حوار/بريد الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 22-6-2018
السنة الحادية عشرة
العدد: 3947
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
طيب
****
أ. يوسف عزب
الوالد العزيز: اسمح لى ان اقول حديث موازى لحديثكم هنا كنت اتصور فعلا ان المنحة لحظة ولايحتمل الانسان اكثر منها، ولكنى عشت مرة احد الخبرات التى عرفتنى بالنشوة الكلية التى تملاء كيانك وجسدك وروحك لدرجة الحركة الجسدية شبه الراقصة…..وفى ذات الوقت تعيش موقف الفرحة بالوجود (الفرحة بوجودك انت) لذلك فاننى اعتقد ان موقف الفرحة بادراكك الوجود سابق على موقف الحزن الذى كنت تذكره لنا احيانا….. ثم اطلعت على بعض مقولات نتشة مؤخرا فى كتابه زرادشت فوجدته قال حديثا اشبه بذلك ان موقف الفرحة بالوجود هو اول ماينتابك بادراكك الوجود….عذرا على الاطالة
د. يحيى:
سابق أم لاحق ليست هذه هى القضية، المهم هو معايشة واحترام هذه الأجزاء المتناهية الصغر من الزمن، ومسئوليتنا الرائعة عن نعمة فرص تشكيلها، ليصبح السابق مكملا للاحق متجادلا معه وبالعكس!!
شكرا يا يوسف
ملحوظة: كان محمد إقبال يشفق على نيتشه أنه توقف ولم يكمل الجملة “لا إله إلا الله” فقال “لا إله ……..” ثم لم يكملها، فافترض إقبال أنه قد أكملها فى سره أعنى عمق وعيه!! وهذا ما أصف به بعض من ألحد بأنه مؤمن رغم أنفه، فيكاد يضربنى منزعجا.
ما رأيك؟
****
د. رجائى الجميل
عندما اصل الى حضرته فى ومضات اقل من الثوانى انصهر فى بوتقة المعنى المطلق الذى لا يحتمل لا الوصف ولا التفسير ولا التأويل كل من يبحث عنه بالمنطق والدليل يضل وكل من يؤمن به بحسابات الخوف لم ولن يصل الى محجة الصادقين هو اعلم بمن اتقى ويعلم السر اخفى لله الآخرة والأولى، أزفت الازفة ليس لها من دون الله كاشفة ” أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (61) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (62)”
د. يحيى:
المهم هو احترام ومضات الزمن والإشراق
وكسر أصنام المنطق
وتجاوز المعاجم …
ياليتنا نتحمل المسئولية
وهو السميع البصير.
د. أسامة عرفة
هى كذلك .. أصبت كبد الحقيقة سيدي
د. يحيى:
بارك الله فيك
أ. أمير حمزة
المقتطف: الصادقون لا يطلبون الآخرة للأخرة مهما اطمأنوا إلى صالح أعمالهم وغمـْـر رحمته لكنهم يطلبونها طريقا إليه فمحجتهم هى وراء ما وراء الآخرة أيضا فوصلت الرسالة ووجب الحمد
التعليق: هل المقصود هنا التطلع للاخرة للوصول إلى وجه الله الكريم، مش فكرة الجنة وتفادى النار.؟ السعى الى الله طريق والعلاقة الشخصية معه بعيدا عن الطقوس وعبادته خوفا من النار فقط ليست علاقة حقيقية مع الله.
د. يحيى:
أحْذَرْ يا أمير، ثم احْذَرْ، ثم احْذَرْ حكاية “بعيدا” عن الطقوس
****
أ. أمير حمزة
المقتطف:انصرفت خجلا من أفكارى الجنونية الشبقية فى هذا الجو السياسى المحمل بالثورة ولكنى حمدت الله عليها، وعلى أنهم لم يعرفوا فيم أفكر، لم أستطع، رغم احتمائى بجنونى، أن أطفئ النار التى أشعلوها، كنت أحسب أن هذا الجانب منى قد مات إلى الأبد، رعبت من هذه الثورة بداخلى وحاولت أن ألغى كل ما حدث. المشاعر مرعبة ضخمة تحمل معها خليطا من الخزى والمسئولية والإفاقة والعجز.
التعليق: وقفت عند احتمائى بجنونى وان الجنون حماية من واقع الحياة المؤلم، وافتكرت كلام حضرتك أن الجنون احيانا بيكون ابداع وافتكرت الجين الراكد والجين المتحرك المبدع، وتانى حاجة بفكر فيها الثورة الداخلية اللى بتكون داخل المريض كانه بيغير جلده القديم بجلد جديد يريحه حتى لو كان مختلف عن كل الناس.
د. يحيى:
أرجو أن تتابع الجزء الثانى من الثلاثية “مدرسة العراة”، وهو الذى سوف يبدأ نشره من باكر فصلا فصلا، وإن كانت تجربة ذلك بالنسبة للجزء الأول “الواقعة”، لم تنجح بالقدر الذى كنت أتصوره.
****
د. محمد مختار العريان
لن أقول إلا : عمل أكثر من رائع ، لقد مسنى حقيقة
د. يحيى:
أيضا، أهلا بك مع الجزء الثانى من نشرة باكر “مدرسة العراة” (وقد أُنـْقـِذَ فيه عبد السلام المشد من الموت غرقا بعد محاولته).
****
د. رجائى الجميل
….. يلتقط الجنين الحبيس ….. اول نسمات الحياة
مع اول شهيق ….. ثم يصاب بحزن عميق
لان الهواء له زخم ….. يصارع غبار جاثم
تصله رسالة ….. أن الشهيق له ثمن
يدفعه قبل أن يولد ….. تهب رياح قوية
نقية ….. تدفعه الى حتم المسار ….. الى المسار
يتمسك باهداب ….. ظلال أعشى
تفتح من خلاله كوة ….. كى تضيء الطريق
الى الطريق ….. يتولد ….. يتوالد ….. كائن آخر
منه ….. الى ما لا يعرف ….. فيعرف ….. أنه فيض الحياة
الى الحياة ….. ينقشع الحزن ….. ثم لا يلبث
أن يعيد المخاض ….. الى المخاض
د. يحيى:
“وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ
وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ”.
****
2018-06-22