حوار/بريد الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 13-10-2023
السنة السابعة عشر
العدد: 5886
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
الحمد لله من قبل ومن بعد
طلب مـِنَّـا الاستمرار فى محاورته، ومحاورة بعضنا البعض، وها نحن نحاول….
وليكن الاستمرار وسيلتنا إلى العودة…، وهل نملك غير هذا!!؟
*****
د. محمد أحمد الرخاوى
الموضوع اكبر من كدة يا عمنا في تقديري فالحقيبة المليئة بالنقود ترجع الي الرجل الذي عرف بانحرافه. الا تكون هذه هي الدنيا التي يعبدها الكثيرين. ثم الرجل الذي وجدها ولم تغريه ولم تفتنه اودعها عند رجل فقير يعلم انها لن تفتنه ولن تهز له شعرة. وهو الحكيم الناضج الذي يعلم انها من ادوات الفتنة والزغللة وهي الحكمة .
ثم بعد ان ضيعها ( او ضيعته او تفلتت من بين يديه) صاحبنا الاول (الدنيا) اظهرت له الوجه الآخر وهي انها عادت اليه من مدخل آخر وهي انها عادت بعد ان كشفت له انها لا تغر الا من يريد ان يغتر .
وصلني الرجل الفقير انه الزهد الحقيقي والحكمة .
الخلاصة اننا عندنا ثلاثة رجال رموز هنا :-
الرجل الغني المنحرف وهي الدنيا الرجل الذي اودعها عند الرجل الفقير وهي الحكمة والنضوج لانه يعرف انها لا تفتن الا من ينجرف اليها . الرجل الثالث وهي الزهد الافاقة الاخيرة والبكاء هي لاكتشافه جل الحقيقة برؤية اليقين الموت رؤي العين .
هذا اجتهادي .
د. محمد الرخاوى:
إذن؛ فلتسمحا لى بقراءة ثالثة، تتفق مع ابن العم أكثر مما تتفق مع “أصداء الأصداء”.
فما وصلنى هو أن التزام الرجل الفقير بنص القانون، وهو موقف محفوظى بامتياز؛ أتى بما يأت به تدخل الراوى ومخالفته القانون حتى لو حسنت نيته ولم يستفد شخصياً. لقد حكم الراوى على الفاسد حكماً نهائياً بأنه لا يستأهل كنزه، ولم يترك الحكم لله الأعلم بمصائر العباد.
أما الفقير بتركه الحكم لله، فقد راهن على ما يصاحب الكنز من خير، ورهانه أصاب.
ربما تكون حكمة بسيطة لدرجة أن تكون أقل فنية وإبداعاً مما ينتظره يحيى الرخاوى من نجيب محفوظ، ولكن الرخاوى نفسه علمنى أن هذا من حق المبدع تماماً.
*****
د. ماجدة عمارة
المقتطف: (رد د. محمد الرخاوى على مقالة نقلة مع مولانا النفرى: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 8)) نص النفرى – بكل تكثيفه وتركيزه- يحملك دائماً مسؤولية قراءته، هذه حقيقة يحملها كل نص، ولكنها عند النفرى ساطعة وحاسمة وحقيقية وواثقة لدرجة تجعل من أى قراءة شارحة مخاطرة باحتمال الاختزال أو التجني… أو الخيانة، فالتفسير خيانة، والترجمة خيانة،
التعليق: كلامك مقدر ومعتبر يا دكتور محمد ويمكنه أن يمتد عندى إلى نص “الرخاوى” أيضا، وأظن أن كل منهما قد خبأ كلامك هذا بين طيات نصه، ليحسن استقباله وتوصيله أمثالك .
د. محمد الرخاوى:
ربنا يقدرنا … معاً بإذن الله
د. ماجدة عمارة
التعليق: كلامك يا دكتور محمد يبدو بسيط، لكنه موجع جدا، وأنا لم أبرأ بعد من آلام الفقد والافتقاد، أحيانا استحضركم، كأبنائه البيولوجيين، فى وعيى وأتساءل: هل يستطيعون تحمل فراقه؟ فأجد فى حسد دفين بداخلى عزاء يقول لى: لعلهم عاشوا معه ما يكفيهم منه، أما أنتى يا مسكينة فقد غمستى فى بحره، وخرجتى مبللة بقطرات منه، قطرات توجع القلب ولا ترويه… لكن الحمد لله من قطراته تعلمت الرضى والقبول، رغم ما ينقصنى من التحمل والصبر، لكن حنعمل ايه: آدى الله، وآدى حكمته…. يارب تكسبوا الرهان يا دكتور محمد يارب
د. محمد الرخاوى:
ثانى .. يعنى مرة أخرى … ربنا يقدَّرنا … معاً بإذن الله
د. محمد أحمد الرخاوى
المقتطف: (رد د.محمد الرخاوى على مقالة ثلاثة دواوين (1981 -2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب” قصيدة: “بين البقايا والأمل“) أما بعيداً عن التصنيف الأدبى لهذا النص يا ابن عمي، فربما تكون فرصة لأعلن لك موقفى من نوعية من نصوصك التى أراها غاضبة وأحياناً متشائمة… أنا لا أريد أن أستسلم لها، حتى لو كنت أتعامى، فالغيب الذى لا يعلمه إلا الله الذى سيَّر العالم حتى لحظتنا هذه… لا يسمح لى بهذه الدرجة من حدة الرؤية… أو من الثقة فى حدة الرؤية….
التعليق: لا اعتبر ان هذه حدة رؤية . ولا حتي ثقة في حدة الرؤية . يا ابو حميد.
كتبت ان هذا النص (تناص) علي قصيدة عمنا
لو تقرأ القصيدة مرة أخري تجد اني كتبت فيها “لن تعدم الحياة”
فمن اين الغضب او التشاؤم .
انا اقرأ واقع ولا اسمح لنفسي برفاهية التشاؤم او اليأس.
ولكني اتساءل عن مسيرة هذا الكائن البشري بالطريقة التي يعيش بها .
رب البشر ومبدع الكون الذي بيده مقاليد كل شيء هو الذي يدبر الامر .
اذكرك بالقلق الازلي الذي كان يعيشه عمي من احتمال الانقراض .
وادعو الله ان يتولاني ويتولي كل من كان له قلب او القي السمع وهو شهيد.
وها انا اهديك قصيدة اخري لعلك تري فيها موقفي الوجودي الحتمي
ها هي :-
لغات الحضور
يتصاعد شعاع
يغلفه قيود
لا يطفيء وهجه
ولا يفلت
الا بفتح القيود
من وراء ظاهر
وعي ابلج
يحاول ان يصيغ لغة
لا توجد
لا الشعاع ينطفيء
ولا القيود تسمح
يخرج كائن آخر
يبتسم مطمئنا من وراء
الشعاع
ومن وراء القيود
يتساءل هلا عرفتي
تجاوب دون اجابه
ثم تغوص
في انتظار ايقاع جديد
يتولد من وراء ظهر
بل ظاهر
ظن المعرفه
تدرك
ان الادراك
يتولد
في كمون الخلود
كتابا موقوتا
ترضي
يرضي
دون نبس حرف
ولكن بحضور
اعشي
يظلل كل نبضة
يعجز بعجز
لغات الحضور.
د. محمد الرخاوى:
سأسمح لنفسى هذه المرة بالاكتفاء بالدعاء لك وله، وربما كانت علاقتى بالشعر خاصة وراء هذا العفو الذى أمنحه لنفسىِ.
*****
د. محمد أحمد الرخاوى
المقتطف: يا عبد علامة معرفتى فى البلاء أن أجعله سبباً لعلم.
التعليق: أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ المؤمن يحب البلاء ولا يطلبه هو طريق اليه . وهو طريق الي العلم به. يا ايها الانسان انك كادح الي ربك كدحا فملاقيه.
د. محمد الرخاوى:
يا خفىَّ الألطاف نجَّنا مما نخاف
د. ماجدة عمارة
المقتطف: …..وما لم نقوَ بكل هذا ونتعلم منه، لو اكتفينا بالشكوى أو النعابة، فنحن أبعد عن خبرة القرب منه، لنتعرف عليه أكثر: ونحن نتعلم ونمارس الصبر، والقرب والسعى كدحا لنلاقيه.
التعليق: مولانا النفرى مولانا الرخاوى: وصلنى منكما معا: معرفة، وعى، ألم، صبر، كبران، قرب …وصل فأضاء بداخلى حبا لا أعرف مداه، ولا أفهم كيف اجتمع كل هذا لينضوى فيه …..
د. محمد الرخاوى:
يا لها من كلمات لا أقوى على استعمالها بشجاعتك هذه يا د. ماجدة
أ. سحر أبو النور
مولانا الحكيم حبيت وحسيت قولك فى البلاء أنه بعض قضاء الله و قدره يذكرنا بحقنا عنده فى اللطف والعفو والرحمة واستحضرت بيت الشعر انا مخطىء أنا مذنب أنا عاصي …. هو راحم هو غافر هو كافي قابلتهن ثلاثة بثلاث و لتغلبن اوصافه اوصافي وفى نص مخاطبة مولانا النفري استحضرت حكمة ابن عطاء الله “ليخفف ألم البلاء عنك علمك أن الله هو المبلي” و”العارف لا يزول اضطراره و لا يكون مع غير الله قراره و لا استقراره ” و كأن كل من هذا و ذاك حبات من مسبحة تجمع و تلضم
د. محمد الرخاوى:
تعليقك يا سحر جعلنى أستحضر ما نبهنى له أحد الأصدقاء (حافظ عزيز) حين حدثته عن عذاب المدمنين فى المراحل المتقدمة للإدمان، وكيف أنه يكون مهماً (يكاد يكون ضرورياُ فى نظر البعض) ليتمكنوا من اتخاذ القرار أن “كَفَىِ”؛ فما دام لم يشعر المدمن بالعذاب/البلاء الذى يعيشه (يسمونه القاع) ربما لن يتوقف أبداً.
عندها نبَّهنى صديقى أن الفعل عذَّب يتضمن أيضاً المعنى “جعله عذباً” وكأن البلاء والألم يمكن أن يكونا معبراً لتغيرات إيجابية تجعل عيشة الإنسان أكثر عذوبة. لعلّى لم أشطح كثيراً.
*****
2023-10-13