الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 6-10-2023

السنة السابعة عشر

العدد: 5879

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

الحمد لله من قبل ومن بعد

طلب مـِنَّـا الاستمرار فى محاورته، ومحاورة بعضنا البعض، وها نحن نحاول….

وليكن الاستمرار وسيلتنا إلى العودة…، وهل نملك غير هذا!!؟

*****

“فقه العلاقات البشرية”(3) عبر ديوان “أغوار النفس” الكتاب الثالث: “قراءة فى عيون الناس” اللوحة الخامسة عشرة “يا ترى

د. محمد أحمد الرخاوى

العلاقات الانسانية – اللى المفروض انها تبقى موضوعية – ودة فى شبه استحالة زى ما عمنا قال لنا وفكرنا. شديدة التعقيد. وشديدة الحتمية.

عبر سنين طويلة من تجارب مختلفة شديدة العمق وشديدة التحدى وصلت فعلا انه التحدى الاساسى هو فرق النضوج والوعى ومحاولة الصدق وليس الصدق نفسه طول الوقت .

ومش بس كدة ودة الاخطر انه كلما رقت اغشية الدفاعات وشف الداخل واعلن احتياجه دون اعلان يبدأ التحدى .

فى كثير من الاحيان او قل فى اغلب الاحيان يتوقف احد الطرفين عند مرحلة معينة من التطور او من النضوج اما لعدم القدرة على التعرية المستمرة او اما – وهو الغالب – ان الاستمرار بهذا الوجود الذى احب ان اسميه الوجود النمائى المتطور الذى لا يهمد شديد الندرة .

ومن يتوقف او تتوقف لا تتحمل الرؤية اساسا ولا الصحبة المواجهة .

ولكن يحضرنى هنا نوع من الوجود صادفته – وما زلت – هو هذا الوجود الذى يفرض حضوره الحيوى ولا يعرف هو شخصيا ابجدياته . ولا يستطيع ان يتحمل ان ينطفئ او حتى يموت .

هو وجود شديد الندرة ولكنه موجود. وفى كثير من الاحيان يدغدغنى بمدى قداسة وروع هذا الكائن الحى -الانسان-.

فى الغالب حسب ابجديات الطب النفسى التطورى هذا الوجود مريض بالمعنى الكلاسيكى ولكن كم من مريض يعلن بوجوده ،،، الوجود الآخر الحتمى الحيوى لكيف يحاول الانسان ان يتلمس كل المعنى لوجوده او لحضوره طول الوقت.

د. محمد الرخاوى:

هذه المنطقة واسعة جداً، وزحمة جداً، وصعبة جداً… وأنت أيضاً زحمتها يا ابن عمى، لذا سأكتفى بصمت لا أعرف إن كان دائماً أم مؤقتاً…

أ. سحر أبو النور

أعتقد أن الرؤية الموضوعية الخالصة من شوائب الذاتية مستحيلة لأن هذه الموضوعية الخالصة – والتى أعتقد أنها من الأمانة- التى وافق الإنسان على حملها دون أن يدرى أنه ظلوما جهولا، و وعى الإنسان أن سعيه مخلصا لحمل الأمانة بحقها يتطلب منه سعيا إلى الحق ليتطهر من الظلم، و سعيا إلى المعرفة تطهرا من الجهل يقربه من الموضوعية ويبقى الفلاح فى الاقتراب و ليس الوصول لأن الوصول إلى مطلق العدل والمعرفة ومن ثم إلى الموضوعية لا يتسنى للإنسان بدليل قوله سبحانه وهو مطلق الحق والعلم عن الإنسان “أنه كان ظلوما جهولا ” رحلة الاقتراب هذه هى رحلة نضج و تزكية سعيا معا إليه …..

و يبقى مدد من فتوح الله دوما فى إرث علمك يا مولانا الحكيم نور على الطريق

د. محمد الرخاوى:

يا جماعة أنتم تتكلمون كلاماً ثقيلاً (ذا وزن… وصعباً طبعاً) فى منطقة ثقيلة، يا ريت تنظرى فى ردى السابق على ابن عمى يا سحر…

*****

ثلاثة دواوين (1981 -2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب” قصيدة: “بين البقايا والأمل”

د. محمد أحمد الرخاوى

وجدت هذه الكلمات بين اوراقى . لا ادرى ان كان هذا شعر ام ماذا . فانا لست شاعرا . ولن اكون . كتبتنى هذه الكلمات . ووجدتها تناص على قصيدة اليوم لعمنا . يرحمه ويرحمنا الله .

التخثر تتقاطر نقاط السم

من مسام مسوخ البشر

يرتدون حلى عصرية

تزدان بكل ما يغلق

احتمال الحياة

يخلدوا الى ما يشبه النوم

فى أحضان الحاسبات

التى تحسب

عدد فقاعات الحياة

التى لا بد ان تقفأ!!!

تلف سواقى الثيران

الى مصير مجهول

يحكموا رباط الغمامة

تشرئب روح مزهوقة

تحاول أن تتنفس

لا حياة لمن تنادي

يتلعثم مدعو التحرر

فى بالوعات انفصامية

دفاعا عن صنم محدث

لات وعزى العصر

يلقوا بانفسهم رفاتا

الى ما يشبه البشر

يطلقوا اللحي

ترمز الى صكوك غفران

لم يؤتوا مفاتيحها

يغلقوا آفاق أكوان

لا تغلق

يظنون احتكار جنان

هى ملك لخالقها

لماذا النكوص؟؟؟

ألأنه الفشل

خلقنا لنعرف

لنرقي

لنحيا بشر

وأدنا احتمال الحياة

كى نموت

لا بل لنعدم الحياة

لن تعدم الحياة

جموع البشر

تفرقوا

الى ما ينهى البشر

محمد احمد الرخاوى 20/12/2014

د. محمد الرخاوى:

هو ليس شعراً، كما أنه ليس ليس شعراً،

أما بعيداً عن التصنيف الأدبى لهذا النص يا ابن عمي، فربما تكون فرصة لأعلن لك موقفى من نوعية من نصوصك التى أراها غاضبة وأحياناً متشائمة… أنا لا أريد أن أستسلم لها، حتى لو كنت أتعامى، فالغيب الذى لا يعلمه إلا الله الذى سيَّر العالم حتى لحظتنا هذه… لا يسمح لى بهذه الدرجة من حدة الرؤية… أو من الثقة فى حدة الرؤية….

*****

مقتطف (164) من كتاب “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب) الفصل الخامس: (من 543 إلى 718) عن: العدل والأخلاق وحمل الأمانة والبصيرة، والموت، والإحساس (وأشياء أخرى)

أ. ميادة سمير

يا الله فى وقتها تمام …

الذكر الذى استدعاه النص عندى :

“إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا”

د. محمد الرخاوى:

اللهم آمين

د. ماجدة عمارة

المقتطف: لا تقل شيئا وسوف تتحمل مسئوليتهم جميعا فيك وخارجك معا دون تناقض لتكون “أنت” دون أن تلفظ بكلمة، أو تحتاج إلى أسماء.

التعليق: نعم يا مولانا، وصلتنى وقبلتها، جزاك الله عنى خير الجزاء، وربنا يعيننى وأقدر أوصلها لهم

د. محمد الرخاوى:

حابب أصدقك يا د. ماجدة، وأراهن عليك، كما صدق هو فيك أشياء..وراهن عليها…

د. ماجدة عمارة

المقتطف: إذا لم تكن أهلا لحملها، فأنْزِلها وتراجعْ، وكل الأنعام من خلق الله.

التعليق: أتراجع إلى أين يا مولانا؟ إلى الجنون؟ مرة أخرى أتساءل عن مذهبك فى اختيار الجنون، هل يعفينى من المسئولية، هل يرفع عنى حمل الأمانة؟ أشك فى ذلك، أو ليس هذا القول نفسه من “حكمة المجانين”؟!

د. محمد الرخاوى:

هو أبداً لم يعف أى مجنون ولا أى عاقل من أى مسؤولية…. وأنت عارف

د. ماجدة عمارة

المقتطف: ظلمتَ نفسك بأن حملتَ أمانة الوعى، ومِنْ ثـَمَّ: مسئولية الاختيار، فارفع الظلم بأن تحسن استعمالهما

التعليق: يااااه يا مولانا ، وكأننى أراها الآن واضحة أمام عينى، كأنى لأول مره أرى هم وجودى الذى أحمله فوق ظهرى دون أن أعرفه، ولا أراه، أهكذا يكون “الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ”؟! كأن الحكاية كلها فى إحسان حمل أمانة الوعى التى حملتنا مسئولية الاختيار ؟! يارب عيننا وقوينا

د. محمد الرخاوى:

أشك طبعاً أن تكون أول مرة… إن هى إلا تذكرة…

*****

نقلة مع مولانا النفرى:كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 8)

أ. سحر أبو النور

مولانا الحكيم أتفق معك فى رؤيتك للطبع بأنه ما خلقنا الله به فى أحسن تقويم وعليه يكون اتساق مخالفة الهوى لا محالفته إذا كانت الواو للجمع بينهما (ما جرى به الطبع و مخالفة الهوى) ففى ذاك يوجد هذا وأسمح لى مولانا الحكيم بشىء من شجاعة الاجتهاد فى حضرة العلماء والنظر الى الكلمة على أنها محالفة الهوى إذا أخذناها محالفة لصار دور الواو هنا وضع “الطبع” فى مقابلة التضاد مع “محالفة الهوى” كما يقال انظر إلى الجمال و القبح، انظر إلى ما جرى به الطبع و أنظر إلى محالفة الهوى ورؤيتك قبح المعصية فى هذا يظهر جمال الطاعة فى ذاك ف بضدها تعرف الأشياء ……..

د. محمد الرخاوى:

أرجو قراءة تعليقى الأخير فى نهاية الحوار

د. ماجدة عمارة

وحشتنى يامولانا:

المقتطف: وحالفه الهوى .. وخالفه الهوى

التعليق: لا أختلف معك فيما قلته يا مولانا عن الهامش الذى ارتضيته أن تكون العبارة “وخالفه الهوى”، لكننى أيضا أقبل المتن الذى يقول: وحالفه الهوى، قبلته من منظور العاشق الذى يوافق هواه هوى معشوقه، فرأيت أن طبعى كان هواه، وحين يوافق هوايا هواه، يحالف هوايا طبعى، وهنا اكتشف قبح المعصية، أما حين يخالف الهوى الطبع فهو يزين المعصية ولا يقبحها ….لكننى فى النهاية أقبلها رغم التناقض، وأظن أن الأقرب إلى عبارة مولانا النفرى هو “حالفه”.

د. محمد الرخاوى:

أرجو قراءة تعليقى الأخير فى نهاية الحوار

د. محمد أحمد الرخاوى

للمرة الثانية يا عمنا اقرأ المقتطف قراءة اخري.

فعندى ان قبح المعصية يصل إلى أعلى درجاته عندما يتحول صاحب المعصية من كثرة المعاصى واستسهالها ان يتحول الى طبع والعياذ بالله وهنا يحالفه الهوى .

فاقرأها “انظر الى قبح المعصية فهو ما جرى به الطبع (بعد ان اصبح طبع ) وبالتالى حالفه الهوي

وقد يكون هذا مطابقا لقوله تعالي” فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155) فاقرأها طبع الله عليها وكأنها اصبحت جزء من الطبع ولذلك فالمعصية شديدة القبح .

فالنفس اللوامة لا تتطبع بل هى فى كدح طول الوقت. ما لم يحالفها الهوى  والله اعلم .

طبعا لا ادرى اذا كان من يكتب الهوامش يصحح المتن ؟؟ ام ماذا والله والنفرى اعلم طبعا.

د. محمد الرخاوى:

الأعزاء الثلاثة: أ. سحر أبو النور، د. ماجدة عمارة، أخى وابن عمى د. محمد أحمد الرخاوى…. سعدت بشجاعة وصلتنى من تعليقاتكم، وآنستني، فلطالما تحفظت على إدراج يحيى الرخاوى لنصوص النفرى فى منظومة الرخاوى المفاهيمية للتلقى والإدراك…

الأمر الثانى الذى سعدت به… هو فرصتى لقول موقفى من هوامش النسخة التى حققها آرثر آربرى للمواقف والمخاطبات… وهى الهوامش التى تشير إلى مراجعاته للنسخ المتوافرة فى عدد من المكتبات العالمية الرصينة… وهى ما استغاث به يحيى الرخاوى ليتمكن من إعادة تأويل هذه المخاطبة. أما موقفى فهو أننى قررت أن أتجاهل تلك الهوامش مهما بدا نص المتن غامضاً… الأهم من كل هذا هو أن سبب قرارى بالتجاهل هو أن نص النفرى – بكل تكثيفه وتركيزه- يحملك دائماً مسؤولية قراءته، هذه حقيقة يحملها كل نص، ولكنها عند النفرى ساطعة وحاسمة وحقيقية وواثقة لدرجة تجعل من أى قراءة شارحة مخاطرة باحتمال الاختزال أو التجني… أو الخيانة، فالتفسير خيانة، والترجمة خيانة، بل حتى تحقيق آرثر آربرى لا يخلو من خيانة…. حتى ولو كانت خيانات ضرورية….

*****

3 تعليقات

  1. المقتطف :-

    أما بعيداً عن التصنيف الأدبى لهذا النص يا ابن عمي، فربما تكون فرصة لأعلن لك موقفى من نوعية من نصوصك التى أراها غاضبة وأحياناً متشائمة… أنا لا أريد أن أستسلم لها، حتى لو كنت أتعامى، فالغيب الذى لا يعلمه إلا الله الذى سيَّر العالم حتى لحظتنا هذه… لا يسمح لى بهذه الدرجة من حدة الرؤية… أو من الثقة فى حدة الرؤية….

    التعليق :-
    لا اعتبر ان هذه حدة رؤية . ولا حتي ثقة في حدة الرؤية . يا ابو حميد.

    كتبت ان هذا النص ( تناص) علي قصيدة عمنا
    لو تقرأ القصيدة مرة أخري تجد اني كتبت فيها “” لن تعدم الحياة “”
    فمن اين الغضب او التشاؤم .
    انا اقرأ واقع ولا اسمح لنفسي برفاهية التشاؤم او اليأس.
    ولكني اتساءل عن مسيرة هذا الكائن البشري بالطريقة التي يعيش بها .
    رب البشر ومبدع الكون الذي بيده مقاليد كل شيء هو الذي يدبر الامر .
    اذكرك بالقلق الازلي الذي كان يعيشه عمي من احتمال الانقراض .
    وادعو الله ان يتولاني ويتولي كل من كان له قلب او القي السمع وهو شهيد.

    وها انا اهديك قصيدة اخري لعلك تري فيها موقفي الوجودي الحتمي

    ها هي :-

    لغات الحضور

    يتصاعد شعاع
    يغلفه قيود
    لا يطفيء وهجه
    ولا يفلت
    الا بفتح القيود
    من وراء ظاهر
    وعي ابلج

    يحاول ان يصيغ لغة
    لا توجد
    لا الشعاع ينطفيء
    ولا القيود تسمح
    يخرج كائن آخر
    يبتسم مطمئنا من وراء
    الشعاع
    ومن وراء القيود
    يتساءل هلا عرفتي
    تجاوب دون اجابه
    ثم تغوص
    في انتظار ايقاع جديد
    يتولد من وراء ظهر
    بل ظاهر
    ظن المعرفه

    تدرك
    ان الادراك
    يتولد
    في كمون الخلود
    كتابا موقوتا
    ترضي
    يرضي
    دون نبس حرف
    ولكن بحضور
    اعشي
    يظلل كل نبضة
    يعجز بعجز
    لغات الحضور.

  2. المقتطف : حابب أصدقك يا د. ماجدة، وأراهن عليك، كما صدق هو فيك أشياء..وراهن عليها
    التعليق : كلامك يا دكتور محمد يبدو بسيط ،لكنه موجع جدا ،وأنا لم أبرأ بعد من آلام الفقد والافتقاد ،أحيانا استحضركم ،كأبنائه البيولوجيين ،فى وعيى وأتساءل : هل يستطيعون تحمل فراقه ؟ فأجد فى حسد دفين بداخلى عزاء يقول لى : لعلهم عاشوا معه ما يكفيهم منه ،أما أنتى يا مسكينة فقد غمستى فى بحره ،وخرجتى مبللة بقطرات منه ،قطرات توجع القلب ولا ترويه … لكن الحمد لله من قطراته تعلمت الرضى والقبول ،رغم ما ينقصنى من التحمل والصبر ،لكن حنعمل ايه : آدى الله ،وآدى حكمته ….يارب تكسبوا الرهان يا دكتور محمد يارب

  3. المقتطف : نص النفرى – بكل تكثيفه وتركيزه- يحملك دائماً مسؤولية قراءته، هذه حقيقة يحملها كل نص، ولكنها عند النفرى ساطعة وحاسمة وحقيقية وواثقة لدرجة تجعل من أى قراءة شارحة مخاطرة باحتمال الاختزال أو التجني… أو الخيانة، فالتفسير خيانة، والترجمة خيانة،
    التعليق : كلامك مقدر ومعتبر يا دكتور محمد ويمكنه أن يمتد عندى إلى نص ” الرخاوى ” أيضا ،وأظن أن كل منهما قد خبأ كلامك هذا بين طيات نصه ،ليحسن استقباله وتوصيله أمثالك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *