajaxadmin-ajax (1)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *