حوار/بريد الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 26-1-2024
السنة السابعة عشر
العدد: 5991
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
الحمد لله من قبل ومن بعد
طلب مـِنَّـا الاستمرار فى محاورته، ومحاورة بعضنا البعض، وها نحن نحاول….
وليكن الاستمرار وسيلتنا إلى العودة…، وهل نملك غير هذا!!؟
*****
د. ماجدة عمارة
التعليق: أزعجنى هذا القول منك يا دكتور محمد، وتساءلت عن مقصدك منه؟ هل تتحدث عن إمكانية المعرفة؟ أم عن العلم والإحاطة، والقطع وادعاء اليقين؟، لأن هناك بالفعل فروض عن السكون وحركة المتناقضات والنسبية والكوانتم ،وهناك نظريات علمية وفلسفية، وباب المعرفة مفتوح، وكل يوم فيه جديد، صحيح دون إحاطة ودون قطع، أو قول فصل، لكن هناك معرفة، وهناك إدراك، قد يتغير ويتبدل، لكنه يظل قائما يضاف إليه وينتقص منه، حتى يبلغ نصاب التغيير، أما نفى القدرة على المعرفة؟! فهذا ما لا أستطيع قبوله، فضلا عن تصوره. وأظن أن كلمات الامام على (والبعض ينسبها لابن عربى) فيها ماهو أبلغ من كلامى حين يقول: دواؤك فيك ولاتشعر، وداؤك منك ولا تبصر، وتحسب نفسك جرم صغير، وفيك انطوى العالم الأكبر
د. محمد الرخاوى:
عزيزتى د. ماجدة… ردِّى كان فى سياق محدد.. ولم أقصد به تعميماً ينفى إمكان التعرف والإدراك قطعاً.. وإنما قصدت تحجيم حماس الزميلة المواظبة سحر أبو النور فى حديثها الذى بدا لى سهلا عن أمور هى غاية البعد عن السهولة…. فإن كنتُ قد تطرفت فى الاتجاه الآخر… فعذرا…
*****
د. ماجدة عمارة
كيف حالك يامولانا:
المقتطف: وسحابٌ داكنْ: يـُغْـرى بِـالمطرِ وبالإظلامْ، فى الأفق تمازجِـتِ الألوان فلاحَ الشطر الأول: ”وحقك أنت المنى والطلب” يــــا مَـوْتـِى لا تأتِ الليلهْ
التعليق: وصلتنى كأنها قصة حياتك، بل قصة الحياة، حياة تدرك واقع الموت فجعلته “أجلا”، أجلا ندركه حين ينكشف الغطاء فيحد البصر ،ويدرك الأفق الغائم، بعد أن منحته ألوانك المفضلة، طبت حيا وميتا، وسلاما لك حتى ينقضىالأجل، ويمتد الوعى إليك …إليه
د. محمد الرخاوى:
ما زلت عاجزاً… (كما أشرت لابن عمى وغيره من قبل) عن التعليق على الشعر… وأغبط قدرتك على التعليق… وأراها جزءً من علاقتك بيحيى الرخاوى يا د.ماجدة… فهنيئاً… ولعلى أتعلم…
*****
د. ماجدة عمارة
كيف حالك يامولانا:
المقتطف: عضو الإحساس الأعمق لا ينمو إلا من غرْز أشواك الطريق… فلا تلم من ظلَّ محمولا على هودج التدليل حتى شاخ، إن هو لم يبلغـــْـه وجودك أصلا
التعليق: طالما تساءلت عن هذا العضو الذى ألمحت إليه كثيرا يا مولانا، والذى أظن أنك تتحدث عنه مجازا، فهو أقرب فى تصورى إلى أن يكون درجة تطور وارتقاء يلزمها وخز أشواق الطريق لتبلغ وعيها، أما عن هودج التدليل، فحدث ولاحرج، ولعلى الآن أرى أشواك الطريق مغروزه فى لحم المحمول على هودج التدليل ،لكنه ينكر الأشواك وينكر لحمه، مكتفيا بالهودج متشبثا به، نعم يا مولانا، كان لقاؤك ركلة للهودج، حركة الشوك ،نضجا للحم على نار آلامه …..
د. محمد الرخاوى:
المسألة هنا أصبحت شديدة الخطورة فى وعيى يا د. ماجدة… أصبحنا نتعامل مع أى شوك بوصفه نقصاً فينا وعيوباً وأخطاءً فى ظروفنا… وأصبحنا نرى الكمال والصواب فى اقتصار الإحساس على السعادة والرفاهية واللذة… أصبحت هذه القيم عامة وسائدة لدرجة الخطر الجسيم… ربنا يستر..
*****
أ. سحر أبو النور
الاستجابة مفادها سمعنا وأطعنا فإن كانت للعلم مجردا كان الشرك بالله ودا له صور كثير خفية تحتاج يقظة و انتباه فملى سبيل المثال علمى بخائص الدواء وفاعليته للداء إذا تجرد ففسق و انفصل عن علمى بأن خالق الداء هو خالق الدواء هو الشافى و ما دونه مجرد أسباب هو ربها وخالقها وحده لا شريك له لصارت الاستجابه لعلم التطبيب شرك وهكذا فى أبسط العلوم و اعقدها ماخفى منها و ما ظهر …..
وفيما صاغه مولانا الحكيم مفتاح اليقظة و الإنتباه
(فلا مانع أن أختبر هنا العلم تجريبا، فإن قرّبنى إليه، فهو علمه وليس علمى، وإن أبعدنى عنه فهو علمى أنا: أعمى به عنه دون أن أدرى، وهو الرب لا شريك له).
ثم بعدها (أنهل من كل العلوم وأنا فى كامل وعيى، لكننى لا “أستجيب” إلا وهو معى إليه).
مولانا الحكيم إن الخطيب واحد هو الذى خاطب مولانا النفرى فكانت “قال لي” وهو الذى خاطبك فكانت ” فقلت لمولانا” تعددت المخاطبات و تعدد المخاطبون والخطيب واحد.
د. محمد الرخاوى:
فعلا كيف تستجيب لعلمك وأنا الرب!؟ أفليس ربك ورب علمك القادر على استبدالك واستبدال علمك ليأتى بأفضل منكما..!؟ أتستجيب للزائل وتترك الباقى سبحانه.!!؟؟
د. ماجدة عمارة
كيف حالك يامولانا:
المقتطف: يا مولانا: أنهل من كل العلوم وأنا فى كامل وعيى، لكننى لا “أستجيب” إلا وهو معى إليه.
أستجيب لما يحيينى ويحييهم “معى” بنا “نَحوه” فهو الرب!! لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ
التعليق: لأول مره أتفق مع د. محمد الرخاوى فى تحفظه على سحب لغة النفرى إلى لغة الرخاوى، لكننى لا أستطيع أيضا أن أنفى تحيزى للغة الرخاوى ،رغم حبى للغة النفرى، وما وجدته فى هذا المقتطف جعلنى أقبل تحيزى ومحبتى لكما معا: مولانا النفرى مولانا الرخاوى، هنا أتعلم: كيف الاستجابة لعلمى، وعلمهم، وأى علم دون شرك، بل وسأظل أبحث عن كل علم يوحدنى فأوحده.. سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله وحده لاشريك له
د. محمد الرخاوى:
شكرا للاتفاق الجزئى د. ماجدة… وشكرا لأمانة تحيزك… والحمد لله حتى يرضى…
*****
2024-01-26