الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الكتاب الثانى: من (21) إلى (40) الحالة: (34) الإعادة فالحوار!! إلى أى مدى نسمح للمريض باستعمالنا؟ (2 من2)

كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الكتاب الثانى: من (21) إلى (40) الحالة: (34) الإعادة فالحوار!! إلى أى مدى نسمح للمريض باستعمالنا؟ (2 من2)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 17-11-2021

السنة الخامسة عشر  

العدد: 5191

الأربعاء الحر:

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه (1)

الكتاب الثانى الحالات: من (21) إلى (40)

الحالة: (34) الإعادة فالحوار!!

إلى أى مدى نسمح للمريض باستعمالنا؟  (2 من 2)  (2)

هذه الحالة قدمت مرتين خلال شهرين ونصف تقريبا، بتاريخ: 4/1/2009، وتاريخ 15/3/2009، وقد فضلنا أن نقدمها مجتمعة مع الحوار حولها لما فى ذلك من دلالة، نرجو أن تفيد متابعنا بدقة.

I– الاستشارة الأولى: (1 من 3)

أ.جيهان: هى عيانة عندها 28 سنة لها أخ واحد أصغر منها بتشتغل موظفة فى شركة، هى جت لى عن طريق بنت خالتها بتجيلى العيادة، كانت متزوجه ولد مدمن، ومطلقة دلوقتى تقريبا، كانت من ساعة ما اتجوزته وهى يجيلها يعنى اكتئاب وخنقه وضيقه وتقلبات مزاج وقلة نوم وحاجات كده، جت لى بعد ما أخدت أدوية، وما نفعوش، وما كملتشى، وهى من ساعة ما شفتها كانت خلاص ماشية فى قصة الطلاق، يعنى رافعه قضية خلع وكل حاجة، هى جت لى يعنى مرتين كده وبعدين قطعت شهر ونص/ وبعدين جت تانى من شهرين واستمرت، لكن بحكايه تانية: إن فيه حد فى الشغل يعنى عايزها، عايز يتجوزها يعنى، بس الشخص ده متجوز وعنده عيال، وهى زى ما يكون المرة التانية دى، جاية عشان تتجوز وتلاقى حد موافق على الجوازة دى، غير أهلها يعنى، ما هو أهلها ما كانوش موافقين على الجوازة الأولانية، الشخص ده أنا طلبت اقابله، أنا فى الأول كنت شايفة إنها شخصية مش ناضجة، يعنى انفعالاتها عيالى وعماله تتنقل فى عواطفها من فوق لتحت، وبتبالغ، وكده

د. يحيى: إنت بتقولى مرتين فى الأول، وقطعت، وبعدين انتظمت شهرين، الشهرين دول شفتيها كام مرة فيهم

أ.جيهان: مره كل اسبوع، هى ما قطعتشى فيهم غير مرة واحده بس

د. يحيى: يعنى اتنين وسبعة تسع مرات

أ.جيهان: آه، تقريبا المرة الثانية دى هى جايه وأنا عندى فكرة مسبقة على حالتها، يعنى شايفاها طول الوقت مش ناضجة، هى اتخطبت تلات مرات، واتجوزت الولد المدمن ده من غير موافقة أهلها، فأنا فى الاول كنت رافضه خالص أوافق لها، يعنى عماله افهمها انها ازاى بسرعه كده يا دوب ماشية فى قصة الطلاق، وهات يا علاقة وهات يا مشاريع جواز، أقول لها نستنى شويه ونفكر شويتين، ثم إن الراجل متجوز وعنده ولد، وأصريت إنى على الأقل اشوف الشخص ده بنفسى، فهى جابتهولى، وقعدت معاه، بصراحة استغلبته أكتر منها.

د. يحيى: استغـ …إيه؟

أ.جيهان: استغلبته، يعنى حسيت إنه هو غلبان اكتر منها

د. يحيى: غلبان يعنى إيه

أ.جيهان: برضه يمكن مش ناضج، وبيمشى ورا احتياجه، وخلاص

د. يحيى: أنا مش عارف كلمة غلبان دى يعنى ايه علميا، فيه “غلبان” وفيه “غير ناصج” وفيه “عيل”، قصدك إيه بالظبط؟

أ.جيهان: يعنى قصدى كنت فاكرة إنه بيستغلها، لقيته أبدا

د. يحيى: يبقى غلبان؟ ولا طيب؟ ولا قفل ؟

أ.جيهان: مش الفكرة، يعنى لقيته مش واحد لعبى، وعايز يستغل ظروفها وكلام من ده، هو يعنى برضه علاقته بمراته مش مظبوطه، بيقول إن أهله كانوا جابرينه عليها، ومراته على كلامه مش مهتمه بيه، فا اللى انا عملته بعد ما شفته إنى إديته فرصة يتكلم، ويسأل، فهو برضه سألنى عنها، يعنى ما هو برضه شايف تقلبات مزاجها، وشايف شكـها فيه طول الوقت، هى طبعا خبراتها السابقة كلها خبرات سيئة، سواء مع الناس اللى اتخطبتْ لهم، أو مع الراجل اللى اتجوزته، ده كان بيبهدلها وبيضربها وياخد فلوسها وياخد دهبها ويبيعه، يعنى اتبهدلت معاه جامد قوى فهى طبعا بتشك فى الجدع الجديد ده قوى، وتقوله انت بتحبنى كده ليه وحاجات كده يعنى، فهو كان جاى بيسألنى عن ده ففهمته شويه عن درجة وطبيعة قلة نضجها والاحتياج اللى عندها واللى بيخليها تشك، وكده.

د. يحيى: السؤال بقى…

أ.جيهان: ما هو اللى حصل دلوقتى إن انا لما شفته تراجعت شوية، أنا فهمته برضه اللى وصلنى : يعنى شوية حاجات عنها، قدامها طبعا، زى ما فهمتها هى شويه عنه، برضه قدامه واديتهم الفرصه يفكروا

د. يحيى: طيب السؤال بقى؟

أ.جيهان: ما هى مورطانى أنى أنا أوافق، فأنا دلوقتى مش عارفة يعنى أعمل إيه

د. يحيى: يعنى إيه مورطاكى إنك توافقى، بتعمل لك إيه

أ.جيهان: يعنى بتلف وتدور وعايزة موافقة صريحة منى

د. يحيى: يعنى إيه بتلف وتدور، احنا بنلعب؟ دى أسرة!! مؤسسة ما يعقده الرب لا يفسده العباد، مش عندكم كده ولا إيه، دى لو كانت مسيحية زيك ما كانتش عرفت تتطلق، وكنا ريحنا دماغنا، طبعا عارفة إنى باهزر، بس حبيت أفهمك ليه الأديان مصعبة حكاية الطلاق كده، عشان الناس تبذل جهد وما تستسهلشى لا فى الجواز، ولا فى الطلاق، الحب مش كفاية عشان يخلى المؤسسة دى تستمر من غير جهد، إن شالله يكون إيه، روميو وجوليت الحمد لله انتحروا، لو اتجوزوا كانت حاتبقى فضيحه بجلاجل ولا قصص ولا سلـِّم ولا بلكونه ولا أى حاجه، فاخلى بالك أن عدم أو تصعيب الانفصال له فكره عشان المجتمع الإنسانى يكمـِّل بما وصل إليه، البنت دى اظن زادت عدم نضج من الخبرة المهببة دى لما اتجوزت الواد المدمن ده، بس زى ما أنت عارفة فى الحالات دى “إعادة النص” (السكريبت) بيتكرر أتوماتيكى غالبا، يعنى تلاقيها بتدور على جوازة معرضة للفشل مرة واتنين وتلاتة، المرة اللى فاتت مدمن، المرة دى هايف، إوعى تفتكرى إن المدمن مش هايف، دا مافيش أضعف من كده قدام المخدر، وغير المخدر، والمرة دى إنت بتقولى إن الراجل غلبان، ومحتاج واحدة ست من النوع ده،

أ.جيهان: آه، وهى حلوه كمان

د. يحيى: حلوه وأنثى، ولا حلوة بس

أ.جيهان: حلوة وأنثى، آه، ومعاها فلوس كمان.

د. يحيى: أعتقد إن تحفظك على إنك توافقى لازم يكون متماسك عن كده، مش بس عشان عدم النضج اللى أنتى شايفاه هنا وهنا، إنت لازم تحطى فى حسابك المؤسسة التانية اللى هى قائمة بتاعة الراجل ومراته وعياله، لو عملتى كده، حاتلاقى المشروع الجديد عمره الافتراضى بيقل أكتر فى أكتر، باين عليكى بتتعاطفى مع الراجل ده شوية، مش عاملة حساب كل حاجة، وبعدين فيه حته انسانيه برغم كل القواعد العلميه دى، لما تشوفى واحد وتتعاطفى معاه ده حاجة شريفة، ما يصحش ننكرها على نفسنا ولا عليه لمجرد إن العلم بيقول حاجة تانية، تبقى عارفة أن ده يمكن يكون غلط، إنما تقابلى الراجل وتلاقيه بنى آدم طيب، يبقى بنى آدم طيب، وخلاص، حاتعملى ايه؟! دى حاجة كويسة إنسانيا، إنما مش كفاية نبنى عليها قرارات ،.. …. ،

 نرجع نحسبها من أول وجديد، بعد ما نحترم تعاطفنا، ونشوف إيه مصلحة كل واحد على حدة، وإيه مصلحة الطرف التالت اللى ما شفناهوش، قصدى مراته وعياله، وتحاولى تقابلى الجدع ده مرة واتنين، وتعيدى النظر سواء فى تعاطفك أو فى معلوماتك، بس خلى بالك إن البنيـَّة الشكاكة دى يمكن تحس إنك بقيتى عزول، وما ترضاش تخليه يقابلك تانى، إنت خايفة لتكون بتستعملك بدال أهلها عشان تاخد موافقة من سلطة والسلام، عايزاكى بديل لأهلها، لما تيجى أنت ما توافقيش، وفى نفس الوقت تعملى علاقة معاه لصالحه ولصالحها، يمكن تبقى بالنسبة لها منافسة من نوع تانى، وبالتالى هى يمكن تنقطع عن الجلسات، ويمكن تلعب لعبة تانية مش كويسة عشانها، وإنت حريصة على كل الأطراف، بس هى مش عايزة تشوف إلا احتياجها شخصيا، وباين عليها مستعجلة، ومسرْبَعَاكى عشان توافقى، أنا شايف إن اللحظة دى، وبعد المدة القصيرة دى، الموافقة – إذا كان لنا حق الموافقة – مالهاش أى شكل علاجى ولا بنائى ولا حاجة،

 الكلام ده مش من منطلق أخلاقى، يعنى إحنا ما بندافعشى عن الزوجة المهجورة ولا عيالها، لأ، باين إن منطلق الولد ده نفسه شكله هش، وبعدين مصلحة البنت العيانة بتاعتك، بعد ما وصفتيها كده، مصلحتها إنها تكبر، مش إنها تعيد السكريبت عمال على بطال، السكريبت بالشكل ده إن شالله 100 مرة ما يكبّرش، ابدا، ده بيثبت الخايب، فإنت علاقتك معاها ما تستعجليش فى الرفض، وإلا حا تبقى زى أهلها ويمكن تتجوزه تحدى ليكى، بس إنت عليكى تلمّحى إن الامر واضح بالنسبة لك، وهى لمّا تثق إن قرارك مهم بالنسبة لها نتيجة لاستمرار العلاقة واستمرار الدعم والإحاطة، حا تخاف من إنك تتخلى عنها زى أهلها، ممكن تشرطى عليها ساعتها إن ما فيش حاجة تتم إلا بموافقة كتابية منك على روشتة، أنا ساعات باعمل كده وبتنفع، بس أنا كبير، وسهل إنى أتصرف كأب مصرى واضح، وباعتمد على درجة الثقة ومتانة العلاقة اللى باعملها قوام قوام، لكن فى حالتك المسألة تختلف، إنت فى سنها أو أصغر منها، ثم إنك ممكن تستعينى بحد من قرايبها غير أبوها وامها، مش انت بتقولى إن اللى قالت لها عليكى بنت خالتها، طيب، ما تحاولى تخليها تجيبها لك وتشوفى موقفها، وتحصلى على معلومات بعلمها طبعا يمكن تنور طريق قرارك. إنت لسه ليكى علاقة ببنت خالتها؟

أ.جيهان: آه

د. يحيى: طيب، تقدرى تدخليها فى الموضوع بهدوء وتخلى بالك إن بنت خالتها ممكن تاخد موقف اخلاقى حكمى فوقى، أو موقف عاطفى مسامح فاتفهميها ان المسأله مش مسألة حب وغرام جديد وبس، هى بنت خالتها عندها كم سنة؟ ومتجوزة ولا إيه؟

أ.جيهان: بنت خالتها ماتجوزتشى وعندها 42 سنه

د. يحيى: آدى مقلب تانى، هى قعدت معاكى قد إيه بنت خالتها دى

أ.جيهان: حوالى 4 شهور كده يعنى، وبعد كده ما بقيتش منتظمة قوى يعنى

د. يحيى: المهم يمكن تستفيدى منها، بـِعـِلـْم العيانة طبعا، نتيجة لثقتها فيكى، تستفيدى بإنكم سوا سوا، توصلوا لقرار كويس، بس تعملى حسابك برضه وتخافى من الغيرة الخفية حتى من بنت خالتها ناحيتها، على مستوى لا شعورى عشان هى ما تجوزتشى

أ.جيهان: لأ دى طيـّـبة خالص

د. يحيى: يعنى حاتفرق إيه؟ مش يمكن اللاشعور، ولا أى مستوى من الشعور اللى بالى بالك، كل ماتتكلموا فى الموضوع ده يقول لها “جتنا نيلة فى حظنا الهباب، إشمعنى أنا”؟

أ.جيهان: لا أبدا ،بالعكس، دا يمكن هى مشجعاها على الارتباط

د. يحيى: يا خبر، ده يودينا الناحية التانية، لحسن تكون عايزاها تتجوز نيابة عنها، باللاشعور برضه، أو عايزاها تفشل من جديد، فتبرر نصاحتها قال إيه، وإنها كده أحسن بقلة الجواز، وكلام من ده. عندنا مثل عامى فى بلدنا مش حاقولهولك، عشان قليل الأدب، معناه فى الموقف ده إن لو بنت خالتها شاطرة كده فى الحاجات دى ما تتشطر لنفسها، مش خدتى بالك إن الموقف ما فيهوش حاجة تبرر التشجيع الجاهز ده، بتشجّعها على إيه يا خىْ!!؟ أنا آسف، طلعت بنت خالتها مش عامل مفيد زى ما كنت متصور، زى ما تكون مش موضوعية قوى، هى بتشتغل

أ.جيهان: مين؟ بنت خالتها؟

د. يحيى: آه

أ.جيهان: آه، بتشتغل شغل واخد كل وقتها يعنى

د. يحيى: وهى بطلت تجيلك

أ.جيهان: تقريبا

د. يحيى: طيب، خليها بقى على جنب ونرجع مرجوعنا للبنية بتاعتنا، هى بتقابل زميلها ده كتير دلوقتى؟

أ.جيهان: آه، وأنا حاولت أمنع ده يعنى، أو أقلل منه شوية

د. يحيى: إنت ما تقدريش تمنعيها بالمعنى البلدى، العلاقة مع الجدع ده ممكن تبان على إن المسألة أسهل، مش محتاجة طلاق مثلا، عشان ما فيش جواز من أصله، هى بتنام معاه؟

أ.جيهان: لأ طبعا، بس يعنى

د. يحيى: يعنى إيه؟

أ.جيهان: يعنى إزاى أنا واقفة فى سكة منع الجواز، على الأقل دلوقتى، وفى نفس الوقت زى ما يكون باسمح بحاجه تانيه، ما هو ده برضه محيرنى

د. يحيى: يابنت الحلال هوا انت وصية على تصرفاتها؟ وبعدين إنت بتقولى هى مش ناضجة، يبقى المسألة عايزة وقت

أ.جيهان: ماهى بعيدة، وزى ما يكون مش واصل لها حاجة كفاية .

د. يحيى: عموما إنت ما تقدريش تمنعيها بالبساطه دى، إنت بس توريها انها مش بتصلح الغلط اللى عاشته باختيارها الأولانى، دى بتلبخ أكتر، وإن احنا محتاجين وقت قبل ما نتدبس فى أيها حاجة جديدة، وإنه، برغم طيبة الجدع ده، ولو من الظاهر، يمكن يطلع كذاب، أو يثبت إنه عيل زيها، أو ألعن منها، زى ما يكون هى محتاجة، وعمالة تتنطط، وعايزة تصلح الغلطه اللى فاتت بغلطة زيها ويمكن ألعن، فلازم تــِـبـْـقـِـى حازمة فى المنع، أو على الأقل فى التأجيل، وتفضلى جنبها، وتعرفى معلومات أكتر وأكتر عشان الوساوس الأخلاقية اللى عندك دى، وهى مهمة برضه، يعنى تعرفى التفاصيل من غير حرج، يعنى تبقى عارفه مثلا بيتقابلوا فين؟ فى مكان عمومى ولا فى شقة؟ مع ناس ولا لوحدهم؟ ومدة المقابلة قد ايه، وحاجات كده، وبيتكلموا فى إيه غير إنت بتحبينى، لأه دا أنا اللى باحبك، يعنى تخشى فى تفاصيل التفاصيل، لأن غير كده ممكن تتمادى منهم العلاقه وانت واقفه تتفرجى أو تتقرطسى ومش عارفة مستنية إيه، ولامؤخذة.

****

II– الاستشارة الثانية: (2من 3) بعد ثلاثة أشهر (تقريبا: تعمدنا عدم ذكر التاريخ)

أ.جيهان: هى عيانة أنا كنت قدمتها قبل كده بس فيه حاجات جدت فكنت عايزة أسأل عنها (هى عيانة عندها 28 سنة … ثم لخصت ما سبق أن قالته وناقشناه فى الاستشارة السابقة إلى أن قالت:

أ.جيهان: قدمناها من حوالى شهرين مثلاً قبل ما أطلع تقريباً الأجازة (إجازة قامت بها المعالجة للزواج) من شهرين شهرين ونصف، وأثناء أجازتى والدتها اتوفت

د. يحيى: والدتها اتوفت إمتى بالضبط؟

أ.جيهان: يعنى من شهر مثلاً

د. يحيى: والدتها كان عندها كام سنه؟

أ.جيهان: والدتها كانت يعنى 64- 65 جالها ورم ومالحقتش تتعب

د. يحيى: اتوفت فجأه ولا كانت وفاة متوقعة.

أ.جيهان: هى مالحقتش تتعب حتى، يعنى التعب أخذ شهر شهرين، يعنى هى كان عندها ورم صحيح لكن كانوا متوقعين إنها تتحسن، يعنى تعتبر ماتت فجأة، دخلت المستشفى ماتت، فالبنت جت لى تانى بقى مافيش حد عمل لها دعم غير الراجل اللى متجوز اللى عايز يتجوزها ده اللى احنا أجلنا حكايته، وهو برضه عمل حاجة فى المدة دى، طلق مراته وبعدين قال للعيانة بتاعتنا دى أنا مضطر أرجعها تانى عشان حاجة كده لها علاقة بالفلوس، كلام أنا ما فهمتوش قوى، بيقول عشان ماتستغلهوش فى الفلوس، أو حاجة كده

د. يحيى: المهم ،رجّع مراته؟

أ.جيهان: آه، قال لها أنا حارجعها عشان السبب ده بس

د. يحيى: سبب مش سبب، المهم رجعها

أ.جيهان: آه، أنا مش فاهمة أصل وفصل المعلومات دى أوى

د. يحيى: كل ده وانت فى أجازة جوازك، باين جواز وشـّه مش كويس عليهم، الدنيا بقت تضرب تقلب، الولية امها راحت ميته، والراجل طلق ورجع، ألف مبروك، فين المشكلة الجديدة بقى؟

أ.جيهان: … فهى جت الأسبوع اللى فات، وراحت زنقانى، زنقانى أوى إن هى خلاص مالهاش حد غير الجدع زميلها ده، بتخرج معاه بقى للساعة 10 بالليل، هى كانت صريحة مع مامتها فكان ده بيوقفها شوية، لكن هى مخبية كل حاجة عن باباها. والدتها كانت بتسمح لها وتوقفها فى نفس الوقت، يعنى على الأقل كان فيه حد عارف بيوقف المشاكل ما تتماداش قوى، والدتها كانت بتقف قصاد باباها برضه، فدلوقتى هى وباباها عايشين مع بعض بس، أصل أخوها بيشتغل فى شركة بعيد يعنى، بيشتغل فى حته بيجى كل شهر كده يومين تلاتة، هى عايشة هى وباباها وبس، وطبعاً علاقتهم وحشه جداً ببعض، بتنزل الشغل من الصبح ماتروّحش غير بالليل الساعة 10، وتقريباً صاحبها ده، اللى هوا زميلها، معاها طول الوقت، وهو حاول يتعرف على باباها وقت العزا وكده، لكن الأب رافض تماماً إن هى ترتبط بشخص عنده المشاكل دى كلها، فهى جت لى عشان أزنقه، يعنى أقعد بقى أجيب باباها وأتكلم معاه، وان خلاص مفيش بديل غير كده، هى حاسه إن مافيش بديل غير ده، بس انا من جوايا شوية ابتديت أحس إن أنا مالى، ما أسيبها تجرب تانى وخلاص، ما هو حايتجوزها، مش أحسن ما يتنيهم كده على طول، ويا ترى إيه اللى حايحصل بينهم من غير جواز؟

د. يحيى: إيه اللى حا يحصل تفتكرى؟

أ.جيهان: ما هو أحسن إنه يتجوزها إذا كان جد، ما باين عليه مش بيلعب، وعايز يتجوزها

د. يحيى: مش هوا لسه مع أم ولاده اللى رجّعها لأسباب مادية زى ما بيقول؟

أ.جيهان: آه آه، أنا كل اللى عملته يعنى إنى طلبت باباها تانى

د. يحيى: المرة اللى فاتت، لما عرضتيها قبل كده، كنا انتهينا لسؤال إيه وإجابة إيه

أ.جيهان: كنا ابتدينا بسؤال إن العلاقة دى حا نعمل فيها إيه؟ فاتفقنا إن احنا حانأجلها شوية لحد ما هى تفكر بشكل تانى مع مساعدة العلاج وكده، وفعلاً ده حصل، وهى وافقت بس لما جت ظروف والدتها، الأمور ما عدتشى تستحمل انتظار تانى من وجهة نظرها

د. يحيى: بس احنا مالحقناش نأجل مدة كفاية، المهم: السؤال بقى المرة دى هو نفس السؤال؟؟

أ.جيهان: انا من جوايا شوية ابتديت أحس إن انا عايزة أوافق، بس مش عارفة أعمل إيه مع والدها، هو والدها معترض تماماً، أنا جبته واتكلمت معاه واتفقت معاه إنه حتى يماين معاها يمكن ما تتماداش فى العناد، إنما هو طول الوقت رافض موقفها عشان الجوازة الأولانية، وإن هى اللى أصرت على الجوازة الأولانية وطبعاً فشلت تماماً

د. يحيى: هى ما معندهاش عيال من الأولانى؟

أ.جيهان: لأه، دى مالحقتش تتجوز، ده كان مدمن، وبيستغلها وبيضربها وبياخذ فلوسها ودهبها

د. يحيى: الجدع الجديد ده وعدها إنه لما يحل الأمور المادية مع مراته، حايكمل الطلاق؟ ولاّ حايتحفظ بالاتنين؟

أ.جيهان: حايكمل الطلاق

د. يحيى: ما يمكن كذاب؟

أ.جيهان: ما أنا باقول كده برضه، بس هو انا قابلته يعنى، وشفت فيه حسن النية

د. يحيى: إزاى؟

أ.جيهان: هو فعلاً رجّع مراته رسمى، بس لسه مقيم عند أخته، مش قاعد عند مراته

د. يحيى: وده تفتكرى بيسهل المسألة يعنى؟

أ.جيهان: لأه الحسبه لسه صعبه، العيانة بتاعتى بقت مسكينة أكتر لما أمها ماتت، ما عادشى لها غير الأب وهو صعب أوى أوى، أنا ماباستحملوش لما بشوفه، ماباستحملوش بجد، وأمورها المادية بقت زفت، فاندفعت أكتر للجدع الجديد ده، مع إنها لسه منتظمة على العلاج تمام التمام

د. يحيى: قصدك الفقر زود احتياجها ليكى واحتياجها للراجل ده فى نفس الوقت، فبقت المسألة أصعب، طيب نرجع للمسئولية بتاعتنا احنا، بعيد شوية عن الحب والاحتياج والكلام ده دلوقتى، ياللا نحسبها بعيد عنهم الأول فى الحالة دى بالذات، ما هى كانت بتحب الواد المدمن ومحتاجه له ولاّ انت نسيتى، ثم ما تنسيش برضه إن انا محتاج وأنتى محتاجة، واهى ماشية، هوا فيه حد مش محتاج، إحنا ما بنحسبشى حياتنا بمسطرة احتياجاتنا من بره، المسألة فى النهاية واقع حوالينا، واحتمال امتلاء من جوه لبره، وبالعكس، مش كله من بره بره، وبعدين نشوف: ده مشروع بداية مؤسسة، صحيح اسمها جواز، بس هى مؤسسة، لازم تتحسب موضوعيا، يبقى برضه دورنا إن احنا نساهم بالرأى بوضوح، لكن ما ناخدش قرار بدالها، ولا نوافق على اللى احنا مش موافقين عليه، يعنى نقول رأينا ونرجع لورا خطوتين ولاّ اكتر، ونسيبها تدبر أمورها، يعنى إحنا ما لناش دعوة فى نهاية النهاية باتخاذ القرار الفعلى، إلا لو الثقة بتاعتها فينا خلتها تعتمد علينا قوى كده، برضه ما نتجرجش، إحنا ما نقعدشى نحسبها باحتياجها واحتياجه، وننسى الباقى، البنت لسة صغيرة، لسه قدامها عمر بحاله، لسه 27 سنة، وليها خبرة سابقة فيها إحباط شديد، واحتياجها دلوقتى بعد موت امها اشتد جدا جدا، موت امها هنا مش بس خلاها تعيش فقد مصدر كويس، حتى لو هى كانت متوقعة موتها، المسألة بتختلف، لما بيحصل موت واحنا فى أى سن بيحرك جوانا حاجات إحنا ما نعرفهاش، ساعات بيبقى واحد عنده ستين سنة، لما تموت أمه يشعر مشاعر عيل بيرضع وكأنه اتفطم من غير تحضير، فخلى بالك الأم أم مهما كان سن أولادها، فقد الام له دلالة خاصة، وبالذات فى مجتمعنا، يمكن عشان مجتمعنا ما بيفطمناش صحّ، فقد الأم بيحرك حاجات مختلفة، عند كل واحد شكل، ساعات يزق ناحية النضج، زى ما يكون بيعلن، مهما جه الإعلان متأخر، إن كفاية رضاعة بقى، أصل ساعات الأم ما تعرفتش تفطم ابنها او بنتها طول ما هى عايشه، حتى لو إنها ناوية تعمل ده، فلما تموت يحصل فطام قهرى، بس طبعا فطام واحد عنده خمسين سنة، غير تلاتين، غير سنة وكام شهر، ثم إن فطام الراجل غير فطام الست، وهكذا، فخلى بالك يمكن تحتاجى تعامليها زى ما تكون بتمر بخبرة الفطام، ثم إن الحزن على الميت ساعات بيبقى نوع من العدوان عليه، حاجة شبه ما يكون احتجاج على الترك، زى ما يكون الواحد بيقول لامه: انت سبتينى ليه؟ سيبتنى دلوقتى ليه؟ ده بيحصل مهما كانت علاقتهم ببعض، كل ده ينبهك إن ده حايأثر على اتخاذ البنت لقرار الارتباط فى الوقت ده بالذات.

نرجع بقى للجدع ده، الجدع اللى طلق ورجع عشان أسباب مادية ومش مادية، مش دى برضه حاجه تخليكى تعيدى النظر فى شخصيته لما قلتى عليه غلبان ومحتاج وكلام من ده، إحسبيها يمقياس تانى زى مقياس المسئولية مثلا، مش الحب برضه رعاية ومسئولية زى ما بنعيد ونزيد عمال على بطال؟ الجدع ده شخصيته بعيد عن علاقتة بعيّـانتك بتقول إنه مسئول ولا مش مسئول؟ لازم ترجعى تفحصى الحكاية من جديد، هو عايز إيه من مراته الأولانية، هى مراته بتديله ايه وناقصه ايه؟ وهو بيعمل لها إيه،.. فإحنا عايزين وقت ومعلومات وتأجيل، ووقت ومعلومات وتأجيل، بأى طريقة، مباشرة أو غير مباشرة، وإلا “السكريبت” حا يتكرر غالبا، ده غير الخراب اللى حا يحصل الناحية التانية، فى الأسرة التانية، مش هى لسه برضه منتظمة فى مواعيدها معاكى؟

أ.جيهان: مش قوى، هى بتيجى لما بتتزنق يعنى، هى زى ما تكون المرة دى مش مِدّيـانى فرصه اقرر معاها، عايزانى اوافقها والسلام، وبس

د. يحيى: ما انت شطورة اهه، خدتى بالك من لعبة طلب الموافقة من بدرى، حتى لما قدمتيها المرة الأولانية

أ.جيهان: بس هى مش مديانى فرصه اعمل حاجة حقيقية مهما أجلنا، عايزانى بس إنى أساعدها انها تكمل فى اللى هى فيه، وبأسرع ما يمكن.

د. يحيى: ما هو ده بقى الخطر، إنها تعمل اللى هى عايزاه، وتلزقها فينا، ما انا قولتلك ان احنا حانوضح موقفنا ونعلنه بمنتهى الصراحة، وهى بقى تتخذ القرار اللى هى عايزاه، وتتحمل مسؤليتها، وماتستعملناش إلا بخـُـطرنا وعلانية

أ.جيهان: هى فعلا بتستعملنى شويه، خصوصا فى مواجهة باباها

د. يحيى: مافيش مانع تستعملك، بس وانت واعية وراضية.

أ.جيهان: بس انا مش قادره برضه اقف قصاد باباها، أصله صعب جدا زى ما قلت.

د. يحيى: أظن إنت سمعتينى عدة مرات باقول: “من خدعك فخُدعت له فهو مخدوع”، ده كلام قديم، وانت عارفة ما باحبش الحِكَمْ”، المهم إن المسائل تبقى فى النور، اللى عايز يستعمنا يستعملنا، بس بخـُطرنا، ورضانا، يعنى هم العيانين بيجولنا ليه، ما هو عشان يستعملونا بطريقتهم، والشطارة إن احنا نخليهم يستعملونا عشان مصلحتهم، مش عشان اللى هم جايين عشانه، سواء بقصد أو وهما مش واخدين بالهم، العيانين من حقهم يستعملونا زى ما هم عايزين، فاضل بس لما نلاقى إن فيه ضرر، نقول عندك!!، بعيد عن شنبك، السكة السليمة أهه، وهو حر بعد كده، مش كده ولا إيه؟!!!

أ.جيهان: كده

*****

ثم نكمل:

IIIالتعقيب والحوار: (3 من 3)

أ. علاء إبراهيم

يجب على المعالج ان يتقبل كل شيء صادر عن المريض ولكن بحدود المهنية،

 واهم شيء هو أنه يجب تبصير المريض والخوض فى اعماق ذاته حتى يستطع ان يستغل قدراتة الداخلية الخفية،

 فلا يجوز ان نسمح للمريض باستغلال المعالج

 ويجب على المعالج فى كل جلسة التاكيد على العلاقة المهنية

 ويجب تاكيد “جملة انا وانت لازم نشوف الحل سويا” حتى لا يعتمد المريض على المعالج ويعتقد انه يمتلك العلاج السحرى… الخ.

تمنياتى لكم بالتوفيق

د. يحيى:

آسف!! ما هذا؟

اثبتّ هذا التعقيب هكذا لأنبه على ضرورة التذكرة أن العلاج لا يتم بـ “يجب”، “ولايجب”، و”لايجوز” و “التأكيد فى كل جلسة” على “كذا وكيت” و”السماح” “عدم السماح”… “والخوض فى أعماق ذاته” ما هذا؟.

لا أحد يتعلم هكذا، يا علاء يا إبنى: برجاء إعادة قراءة النشرة، وربما احتاج الأمر للتوصية بقراءة كل النشرات قبل إصدار مثل هذه التوصيات الجازمة بهذه “الينبغيات” الجاهزة.

شكرا مرة ثانية، وعذرا.

د. محمد أحمد الرخاوى

 … مش عاجبنى قوى حكاية ارتباط العيانين بناس متجوزين. فيه حاجة غلط، وغالبا هى داخلة فى منظومة المرض نفسه، مش أحسن نفك الاشتباك ده ونمنع  المريض من السكة دى من الاول .

د. يحيى:

يا عم محمد، يا عم محمد

وهو يعنى هذا يعجب من؟

برجاء قراءة ردى على علاء حالا وكفى أحكاماً أخلاقية فوقية خائبة.

العلاج علاج، ومنع المريض من هذا الطريق أو غيره هو من ضمن العلاج.

لكنه ليس هدف العلاج الأول، ولا الأخير.

أظن أن نشر مثل هذه التعقيبات هو مبرر كاف لاستمرار هذا الباب حتى يصحح ما يستطيع.

د. مدحت منصور

أوافق على التأجيل واستكمال المعلومات وبالذات عن الرجل وعلاقته بالزوجة الأولى والمؤسسة القديمة، وهى الأكثر ثباتا بفعل طول المدة والأولاد وعاطفة الأبوة، مع استعداد لتحمل الاختلاف، والاستمرار فى أداء دور وسيط ودود وراضى بمشقة…. فأريد من حضرتك توضيحا.

د. يحيى:

توضيحا لماذا بالله عليك

كل واحد وشطارته، مع الإقلال من الكلمات،

ومع الإلتزام بدرجة ما من “العدل” والأمل فى درجات متصاعدة من التغير والأمانة، أملا فى تواصل الاستمرار، ودفع ثمنه.

د. محمد الشاذلى

من الممكن أن يستعملنا المريض – بمعنى أن يتكىء – ليعبر صعوبة دون هروب من المواجهة.

لكن أن يتحول الاستعمال إلى استغلال الموافقة للهروب من مسئولية الواقع واختيار الأسهل/دون الأسلم، هذا ما يحوّل العملية العلاجية إلى إنهاك مشترك وجرى فى المحل.

د. يحيى:

أوافقك على التحذير من اختيار “الأسهل”

 لكن ما هو “الأسلم” هنا الذى يمكن أن تختاره؟

كله مشقة رائعة.

نحن نحاول أن نوضح هذا الخيط الرفيع:

بين الاستعمال المؤقت المسموح به وبين الاستغلال الظاهر والخفى،

بين التفسير والتبرير،

بين الحرية، وتجاوز العدل والمعاملة بالمثل،

وما أصعب كل هذا.

أ. محمد المهدى

حضرتك قلت: “مافيش مانع أن المريض يستعملك بس تكون واعى وراضى”

السؤال بقى إيه هى المواقف اللى ممكن أسمح فيها للعيان بأنه يستغلنى وإمتى أعرف إذا كان الاستغلال ده من مصلحة العيان ولا لأ، وإيه هى الحدود اللى ممكن عندها أوقف ده؟

د. يحيى:

سؤال دقيق!

عندك حق فيه، مع أنه ليس عندى له إجابات حاسمة مقفلة،

 كل حالة لها ظروفها التى جاءت بها، كما أن لكل مرحلة قواعدها واحتمالاتها.

أستطيع أن أقول كمبدأ أساسى: إن علينا أن “نسمح” بالقدر الذى يجنبنا كوارث أكبر، وللمدة التى لا تبرر الاعتمادية الرضيعية، أو التأويلات السلبية.

دعنا نتعلم من “حاله حالة” بدلا من التعميم.

أ. محمد المهدى

إنى لا أخجل من تعاطفى من مريض ما حتى لو كان هذا التعاطف لا يسير فى نفس الاتجاه الذى قررنا فيه قرارات معينة، التعاطف لا يُخجل مادام قد وصلنى ما يبرره.

د. يحيى:

التعاطف فعل تلقائى له دلالته،

 وهو أحد آليات فحص الموقف، بمعنى أنه لابد من وضعه فى الحسبان، واحترامه، لكن ليس وحده،

 كما لابد من أن ينتبه المعالج إليه، ويعترف به، ويراجعه مع نفسه أو مع غيره أثناء الإشراف كما حدث هنا هكذا.

د. أسامة فيكتور

بداية أقول أن عبارة: “الشطارة إن أحنا نخليهم يستعملونا عشان مصلحتهم”، هذه العبارة صعبة جدا فى تنفيذها وربنا يعين أ. جيهان وزملاءها وكل من يمارس هذه المهنة لاكتشاف مايستعملنا المريض لأجله وإنقاذه من سوء استعماله لنا.

د. يحيى:

بصراحة، نعم،

ربنا يعين كل من حمل الأمانة بحقها، واستعان به

د. أسامة فيكتور

إتخضيت من أن حكاية عدم النضج بيزيد من الخبرات الفاشلة والمهينة ويعاد “الاسكربيت”

 والسؤال: هل ليها حل ولا لأ؟

وهل من الممكن فى عيانة زى دى لما تتجوز تانى من هذا الرجل أو غيره إنه يحصل نضج ويتغير الاسكربيت (إعادة النص)؟

د. يحيى:

هذه هى وظيفة العلاج بمفهوم النضج: أن نجعل الرد على سؤالك “بالإيجاب”، “نعم” ممكن.

ما دام العلاج جادا، ومادامت الفرص المتاحة، والوقت كاف فكل شىء قابل للتغير.

أ. عبير رجب

طول الوقت بأحس إن صعب قوى أخذ قرار لمريض أو أزقه فى سكة معينة أو حتى أعلن ميلى أو موقفى بمنتهى الصراحة وخاصة فيما يتعلق بالأمور المصيرية، مهما كانت درجة علمى بمدى الضرر والنفع لذلك.

مش يمكن أكون أنا اللى مش شايفه كويس ويمكن تختلط علىّ الأمور؟ ما أنا برضه ممكن أغلط، وبصراحة هى حاجة صعبة قوى.

د. يحيى:

لم ننصح أبدا بأن يأخذ المعالج قراراً لأى مريض، أبدا.

يقولون بالبلدى “رأى على رأى”،

 نحن مسئولون عن الرأى الذى نبديه، وأيضا عن الرأى الذى نحْجُبه خشية الخطأ، أو تجبنا للصعوبة،

 علينا أن نحسب ونستشير، ونشارك،

 ثم نقولها دون أن نفرضها،

 وربنا يعين كل من يجتهد بحق.

والقرار فى نهاية النهاية هو قرار المريض

أ. هالة حمدى

أ. جيهان موجودة فى موقف حرج، بس أنا لو مكانها كنت حادّى المريضة سماح شوية فى علاقتها بالجدع ده، يمكن بس العيانة تعدى مرحلة فقد الأم اللى هى فيها وفى نفس الوقت حايبقى فيه وقت أطول تعرف فيه الجدع أكثر وظروفه،

 أنا بصراحة متعاطفة جداً مع البنت دى بسبب فقد الأم وإنه يمكن يكون العلاج فيه بديل للأم فإحساس الفقد صعب ولازم يكون عندها حد يشتغل فى احساس الفقد ده، مش يأخذ مكان أمها، وخلاص!.

د. يحيى:

 إن التعويض بالرعاية الأمومية وارد وهو جزء رائع من العلاج لكنه ليس الحل الدائم، ثم علينا أن نحذر أن يكون الحل الإنسانى التسكينى المؤقت، هو بديل يبرر اتخاذ قرارات مهزوزة تكتسب بعد بذلك صفة الاستمرار أو الدوام.

د. نعمات على

فى الأول كنت باخاف أقول للعيان رأيى لحسن يمشى ويصمم على اللى هو بيعمله يمكن عشان كنت باختار وقت غلط فى العلاقة، وماكنتش قوية بالإضافة إلى خوفى من الفشل فكنت بلاقيه بيمشى، دلوقتى شوية شوية ابتديت أعمل حاجة مختلفة: أصبر وأتحمل شوية ثم كتير، والحمد لله النتيجة أحسن.

د. يحيى:

الحمد لله

بارك الله فيك

أ. منى فؤاد

الموقف صعب جدا فى بداية القراءة كنت موافقة على أنها تتزوجه، ولكن بعد شوية لقيت إنها بتكرر قصتها، فى رأبى أن على أ. جيهان أن تعلن رفضها لهذا المشروع.

د. يحيى:

لكن مجرد رفضها لا ينهى المسألة، علينا أن نتناول أيضا العوامل التى أدت بنا إلى هذا الموقف،

 ثم أيضا لا ينبغى أن يكون اعلان رأى المعالج قهرا أو إلزاما.

أ. منى فؤاد

المشكلة أن المريضة مش شايفة حاجة غير الإلحاح المباشر من أ. جيهان لتعديل السلوك والتأنى مع الرفض غير المباشر

وحتى يمكن هى مش شايفة أ. جيهان أصلا.

د. يحيى:

يجوز

أ. محمد إسماعيل

هو كل اسكربيت مافيهوش كبران !!؟ حتى لو كان تكرار الاسكربيت ده ناجح؟

د. يحيى:

نبهّتنى يا محمد أن أوضح أنه ينبغى علينا ألا نرفض “السكريب الإيجابى”

أليس نومنا كل ليلة سكريبت،

 أليست يقظتنا كل صباح سكريبت؟

 أليست ضربات القلب سكريبت؟ أليس الإنتظام فى أداء الصلاة سكريبت،

أظن أننا نؤكد هنا على رفض  التكرار (الاسكريبت)، الذى لا يحمل أية علامات تغير ولو كامنة،

 نحن ننام ونصحو ولا نعرف ماذا يحدث أثناء النشاط الحالم، وهذه الدورات المكررة هى بالذات – فى حالة الصحة– أبعد ما تكون عن “السكريبت” المغلق، وقد أصبحت عندى ثروة تجديد حسب تطور علاقتى بالإيقاع الحيوى، وفهمت كيف أنها إعادة ولادة “الحمد لله الذى أحيانى بعد ما أماتنى وإليه النشور”

 (فأين السلبية فى هذا السكريبت إن صح أنه كذلك؟)

 أشكرك يا محمد أنك نبهتنا إلى هذه الفروق الدقيقة، حتى نقبل أى تكرار ما دام هناك أمل (أو واقع) فى أى تغيير مهما كان صغيرا.

أ. محمد إسماعيل

معترض على العنوان عشان حضرتك قلت أن “المريض من حقه يستغلنا إلى أقصى مدى طالما فى صالحه”.

د. يحيى:

يا أخى معترض على ماذا؟ العنوان سؤال وليس إجابة؟ “إلى أى مدى؟..الخ” لابد أنك أجبتَه بما سمح لك أن تعترض عليه،

 ثم إن الشرط الذى وضعتُهُ صعب وأحيانا مستحيل التحقيق، وهو شرط ضمان صالح المريض،

 من أين لنا أن نحكم بهذا الجزم أن هذا الاستعمال أو ذاك هو لمصلحة المريض أم لا؟ المسألة صعبة  ومتجددة طول الوقت.

أ. محمد إسماعيل

معنى ذلك أن العملية العلاجية تتضمن استعمال المريض لنا طول الوقت بس فى مصلحته واحنا بنوجه الاستعمال ده فى الطريق الصح

د. يحيى:

ما أمكن ذلك

أ. إسراء فاروق

… بعد أن قرأت الحالة احترت جدا لأنى مصدقة رؤية الزميلة لـ غُلب الشخص اللى عايزه ترتبط به العيانة دى – بما أنها شافته- لكن فى الوقت نفسه شايفه استغلاله للعيانة وده مخلينى عايزه أقول: “عندك !!! بعيد عن شنبك”، لكن جوايا موافقة على الموقف وحاسه إن الموافقة ديه هتتسرب للعيانة ولو ده حصل حاحس إنى متحملة مسئولية فشل العلاقة ديه.

د. يحيى:

هذا بديهى، وملاحظتك لموقفك الوالدى الرافض المسئول وفى نفس الوقت: داخلك الموافق المتعاطف هو أمر جيد يدل على تحملك مسئولية موقفك، ويمكن أن تناقشيه صراحة معها لو كانت هى مريضتك وسمحت العلاقة، ولا تنسى أن تظل العلاقة قائمة طول الوقت على كل المستويات.

لكن التخلى عن المسئولية تحت أى عنوان هو الخطأ الأكثر جسامة، فلنحذر،

 ما دمنا قد اخترنا هذه المهنة.

أ. زكريا عبد الحميد

“الحب مش كفاية عشان مؤسسة الزواج تستمر من غير جهد”.

 قناعة طالما هجست بها لروحى على مدار العمر وطالما كررتها أنت ياد.يحيى عبر هذه النشرات لكن مسألة ان المرضى بيستعملوا المعالج نورت لدى فكرة قد ايه احنا غلابة، مرضى ومعالجين، أى البشر بوجه عام.

د. يحيى:

أوافقك لو كنت تعنى الحب المسلسلاتى

لكن الحب بالمعنى الذى كررناه  تعريفه بأنه “الرعاية والمسئولية” حتى كاد المحبون أن يضربونا، فهو كفيل بأن يُنجح هذه المؤسسة بالذات بشكل ما.

أ. رامى عادل

مش انت اللى قلتلى انك مش بخيل وجلده؟وانت اللى ايدك فرطه؟ وانت بتقول علىَّ إنى مونسك، وبحلم بيك! طيب عايزين من بعض بقى اننا مانفترقش ولا بالموت، واننا نساعد بعض اننا نعيش ونفتكر، عايز اتغلب على الالم، بإنى اعيشه، وأشوفك، تشوفنى بعروستي،وانت عارف اننا عتبناها،عتبنا العتبه، وتدارى كسوفك، من غير ما نشوفك، ويوميها نحس، اننا مش بنحس، تتلم الصحبه، نطلع جدعان ونبان، نتلم قوام، نطلع قدام، يصبح دخان، عش الأوهام، ليلة الدخله، تقيد الشمعه، مش ساذج والنعمه، دانا بتطوح، اكمنى مروح، ويايا لماما، مستنيه، نستجم، نتنسم، ويساهم جدو فى ولادة بكره، يشرح للطلبه

د. يحيى:

عالبركة يا رامى، يا رامى، خلها فى سرَّك، ما هذا؟ ماذا سوف يقول الأصدقاء عنا: عن طلاقتك، وسماحى؟!

د. أحمد محمد فهمى

مش فاهم اصرار المريضة على الحصول على موافقة المعالج،

ماذا يمكن أن تضيف إليها هذه الموافقة؟

د. يحيى:

المريض يعامل المعالج كسلطة والدية غالبا، وموافقة السلطة أحيانا تكون ضرورية لمواصلة الحياة، لكن طلب الموافقة الواعية أو الضمنية لا يعنى الاعتمادية الرضيعية، ولا يـُـعتبر شرطا لتنفيذ أى قرار.

د. أحمد محمد فهمى

هل يمكن أن أرجح للمريض اختياراً معينا أم أترك له حرية الاختيار؟

د. يحيى:

تكلمنا كثيرا عن موضوع “من الذى يتخذ القرار”، وأنه، فى نهاية النهاية، لا يوجد شىء اسمه حرية الاختيار”، بالمعنى المطلق، نحن شركاء حتى فيما لم نعلن رأينا فيه صراحة، وللمريض الكلمة الأخيرة طبعا، فهو الذى سوف يتحمل المسئولية، وما علينا إلا مزيد من الاضاءة والتقليب والتنوير ما أمكن ذلك.

د. أحمد محمد فهمى

وكيف أواجه إلحاح المريض على معرفة موقفى ؟

د. يحيى:

بأن أكون أمينا معه ومع نفسى ولا أتعجّل، ولا أصدر القرارات صراحة نيابة عنه.

د. نرمين عبد العزيز

عندى سؤالين:

 السؤال الأول: هل من حقى التخلى عن المريض رفضا لاستعماله لى فى الاتجاه الخاطئ؟

د. يحيى:

إذا تيقن المعالج أن العلاقة تحولت إلى استعمال صريح، وكان هذا الاستعمال خطأ صرفاً بمقاييس الصحة والمرض، وأيضا حسب التعاقد العلاجى المبدئى، فإن من حق المعالج أن يتخلى إذا اصر المريض، بل ربما يكون ذلك من واجبه، وسوف يجد المريض معونة أخرى بطريقة أخرى من مصدر أخر (ربما أقـْدْر، وربما أسهل!).

د. نرمين عبد العزيز                                                          

السؤال الثانى: هل فى مثل هذه الحالات من الاستعمال الخاطئ للمعالج يكون من واجبنا الاعتراض المشروط؟ أم الموافقة المشروطة؟ أم التخلى المشروط؟

د. يحيى:

أعتقد أن الاحتمالات الثلاثة مقبولة، لأن الشرط جائز فى كل الأحوال، لأنه يعتبر جزءًا لا يتجزأ من “التعاقد العلاجى المبدئى”، وأيضا هو جزء يوضح ما استجد فاستحق أن يوضع فى الاعتبار عند “إعادة التعاقد”. على مسار العلاج.

 

[1] –  يحيى الرخاوى: “كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه، ” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2018)، والكتاب موجود فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net 

[2] – نشرة الإنسان والتطور 15-3-2009   www.rakhawy.net

 

admin-ajaxadmin-ajax (1)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *