الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه الحالة: “63” التوصية بـ”صدمة الدخول” للمستشفى، وضرورة التروى

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه الحالة: “63” التوصية بـ”صدمة الدخول” للمستشفى، وضرورة التروى

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 15-6-2022

السنة الخامسة عشر  

العدد: 5401

الأربعاء الحر:

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه

الكتاب الرابع الحالات: من (61) إلى (80)

تذكرة:

ننشر اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا – عملاً أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل نشر الحالة (63) من الكتاب الثالث من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه”، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد من قد يمر في مثل محنته، أو خبرته أو علاجه!

****

الحالة: (63)

التوصية بـ”صدمة الدخول” للمستشفى، وضرورة التروى [1] 

د.محمد حسام: هى عيانة عندها 16 سنه طالبة، وهى الرابعة من أربعة حضرتك حولتهالى، من حوالى أربعه شهور، وهى كانت جايه والدتها كانت بتشتكى إن هى عصبية على طول، وإن فيه صعوبة فى التواصل معاها فى البيت، وإنها طول الوقت قاعده على الكمبيوتر مابتعملش حاجه خالص غير كده، ومالهاش صحاب خالص

د.يحيى: هى فى سنة كام؟ بتدرس إيه؟

د.محمد حسام: هى لما جت لى كانت لسه مخلصه ثانوية عامة

د.يحيى: 16 سنة ، ومخلصه ثانوية عامة ؟!

د.محمد حسام: آه كانت لسه مخلصه ثانوية عامة

د.يحيى: الثانوية الخوجاتى، قوام قوام.

د.محمد حسام: لأه هى مدرسه لغات، بس مصرية

د.يحيى: وجابت كام فى الماية

د.محمد حسام: كانت جايبه حاجه وثمانين %

د.يحيى: أدبى ولا علمى

د.محمد حسام: علمى، هى كانت عاوزه تدخل الجامعة الأمريكية، تدرس كمبيوتر، المشكلة غير إنها منعزلة: إنها هيـّـا سمينة جدا فى السن دى،

د.يحيى: وزنها؟

د.محمد حسام: وزنها كان 104 هى حالياً 94

د.يحيى: نزلت كده فى قد إيه

د.محمد حسام: فى أربع شهور

د.يحيى: بناء على العلاج النفسى معاك، ولا إيه؟

د.محمد حسام: لأه دا بناءً عن إنها بدأت ترجّع، الترجيع مش مرتبط بالعلاج قوى، بصراحة، أنا ركنت مشكلة الوزن ديه شوية وبدأنا نتكلم فى مشكلة انعزالها وإن هى ماينفعش كده، وكمان هى طول الوقت بتشتكى من وجع فى جسمها، وساعات بدوخة، لدرجة إنها فى آخر جلسة كان زى ما يكون حايغمى عليها تقريبا أثناءها.

د.يحيى: ابوها بيشتغل ايه؟

د.محمد حسام: أبوها صاحب شركة صغيرة

د.يحيى: إنت قلت لنا على شكوى أمها ماقلتش البنت نفسها بتشتكى ولا لأه، وبتشتكى من إيه أكتر، الوزن، ولا الترجيع، ولا إن مافيش تواصل

 د.محمد حسام: من كله

د.يحيى: بتقول بقالها معاك أربع شهور، مش كده؟

د.محمد حسام: آه

د.يحيى: طيب ما هى ماشية كويس أهه، كل أربع شهور تخس عشرة كيلو رضا

د.محمد حسام: لأه، ما أنا قلت لحضرتك إن المشكلة الأساسية مش الوزن، هى كمان ابتدت تشتكى من اضطرابات فى النوم وكده، وبعدين بقت مش قادرة تتواصل مع اللى حواليها خالص، الحكاية دى بقت واضحة بعد ما اتكلمنا فيها فى الجلسات.

د.يحيى: هى جاتلك وهى واخدة الثانوية العامة، فات أربع شهور، واحنا فى يناير مش تقول لنا وضعها الدراسى إيه دلوقتى؟

د.محمد حسام: آه هى دخلت الجامعة الالمانية الترم ده، وسابتها ماكانتش عايزه تكمل فيها عايزه تكمل فى الجامعة الامريكية، وقبلوها تانى فى الجامعة الامريكية بعد ما الترم بدأ، فهى حاتبتدى الترم اللى جاى ده فى خلال الشهر اللى جاى

د.يحيى: ماانت وشك عليها حلو أهه، مش هى دلوقتى بتذاكر وتمام التمام؟

د.محمد حسام: هى كانت بتتعلم انجليزى عشان تتحسن فيه توصل للمستوى اللى عايزاه الجامعة الأمريكية، وحاجات كده .

د.يحيى: طيب الحمد لله، وحصل، السؤال بقى؟

د.محمد حسام: السؤال انا قلقان عليها صحيا، جسمانيا هى بتعانى طول الوقت من الم فى الجسم، ومابتقدرش تتحرك ما بتقدرش تعمل حاجة فى البيت طول الوقت نايمة وفى اخر جلسه زى ما قلت، كانت زى ما يكون حايغمى عليها لدرجة ان انا طلبت لها حاجه عشان تشربها

د.يحيى: أثناء الجلسة؟

د.محمد حسام: أثناء الجلسة، هى دلوقتى داخله فى حلقة مفرغة كده ما بين أن هى ماتاكلشى، وتيجى فى الآخر تتعب من كتر الصيام، يا تاكل كتير وترجّع، تزيد العصبية، تزيد الآلام، تزيد قلة حركتها، ماتتحركشى، وشكلها كده مش نافع.

د.يحيى: السؤال بقى؟

د.محمد حسام: السؤال هل دخول المستشفى ممكن يكسر الحلقة اللى هى فيها دى

د.يحيى: انت عرضت عليها دخول المستشفى؟

د.محمد حسام: عرضت

د.يحيى: قالت ايه؟

د.محمد حسام: هى رفضت فى الأول رفضت رفض قاطع، بس حاليا موافقه تدخل المستشفى بس انا مش عارف حاقدر اساعدها ازاى فى المستشفى أكتر من بره

د.يحيى: ايه الهدف من وجهة نظرك من دخول المستشفى ؟

د.محمد حسام: انا عايز اكسر الحلقة اللى هى فيها دى، تبطل ده

د.يحيى: تبطل تطرش؟ ولا تبطل تخس؟ ولا تبطل تتوجع؟ حلقة إيه؟ وتكسرها منين بالظبط؟

د.محمد حسام: تبطل ترجـّـع، وبرضه نكسر العزلة اللى هىّ فيها دى، هى مابتقدرش تعمل أى حاجه، مالهاش علاقة بأى حاجة أو أى حد إلا من خلال الكمبيوتر

د.يحيى: وأهلها رأيهم ايه فى دخول المستشفى

د.محمد حسام: الأم موافقه.. أصل البنت هى فعلا فى معاناه طول الوقت

د.يحيى: والأب؟

د.محمد حسام: الاب مااعرفش موقفه قوى، أنا ما اتكلمتش مع الاب، هو الاب ماجانيش غير مرة واحدة بس

د.يحيى: هل فيه مشكلة بين الام والأب؟

د.محمد حسام: لأ مش باين، بس هم يعنى علاقتهم بعيدة، يعنى هم مع بعض فى البيت بس علاقتهم بعاد عن بعض،

د.يحيى: مش فاهم

د.محمد حسام: ده اللى وصلنى، هى البنت نفسها قالت لى انا ممكن ادخل المستشفى، وموافقة على كل الشروط اللى انت تقولها لأن هى كانت كل برنامج انا باحطه، بتحاول تبدأ فى تنفيذه، إنما بتفشل بسرعة

د.يحيى: بصراحة يا محمد يبدو إنك عملت عمل كويس فى الأربع شهور دول، أولا نجحت إنها تيجى بانتظام، مع إنها زى ما انت بتقول عندها صعوبة فى عمل علاقة، والعلاج علاقة زى ما انت عارف، ثانيا: البنت خست عشرة كيلو، وده مش شوية، صحيح هو مش هدف فى ذاته، إنما وهى عندها 16 سنة، وتخس حتى بالترجيع، أهو شىء كويس برضه، ثالثا: إنت نجحت بعلاقتك معاها ومع أمها إنك تطرح خطوة صعبة جدا، ولثقتهم فيك خليتها هى وأمها يقبلوها كل على حده، إنت عارف فى مصر يعنى إيه بنت تدخل المستشفى، سـُـمعة، وسوء فهم، ووصمة لما تيجى تتجوز، والمستشفى مستشفى مهما كان، تقول مجتمع علاجى، تقول كسر حلقة، الناس ما لهاش دعوة غير إنها بنت ودخلت مستشفى نفسانى، وقليل إن ما قالوا مستشفى عقلى، تقول مجتمع علاجى، علاج جماعى، فرصة نمو وكلام من ده، الناس عندنا ما بتفرّقشى، وانت عارف كل ده، وعارف إن احنا من حيث المبدأ ما بندخلشى بنات فى السن دى فى المستوى الاجتماعى ده، إلا لما يكون ما فيش حل نهائى غير كده، أنا مش فاهم ازاى أنت نجحت تفهمها إن ده ممكن يكسر الحلقة المفرغة اللى بتقول عليها؟

د.محمد حسام: هى، البنت ذكيه جدا

د.يحيى: المسألة مش مسألة ذكاء، عموما إذا كنت واثق من عمق موافقتهم، مش مجرد زهق، وأمل فى حل سحرى، يبقى نحسبها واحدة واحدة، ومن أول ثانية نفكر فى الرسائل الإيجابية والسلبية اللى ممكن توصل لها من دخولها، من أول إنها تفاجأ بنوع المرضى اللى عندهم حاجات أخطر بكتير، لحد إنها تريح وتعتمد وتستغل دخولها ده لما تخرج تزود فى الانسحاب تحت زعم إنها مريضة بأمارة إنها دخلت المستشفى، أنا عموما مش متحمس، وفى نفس الوقت بافكر يمكن بصراحة فى السن دى، وبالشكل اللى انت حكيته كده، ممكن تكون صدمة جيدة، تفوقها لما تتعرف على إن الدنيا فيها ناس، وأمراض، ومجتمع، وإيقاع يومى، غير اللى هى عاشته ستاشر سنة يا أخى، محتمل يوصل لها رسالة وهى فى السن دى تفوقها وتفضل معاها بقية عمرها، ساعات أسمى ده “دخول الصدمة” Shock Admission وأظن أنا اتكلمت عليه قبل كده ومرات نفعت معايا، حتى قبل المستشفى بتاعتنا دى بتاعة المجتمع العلاجى ده، وكان الدخول أحيانا لمدة ساعات أو لمدة يوم واحد، أو اتنين، ويخرج العيان بعد ما تكون وصلته الخبطة والدهشة، ونكمل بشكل مختلف، بس بصراحة كان أغلبهم شباب مش بنات، الرسالة اللى بتوصل من الصدمة دى فى السن دى بتبقى مش مفهومة قوى، مش مباشرة، زى ما يكون الواحد منهم بينتبه إن فيه ناس تانية، حياة تانية، إن فيه احتمال وعى مختلف، إن المسأله ما هياش كده وبس، إن حياته ونموذج يومه، علاقاته ومواقفه، مش هىَّ القاعدة العامة، وبعدين يمكن ده يخليه يعيد النظر ويمكن يتأكد إن اللى ماشى فيه مش هوا النموذج الوحيد الصح، كل ده، وفى السن دى بالذات، يمكن يعطى فرصة للبنت إنها تلحق نفسها وتصحح مسارها، كل ده بيحصل بطريقة تحتية، إنما بنشوف نتائجها أكتر ما بنحدد معالمها مسبقا، ثم إنها يمكن بعد الدهشة وهى فى السن دى تمد ايدها تقول عايزة أجرّب حاجة تانية غير اللى أنا كنت فيها، بس ده مش مضمون، كمان بس أهم حاجة إنك تفهمها كويس قوى إن مافيش من ناحيتنا وعود إنها تِـخـِـف، إحنا مش بنسحر أو بنضمن أى حاجة محددة، تبقى عارفة كويس قوى إن احنا حانعمل اللى علينا مية فى المية، وإن النتيجة على الله، وهى وشطارتها، يبقى واضح إنها هى مش داخله تخف بالمعنى البلدى، تخف من إيه بالضبط؟ لأه بقى، وكمان خلى بالك، لازم الدخول ده، اللى انا مش متحمس له، مايعطلش الكورسات اللى بتاخدها فى الانجليزى أو غير الانجليزى، خلى بالك إن التحصيل الدراسى هنا فى السن دى، وعند البنت الشاطرة دى، ده ثروة، برغم إنها بتحققه على حساب انطلاقها واختلاطها والكلام اللى انت قلته ده كله

د. محمد حسام: ما هو باين هى ما عندهاش غير كده

د. يحيى: والظاهر هى منعتك تروح بعيد عن كده، يا أخى فى السن دى، مش ملاحظ إنك إنت ما جبتش سيرة للناحية العاطفية، وبصراحة ولا الجنسية، هى بتحصل على اعتراف بأنوثتها، وبجوعها العاطفى، منين ومن مين؟ هى حلوه ؟

د.محمد حسام: هى حلوه بس هى شايفه نفسها وحشه

د.يحيى: طيب يا أخى، حكاية شايفة نفسها وحشة، مش ضرورى تكون مرتبطة بالتخن من عدمه، إنت شايفها حلوة، وأظن أنا وصلنى من كلامك إنها حلوة، تبقى حلوة، مش لازم حد يوصل لها الحكاية دى، مش بس انت، ما ينفعشى، حاتبقى عامل زى أى أب أو أم لما يمدحوا جمال عيالهم بالحق والباطل، لا زم تفكر فى احتياجاتها الطبيعية، خلقة ربنا، اللى هى ركنتها على جنب، ويمكن دخولها المستشفى ينبهها للى وصلت له.

د.محمد حسام: بس النقله دى بدخولها المستشفى حاتبقى جامدة جدا، يعنى انا قلقان عليها من الفرق الفظيع الى حا تفاجأ بيه، يعنى من إن هى لوحدها طول الوقت بقالها عشر سنين ولاّ أكتر ولاّ أقل، هب نيجى نحطها فى وسط ناس كتير مختلفين مره واحده كده؟ يعنى انا قعدت معاها حوالى شهر كامل عشان بس ترفع رأسها من على الأرض، عشان نتكلم بس، فاأنا مش عارف إيه الصح برغم موافقتها، وحماسها، وبرضه برغم موافقة أمها

د.يحيى: ما هو عشان كده أنا قلت لك من الأول لازم نحسبها مرة واتنين وعشرة، عشان مانعملشى زيهم ونأمل فى اللى مش ممكن، ثم إن ماوصلنيش إيه اللى اضطرك فجأة إنك تفكر فى حكاية المستشفى وانت مابقالكشى معاها غير أربع تشهر، إوعى تكون لقيتها تقيلة عليك، قلت ياللا شيلوا معايا؟

د.محمد حسام: وفيها إيه؟ أنا فعلا مستصعبها، ونفسى إنها تتحرك بأى شكل.

د.يحيى: برضه ماتستعجلشى، وبعدين فيه عندك يا أخى المستشفى النهارى بتاع منى (الديوان)، ما هو ممكن يوصل لها اللى انت عايزه، من غير دخول وحبسة وبيات، ووشم، وكلام من ده، يعنى حا تروح الصبح وتروّح آخر النهار، كام يوم كده فى الأسبوع، ويبقى أجلنا خطوة المستشفى الداخلى على قد ما نقدر

د.محمد حسام: يا ريت، بس انا متأكد إنها إذا راحت المستشفى النهارى مرة أو اتنين، لا يمكن حاتكمل ما دام الأمر فى إيدها.

د.يحيى: برضه انا ما زلت خايف من خطوة المستشفى، ولو إنى مش معترض ميـَّـة فى الميـَّـة، إنت تخليك معاها كمان شويتين، لحد ما يظهر تهديد محدد فى مجالات مهمة، زى التوقف الدراسى، زى العزلة التامة، زى زيادة الوزن فجأة، أو نقصه بشكل متسارع، كل دى ترموترات نقيس بيها خطوة خطوة، واديحنا مع بعض.

د.محمد حسام: شكرا.

*******

التعقيب والحوار:

د. رجائى الجميل

هذه المريضة تنادى على صحبة حقيقية ومشاركة .

زى ما يكون رفضها وانعزالها هو رغبة حقيقية فى “” اما حاجة بجد تروينى . او مش لاعبة “” طبعا مع الوضع فى الاعتبار ان المريض الذهانى بيلعب لعبة “” يا تدونى حقى كله يا حاجيب عاليها واطيها “”

هى لغاية دلوقتى ( حسب تاريخ الحالة طبعا . مش دلوقتى دلوقتى يعنى ) لسة ما انفصلتش قوى وفعلا قدرت تعمل علاقة ايجابية مع الدكتور محمد، مش عارف ليه حاسس ان العلاج الجمعى ممكن يبقى افضل لها من المستشفى .

والله اعلم.

د. يحيى:

العلاج الجمعى ليس متاحا دائما، وهو فن أصعب ويحتاج وقتا أطول

اقتراح جيد لو توجد فرصة لتطبيقه

د. رضوى العطار

المقتطف: …. هى دلوقتى داخله فى حلقة مفرغة كده ما بين أن هى ماتاكلشى، وتيجى فى الآخر تتعب من كتر الصيام، يا تاكل كتير وترجّع، تزيد العصبية، تزيد الآلام، تزيد قلة حركتها، ماتتحركشى، وشكلها كده مش نافع.

التعليق: فى السن ده، الرغبة فى انها تعمل Control على أى حاجة فى الحياة بتتقلب لاضطرابات الأكل، ده غير ان ساعات الفم والاضطرابات المرتبطة بيه زى الأكل بيبقى ليها دلالة أعمق اتعلمتها فى العلاج بالحركة، الفم مصدر كلام وتواصل مع الآخر، لما بيحصل اضطراب فى العلاقة بالآخر مع وجود مشاكل فى صورة الجسم الأعراض بتظهر بالشكل ده

د. يحيى:

لعل ذلك صحيح، إلا أن التركيز على مناطق معينة فى الجسم مثل الفم أو الشرج قد يرجع أساسا إلى الفكر التحليلى النفسى الذى لم أقتنع به بدرجة نافعة ولا أنا أمارسه، لكن دعينا نواصل احترام  الجسم كوعى متعيـّـن Concretized Consciousness

ويحتاج إلى فن علاجى خاص

د. رضوى العطار

المقتطف: برضه ماتستعجلشى، وبعدين فيه عندك يا أخى المستشفى النهارى بتاع منى (الديوان)، ما هو ممكن يوصل لها اللى انت عايزه، من غير دخول وحبسة وبيات، ووشم، وكلام من ده، يعنى حا تروح الصبح وتروّح آخر النهار، كام يوم كده فى الأسبوع، ويبقى أجلنا خطوة المستشفى الداخلى على قد ما نقدر

التعليق: حل جيد جدا ومحترم جدا.. شكراً

د. يحيى:

العفو.

د. رضوى العطار

المقتطف: من أول إنها تفاجأ بنوع المرضى اللى عندهم حاجات أخطر بكتير، لحد إنها تريح وتعتمد وتستغل دخولها ده لما تخرج تزود فى الانسحاب تحت زعم إنها مريضة بأمارة إنها دخلت المستشفى، أنا عموما مش متحمس.

التعليق: انا معاك فى ده ومش شايفه دخول المستشفى حل، هو إيه حكاية استخدام المستشفى ككرباج وجلد بين بعض المعالج!!  مش ده اللى اتعلمناه من حضرتك خالص!

د. يحيى:

ما علمته وأعلمه لكم – هو ما جاء فى حوار الإشراف.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د.يحيى: ما انت وشك عليها حلو أهه، مش هى دلوقتى بتذاكر وتمام التمام؟

د.محمد حسام: هى كانت بتتعلم انجليزى عشان تتحسن فيه توصل للمستوى اللى عايزاه الجامعة الأمريكية،

وحاجات كده .

د.يحيى: طيب الحمد لله، وحصل، السؤال بقى؟

التعليق: بلاحظ أن حضرتك بتدى أهميه كبرى للدراسة والعمل يمكن تفوق الجانبين التانيين النوم والعلاقات.

د. يحيى:

ألا ترين معى يا مريم أن الدراسة أو العمل أو كليهما يمكن رصد التقدم فيهما أسهل وأدق من العلاقات، أما النوم فبرغم تقيميى له كطور أساسى فى النبض اليوماوى، ولو تواصل من خلاله الإبداع النمائى إلا أنه ليس إيجابيا بصفة دائمة فإنه كثيرا ما يكون تثبيتا للدوائر المغلقة والنبض فى المحل.

أ. مريم عبد الوهاب

المقتطف: د.محمد حسام: لأه دا بناءً عن إنها بدأت ترجّع، الترجيع مش مرتبط بالعلاج قوى، بصراحة، أنا ركنت مشكلة الوزن ديه شوية وبدأنا نتكلم فى مشكلة انعزالها وإن هى ماينفعش كده، وكمان هى طول الوقت بتشتكى من وجع فى جسمها، وساعات بدوخة، لدرجة إنها فى آخر جلسة كان زى ما يكون حايغمى عليها تقريبا أثناءها.

التعليق: مش فاهمه ليه الدكتور جنـَّـب مسأله الترجيع دى وقال مش مرتبط بالعلاج اوي… هو الترجيع ده طبيعى يعني

د. يحيى:

لكل معالج الحق فى ترتيب أولويات ما يرتبط بالعلاج (قوى أو أقل أو أقل) ثم لعل المعالج هنا تغاضى، ولو مؤقتا أو مرحليا عن الترجيع،  وربما يوظفه بطريقة غير مباشرة لانقاص الوزن الذى وضعه جانبا بقصد ذكى.

ثم يا مريم لو سمحت لا تأخذى كل عرض (أو جملة) بشكل مستقل هكذا.

 د. مدحت منصور

التروى فى دخول المستشفى مطلوب للولد زى البنت فالوصمة فى مجتمعنا تصيب الاثنين على حد سواء وسوء الفهم كذلك وإذا كان العلاج النفسى مازال وصمة فى كثير من الأماكن فى مصر فما بالك بدخول المستشفى، ما يصلنى دائما من أستاذنا حمايته للبنت وإشفاقه عليها وهذه أخلاق فرسان، ولا أقولها مجاملة، لكن ألا ترى يا أستاذنا أن البنات هذه الأيام لم تعد كالبنات بتاعة زمان ولكم جزيل الشكر.

د. يحيى:

يعنى يا عم مدحت هل أنا أعرف بنات زمان حتى أعرف بنات هذه الأيام؟ أنا احترم المرأة بحق، ليس تعاطفا ولا لأنى نصير المرأة وكلام من هذا، أنا أراها أقل تشوها، وأكثر ابداعا، ليس بمعنى أن نضحك عليها لتكتفى بالإنجاب إبداعاً، وإنما بمعنى صدق التلقائية الخاصة التى تتميز بها المرأة فى عمق موقفها فى كثير من الأحيان، برغم القهر الذى ترزح تحته فى كثير من الأحيان أيضا،

 أما الرجل فيبدو أنه قد ارتاح لرجولته، ونفخ فيها حتى استغنى عن التغيير غرورا، وراح يسير فى المحل وهو يخدع نفسه أكثر.

(دون تعميم لو سمحت).

 ______________

[1] –  نشرة الإنسان والتطور 17-11-2009   www.rakhawy.net

 

4 تعليقات

  1. (البنت خست عشرة كيلو، وده مش شوية، صحيح هو مش هدف فى ذاته، إنما وهى عندها 16 سنة، وتخس حتى بالترجيع، أهو شىء كويس برضه)

    مش قادره افهم ازاي تخس بالطريقه دي حاجه كويسه

  2. نفكر فى الرسائل الإيجابية والسلبية اللى ممكن توصل لها من دخولها، من أول إنها تفاجأ بنوع المرضى اللى عندهم حاجات أخطر بكتير، لحد إنها تريح وتعتمد وتستغل دخولها ده لما تخرج تزود فى الانسحاب

    الحيرة دي متعبة جدا يا دكتور يحيي، الرسايل اللي ممكن توصل للعيانة متنوعة جدا وهو رهان علي مدي ذكائها ورغبتها في العلاج، و ده انا مش بعرف احدد بشكل تام وكدا ببقي بتعامل مع احتمالات كتير اصعب من بعض

  3. حاله مهمه شكرا لك يا دكتور يحيي

  4. “الرسالة اللى بتوصل من الصدمة دى فى السن دى بتبقى مش مفهومة قوى، مش مباشرة، زى ما يكون الواحد منهم بينتبه إن فيه ناس تانية، حياة تانية، إن فيه احتمال وعى مختلف، إن المسأله ما هياش كده وبس، إن حياته ونموذج يومه، علاقاته ومواقفه، مش هىَّ القاعدة العامة، وبعدين يمكن ده يخليه يعيد النظر ويمكن يتأكد إن اللى ماشى فيه مش هوا النموذج الوحيد الصح ”

    التعليق / أعتقد أن الرسالة دي مضمونها فى خلقة ربنا و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا زي ما يكون انفتاح الوعي و تواصله بوعي الآخرين هو وسيلة للارتقاء .
    و اثني على حكمة حضرتك فى وضع احتمال الناتج السلبي من التجربة دي فى الاعتبار وهو أنها تزيد من انسحابها لما تخرج و تركن بزعم أنها مريضة بأمارة دخولها المستشفى ……
    أتفهم حيرة المعالج هنا و أعتقد أن خير طريقة لإخراج المعالج من حيرة الحسم بين احتمال الرسالة السلبية و الأخرى الإيجابية هو إخلاص النية و التكال على الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *