الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 10-2-2023

السنة السادسة عشر

العدد: 5641

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

الحمد لله من قبل ومن بعد

كتبنا عنه (أى بدلاً منه) لأننا كنا ننتظر عودته. أما وقد استعاده ربه وربنا، فلا أحد من حقه أن يكتب بدلاً منه اليوم. لكنه طلب منّا الاستمرار فيما بدأه، لقد دعانا أن يستمر الحوار بيننا حتى لو لم يحاورنا بنفسه، كما تمنى أن تستمر نشرته أيضاً ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً. اللهم وفقنا فى تحقيق ما كان يأمل، أو بعضه.

                                                          *****

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (111) الفصل‏ ‏الثانى: ‏فى ‏مقام‏ ‏الحيرة‏، ‏والدنيا‏ ‏تضرب‏ ‏تقلب‏

د. محمد أحمد الرخاوى

الوعى بالموت هو الوعى بحتم النقلة الى وعى اكبر كونى كما ذكرنا عمنا .

حضور الموت فى الوعى قد يكون أمل شديد الدلالة ولكن من يستطع ان يعيش هذا الوعى طول الوقت.

ولذلك كان يطارد هذا الوعى نجيب محفوظ .

اذا لم تستطع ان يتساوى عندك الموت كوعى حتمى ،،، بمرادفه حتم الكدح بالحياة الى سبر غور كل المجهول — الغيب الحاضر — فانت لم تخطو اى خطوة منذ خرجت من بطن امك. الموت متصل بالحياة حتما .

“هو الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا. “

خلق الموت كما خلق الحياة .

يا لروع المحنة والمنحة.

د. محمد الرخاوى:

يذكر فى كل هذا بما أشرت إليه يوماً، من أن خبرات الاقتراب من الموت (حادث سيارة – زلزال – …الخ) كثيراً ما تحفز الوعى بالحياة، وفى صورة فائقة، فعند خروجى من حادث انقلاب متعدد لسيارتى، خرجت منها وأنا في حالة من الانتباه والحيوية والوعى بالحياة نادراً ما أخبرها. ما أريد قوله إذن إن الوعى بالموت قائم كوجه آخر للوعى بالحياة، طول الوقت، فى كل لحظة، وإنما العادة والغفلة يغطيان عليهما معاً أغلب الوقت.

*****

مقتطف (129) من كتاب “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب) الفصل الرابع: (من 399 إلى 542) المزيد عن الحرية والجنون (وأشياء أخرى)

أ. سحر أبو النور

المقتطف: أذا كنت قد أحسنت الاستعداد، فسوف تجد فى نقلة الموت حرية لها طعم آخر

التعليق: مولانا الحكيم إن شاءالله يطيب لك طعم الحرية الآن فى نقلة حياتك فقد أحسنت الاستعداد بإحسان السعى والكدح معهم إليه ……

رغم حضورك الذى لا يغيب إلا أنى افتقد وجودى معك

د. محمد الرخاوى:

وأنا أيضا – والله العظيم  – يا سحر، البقاء لله وحده

*****

ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الثانى: “شظايا المرايا” قصيدة  “مقصلة الشعر”

د. محمد أحمد الرخاوى

يتخلق فى بحار عميقة  ……   يجد نفسه فيها

يبحث عن أصله  ……   عن وصله

ينظر حوله  ……   لا يجد الإجابة

يستبصر  ……   تفتح كوة

يعرف منها  ……   طريق الصراط

يمشى غريبا  ……   وحيدا

يكابد صراطا يتلولب  ……   كى يستقيم اليه  ……   فى اتجاه واحد

اتجاه الكوة  ……   يمضى عنيدا  ……   يجد أغلبهم يدورون

على  ……   شواطئ  ……   تطمس على أعينهم

فلا يستطيعون مضيا  ……   ولا يرجعون..  ……   يدرك مأساة الوجود

لا يستطيعون حيلة  ……   ولا يهتدون سبيلا

لا يركبون البحر  ……   من يركب البحر  ……   لا يخشى من الغرق

البحر هو السبيل  ……   هو الصراط  ……   هو العقبة  ……   وفى أعماقه

أسرار الوجود  ……   من يصر على الشواطئ

ستذروه الرياحولن يكون  ……   وليدفع ثمن اختياره  ……   عدم اختياره.

د. محمد الرخاوى:

نعم يابن عمى .. أشعرنى كلامك بالاتجاه نفسه فعلاً.

*****

نقلة مع مولانا النفرى في: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 1):

واستلهم مولانا النفرى أنه خاطبه قائلاً:

يا عبد اعرف من أنت يكن أثبت لقدمك

                          ويكن أسكن لقلبك.

د. محمد أحمد الرخاوى

معرفتى بنفسى هى وميض يظهر حين يرضى الله ان أعرفه فى نفسى كدحا اليه.

حضور الله فى الادراك وفى الوعى هو ما يعرفنى بنفسى وما خلقت له لاعرف نفسى فأعرفه.

ويبقى التحدى وهو الثبات ومواصلة السعى الكدح دون توقف. “أن تزل قدم بعد ثبوتها “.

د. محمد الرخاوى:

وصلنى من هذا التعبير “اعرف من أنت” للنفرى؛ أنه يقصد إِعرف ماذا تريد، وماذا تختار، وليس بالضبط اعرف من أنت،

هذا والله أعلم.

*****

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *