الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الثانى: “شظايا المرايا” قصيدة “مقصلة الشعر”

ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الثانى: “شظايا المرايا” قصيدة “مقصلة الشعر”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 5-2-2023

السنة السادسة عشر

العدد: 5636

  ثلاثة دواوين (1981 -2008)

الديوان الثانى: “شظايا المرايا [1]

مقصلة الشعر [2] [3] 

والوشم‏ ‏حبّاتُ‏ ‏الزبيبِ ‏والعرقْ، ‏

حلمات‏ ‏أثداءِ‏ ‏الأمومةِ‏ ‏والطبيعةِ‏ ‏والشبقْ‏.‏

والليل‏ ‏يشرق‏ ‏ساطعاً‏ ‏من‏ ‏وجه‏ ‏عملاقٍ‏ ‏رقيقْ،‏

حَمَلَ‏ ‏البدايةَ ‏والمصيرْ،‏

‏ ‏فتُـطلّ ‏من‏ ‏عَينْيهِ ‏أحداثُ‏ ‏الليالى ‏الصامتةْ‏،‏

قامت‏ ‏تمطّـت‏ ‏بعد‏ ‏دهرٍ ‏ثائرٍ‏،‏

فى ‏الكهف‏ ‏سرُّ‏ ‏الكونِ‏ ‏والبعث‏ ‏الجديدْ،‏

رحـِمُ ‏الحقيقِة‏ ‏والأجــنّــةُ‏ ‏كامنهْ‏،‏

‏ ‏فى ‏البذِر‏ ‏تنتظرُ‏ ‏المطرْ.‏

‏-2-‏

يــا‏ ‏ابن‏ ‏أمّ:‏

كيف‏ ‏السبيلُ‏ ‏إلى ‏المياهِ ‏الغائرهْ؟‏ ‏تروى ‏القبورْ‏؟‏ ‏

                                 من‏ ‏بعد‏ ‏ما‏ ‏مات‏ ‏الخلودْ؟

والعين‏ ‏أطْفَأَهَا‏ ‏رماد‏ ‏الجرى ‏فى ‏غَيْرِ‏ ‏المحاجرْ، ‏

والقلب‏ ‏منقوع‏ ‏السآمهْ‏؟

‏-3-‏

‏ ‏أصدرتُ‏ ‏أمراً ‏غائما‏ ‏من‏ ‏فوق‏ ‏قمّة‏ ‏الهرمْ‏، ‏

من‏ ‏مخبإ ‏الصممْ:‏

يا‏ ‏لمعة‏ ‏الحذاء‏ ‏فى ‏حفل‏ ‏المساء‏،‏

ما‏ ‏بين‏ ‏سادةِ‏ ‏عجمْ‏. ‏

فــَـضّ‏ ‏الغطاءَ ‏وابتسمْ، ‏

فمضى ‏الشعاعُ ‏السيفُ‏ ‏يخترقُ‏ ‏المدَى‏…،‏

‏ ‏فأُثيرُها‏ ‏ظلماءَ‏ ‏عاصفهْ‏، ‏

تجلـــو‏ ‏الملاِمحَ ‏فى ‏غَيَاباتِ ‏الحَزَنْ

‏-4- ‏

وغرقتُ ‏فى ‏سحب‏ ‏الدخان‏ ‏والشواءِ‏ ‏والشرابِ ‏والعـَدَمْ. ‏

فرأيته‏ ‏شطراً ‏من‏ ‏الشعر‏ ‏انـْتـَظـَمْ، ‏

‏صيـّرته‏ ‏رمزا‏ ‏قتيلا‏ ‏بين‏ ‏أصداء‏ ‏النغم‏.‏

حرفا‏ ‏تقلّب‏ ‏دَامـِـيـًـا‏ ‏من‏ ‏وخز‏ ‏هزات‏ ‏القلم‏

ليحل شعرا راقصا مِنْ وحـْىِ زخات الألم

***

نادى ‏الخليفة‏ ‏حاجبهْ‏،‏

دخل‏ ‏النديم‏ ‏مُهلـِّلاً

قرأ‏ ‏القصيدة‏ ‏فانتشى‏،‏

قد‏ ‏راق‏ ‏مولانا‏ ‏الغناء‏.‏

الخرطوم: 18/1/1981

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى: ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”، الديوان الثانى: “شظايا المرايا”، الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”. منشورات جمعية الطب النفسى التطورى. (2018)

[2]  – قصيدة “مقصلة الشعر” من الديوان الثانى: “شظايا المرايا” (ص 139)

[3]  – الخرطوم، ‏مهداة‏ ‏إلى ‏ماسح‏ ‏أحذية‏ ‏فى فندق نجومىّ بالخرطوم‏، ‏من‏ ‏قبيلة‏ ‏البوير‏، لعل طوله كان أكثر من مترين، نحيف بالغ السواد البراق، ‏لا‏ ‏يتكلّم‏ ‏إلا‏ ‏لغته‏ ‏القبلية‏.

 

تعليق واحد

  1. يتخلق في بحار عميقة
    يجد نفسه فيها
    يبحث عن أصله
    عن وصله
    ينظر حوله
    لا يجد الاجابة
    يستبصر
    تفتح كوة
    يعرف منها
    طريق الصراط
    يمشي غريبا
    وحيدا
    يكابد صراطا يتلولب
    كي يستقيم اليه
    في اتجاه واحد
    اتجاه الكوة

    يمضي عنيدا
    يجد أغلبهم يدورون
    علي شواطئ
    تطمس علي أعينهم
    فلا يستطيعون مضيا
    ولا يرجعون..
    يدرك مأساة الوجود
    لا يستطيعون حيلة
    ولا يهتدون سبيلا
    لا يركبون البحر
    من يركب البحر
    لا يخشي من الغرق

    البحر هو السبيل
    هو الصراط
    هو العقبة
    وفي أعماقه
    أسرار الوجود

    من يصر علي الشواطئ
    ستذروه الرياح
    ولن يكون
    وليدفع ثمن اختياره
    عدم اختياره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *