الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه الكتاب الخامس الحالات: من (81) إلى (100) الحالة: (86) زميلة جديدة تتعرف على طبيعة الإشراف (ولغته الخاصة)

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه الكتاب الخامس الحالات: من (81) إلى (100) الحالة: (86) زميلة جديدة تتعرف على طبيعة الإشراف (ولغته الخاصة)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 23-11-2022

السنة السادسة عشر  

العدد: 5562

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه

الكتاب الخامس الحالات: من (81) إلى (100)

تذكرة:

ننشر اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا – عملاً أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل نشر الحالة (86) من الكتاب الخامس من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه”، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد من قد يمر في مثل محنته، أو خبرته أو علاجه!

الحالة: (86)

زميلة جديدة تتعرف على  طبيعة الإشراف (ولغته الخاصة) [1]

امتثال: هى حالة عندها 25 سنة هى مش جايالى إنها مصدومة، هى جايه بمشاعر ذنب، وإن هى فى حالة اكتئاب وحزن، وإن فيه حد دخل حياتها، وإنها تسببت فى أذى ليه، وللناس اللى حواليه، ومش عارفة تعمل إيه؟

د.يحيى: “عندك عندك” أصلى مش قادر أحصَّلك، بتقولى هى عندها كام سنة؟

امتثال:  25 سنة

د.يحيى: بتشتغل؟

امتثال:  بتشتغل

د.يحيى: إيه

امتثال:  مدرسة إنجليزى

د.يحيى: فين؟ مدارس لغات ولا مدارس عربى

امتثال:  هى بتدى كورسات

د.يحيى: إزاى يعنى؟ فى مدارس؟ ولا فى الجامعة ولا خصوصى، ولأ فين

امتثال:  فى الجامعة الأمريكية

د.يحيى: كده حته و احدة؟ بتدى كورس فى الجامعة الأمريكية ماشى، وبعدين؟ هى ليها إخوات؟

امتثال:  ليها ثلاثة

د.يحيى: كام ولد وكام وبنت؟

امتثال:  ولدين: ولد أكبر منها وولد أصغر منها، وبنت أصغر منها

د.يحيى: أبوها بيشتغل إيه؟

امتثال:  أعمال حره عنده ورشة

د.يحيى: ورشة إيه؟

امتثال:  ورشة نجارة

د.يحيى: موبيليا؟

امتثال:  لأه أويمة

د.يحيى: ووالدتها ؟

امتثال:  بتشتغل فى عمر أفندى موظفة

د.يحيى: ساكنين فين؟

امتثال:  فى المعادى

د.يحيى: وأنتى بتشوفيها فين؟

امتثال:  فى المعادى، فى العيادة اللى باشتغل فيها مع دكتورة، هى حد زاققها على إنها تروح لحد نفسى، يعنى هى مش جايه كده لوحدها

د.يحيى: مين اللى زاققها

امتثال:  صاحبتى دكتورة نفسية

د.يحيى: دكتورة نفسية  ولا معالجة نفسية زيك كده؟

امتثال:  لأه سيكاترى طبيبة، هى صاحبتى، هيا قالت لها تجيلى علشان هى مش حاتعرف تعالجها نفسى علشان هما صحاب، فحوّلتها لحد يشتغل معاها

د.يحيى: هى حولتها ليكى بالذات؟

امتثال:  آه

د.يحيى: الدكتورة ديه تعرفك؟

امتثال:  آه

د.يحيى: طيب

امتثال:  حولتها ليّه بقى علشان المفروض إنى أنا بشتغل فى التروما Trauma، (الصدمة) البنت نفسها مش واعيه إن ديه تروما، هى مش جايه ليا على إنها مصدومه وجايه تتعالج من الصدمة، اللى حصل إنها هى جايه تعالج الإحساس اللى طلع عليها  فجأة وغمرها شمل الناس اللى حوليها

د.يحيى: أنا مش عاوز أعطلك كتير، أنا من النادر لما بستعمل كلمة “تروما” أو انهيار عصبى أو مشاعر ذنب بالشكل العمومى كده، دى تعبيرات لا هى علمية ولا هى دقيقة بحيث نستفيد منها فى التطبيق، أنا بقى بأشوف التفاصيل عن كل حالة وما استعجلش فى التسمية.

امتثال:  حاضر، أنا إبتديت الكلام إنها كانت شغاله فى مكان معاها واحد صاحبها، وهمّا حوالى صحاب بقالهم سنتين

د.يحيى: زميلها ولاَّ صاحبها؟

امتثال:  هى بتقول إنه صديق

د.يحيى: يعنى شغالة مع زميلها وقامت مصاحباه؟

امتثال:  آه لو حضرتك تقصد كده

د.يحيى: يعنى بيتقابلوا بره الشغل

امتثال:  أنا حأقول أهه، ما هو المشكلة فى ده، أصل هو متزوج أصلا

د.يحيى: كمان؟

امتثال:  أيوه وعنده أولاد، وهى باعداه عن زوجته وأولاده ، وهو على علاقه بأهلها: بوالدها وأخواتها

د.يحيى: والنبى واحدة واحدة أنا مش قادر أتابعك

امتثال:  كانت شايفاه صاحبها

د.يحيى: عنده كام عيل؟

امتثال:  عنده إثنين

د.يحيى: كام ولد وكام بنت؟

امتثال:  ولد وبنت

د.يحيى: عمرهم أد إيه؟

امتثال:  ثلاثه وسنة

د.يحيى: ماشى، مراته بتشتغل؟

امتثال:  آه

د.يحيى: طيب كملى

امتثال:  فى البداية كانت العلاقة عادى، وبعد كده العلاقة إتقوت شوية وبقوا صحاب، وبقت هى بتقرب أكتر وهو بيقرب أكتر وأكتر، هى بتقرب باعتبار إن هما صحاب، وهو بيقرب من ناحية تانية خالص

د.يحيى:  هى الصحوبية اليومين دول بقت كام نوع وكام درجة، أنا آسف أنا مش واخد بالى مش لاحق أتتبع.

امتثال:  هوه بيقرب بس من ناحية الصحوبية أكثر من الزمالة

د.يحيى: الله يخليكى، وهى بتقرب من ناحية إيه؟

امتثال:  مش عارفة

د.يحيى: سامحينى يا بنتى أنا بابذل جهد عشان اتابعك، هيا الصحوبية دى مالهاش اسم تانى

امتثال:  لأه ليها إسم

د.يحيى: حاجة قلة أدب؟

امتثال:  آه حاجة قلة أدب، فهو بيزيد من ناحيه تانية بيسعى لحاجة تانية خالص

د.يحيى: طب وهو ساب الناحية الأولانية

امتثال:  لأّه لغاية يوم 4/10 تقريبا، ده اليوم اللى حصلت فيها المشكلة دى، كان رايح الشغل مضايق تعبان، كانوا فى المكتب لوحدهم، مالـَـك مالـَـك؟ مفيش مش عاوز يلمسها، قامت قالت له طيب خلاص خد راحتك مش عاوزه أضغط عليك، شدّها واعتدى عليها، ده نفس كلامها، هو مش إعتداء جنسى هو حاول بس، هى المحاولة دى أنا حاشرحها لحضرتك بس هى سميتها إعتداء

د.يحيى: إستنِّى بس، هوّا عمل إيه بالظبط؟

امتثال:  شدها وحاول يبوسها غصب عنها

د.يحيى: طيب هما فى مكان عمل، مكان العمل ده كل واحد ليه غرفة؟

امتثال:  آه

د.يحيى: وليه مدير

امتثال:  أيوه هو ليه مكتب وهى ليها مكتب

د.يحيى: مكتب خاص بيها مالهاش زمايل فى المكتب

امتثال:  لأه

د.يحيى: ولا هوّا

امتثال:  آه ولا هوّا

د.يحيى: هو عادة المكتب الخاص ده ما بياخدهوش إلا موظف كبير له مركز كويس، هى عندها كام سنة

امتثال:  25 سنة، بس ماسكة  مركز كويس

د.يحيى: هو أكبر منها، غالبا مادام عنده عيلين

امتثال:  هو 31 سنة

د.يحيى: ولما دخلت عنده كان عشان عمل يعنى؟ حاجات رسمية؟

امتثال:  آه

د.يحيى: راح هوّا قام قفل الباب وراح بايسها، ولا ماقفلش الباب؟

امتثال:  هى اللى دخلت عليه؟

د.يحيى: دخلت عليه وقفلت الباب وراها

امتثال:  آه قفلت الباب

د.يحيى: بالأكـْره ولا بالمفتاح؟ ده كلام مهم يابنتى أنا مش باهزر، طيب واحدة دخلت وقفلت الباب، مش عاوزاه يبوسها ليه، مش برضه يمكن ما دام  شافها قفلت الباب اعتبر إنها كانت فى وضع “ستاند باى”

امتثال:  هى قفلت الباب بس

د.يحيى: طيب وبعدين؟ أنا آسف يا بنتى، أصلك أول مرة تحضرى الإشراف، وهو الإشراف عموما بيدخَّلنا فى تفاصيل بايخة عشان نقدر نتقمص كل الأفراد المشاركين

امتثال:  حاضر حاضر، حاحكى الموقف كله حاضر

د.يحيى: يعنى إزاى واحدة عندها 25 سنة وواحد عنده 30 سنة وبيشتغلوا فى مكان عام ويروح هاجم عليها ويبوسها غصب عنها، فهيّا يا إما لقطة كده بسرعه، قوام قوام، يا إما جرى ومتابعه وكلام من ده، يا إما تواطؤ خفى

امتثال:  هو كان الأداء سريع منه وبعد كده زقـّته وطلعت تجرى

د.يحيى: طيب لحد دلوقتى الحكاية ديه متوقعه ، ولحد دلوقتى ولا “تروما” (صدمة)  ولا نيله، فين “التروما” بقى اللى فيها، عرفتى ليه من الأول أنا نبهتك إنى مابافهمشى “تروما” يعنى إيه

امتثال:  هى مش ديه التروما

د.يحيى: إمال إيه؟

امتثال:  هى قررت خلاص بعد الموقف ده خلاص مش حايبقوا صحاب تانى ومش حايتكلموا تانى

د.يحيى: يعنى هو كان هجوم من غير تمهيد، ولاّ ابتدا كلام وبعدين اتقلب “بوس”، ولا هو إتهور كده على طول

امتثال:  الموقف ده إنها دخلت، وقالت له مالك إنت مضايق من إيه؟، مافيش؟ طيب، خلاص حاسيبك دلوقتى لما تعرف تتكلم تعالى، فقام وحطها وراء الباب وباسها، وبعد كده هى زقته وطلعت بره  وخلاص، بعد كده بقى بعد الموقف ده  اللى باحكيه بأيام: هو استمر يحاول يوصل لها ويكلمها، وهى أخذت إجازه من الشغل مش عاوزه توصل ليه، مش عاوزه تتكلم معاه

د.يحيى: جاتلكك بعد الحادثة ديه بأد إيه

امتثال:  بـ 6 شهور

د.يحيى: يااه!! فات مده يعنى، حصل حاجة فى الست شهور دول؟

امتثال:  حصلت حاجات، هو قعد يحاول جر رجليها لحاجات، وهى بقى خلاص قطعت علاقتها بيه ومش عاوزه تتكلم معاه خالص زى ما يكون عرفت إن هو مش شايفها زى ماهى شايفاه، بعد كده خلصت الأجازة ورجعت تانى الشغل

د.يحيى: بعد 6 شهور

امتثال:  لأه أخذت أجازه أسبوع وهو زى ما يكون رفض يكلمها فى ده وطلب إن هما يبقوا صحاب بس، وإن الكلام ده كله مرفوض، وإنه هو غلطان وحقك ومش حقك ومش حايحصل كده تانى، وأنا مش عارف إزاى ده حصل والكلام ده، وهى قالت له لأه مش حاينفع إنت مش شايفنى بالشكل اللى أنا شايفاك بيه أنا شايفاك صاحب، وإنت مش شايفنى كده، ومراتك صاحبتى أنا خايفة عيالك يتشردوا، وهو فضل وراها يقنعها يقنعها وهى قالت له إيه بعد شهرين خلاص تمام أنا مسامحاك وهو خلاص  راخر اعترف أنها لحظة ضعف مرّت وعدَّت والإنسان بيغلط ومش عارف إيه، ورجعوا صحاب قعدوا كده حوالى 4 شهور وهوا بيحاول إزاى يوقعها ويتصرف تصرفات اللى مش حايسيبها إلا لما يعمل معاها علاقه كاملة، وقالها أنا عاوز يوصل لك إنى مش قادر خلاص أكمّل بعد كده بالشكل ده، أنا عايز شكل تانى، أنا باحبك وعاوزك، قالت له إنت بتحبنى طيب حاتقدر تدينى إيه؟ مفيش حاجة

د.يحيى: مش هى عارفه مراته، طيب ماقالتش له: حاتعمل إيه مع مراتك حاتطلقها وحاتتجوزنى ولا إيه؟

امتثال:  ماهى قالت له كده هو قال لها لأه أنا مش حاطلقها ومش حاينفع تعرف حاجة عن علاقتنا

د.يحيى: يعنى حايتجوزوا عرفى..؟ المهم؟  فين السؤال بعد كل ده، احنا يا بنتى فى الإشراف بعد ما نحكى المعلومات الأساسية، لازم المعالج يطرح على المشرف سؤال محدد فى نقطة بذاتها، نقطة تخصّه أو تخص المريض على مسار العلاج النفسى، مش ده برضه علاج نفسى ولا مسلسل!؟ فين السؤال؟

امتثال:  هى بتقول إنها إتقرفت من ده، وحسـِّت إنها هى مش محترمه نفسها، وبصراحة هى لا شايفة احتياجاتها، ولا عاوزه تعترف إن ديه احتياجات جواها وإنها مش عاوزاها أو “عاوزاها، ومش عاوزاها”: بالشكل ده

د.يحيى: كده قرّبنا من العلاج النفسى، انت بقى موقفك إيه ، هوّا كان فيه حد تانى كان فى حياتها قبل كده؟

امتثال:  أيوه كان فيه تجربة فى حياتها قبل كده إرتباط وكان واضح إن هما كانوا مرتبطين أمام الناس ومستنيين خطوة علشان يتخطبوا وحاجات كده من سنتين، وبعدين ما حصلشى قسمة

د.يحيى: اتفركشت ليه؟

امتثال:  سابها وراح لخطيبته القديمة

د.يحيى: واتكلمتوا فى الموضوع ده كفاية؟

د. امتثال: لاّ

د. يحيى: هى جات ليكى لحد دلوقتى كام مرة؟

امتثال:  4 مرات، أول مرة كانت بتتكلم وماكنتش فاهمة عايزة إيه

د.يحيى: وبعدين حصل إيه؟ احنا هنا فى الإشراف يا بنتى بعد التعرف والحكى بيطرح المعالج على نفسه وعلى مريضه شوية أسئلة أساسية  زى: هيّا جاتلى عاوزه منى إيه؟ وأنا أقدر أقدم لها إيه؟ وأنا عاوز ليها إيه؟ والظروف الواقعية وتركيبتها تسمح بإيه؟ عشان انتِ يا بنتى أول مرة تحضرى معانا الإشراف، ما سمعتيش ده قبل كده، هى أول لما جات ليكى وانتى أتكلمتى قولتى”تروما” باعتبارك متخصصة فى “التروما” زى ما قلتى، وأنا قلت لك إنى مابستعملش الكلمه ديه أوى، وباحاول استعمل أبجدية عادية زى مثلا هى “مجروحة” ولا “زعلانة من الترك” أو حتى: “عاوزه ومش عاوزه” واخده بالك؟ هى جاية أساسا بتشتكى من إيه؟

امتثال:  هى جايه ليا بإحساس بالذنب ناحية مراته، وإحساس بالذنب إنها خانت أبوها، وإحساس بالذنب إنها خانت أمها وحاجات كتير كده.

د.يحيى: واحدة واحدة بس الله يخليكى، فين الذنب؟ هوّا مين اللى يحس بالذنب: زميلها، خلّينا بلاش صاحبها دلوقتى، وهو متزوج وهو اللى هجم وباسها، تقوم هى اللى تحس بالذنب ولاّ هو؟

امتثال:  هى بقى مش شايفة حاجة، هى شايفه إنها زودت فى علاقتها معاه، وده اللى ساعده على إنه يعمل كده

د.يحيى: كده معقول، قوم إيه بقى؟

امتثال:  فهى حاسة بقى إن هى السبب فى إن هو اللى اعتدى عليها، وحاسة بالذنب إن هو استغل الشعور جواها لحاجة تانية

د.يحيى: يبقى انتى ابتدبتى تحطى الاحتمال الغالب بإن هى الل خليته عمل كده

امتثال:  آه

د.يحيى: أهو كده انت ابتديـِت بقى كمعالجة تحطى شوية فروض تعتبر احتمالات، بس هوّا انتى من البداية يعنى عملتى “عقد” معاها إنكم بتعملوا إيه؟ إن العلاج ده وظيفته إيه؟

امتثال:  مش فاهمة! يعنى إيه؟

د.يحيى:  ما هو أى علاقة بتبدئ بعقد حتى لو مش مكتوب أو معلن، يعنى اتفقتوا على إيه بقى؟ هى طالبة منك إيه، وانتى تقدرى تعلمى لها إيه

امتثال: هى عاوزه تبطل تحس بالذنب من ناحية مراته ومن ناحية ربنا ومن ناحية أبوها

د.يحيى: على فكرة الثلاثه دول مش حاجة واحدة برغم إنها وصفتهم كلهم بالشعور بالذنب، يعنى الشعور بالذنب مختلف ناحية ربنا عن الشعور بالذنب ناحية أبوها عن نفس الشعور ناحية مراته، كل ده وصاحبنا خارج برّه لعبة الذنب خالص، أنا مش شايف ذنب  وصل له من أصله

امتثال:  وأنا إيش عرفنى أو عرفها هو شاعر بإيه بعد ده كله، هو دلوقتى مش موجود، مختفى من الصورة تماما

د.يحيى: مش موجود ليه؟ ما هو زميلها، وصاحبها، وجوّاها؟

امتثال:  هو ساب الشغل

د.يحيى: سابه علشان خاطرها ولا سابه كده؟

امتثال:  سابه علشان هى لما رجعت بعد فترة الأجازة خيرتهم فى الشغل يا أنا حاشتغل يا إما هو

د.يحيى: إذن عرفوا فى الشغل اللى حصل

امتثال:  مش قوى، هما عرفوا إن فيه مشكلة مابينهم هما الإثنين، بس مش عارفين نوع المشكلة إيه ومراته اختفت من حياتها ماباقتش تكلمها بشكل يومى زىّ زمان والله أعلم هو وصلـّها إيه؟.

د.يحيى: أنا مش متصور نوع الشغل ده  إيه اللى كل ده يحصل فيه، ويفضل كأنه سر على الجميع كده

امتثال:  هو ده اللى وصلنى منها

د.يحيى: يابنتى أى رئيس لازم يعرف نوع الخلاف اللى فى مؤسسته لمّا يوصل الأمر إن واحد يَمشُّوه من الشغل نتيجة لطلب واحدة أصغر منه كده خبط لزق

امتثال:  هوّا ده اللى وصلنى

د.يحيى: ما علينا كمّلى، بس المشكلة اللى تهمنا هو الصعوبة اللى قابلتك فى العلاج النفسى، مرة ثانية ، أنا آسف، أنا حاكرر: إيه السؤال الموجه لىّ دلوقتى؟ سؤال محدد أخره علامة إستفهام!

امتثال:  أنا إبتديت معاها فى مسألة الصدمة، التروما؟ أعمل إيه؟

د.يحيى: صدمة إيه وتروما إيه؟ هيّا فين الصدمة؟ أنهى فيهم؟

امتثال:  ما هو ده اللى باحاول أوصل له

د.يحيى: يا بنتى إنتى ماحاولتيش فى الأول تشوفى هى دورها إيه فى الحدوتة ديه

امتثال:  ما هو ده اللى ملخبطنى

د.يحيى: من البداية، يعنى قبل الحادثة يعنى فى السنتين الأولين: مش هما كانوا زمايل ومش عارف إيه وبعدين اتقلبت صحوبية وهى عارفه إنه متجوز،وعارفه مراته، وعارفة عياله، إذا ماكنتيش تعرفى الدور اللى هى ماتعرفهوش عن نفسها يبقى المسأله ناقصة كثير

امتثال:  أنا إبتديت معاها فيه فى الجلسة الثالثه إنها تعترف باحتياجها

د.يحيى: بس واحدة واحدة، لازم نحدد احتياجها له هو بالذات، وما هو أى واحدة محتاجه طبعا، لكن بالنسبة لخبرة معينة لازم ندوّر بالراحة على دورها إيه فى ده بالذات، ويجوز الشعور بالذنب كله بيدور حوالين دورها مش نحو ربنا وأبوها وكلام من ده، هى مش قادرة تحترم مشاعرها وتحوّط عليها، تقوم تحطها مرة على ربنا، ومرة على أبوها ومرة على مراته، إيه الكلام ده؟ فين الذنب؟ وبعدين دورها إيه فى الحدث المحدد اللى هى حكته، أنا أحط فرض – مثلا – إنها كانت عاوزاه وعاوز البوسه دى بالذات، وإن مقاومتها لا تدل على إنها مش عايز، ومش برضه هى اعتبرت إن ده عمل خطر وهوّ اللى انت شوفتيه “تروما”!، كانت عاوزه ترجع له ليه بقى، وهو راقد فى الخط حتى مش عاوز يوعدها بجواز عرفى، يبقى هى اللى اترفضت مش اللى رفضت، إذا ربطنا ده مع خبرة فسخ الخطوبة الأولى يتجسد لك أكثر دور العلاج النفسى، إحنا لا بنحقق ولا بنأخذ موقف أخلاقى، ولا بنأخذ موقف دينى علشان مانتهمهاش بحاجة، هى نفسها اللى لازم تحدد دورها واحدة واحدة، عشان تحترم عواطفها مهما ساء توجهها، لأن العواطف مش بتتوجه بزِرّ أو بقرار إرادى

امتثال:  ده صحيح، وهو كمان اختفى من حياتها دلوقتى

د.يحيى: اختفى تماما، ولا بيلعب

امتثال:  آه بس قبل مايختفى خالص حاول يعتدى إعتداء كامل ومش إعتداء زى أول مرة لأه إعتداء كامل

امتثال:  فى المكتب برضه؟

امتثال:  لأه

د.يحيى: أمال كان فين؟

امتثال:  فى بيتها

د.يحيى: راح لها بيتها؟!!

امتثال: أيوه: دخل بيتها

د.يحيى: وفين ماما وعيليتها؟

امتثال:  ماكنش فيه حد ما هو عارف إن فى الوقت ده مفيش حد فى البيت، هو من الطبيعى إن هو بيزورهم فى البيت بس فى وجود أهلها بس المرة ديه ماكانش حد

د.يحيى: إستنى استنى الله يخليكى، الله يسترها معاكى، مش هى عايشه مع أهلها؟

امتثال:  آه عايشه مع أهلها

د.يحيى: إنتى بتقولى إعتدى إعتداء صريح أكثر من البوس والأحضان إيه بقى عمل إيه؟

امتثال:  حاول يقلعها هدومها

د.يحيى: المهم يا بنتى علشان تتعلمى إحنا بنعمل إيه، ويعنى إيه إشراف؟ نرجع نبتدى من السؤال الأول المحدد، هوّا إيه بقى سؤالك؟ السؤال كان إيه كمعالجة، احنا مش بنكتب سيناريو

امتثال:  السؤال هنا بقى كده: أنا عملت 3 مقابلات أول إثنين كانت بتتكلم بتتكلم

د.يحيى: بالذمة ده سؤال؟ ما علينا انتى عرفت كل الحكاوى ديه فى تلات جلسات بس! برافو عليكى!

امتثال:  هما اتنين، الثالثة هى اللى كانت بتستفسر عن دورها، عن إحتياجاتها قبل ما يحصل اللى حصل كان دورها إيه أصلا فى علاقه مدتها سنتين

د.يحيى: برافو عليها، يعنى هيا اللى جرجرتك

امتثال: أيوه

د. يحيى: طيب هل إنتى شخصيا معترفة باحتياجاتك

امتثال:  آه طبعا

د.يحيى: ده صعب جدا اللى بتقوليه ده يابنتى مش ليكى بس ولها، وليَّا، ولأى حد.

امتثال:  بس لما نرجع  لكلامها أنا مش شايفه إن هى اتكلمت عن نفسها وعن إيه اللى عملته فى الناس وربنا، وإزاى ده  يخلى عندها شعور بالذنب

د.يحيى: يابنت الحلال الشعور بالذنب ده ليه تاريخ “فرويدى”، وتاريخ “تطورى” وهو أنا ليّا رأيى إن الشعور بالذنب ده بادئ مع بداية الوعى عند الإنسان، من الخروج من الجنة، الإنسان اثناء تطوره، وهو بينفصل عن الوعى الكلى عشان يبقى فرد متميز، ظهر عنده مثل هذا الشعور، وبعدين أخد أشكال وألوان، إنفصال الإنسان عن الطبيعة ده معاه شعور بالذنب، الوعى بالوعى الشخصى ده شعور بالذنب، كل ده أنا قدمته  مع اللى باقدّمه من أساسيات المدرسة اللى أنا شكلتها، وتكريس الذنب مصاحب باستمرار بالحنين إلى الأصل، بالرجوع عن هذا الانفصال، “كل من انفصل عن أصله يطلب أيام وصله”، ده كلام واحد صوفى إيرانى، أنا آسف عشان التنظير الصعب ده، بس إذا ماكناش نشتغل فى جذور الشعور بالذنب الأساسى ووجوده قبل الحادثة المعينة دى، يجوز المسألة تتسطح منا، نيجى بقى  نشوف الحادثة ديه علشان زى ما قلت لك لازم نفرق بين شعورها بالذنب نحو مراته ومثلا نحو ربنا، وده غير نحو أبوها فلازم تعرفى تركيبتها إيه، وإيه هى منظومة القيم اللى بتخليها تحكم إن ده ذنب، وده مش ذنب، دى جنه، وده نار، إيه منظومة القيم اللى عندها اللى لمّا تتخطّاها تشعر بالذنب، هيّا بتصلّى ولا لأ

امتثال:  آه

د.يحيى: معلش خلىّ دى على جنب دلوقتى، هى حلوة؟

امتثال:  آه

د.يحيى: جذابة؟

امتثال:  آه

د.يحيى: نِغـْشة؟

امتثال:  جدا

د.يحيى: طيب “على البركة”، خلّى بالك منها لحد ما تثق فى نفسها وفى ربنا وتحب نفسها (مش أنانية) والدنيا حاتتصلح واحدة واحدة وانت حاتبقى معالجة أحسن

امتثال:  مش متأكدة، حرمت

د.يحيى: كده من البداية؟ لا يا بنتى أنا مش عارف يا امتثال يمكن أنا زودتها، أنا حاسس إنى أنا أحبطتك

امتثال:  لأه خالص أنا عرفت إن إحنا لسه ما إشتغلناش معاها حاجة خالص، أنا ماكنتش كمان مخططه إنى أنا أقدمها النهاردة

د.يحيى: لأه لأه، دا حقك، طيب فيه أسئلة أبسط من ديه خالص،.. هو أنتى بتحبيها؟

امتثال:  ولا بحبها ولا بكرها

د.يحيى: يبقى علاج نفسى إزاى؟ تبقىِ بنى آدمايه إزاى؟

امتثال:  لأه مش قصدى، يعنى أنا متقبلاها

د.يحيى: لأه يابنتى الألفاظ ديه ليها حساسية خاصة فى العملية العلاجية بالذات

امتثال:  آه باحبها وآه طبعا متقبلاها

د.يحيى: إيه متقبلاها دى، وشوية تقولى أنا أعصر عليها لمونه

امتثال:  لأه مش قصدى، قصدى محترِمة اللى قالته

د.يحيى: الإحترام ده أعلى درجات الحب

امتثال:  طبعا محترماها ومتقبلاها ومحتوياها، كل ده جدا جدا

د.يحيى: ما بلاش جدا جدا من البداية كده، طيب هى بتحبك؟

امتثال:  شافت ده منى، آه حبتنى

د.يحيى: من غير أسباب يابنتى، هى إنسانه طيبة وصغيرة، ومحتاجة، ولازم تصبرى عليها لحد ما تكبر عن كده شويتين، وانتى كمان، وأدى احنا موجودين.

امتثال: وأنا كمان؟

د.يحيى: يعنى!

*****

التعقيب والحوار:

د. رجائى الجميل

من اصعب الاشياء فى العلاقة شديدة التعقيد بين الرجل والمرأة ان يبقى فى حد من الطرفين حى تماما ونابض ويقظ وشاعر بالذنب الحيوى الجميل وبعدين يروح مقابل طرف آخر نذل ووغذ ومعندوش ايتها صلة لا بالحياة ولا بالنبض ولا بالذنب الحيوى الجميل.

فى تجربتى المتواضعة اذا صدق الطرفان تبدأ العلاقة بالشوفان وتنتهى لو فيه معوقات مادية حقيقية . ( دون ان تنتهى كخبرة واطمئنان على وجود كيان مشارك).

وتظل هذه التجارب والشوفان جزء من وقود الحياة الذى يتجدد ابدا.

د. يحيى:

هذا رأى شخصى جيد، لكنه غير قابل للتعميم، ولا هو مرتبط بالحالة مباشرة.

وعموما على المعالج النفسى أن يتدرب على وضع الفروض واختبارها، وعلى تهيئة الطريق لتجدد الحياة باستمرار، وليس فقط للتأويل والتفسير وإصدار الأحكام.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 2-2-2019 www.rakahwy.net

4 تعليقات

  1. صباح الخير يا مولانا:
    المقتطف : الإنسان اثناء تطوره، وهو بينفصل عن الوعى الكلى عشان يبقى فرد متميز، ظهر عنده مثل هذا الشعور،
    التعليق : كأنى وصلنى أن الشعور بالذنب له علاقة بألم الانفصال والخوف من عدم القدرة على العودة للاتصال بالأصل ؟!

  2. شكرا لحضرتك جدا ❤

  3. من اكثر ما يميز هذا العصر تصنيم المعارف

    اللات والعزي المعرفية تكتم الانفاس وتضلل

    المعرفة الخطية هي كل الضلال

    الحضور المتجدد الغيبي المتواري هو وقود مقود كن

    فتح الآفاق يصطدم بمصدات ظن المعرفة

    كن تتحقق بحضور حتمي مستحيل.

  4. ديحيى تحياتى لحضرتك
    البنت عايزه تتعالج من الخيبة اللى هى بكامل ارادتها بتحط نفسها فيها ومش عارفه تتحكم فى عواطفها دى عايزه تتدرب على التفكير العقلاني واضح انها بتعطى عاطفياً وبتعتقد إن اللى قدامها نفس تفكيرها ومشاعرها وشتان بينهما واى تمادى فى علاقة بيكون الطرفين شركاء فيهم ولازم تعرف أن شخصيتها الطبية لايمكن أن ترتبط ابشخص الا رسميا بدون مقدمات منها
    ولكم جزيل الشكر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *