حوار بريد/ الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 2-12-2022
السنة السادسة عشر
العدد: 5570
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
الحمد لله من قبل ومن بعد
يعتذر د.يحيى الرخاوى عن إجراء حوار الجمعة اليوم لظرف طارئ، وينيب عنه ابنه محمد في كتابة ردود اليوم، والذى قام أيضاً بوضع ردود على لسان د.يحيى، محاولاً الاقتداء “بما يقول عادة لمن يحاورهم”.
*****
أ. آيه
شكرا لحضرتك جدا
د. يحيى:
هو العَفُوّ
د. محمد:
لعله خير، بارك الله فيك
أ. محمد شاهين
تعقيب عام: من اكثر ما يميز هذا العصر تصنيم المعارف
اللات والعزي المعرفية تكتم الانفاس وتضلل
المعرفة الخطية هي كل الضلال
الحضور المتجدد الغيبي المتواري هو وقود مقود كن
فتح الآفاق يصطدم بمصدات ظن المعرفة
كن تتحقق بحضور حتمي مستحيل.
د. يحيى:
هو الحق العليم
د. محمد:
صح يا محمد، ولعلك تدرك أن الحذر من المعرفة الخطية وآثارها هو من ركائز موقف ومعرفة يحيى الرخاوى، ولكن لعلنا نتنبه أيضاً أنه لولا اللغة، ولولا بعض المعرفة العادية التي توفرها، ما كان لك أن توصل لنا ما تحاول توصيله بها هكذا.
أ. وفاء محمد
د. يحيى تحياتى لحضرتك
تعقيب عام: البنت عايزه تتعالج من الخيبة اللى هى بكامل ارادتها بتحط نفسها فيها ومش عارفه تتحكم فى عواطفها دى عايزه تتدرب على التفكير العقلاني واضح انها بتعطى عاطفياً وبتعتقد إن اللى قدامها نفس تفكيرها ومشاعرها وشتان بينهما واى تمادى فى علاقة بيكون الطرفين شركاء فيهم ولازم تعرف أن شخصيتها الطبية لايمكن أن ترتبط بــ شخص إلا رسميا بدون مقدمات منها، ولكم جزيل الشكر.
د. يحيى:
ربنا يبارك
د. محمد:
أعتقد أن علينا الانتباه أن ما نسميه التفكير العقلانى أضعف من أن يكون حلاً بهذه المباشرة والبساطة.
د. ماجدة عمارة
المقتطف: يا بنت الحلال الشعور بالذنب ده ليه تاريخ “فرويدى”، وتاريخ “تطورى” وهو أنا ليّا رأيى إن الشعور بالذنب ده بادئ مع بداية الوعى عند الإنسان، من الخروج من الجنة، الإنسان اثناء تطوره، وهو بينفصل عن الوعى الكلى عشان يبقى فرد متميز، ظهر عنده مثل هذا الشعور، وبعدين أخد أشكال وألوان، إنفصال الإنسان عن الطبيعة ده معاه شعور بالذنب، الوعى بالوعى الشخصى ده شعور بالذنب، كل ده أنا قدمته مع اللى باقدّمه من أساسيات المدرسة اللى أنا شكلتها، وتكريس الذنب مصاحب باستمرار بالحنين إلى الأصل، بالرجوع عن هذا الانفصال، “كل من انفصل عن أصله يطلب أيام وصله”،
التعليق: كأنى وصلنى أن الشعور بالذنب له علاقة بألم الانفصال والخوف من عدم القدرة على العودة للاتصال بالأصل ؟!
د. يحيى:
هو رحمن ورحيم
د. محمد:
ليس ألم الانفصال فحسب ولا هو الخوف فقط من عدم القدرة على العودة للاتصال، بل هي –أيضاً- المسؤولية عن هذا وذاك تذكرنا بالذنب وتُصَعِّب علينا المهمة.
*****
د. ماجدة عمارة
المقتطف: تركيز من جديد على “الآن”، وهو يبدو بسيطا جدا، ولكنه ليس كذلك تماما، فوجدت فيه أن للزمن حساباته الخاصة للمتنبيء والمتنبأ له معا، وأن أى مشروع أو تنبؤ يتجاوز الآن، فهو يحمل خطر الوهم أو الفناء.
التعليق: اه، بمعنى نعم، ثم آه أخرى تحمل معها الألم
د. يحيى:
فليكن
د. محمد:
تنبهت إلى أن الآه الحقة تأتى بأقل شرح ممكن
*****
د. ماجدة عمارة
مقتطف د. يحيى: أنا كـَـهف التائبين وإلىّ ملجأ الخاطئين
تعليق د. ماجدة: الآن وهنا عرفت يا مولانا، لماذا تحذرنا من الإحساس بالذنب، عرفته وأنا ألجأ مع الخاطئين إلى كهف التوابين، ألتمس رحمته وعفوه أحمده وأسترضيه وأتوب إليه، وحده لا شريك له.
رد د. يحيى: أذكر حديثا قدسيا يقول معناه: “لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم” هذا من رحمته وجوده أنه جل وعلا قدّر على عباده وجود الخطايا، ثم يتوب عليهم سبحانه إذا تابوا إليه”
التعليق: أول مرة وصلنى فيها هذا الحديث، شعرت أنه صفعة على وجه كبريائى، الذى يدعى أننى بلا ذنوب سوى الغفلة، فتعلمت منه أن أفتش عن ذنوبى لأواجهها، ثم التقيتك وآنست المضى على الطريق فى شرف صحبتك، فعلمتنى يا مولانا أن الإحساس بالذنب معطل وكأنه إصرار عليه، فعرفت منك كيف تكون معرفة الخطأ هى أول طريق التوبة من الذنوب، الآن يصلنى ذكرك لهذا الحديث كأنك تعلمنى كيف نتعلم الاستغفار والتوبة لنعود إليه، وكأن الذنب هو خطوة على الطريق إليه، فأرى كيف تكون التوبة من الذنب وصلا معه، يااااه يا مولانا كأنها واحدة من نقلاتك مع مولانا النفرى …
د. يحيى:
هو، هوالتواب
د. محمد:
كذا أضرب أنا لخمة يا د.ماجدة، لا يصلنى من تعليقك ما يصلنى من د.يحيى في أمر الذنب وأمر الاستغفار، ولا ما يصلنى من الحديث القدسى من براح وحق (بل وواجب) الخطأ، ثم التوبة “إلى الله” وليس فقط “من الذنب”.
د. ماجدة عمارة
مقتطف د.يحيى أمدُّ الذراعَ ألامسُ طرْفَ الحــــفيفِ، أرتـِّبـُنـِى من جديدْ، ألاصقـُها من بعيدْ، أكوّر مقطعَ لفظ وليدْ، أوسِّدُنى عقلةَ الإصبعِ: أمصمصها عَلْقما فى دمى ،ألـــَمْلِـمنِـــى: أحتلـــــــمْ.
تعليق د. ماجدة: حركت ألماً ووصلتنى وجعاً، كأنها إجهاض نبضة حياة واعدة، كأنه أمل وضاع، كأنه رجاء وخاب، لكن الغريب أننى أقف على آخر حرف القصيدة أنتظر النبضة الجديدة ….
رد د. يحيى: واحدة واحدة يا ماجدة يا ابنتى
التعليق: تخاطبنى هنا كما أخاطب “جميلة ” حفيدتى ذات العامين من عمرها، تقول لى الكلمة التى أقولها لها حين تحاول أن تسبق عمرها فتجرى على السلالم صعودا أو هبوطا، فأخاف عليها أن تؤذى نفسها…..ياااااااه يا مولانا كأن كلانا لم تعرف بعد كيف تعيش الهنا والآن ؟!
د. يحيى:
سلِّمى لى على “جميلة”، أما أنت فـ : “واحدة واحدة يا ماجدة يا بنتى”
د. محمد:
لماذا يا د.ماجدة تقولين “كلانا لم تعرف”؟! أظن أن “جميلة” لا تعرف إلا الهنا والآن، وإنّا لنغبطها معاً
*****
أ. محمد شاهين
تعليق عام: يلتقط الجنين…………….. الحبيس
اول نسمات الحياة………………… مع اول شهيق
ثم يصاب بحزن عميق……….. لان الهواء له زخم
يصارع غبار جاثم……….. ……….. تصله رسالة
أن الشهيق له ثمن……………… يدفعه قبل أن يولد
تهب رياح قوية…………. نقية…………….. تدفعه
الي حتم المسار……………………….. الي المسار
يتمسك باهداب……….. …………… ظلال أعشي
تفتح من خلاله كوة……….. كي تضيء الطريق
الي الطريق……………………………….. يتولد
يتوالد……………………………….. كائن آخر
منه…………………………… الي ما لا يعرف
فيعرف……………………….. أنه نيض الحياة
الي الحياة……………………….. ينقشع الحزن
ثم لا يلبث………………….. أن يعيد المخاض
الي المخاض
د. يحيى:
لعلك تستفيد يا محمد من هذا الذى ترى وتكتب، وتفيدنا معك
د. محمد:
هذا كلام يستحق النقد، لا الحوار فحسب، والنقد يحتاج لأكثر من هذه المساحة.
أ. محمد شاهين
تعليق عام: وما زالوا ………….. وما زالوا
يحدثون انفسهم ……………….. فقط انفسهم
يخلقون حوائط وهمية……. تحميهم من انفسهم
يرددون……………………………….. يصرون
علي الا يكون ……….. ……….. الا ما هو كائن
ولا يعلمون ان لاشيء ……….. …..كائن اصلا
من يتوقف……….. ……….. ………. قد يتبصر
ولكن لا………………………………. لن يتوقف
ولتدور السواقي …………………….. والسراب
يحسبه الظمآن ماء
د. يحيى:
راجع تعليقاتى السابقة عليك يا محمد
د. محمد:
انظر التعليق السابق مباشرة يا محمد
*****
د. ماجدة عمارة
لله علمك، لله ذكرك، لله عملك، لله ظاهرك وباطنك، تحققت به، وتحقق بك سره، فهنيئا لك معيته ووصله…….
د. يحيى:
بل هو ليس كمثله شئ
د. محمد:
حقاً، إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه
أ. محمد شاهين
علمي شديد التواضع وانا اعلم ذلك.
علمي هو نقطة في بحار من الجهل الذي يفرض نفسه بداهة. فكيف اقضي بجهل؟؟
طبعا ربي اعلم بعلمي فهو ما أتاني اياه.
كيف اتجرأ ان أساله عن علمه .
حتي سيدنا الخضر وهو يأتمر بعلم الله لم يستطع ان يسأل. كان ينفذ ما يقضيه الله ولا يسأل .
وقال لسيدنا موسي “انك لن تستطيع معي صبرا “
“وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير”
” ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب “
د. يحيى:
طبعا ربنا أعلم
د. محمد:
دائما ما توقفت أمام هذه القصة القرآنية المهولة، وأظننى أنا أيضاً ممن لم يستطيعوا معها صبراً، حتى هذه اللحظة…
*****
أ. سحر أبو النور
مولانا الحكيم الله يديم علينا نعمة وجودك وفيض نور حكمتك والله أني أراك من رواسى الأرض وكلما اقرأ هذه الآية “وجعلنا فى الأرض رواسي ان تميد بهم……..” أجدك فى وعيي حاضرا وأدعو لك الله يبارك عمرك وصحتك ونفعك للأرض وما عليها.
هذا هو ما وددت قوله اليوم وكل يوم
د. يحيى:
أشكرك يا سحر كما أفعل دائماً
بارك الله فيك وأدام لى تشجيعك
د. محمد:
آمين، آمين، آمين
د. ماجدة عمارة
المقتطف: كن ”عاقلا”، ”حرا”، ”متزنا”، “نابها”، بأن تفكّر بطريقتى!!!
التعليق: سواء كنت تعنيها بحذافيرها، أو تقولها ساخرا، أتفق معك، نعم سأفكر بطريقتك “وبطريقتى أيضا كذلك جدا “
د. يحيى:
ربنا معنا جميعاً
هو المعين
وهو الوهاب
د. محمد:
يا د.ماجدة: إنه يسخر، ويُنبِّه، ويُحَذِّر..!!
2022-12-02
صباح الخير يا مولانا:
المقتطف : سلِّمى لى على “جميلة”، أما أنت فـ : “واحدة واحدة يا ماجدة يا بنتى”
التعليق : تسلم من كل ما يسيؤك أو يسيئ حبايبك فيك يارب