حوار/بريد الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 24-6-2022
السنة الخامسة عشر
العدد: 5410
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
الحمد لله
*****
د.يحيى: …..المسألة مش مسألة ذكاء، عموما إذا كنت واثق من عمق موافقتهم، مش مجرد زهق، وأمل فى حل سحرى، يبقى نحسبها واحدة واحدة، ومن أول ثانية نفكر فى الرسائل الإيجابية والسلبية اللى ممكن توصل لها من دخولها المستشفى، من أول إنها تفاجأ بنوع المرضى اللى عندها: حاجات أخطر بكتير، لحد إنها تريح وتعتمد وتستغل دخولها ده لما تخرج تزود فى الانسحاب تحت زعم إنها مريضة بأمارة إنها دخلت المستشفى، أنا عموما مش متحمس، وفى نفس الوقت بافكر يمكن بصراحة فى السن دى، وبالشكل اللى انت حكيته كده، ممكن تكون صدمة جيدة، تفوقها لما تتعرف على إن الدنيا فيها ناس، وأمراض، ومجتمع، وإيقاع يومى، غير اللى هى عاشته ستاشر سنة يا أخى، محتمل يوصل لها رسالة وهى فى السن دى تفوقها وتفضل معاها بقية عمرها، ساعات أسمى ده “دخول الصدمة” Shock Admission وأظن أنا اتكلمت عليه قبل كده ومرات نفعت معايا.
أ. سحر أبو النور
المقتطف: الرسالة اللى بتوصل من الصدمة دى فى السن دى بتبقى مش مفهومة قوى، مش مباشرة، زى ما يكون الواحد منهم بينتبه إن فيه ناس تانية، حياة تانية، إن فيه احتمال وعى مختلف، إن المسأله ما هياش كده وبس، إن حياته ونموذج يومه، علاقاته ومواقفه، مش هىَّ القاعدة العامة، وبعدين يمكن ده يخليه يعيد النظر ويمكن يتأكد إن اللى ماشى فيه مش هوا النموذج الوحيد الصح.
التعليق: أعتقد أن الرسالة دي مضمونها فى خلقة ربنا و جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا زي ما يكون انفتاح الوعي وتواصله بوعي الآخرين هو وسيلة للارتقاء .
واثني على حكمة حضرتك فى وضع احتمال الناتج السلبي من التجربة دي فى الاعتبار وهو أنها تزيد من انسحابها لما تخرج و تركن بزعم أنها مريضة بأمارة دخولها المستشفى ……
أتفهم حيرة المعالج هنا وأعتقد أن خير طريقة لإخراج المعالج من حيرة الحسم بين احتمال الرسالة السلبية والأخرى الإيجابية هو إخلاص النية و التكال على الله
د. يحيى:
اخلاص النية والاتكال على الله يستعملها كثير من المرضى استعمالا سلبيا،
لابد من تحديد التعليمات، وتنظيم الوقت إلزاما، وهذا ما يختلف في كل حالة عن الآخرى.
أ. مروة على
حاله مهمه شكرا لك يا دكتور يحيي
د. يحيى:
العفو يا مروة يا ابنتى
أ. نسرين سالم
المقتطف: نفكر فى الرسائل الإيجابية والسلبية اللى ممكن توصل لها من دخولها، من أول إنها تفاجأ بنوع المرضى اللى عندهم حاجات أخطر بكتير، لحد إنها تريح وتعتمد وتستغل دخولها ده لما تخرج تزود فى الانسحاب
التعليق: الحيرة دي متعبة جدا يا دكتور يحيي، الرسايل اللي ممكن توصل للعيانة متنوعة جدا وهو رهان علي مدي ذكائها ورغبتها في العلاج، و ده انا مش بعرف احدد بشكل تام وكدا ببقي بتعامل مع احتمالات كتير اصعب من بعض
د. يحيى:
هذا هو عملنا، وعلى من يمارسه أن يتحمل مسئوليته مهما ثقلت.
أ. سراء سعيد
المقتطف: د.يحيى: بصراحة يا محمد يبدو إنك عملت عمل كويس فى الأربع شهور دول، أولا نجحت إنها تيجى بانتظام، مع إنها زى ما انت بتقول عندها صعوبة فى عمل علاقة، والعلاج علاقة زى ما انت عارف، ثانيا: البنت خست عشرة كيلو، وده مش شوية، صحيح هو مش هدف فى ذاته، إنما وهى عندها 16 سنة، وتخس حتى بالترجيع، أهو شىء كويس برضه، ثالثا: إنت نجحت بعلاقتك معاها ومع أمها إنك تطرح خطوة صعبة جدا، ولثقتهم فيك خليتها هى وأمها يقبلوها كل على حده، إنت عارف فى مصر يعنى إيه بنت تدخل المستشفى، سـُـمعة، وسوء فهم، ووصمة لما تيجى تتجوز، والمستشفى مستشفى مهما كان، تقول مجتمع علاجى، تقول كسر حلقة، الناس ما لهاش دعوة غير إنها بنت ودخلت مستشفى نفسانى، وقليل إن ما قالوا مستشفى عقلى، تقول مجتمع علاجى، علاج جماعى، فرصة نمو وكلام من ده، الناس عندنا ما بتفرّقشى، وانت عارف كل ده، وعارف إن احنا من حيث المبدأ ما بندخلشى بنات فى السن دى فى المستوى الاجتماعى ده، إلا لما يكون ما فيش حل نهائى غير كده، أنا مش فاهم ازاى أنت نجحت تفهمها إن ده ممكن يكسر الحلقة المفرغة اللى بتقول عليها؟
التعليق: مش قادره افهم ازاي تخس بالطريقه دي حاجه كويسه
د. يحيى:
إنقاص الوزن لابد أن يأتي في مرحلة ثانوية وليس هدفا في ذاته، وإنقاص الوزن بالترجيع ليس شطارة، بل هو عَرَض في حد ذاته.
*****
أ. هايدى محمد
المقتطف: فى النهاية بلْ قـُرب النهاية سوف تعرفُ كيف:
* لا تكون وحيدا وأنت وحدك،
*وكيف تكون مُفردا وسط الألف،* وكيف تكون كلهم دون أن تفقد ذاتك
التعليق: لمستني جدا العبارات دي ووريتني ان ده دايما من الحاجات اللي بنسعي ليها في حياتنا دون ان نفقد شخصيتنا او ذاتنا.
د. يحيى:
ياليت عمق المعنى هكذا: يصل لمن يحتاجه، وهم كثيرون
*****
(389)
لا تقتلنى الآن يا غبى، فسوف تحتاجنى فيما بعد،
ولو لتعيش على أمل أن تقتلنى يوما.
(390)
قد يحتاج التواصل الحقيقى مع آخَر إلى طاقة عدوانٍ محبٍّ مسئول،
ولكن شتان بين الإقدام المغامـِر لتحيط أنت وهو بالمحيط،
وبين الإقدام الكاسح لإشعال النار للتخلص من أى مختلف أو خلاف.
(391)
أنا أطالبك بالتفكير من أجل إثراء فكرى،
فإذا لم أحتمل الخلاف معك فلا تتركنى ولا توافقنى،
هذه هى روعة التواجد “معا”.
(392)
أحيانا تكون مساعدتك لآخر هى:
أن تترك نفسك له بصدق بعض الوقت، فقدُ يحسن استعمالك أكثر مما تسمح به نواياك الطيبة العاجزة،
ثم قد تتبادلان الأدوار لكما معا إليه.
أ. مروة على
جميل جدا يا دكتور يحيي
د. يحيى:
ربنا يحلىِ لكِ دنياك وآخرتك يا ابنتى
د. آلاء إبراهيم
المقتطف: “أحيانا تكون مساعدتك لآخر هى: أن تترك نفسك له بصدق بعض الوقت”،
التعليق: جميل ومخيف وصعب على معظمنا ممن تعود على الحذر حتى في المساعدة، شكرًا دكتور يحيى على تذكيرنا.
د. يحيى:
العفو
والأصعب يستأهل ما يتطلب من جهد
أ. فؤاد محمد
المقتطف: قد يحتاج التواصل الحقيقى مع آخَر إلى طاقة عدوانٍ محبٍّ مسئول،
التعليق: الله وكأنها الوقود -تلك الطاقة- التي تزيد من روعة التواصل وتحفظه طازجا دون اطراء فتبقيه مائعا أو حادًّا فيصير جافا قاسيا
د. يحيى:
نادرا أن تجد من يقبل أن يقترن العدوان بحب مسئول
*****
الأصداء
المقتطف: 78 – البلاغة
قال الأستاذ ” البلاغة سحر” فآمنا على قوله ورحنا نستبق فى ضرب الأمثال. ثم سرح بى الخيال إلى ماض بعيد يهيم فى السذاجة، تذكرت كلمات بسيطة لا وزن لها فى ذاتها مثل: أنت،.. فيم تفكر ؟… طيب، يا لك من ماكر… ولكن لسحرها الغريب الغامض جن أناس،.. وثمل آخرون بسعادة لا توصف،..
أصداء الأصداء
على صغر هذه الفقرة، فإنها تطرحنا أمام قضية نقدية لأعمال محفوظ، أنا لست متأكدا من أنها نالت حقها من الدراسة، وهى قضية اللغة، وإن كنت قد قرأت أكثر عن علاقة يحيى حقى باللغة، مبدعا، وإلى درجة أقل ناقدا، فهنا ينبهنا محفوظ إلى نوع من البلاغة تستأهل الوقوف عندها، وأنها ليست أبدا، ولا أصلا ذلك البريق الذى ينبعث من ظاهر الألفاظ أو زينة الأسلوب، وليست هى أيضا: الحكم الرصينة المختصرة التى تنطلق من مثل أو بيت شعر، بل إن الحديث بالأمثال والاستشهاد بالشعر قد يصبح ضد البلاغة بالمعنى الذى تتناوله هذه الفقرة، وربما بالمعنى الذى قال فيه صلاح عبد الصبور “يأتى من بعدى من لايتحدث بالأمثال”، أما البلاغة التى يقدمها لنا هنا محفوظ فهى أن يحمل اللفظ – أى لفظ – معناه تماما، فيصبح سحرا قادرا أن يثمل به الناس فى سعادة لا توصف، وأن يجن فى صحنه آخرون، أية ألفاظ هذه التى تـسكر وتـجن؟ ألفاظ غاية فى السذاجة، هى فى ذاتها كأصوات – أبعد ما تكون عن البلاغة مثل “أنت” هكذا فقط : “أنت”، أو “فيم تفكر”؟ نعم “فيم تفكر” أو “طيب” أكرر: إنه لفظ “طيب” ثم “يالك من ماكر”،،…… أعنى “يالك من ماكر”، هل أدعوك – عزيزى القاريء – أن تتوقف عند هذه الألفاظ فتكررها أنت للمرة الثالثة بصوت مرتفع، ثم تترك كل لفظ (أو تعبير) منها يرن فى وعيك شخصيا دون محاولة أن تكمل [2] ، ودون محاولة أن تتذكر حوله أو به أو منه شيئا، إذا فعلت ذلك “هكذا”، فسوف تعرف علاقة محفوظ باللغة، وربما تتصالح عليها وربما
أ. سحر أبو النور
مولانا الحكيم حين قرأت وصف حضرتك للبلاغة التى يقدمها لنا محفوظ بكون اللفظ فيها _ أي لفظ _ يحمل معناه تماما، استحضرت توقف حضرتك فى المناقشات وعرض الحالات أمام أستعمالنا لبعض الألفاظ والمعنى المقصود منها لتبيان دلالة الكلمة والمعنى المقصود
حقيقي أنا بتعلم من حضرتك الحرص على انتقاء اللفظ المناسب للمعنى المقصود ببساطة قدر الإمكان
وعليه اسمح لي كتطبيق عملي لدرس البلاغة هذه أن اقول
أنت نعم أنت مولانا الحكيم يالك من معلم حكيم …….
د. يحيى:
يا سحر يا ابنتى، بارك الله فيك،
وأنار بصيرتك، ونفع بك
*****
أ. محمد شاهين
انات المستحيل …. احمل بين جنباتي …. انات وجود
لا يتحمله بشر. …. اصارع كائنات مصمتة
تتحرك في المحلك سر. …. تبدأ وتنتهي عند نفس النقطة.
اتحرك في رحاب آفاق مفتوحة …. ليس لها حدود .
اتنفس عبق روع المطلق …. يدغدغني …. يزلزلني
يهدهدني …. يطمئنني بوصلي …. بما خلقت فيه
وبه اليه …. فيا من وهبني كل هذا الروع
لم استطع إلا ان اكون …. كما اردتني …. معني كل شيء.
د. يحيى:
تقبل الله
*****
وقال لى:
يا عبد سلـِّم لى:
أفتح لك بابا إلى التعلـّق بى
فقلت لمولانا:
أسلـّم له؟
أسلـّم ماذا؟
أسلـّم نفسى، وكل وجودى، ومحياى ومماتى له: رب العالمين
أسلم له وأنا لا أعرف ماذا بـَعـْد:
ولا يبقى منى شيء، ولا يبقى لى شيء.
ثم إذا به يلحقنى برحمته، فأصدّق أنى سلـّمت له:
فيفتح لى بابا إلى التعلـّق به
فأكدح حتى أفعل
فأتخلـّق “بى” “معه”، … وأكتشفـُنـِى بكل فضله
أكتشفنى جديدا متجددا: في رحاب رحمته، وأمن عدله.
د. ماجدة عمارة
المقتطف: ….أسلم له وأنا لا أعرف ماذا بـَعـْد: ولا يبقى منى شيء، ولا يبقى لى شيء. ثم إذا به يلحقنى برحمته، فأصدق أنى سلـّمت له: فيفتح لى بابا إلى التعلـّق به فأكدح حتى أفعل فأتخلـّق “بى” “معه”، … وأكتشفـُنـِى بكل فضله…..
التعليق: ما كل هذا يامولانا ،كأنك ترسم لنا الطريق وتبين لنا النقلات إليه ،كنت أتساءل دوما ،لماذا أسماها ” نقلة مع مولانا النفرى ” ؟!وإذا بى أهتف الآن : نقلات مع مولانا الرخاوى ……الله حى لا إله إلا هو أشهد وأسلم
د. يحيى:
شكرا يا ماجدة
تقبل الله وبارك فيك
*****
2022-06-24