الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / من ألعاب الحب: حتى لو ما حدش بيحبنى، أنا من حقى ….

من ألعاب الحب: حتى لو ما حدش بيحبنى، أنا من حقى ….

“يوميا” الإنسان والتطور

13-8-2008

العدد: 348

حتى لو ما حدش بيحبنى، أنا من حقى ….

نشرنا فى يومية 6-8-2008 مشاركة الأصدقاء الذين تفضلوا بالاستجابة للعبة واحدة من ألعاب الحب، وطلبنا مزيدا من مساهمة أصدقاء الموقع، وجاءت المساهمات محدودة ومفيدة.

مقدمة:

أن يصلك تلقائيا أحقيتك فى حق ما: الحق  أن تعيش، الحق أن تُرَى (يراك آخر)، الحق أن تحَبّ، الحق أن تحِب، الحق أن تكره، الحق أن تغضب، الحق أن تبدع، الحق أن تؤمن … إلخ، هذا أمر لا يحتاج إلى شروط مسبقة  إلا أن تكون “بشرا”، كل هذه التقسيمات والتفصيلا هى عمليات لاحقة، لازمة للحوار والنقاش والتنظير، وهى  آليات قد تفيد وقد لا تفيد، قد تدعم هذه الحقوق وقد تختزلها ، وقد تشوهها.

المصيبة أننا منذ طفولتنا حين نتجرأ ونسمح  لأنفسنا من خلال خبراتنا الأولى – بدءًا بالأم – أن يصل إلى وعينا أى حق من هذه الحقوق، نربطه بتحقيقه، بمعنى أنه يبدو أننى  لا أعلن لنفسى فى أى طبقة من طبقات وعيى، أن لى الحق فى كذا أو كيت إلا إذا ضمنت تحقيقه ولو جزئيا ولو أحيانا.

كيف كان ذلك؟

  • الحق موجود قبل الوعى به
  • الحق موجود لأننا اكتسبناه بعد تاريخ طويل من التطور.
  • الحق موجود لمجرد أننا بشر.
  • الحق موجود لأن ربنا الحق تعالى موجود.

 إذا تنازلنا عن حقنا ، أو حرمنا منه ابتداءً، فتنازلنا بالتالى عن الوعى به، ومن  ثم عن المطالبة به، ثم بالتالى عن ممارسته مهما كان قدر الممارسة ضئيلا، فقد تنازلنا عن إنسانيتنا.

الكشف عن الحقوق بالتحايل باللعب

حتى الحقوق التى نشيع عنها أجمالا بغير وجه حق أنها سلبية، أو أنه يغلب عليها السلبية هى حقوق لا يصح الاستغناء عن الوعى بها، وإنما يتطلب الأمر استيعابها وتنظيمها، (مثلما لاحظنا وأشرنا فى الاستجابات فى لعبة الكراهية).

خيل إلىّ وأنا أضع نص الألعاب أن الأمر سيكون أسهل مع لعبة الحق فى الحب، وإذا بى اكتشف كما نشرت منذ أسبوع أن الأقبال على المشاركة فى لعبة الكراهية كان أكثر عددا وأعمق كشفا.

ماذا لو شعر الوحد منا بأن من حقه – بمجرد أنه بشر خلقه ربه عبر سلسلة من النقلات أن يُحَـب منذ البداية؟ هذا حق بدئى غير مشروط إلا بشرط أنهم أنجبونا بشرا:

  أعتقد أن هذه البداية تسمح لنا أن نتوقع أن يصل إلينا هذا الحق – اعترافا وإعلانا –  بكل الوسائل الطبيعية التى أقلها الألفاظ، ثم تتطور الأمور ،

ويظهر أن ما يسمى الحق المشروط (الحب المشروط مثلا)، وهو حق تربوى طبيعى فى نفس الوقت.

الفرض

الفرض الذى وضعت على أساسه لعبة الحب هنا – دون قصد تنظيرى محدد – وهى اللعبة التى التى سوف نناقش اليوم واحدة منها، يمكن تقديمه كما يلى:

(1)  إن الإنسان، بمجرد أنه إنسان، من حقه أن يحبه آخر،

(2) إن هذا الحق لا يموت أبدا حتى لو لم يحبه آخر.

(3) إننا قد وجدنا أنفسنا نكاد  نتنازل عن هذا الحق – تحت أى زعم – حين لا يصلنا أن هذا الآخر (آى آخر) قد أحبنا فعلا،  أو  أحبنا زيفا.

(4) إن هذا التنازل هو خدعة كبرى، لأنه لا أحد يتنازل عن حقه الطبيعى بشرا سويا، وإن كان يستطيع أن ينكره، أو يتنكر له لفترة أو فترات تطول  أم تقصر.

(5) إن هذا التنازل قد يزيد من حدّه الجوع الداخلى لتحقيق الاحتياج لإحقاق هذا الحق سلوكا ومعايشة، وربما محاولة تحقيقه عادة بميكانزمات وآليات ملتوية وغير مباشرة

(6) إنه بمجرد التلويح بمشروعية الفرصة لإعلان وجود هذا االحق غائرا فى تركيبنا، برغم عدم تحققه، أو تحققه جزئيا، أو تحققه زيفا،  يطلق الوعى الكامن بهذا الحق كما أطلقته هذه اللعبة هكذا.

نصوص الاستجابات:

حتى لو ماحدش بيحبنى: انا من حقى…

أ. وليد طلعت

حتى لو ماحدش بيحبنى: انا من حقى…. احب واتحب

د. أسامة عرفة

حتى لو ماحدش بيحبنى: انا من حقى… أحب نفسي

د. أسامة فيكتور

حتى لو ماحدش بيحبنى: انا من حقى ……..أحب نفسى وأفرض على الناس أنهم يحبونى.

د. أميمة رفعت

حتى لو ماحدش بيحبنى: انا من حقى ……..أحب نفسى.

د. جمال التركى:

 حتى لو كان ماثماش حتى حد يحبنى … أنا من حقى باش نتحب ونحب (أنا من حقى أن أحب “يحبنى الآخر” وأن أحب “أحب الآخر”)

د. مروان الجندى

حتى لو ماحدش بيحبنى: انا من حقى… أتحب

د. مشيرة أنيس

حتى لو ماحدش بيحبنى: انا من حقى … احب نفسى لو قدرت

د. نعمات على

حتى لو ماحدش بيحبنى: انا من حقى… أحب شخص معين

د. ياسمين فؤاد

حتى لو ماحدش بيحبنى: انا من حقى .. أبقى موجودة

م. محمود مختار محمود

حتى لو ماحدش بيحبنى: انا من حقى …… ما أفقدشي الأمل

أ. مى حلمى

حتى لو ماحدش بيحبنى: انا من حقى ….. أحلم

أ. عبير رجب

حتى لو ماحدش بيحبنى: انا من حقى… أحب وأتحب

أ. مدحت منصور

حتى لو ماحدش بيحبنى: انا من حقى… أتشاف وأتحب

استجابة اللعبة فى القناة الثقافية: 15-5-2004

أ.بسمه عباس:

 يا دكتور يحيى حتى لو ماحدش بيحبنى: انا من حقى “أحب كل الناس”

د.يحيى الرخاوى:

 يا دكتور أحمد حتى لو ماحدش بيحبنى: انا من حقى “أتحب غصب عن حبة عينك”

د.أحمد محمد سيف:

 يا أستاذ أمجد حتى لو ماحدش بيحبنى: انا من حقى “لازم تحبنى”

أ.أمجد محمد توفيق:

 يا أستاذ عبد السلام حتى لو ماحدش بيحبنى: انا من حقى “أتحب”

أ. عبد السلام:

 يا دكتور أحمد حتى لو ماحدش بيحبنى: انا من حقى “أتحب وأحب”

د.أحمد محمد سيف:

 عزيزى المشاهد حتى لو ماحدش بيحبنى: انا من حقى “اللى حتلاقيه فيا يخليك تحبنى”

التعقيب

دعونا نلاحظ ما يلى:

1-  يبدو أن  الإعلان المتكرر الذى نسمعه من كثير من الناس (مرضى وأصحاء) “لا أحد يحبنى” (مافيش حد بيحبنى)، أو  أن يسمع عكسه بنفس الدلالة “كل الناس بتحبنى”، هذا الزعم انه “مافيش حد بيحبنى” عادة ما يترتب عليه انسحاب، أوشحاذة، أو صفقات غير متكافئة، أو ألم ووحدة، يبدو هذه أن اللعبة كشفت ضرورة مراجعته

 أظهرت اللعبة أنه بالرغم من أنه احتمال وارد، (مافيش حد بيحبنى) إلا أن السماح بوعينا به يحفز فينا موقفا إيجابيا لتحجيم آثاره، ابتداء بأنه لو ثبت أنه حقيقة فإن الدنيا لم تنهد، وأننا قادرون على التعامل معه .

 نلاحظ أنه ولا واحد، حسب ما وصلنى، قد أعلن انسحابه أو يأسه التام، حين طرح هذا الاحتمال (يا خبر!!)، إذن لماذا كل النغمة التى نسمعها ليل نهار: “ماحدش بيحبنى“، “ما حدش بيحبنى“؟

2-  إن اللعبة حين حرّكت هذا الاحتمال لم يترتب عليه استدرار شفقة أو شحاذة حب،  بل أعلن كثير من المشاركين موقفه من الحرص على  الاحتفاظ بالحق المزدوج”أن أحب، وأن أتحب”.

أ. وليد طلعتاحب واتحب”،  د. جمال التركى أنا من حقى باش نتحب ونحب (أنا من حقى أن أحب “يحبنى الآخر” وأن أحب “أحب الآخر”)“، أ.عبير رجبأحب وأتحب”، أ.عبد السلام“أتحب وأحب”

3- الاحتمال التالى الذى ظهر ممن واجه احتمال أنه ليس محبوبا، أنه ارتد إلى نفسه، ليمارس حب النفس، والأرجح عندى هنا أن المقصود هو حب النفس الحقيقىself love  الذى هو عكس النرجسية narcissim والأنانية selfishness مع أن “حب النفس” بهذا المعنى صعب تماما، ويأتى فى “مرحلة متقدمة من النضج”.

د. أسامة عرفةأحب نفسي”، د. أسامة فيكتورأحب نفسى “،  د. أميمة رفعتأحب نفسى”،  د. مشيرة أنيساحب نفسى لو قدرت”.

5- أظهرت بعض الاستجابات ارتباط “أن أحب” بأن “يحبنى آخر”، بشكل لا يشير بالضرورة إلى صفة مسطحة (إن حبيتنى أحبك أكتر، وان مليتنى راح انسى هواك)، وإنما جاءت الإجابات – فى تصورى – حركية طبيعية طيبة:

أ. وليد طلعتاحب واتحب”،  د. جمال التركىأنا من حقى باش نتحب ونحب (أنا من حقى أن أحب “يحبنى الآخر” وأن أحب “أحب الآخر”)“، أ.عبير رجبأحب وأتحب”، د. أسامة فيكتورأحب نفسى وأفرض على الناس أنهم يحبونى”، د. نعمات علىأحب شخص معين”، 

6- توجه حركية الحب إلى الآخر، ربما كنوع من التعويض أو المبادرة، بمعنى أنى إذا لم يصلنى حقى أن يحبنى آخر، فإن هذا لا يمنعنى أن أحب أنا آخرا، وإن كان الأغلب هو “أحب واتحب”، لكن أحب جاءت متقدمة.

أ. وليد طلعتاحب واتحب”،  د. جمال التركى أنا من حقى باش نتحب ونحب (أنا من حقى أن أحب “يحبنى الآخر” وأن أحب “أحب الآخر”)“، أ.عبير رجبأحب وأتحب”، أ.عبد السلام“أتحب وأحب”

7- أن التمسك بالحق فى أن “أتحب” استدعى اندفاعا لإقراره حتى بدا اغتصابا أو فرضا: د. يحيى الرخاوى “أتحب غصب عن حبة عينك”، د. أسامة فيكتورأحب نفسى وأفرض على الناس أنهم يحبونى”، 

8- أما استجابة م. محمود مختار “ما أفقدشى الأمل”  أكدت رفض اليأس

9- استجابة ياسمين فؤادأبقى موجودة” جاءت تؤكد وجودها برغم هذا الاحتمال (أى لن تموت يعنى لو لم يحبها أحد) فبدت تقريراً إيجايبا للذات ليس ملمح استغناء

10- أن استجابة أحمد سيف تذكرنا بالحب المشروط ، إن كنت تريد أن يحبك آخر ، فعليك أن تقدم له ما يحبه فيك: “إللى حتلاقيه فىّ يخليك تحبنى” ، فكأنها محاولة  لبذل الجهد للحصول على الحق

11- وأخيرا فإن إعلان مى حلمى أحلم” احتفاظها (بالحلم) هو أيضا واقع آتٍ آخر يرفض اليأس.

12- بسمة عباس فتحت الباب على مصراعيه حين عممت أن نتيجة أن أحدا لا يحبها هى أن تمارس حقها أن “تحب كل الناس”، فوصلنى هذا التعميم، كنوع من الهرب فى الكل ما قد يتضمن نوعا من الانسحاب من العلاقة المحددة مع آخر “أحب كل الناس”

خلاصة مرحلية:

مضطر لأسباب أصبحت فى علم الجميع – أن أتوقف مكتفيا بخلاصة تقول:

1) إن الإنسان أقوى من أن يهزم أو يتوقف لو أن أحدا لم يحبه (حتى الآن)

2) إن التمسك بالحق من حيث المبدأ موجود بداخلنا مهما بدا غير ذلك

3) إن التمسك بالحق يولد إصرار عليه، ويمكن أن يكون  بداية تحقيقه

4) إن هذا المنهج (التحايل باللعب) يمكن أن يكشف أبعادا إيجابية أكثر بكثير مما نشيعه عن أنفسنا

ولنا عودة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *