الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار مع مولانا النفّرى (85) من: موقف “العبادة الوجهية”: “العبادة الوجهية” (4)

حوار مع مولانا النفّرى (85) من: موقف “العبادة الوجهية”: “العبادة الوجهية” (4)

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 21-6-2014

السنة السابعة

العدد: 2486  

 

    حوار مع مولانا النفّرى (85)

من: موقف “العبادة الوجهية”  

“العبادة الوجهية” (4)

أنهيت قراءتى الأسبوع الماضى بتذكر ما كتبته منذ سنتين ونصف فى نشرة (31/11/2012) حين كنت أكثر جرأة وعشما وأنا أخاطب ربى فى “حوار مع الله”، ووعدت فى النشرة السابقة أن أعود إليها لأحاول الربط ما أمكن.

يبدو أن اختلاف حوارى مع ربى عن حوارى مع مولانا النفرى يحدد انتقائى لما أقتطف تلقائيا، أستلهم منه ما تيسر، بالنسبة لهذا الموقف مثلا انتبهت أننى حين كنت أخاطب ربى مباشرة قفز إلىّ موقف “الوقوف بين يده” وما يحمله خطر قبول الخاطر من ترويع، فإذا نفيتُهَ انتفى الروع والحكم، وأيضا قفز إلىّ ما استلهمت منه العلاقة بين “المعرفة الجوهر” وبين “التسبيح” و”التقديس” و”الكتابة” و”سرادقات العظمة”، فلماذا يا ترى لم أنتبه آنذاك إلى أن النموذج الأقوى للعبادة الوجهية هو الصلاة والتهجد وما إليهما من واجهات ووجوه العبادة .. كما جرجرنى حوارى مع مولانا إلى محاولة التأكيد على الالتزام بضرورة الشكل اللازم ليحتوى المعنى، وهنا تتأكد ضرورة العبادة الواجهة للدخول إلى ما تعنيه، إليه،

فى حوارى مع الله مباشرة أرعبنى أن يحول الخاطر بينى وبينه وأنا بين يده، كما جذبتنى المعرفة الحقة إلى دورها وهى تكشف عن الوسائل إليه والدليل عليه من كتابة وتسبيح وسرادقات العظمة، مع الحذر من التوقف عند وجه العبادة أو التعثر فى حضور الخاطر.

قلت آنذاك مخاطبا ربى بالنسبة للروع والخاطر:

إذا قبلُتُ الروع أولا ثم جاءنى الخاطر، يذوب الخاطر فى كدحى إليك

إذا قبلت الخاطر أولا أبعدنى عنك بروْع آخر

  الطريق الرائع المرعب، لا مكان فيه للخواطر

أخاف الروع يغلفه الخاطر

كما أخاف الحكم حتى لا أتوقف

من يتوقف يتفرق.

حين أقتحم بالروع وهو ينفى الخاطر يذهب عنى الروع والخاطر معا

 ولا يبقى إلا وجهك

والآن…

إذا كانت العبادة الوجهية هى ما وصلنى مؤخرا من صلاة وتهجد، فالأهم أن نتذكر أنها تسمح لنا ونحن بين يديه أن نقيس مدى عمقها بما يصاحبها من اقتحام الروع ونفى الخاطر حتى لا يبقى إلا وجهه.

وأيضا: إذا كانت العبادة الوجهية هى الضرورة الدورية وسيلة إليه، فهى لا تكتمل إلا بكتابة القدس المسطور بأقلام الرب على أوجه محامده، وكتابة النور المنشور على سرادقات العظمة، فهى تسجيل وتأكيد واحتواء للقدس المسطور والنور المنشور، فتنقلب الكتابة (الشكل) العبادة الوجهية، رفارف للتسبيح، ليعلن التسبيح معرفة المعارف.

فالعبادة الوجهية طريق رائع مرعب واعد مقدس منير إلى المعرفة.

وهى تكون كذلك حتى لو لم يقع أى من ذلك فى بؤرة الوعى اليقظ المفكر بالحروف والكتابة، بل إنها كذلك أساسا بحركات الجسد ودقات القلب وكلام الدنا DNA.

كل العبادات الحقيقية توصل إلى المعرفة الحقيقية

وبعد

إليكم نص متن ما عقبت عليه سالفا لمن شاء أن يرجع إليه. (نشرة 31-12-2011 “حوار مع الله 43)

 

من “موقف العبادة الوجهية” يقول مولانا النفرى:

               وقال لى:

                                 إذا وقفت بين يدىّ فبقدر ما تقبل الخاطر يأتيك الروع

                                 وبقدر ما تنفيه ينتفى عنك الحكم الروع

             وقال لى:

                             يا كاتب القدس المسطور بأقلام الرب على أوجه محامده

                             أنت فى الدنيا والآخرة كاتب.

                وقال لى:

                             يا كاتب النور المنشور على سرادقات العظمة

                             أكتب على رفارفها تسبيح ما سّبح.

                            وأكتب على تسبيح ما سّبح معرفة من عرف

……..

……..

أما ما قدمته اليوم وهو ما حلّ محل التعقيب وسبقه، فهو للربط بين ما خطر لى سابقا مع ما سطرت لاحقا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *