الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

“يوميا” الإنسان والتطور

22-8-2008

العدد: 357

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

أغلب حوار اليوم هو حول النشرتين عن الانتماء للوطن: النشرة الأولى بعنوان: “إنى لو لم أولد مصريا” & والثانية: “…لوددت أن أكون مصريا” وقد تركزت الردود هذا الأسبوع فى شكل تعقيبات على مداخلة الإبن الزميل د.طلعت مطر.

أما بقية أغلب الحوار فهو تعقيبات مطولة، تكاد تكون مقالات مستقلة، فتركنا معظمها كما هى مرحليا حتى نستقر على اتفاقٍ ما فى حالة أن يتزايد حجم بعض التعقيبات أكثر من ذلك، مما قد يضطرنا أن نعود نتساءل عما إذا كان علينا أن نحدد حجم التعقيب ابتداء، أم نواصل نشر أغلب ما يصلنا لحين اضطرار أشد،

مازلت أفضل – ما أمكن – احترام كل، أو أغلب، ما يصل حرفيا.

وعلى الراسل أن يتذكر الأصدقاء (الآخرين) تلقائيا.

ما رأيكم؟

مقدمة عن الحب والجنس ثم: تجليات الحنان

أ. لبنى الغلايينى

أولا أستحلفك بالله ألا تزيل عبارات المديح ككل مرة أريد للكل أن يعرف (……..) ومادمتَ تحدثتَ فى الحب وصعوبة استحداث مفردات جديدة له فى العربية فأتحت (لمشاعرى ما أتحتَ)…، هذا شأنك أن تنحت وتثرينا، وشأنى أنا أن أقرأك (….وأعبّر عما جاش عندى…) .. يااااااااااااااااااااه كم هى أسطورية هذه المقالة، أراحتنى بشكل فوق ماتتصور! لماذا؟

أنا كأنثى شرقية محبوسة داخل مفرداتهم ولا أقول مفرداتى فأنا أحب، أعشق …، أحن كثيرا، باحن.. باشوف …، تتصارع مشاعرى تتسابق لتبوح وتعبر، وتسعد، تتنفس، وتعيش وترتاح.

إلا أنىِّ… وكأنثى شرقية تُحسب علىّ الكلمة .. والنظرة .. والشوق أنا كأنثى شرقية يعتصرنى الشعور بالذنب .. بالإثم على مالم أقصد .. ومالم أفعل ..، وعىٌ مجتمعىٌّ كامل يفرض علىَّ الشعور بالذنب إن شعرت بالحنية لصديق ما .. أحببت .. شخصا ما خارج إطار ( الحب الشرعى ) أعتقد والله أعلم أن مشاعرنا بكل تنوعاتها لايستطيع شخص واحد استيعابها ! صحيح ياسيد العارفين؟

بت أخشى مشاعرى، قررت أن أغمض عينى أغمض حواسى كلها، هل يجدى ذلك نفعا؟ هل

يرضيهم هذا الحل ؟

فقررت أن أكتب .. تفسر كتاباتى أنى هرطوقية، امرأة “دون جوانة”؟ طب أعمل ايه؟!!

أبعزق نفسى؟

أنا يا سيد التفاسير والمفردات، أحب الحب الذى تحدثت عنه غير مقرونا بالتفسير المرتبط بالجنس بالضرورة، أحب كل مايستحق أن يُحَب حسب معاييرى، أحب أصدقائى الرجال والنساء بمستويات الحب الأربعة التى ذكرتَها …

وعلى إيه كتر الكلام ماانت فاهم وسيد العارفين، والله انك سيد العارفين بكل ماتجيش به هذه النفس من تجليات، تقلبات ..

يقول عمر: والله انى لا أحمل هم الاجابة بل أحمل هم الدعاء!

وقفت حائرة بماذا أدعو لك؟ بعد كثير حيرة، قررت أن أدعو لك باللغة البسيطة التى تحبها: روووح

يا شيخ ربنا ينفع بيك كمان وكمان، وسأغرف منك كمان وكمان، سأحب واللى يقول يقول، سأرجعهم لمقالتك وخلى المحبوس داخل نفسه ومفرداته ينفك أسره وربنا يفك أسر الجميع بمفاتيحك، وخلى الدنيا تشبع حب فى حب.

أكرر لا تحذف ما تعتبره مجاملة وأعتبره أقل وصف

 لن أستحلفك حتى لا أثقل عليك، بس برجوك

د. يحيى:

أنت تعرفين يا لبنى أننى لا أعتبر كلامك مجاملة، أنا أحذف ما أتصور أنه قد يفهم منه أننا نبالغ فى تقدير دور فردٍ واحد مثلى لا يفعل إلا أنه يجتهد فيقول، أنت تعلمين أن ما يهمنى هو تحريك الساكن، لا قيادة تابعين لا يحبون أنفسهم بقدر كافِ، فيتبعون!.

 كل ما فعلتُهُ فى خطابك هو أننى رفعت بضع كلمات، ووضعت بدلا منها ما هو بين قوسين مما رجحتُ أنه أخف وقعا، وإن كان لا يقل صدقا، اعذرينى وساعدينى فى احترام إصرارنا على التواصل دون إعاقة من سوء فهم هذا أو ذاك.

أما محتوى خطابك ففيه من الشجاعة والأمل والإصرار ما يشرف المرأة عامة، والمرأة العربية خاصة، وآمل من خلال مثل ذلك أن أجد فى نفسى وقلمى واجتهادى ما يعيننى على الاسهام فى الحفاظ على هذا الدفع، منك، ومن كل من هى فى موقفك، أنت هكذا تدْعمين فرضاً قديماً أشرت إليه صدفة فى نهاية أول كتاب لى “عندما يتعرى الانسان (1969)” وهو أن البداية لاستكمال مسيرة الإنسان المعاصر ليكون إنسانا بحق، تبدأ من المرأة، برغم من كل ما لحقها من ظلم وتهميش، وأنه حين تتحرر المرأة، قد يستعيد الرجال ثقتهم فى أنفسهم، ويكفون عن قليل أو كثير من غرورهم الذى يغطون به نقصهم، فنتواصل معا نكمل المسيرة (أو نفشل لنعاوِدْ)

****

أ. لبنى الغلايينى (آخر لحظة الخميس الساعة 11 صباحاً)

حبذا دكتورنا الفاضل إرسال إسم الأغنية “والقلوب مع بعضها: مش سايبه فكّهْ!!” أو أى معلومات عنها أو اسم المؤلف للعودة إليه فى بقية أعماله، ونفس الطلب بالنسبة لمقالة الأمس عن الحب والكراهية، شكرا وجزاك الله عنا ألف خير.

د. يحيى:

الأغنية هى كلمات العبد لله، وهى ضمن مجموعة أناشيد (أراجيز) ليست شعرا، كتبتُها للأطفال كمقدمة لكتاب ابن كريم هو د. أوسم وصفى، وأظن أن مجموعة الأراجيز هذه موجودة بالموقع، وكنت قد سجلُتها أيضا بصوتى، ولا أعرف إن كان هذا دخل الموقع أم لا. سوف أرى، وترين، شكرا.

****

التدريب عن بعد: الإشراف على العلاج النفسى(13)،(14)

إبعد عن المبدع، ولا تِتْخَلاّشْ عنه

د. أميمة رفعت

أنا أيضا فزعت عند قراءة هذه الجملة: “وأنا كنت ماشى معاها فصل بفصل وباحطلها شوية ملاحظات وكده على الفصلين اللى اديتهم لى، هى استعجلت وراحت إدتها للناشر

أوافقك الرأى تماما أنه لابد من الفصل بين العلاج النفسى والنقد الأدبى. وردا على الضيف الفاضل الذى ظن أن ما كتبته هذه الكاتبة كله ضلالات، أسوق له بعض الأمثلة البسيطة:

الشاعر الفرنسى “جيرار دى نرفال” فى القرن التاسع عشر (وهو القرن الذهبى لأدب فى أوروبا) كان ذهانيا، وقضى فترة طويلة من حياته مترددا على المصحات النفسية وكان من عباراته الشهيرة أن “الحلم ما هو إلا حياة أخرى كاملة” “وعالم الأرواح ينفتح على مصراعيه من أجلنا” كان يكفيه فى قصائده أن تقابله كلمات بعينها فتتغير الصورة بأكملها فى ذهنه أثناء الكتابة لتنقل القارىء فجأة من بلد لآخر ومن زمن لآخر، بل ومن عالم الواقع إلى عالم الأرواح والآلهة القديمة وشياطين الأرض وما تحتها. لم يكن من الضرورى أن يفهم القارىء كل ما كان يكتبه. فشعره، برغم غرابته، كان له وقع سحرى فى النفس، حتى أن النقاد أجمعوا أن قصائده تفقد من سحرها إذا فسرت. وبذلك يكون “نرفال” قد سبق عصره فى الرمزية والسيريالية (اللامعقول) قبل أن تبدأ فعلا هذه التيارات الثقافية..فقط بذاتيته وتلقائيته وإبداعه الخاص جدا.

لم يصحح له أحد شعره، ولم يحكم أحد على أعماله من واقع حالته المرضية “رينيه شار” شاعر فرنسى آخر من العصر الحديث (القرن العشرين)، كان يكتب قصائدا سياسية بإسلوب سيريالى. كنت أدرس إحدى دواوينه وأجد صعوبة شديدة فى التعامل معها، فجمله و أفكاره غير مترابطة ، بل أنه على مستوى اللفظ والكلمة كان يختار أحيانا كلمات لا وجود لها فى اللغة أو يستخدمها نحويا بطريقة غريبة غير معتادة… لم يصف النقاد شعره بأنها incoherence ولم يصف أحد كلماته بأنها neologism بل نهوا القارىء عن فهمها بطريقتهم فهى تعنى له هو الكثير…لم يكن \” شار\” ذهانيا.. بل كان مناضلا سياسيا شديد البأس…

مثال أخير هو أحلام نجيب محفوظ،، عالم الأحلام والفانتزيا هو أساس الرمزية واللامعقول. وتخفى هذه الرموز وراءها عوالم أخرى، بعضها عند الكاتب والأخرى عند القارىء، قد يستطيع هذا الأخير التعرف على صداها وقد لا يستطيع، هذا لا ينفى وجودها أصلا…فهل نمسك القلم الأحمر ونصححها حتى نتعرف على شىء ما ..أى شىء.. حتى لو كان عالما مزيفا خلقناه نحن بجرة قلم؟

أعتقد أن ما يمثل عائقا أمام العلاج النفسى أو النقد الفنى هو بالأساس  الأحكام المسبقة.

أشكرك يا د. يحيى على مقالك “العلاقة بين الجنون والإبداع” وأرجو ألا تتراجع، أكمله فهو يفيد الكثيرين، ومن لا يفيده الآن سيفيده لاحقا…

د. يحيى:

أرجو ألا أتراجع ليس فقط عن مواصلة تناول وشرح “العلاقة بين الجنون والإبداع”، ولكن عن أشياء أخرى كثيرة آن الآوان أن أتراجع عنها، لهذا لن أتراجع عنها. (غالبا)

 د. محمد شحاته

سؤال يلح على خاطرى كلما قرأت فى هذا الباب: أين هذا من كل ما تعلمناه فى الكلية من علوم نظرية وتطبيقية (تشريح وأنسجة وطب المجتمع …الخ) يصلنى دوماً من تعليقاتك إحساس بأن هذا العمل يحتاج إلى إنسان خبير بالحياة ودروبها أكثر مما يحتاح إلى طبيب بمعنى السماعة وجهاز الضغط، أحتاج إلى خبرتك فى بداية الطريق حتى لا أمَل.

ما علاقة كل هذا بكل ذاك؟

د. يحيى:

كله متصل بكله،

أنا طبيب، أمارس فن اللأم Art of Healing، وأتصور أن كل طبيب هو كذلك، أواصل نقد النص البشرى لصالحه، أعيش الإبداع فى الجسم المندمل Corpus-callosum، بقدر ما أعيشه فى حارة القصيَّرين، أو فى مغاور نجيب محفوظ، أو على شاطئ دهب، أو وسط جبال وادى فيران، أو مع نبض قلب عم على السباك، أرى أن الغوص فى خبرة الحياة ودروبها، هى هى خبرة السماعة وجهاز الضغط، ونبض الانسان، ولحن الطبيعة، ومن أىٍّ من هذه الوقائع والآليات كلها، أو منها مجتمعة، يصلنى لحن الإيقاع الحيوى المتناغم.

الله يسامح الأطباء الذين استسلموا لغير ذلك، ولا يسامح الشركات إياها

 يا شيخ.

د. محمد أحمد الرخاوى: (ردّ آخر غير الاسبوع الماضى)

…..فعلا المبدع هو الذى لا يعرف ماذا سيبدع الا بعد ان يبدعه!!!!!
والاغرب انه فى كثير من الاحيان يخرج اى ابداع من رحم المجهول التام فى رحلة سبر مجهول قد يكشف اولا يكشف!!!!
وبعد ان يكشف يكتشف اى مبدع حقيقى ان الابداع هو ابدا ما لم يكشف حتى يكشف وهكذا ابدا!!!!

د. يحيى:

… ومع ذلك فالإبداع هو أرقى أنواع الإرادة وأشملها، لكنها إرادة الإبداع بالوعى المتضفر، وليست إرادة إتخاذ قرار الإبداع، ثم إنه لا يوجد شىء اسمه “المجهول التام”، هو فقط حضورٌ بعيد عن التناول المسطح الجاهز، صحيح أن سبر المجهول قد يكشف أو لا يكشف: وإن الإبداع هو أبدا ما لم يكشف حتى يكشف، لكن دعنى أذكّرك يا محمد بدور المتلقى، وهو يكشف ما لم ينكشف حتى للمبدع، فهو الناقد الأول وليس الأخير.

أ. رامى عادل: المبدعة المريضة         

للحقيقه مفردات, ينبغى لنا تحويرها، اننا لا نخبر بها حتى انفسنا – جناية.

د. يحيى:

ليست جناية تماما،

 هى الحقيقة

****

تعتعة: “إنى لو لم أولد مصريا…!!”

د. طلعت مطر

أستاذى الفاضل، أشكرك على تعليقك الغاضب على رسالتى ولقد كنت متوقعا تقريبا لهذا الرد لأنى أعلم مدى مصريتكم واعتزازكم بها والتى أحملها أنا الآخر هما بين ضلوعى ليل نهار حتى كدت أنوء بهذا الحمل وقد انقض ظهرى، ولكن هيهات فهو كامن بين الضلوع فلا يمكن الفكاك منه حتى بالموت. فلا غرابة إذن من ان ينتابنى شعور بالحنق على بنى بلدتى لاننى أريد أن تكون لهم حياة ويكون لهم أفضل ما يمكن. أما قرأت تعليقات هؤلاء الشباب على مقالتكم؟ أما قرأت اليأس فى كتاباتهم.أليس هذا مقلقا بل ومرعبا؟ غير أن ما أقلقنى أكثر هو أنهم لايحّملون أنفسهم ادنى مسئولية عما وصلت إليه أحوالهم. إنهم يلقون باللوم على الدولة أو الحكومة، كأنما الحكومة شخص ما قد اتى من كوكب أخر. إليست الدولة هى نحن؟ أليست الحكومة هى نحن؟ أليس الوزراء ورئيس الوزراء والجهاز الحاكم كله هم أنا وانت وأخى وأخيك أو احد أقاربك. وإن كان هناك قهر ما فلماذا نرضى به؟. ألسنا مذنبين حين نرضى بنظام لا يخدم مصالحنا. لماذا لا نرفض حتى الدم. والتاريخ خير شاهد على كيف صنعت الشعوب حضاراتها. وإن لم نستطع فلماذا لا يستغل كل ما أوتى من سلطة أن يصلح ما يمكنه إصلاحه دون الانتظار لتغيير شامل لن يجئ أبدا؟

أستاذى الذى أحبه لأنه يحاول. انا اعرف اننى اقسو على نفسى كثيرا لأننى كنت أنتظر منها أكثر ولكنها خذلتنى فليس غريب على ان اقسو على أبناء بلدتى لإننى أنتظر منهم الكثير.

د. يحيى:

شكراً يا طلعت على تحملك لغضبى،

 ورفضاً لزعمك – أو تصورك – أننا رضينا أو نرضى بكل هذا، أو بأى من هذا

طبعا أنا أعذرك، ولا أعذرك، وأرجو أن تقرأ استجابات الشباب الموجوع مرة أخرى، ثم تقرأ موقفهم الثانى بعد ذلك مما كتبت أنت، وأنا، المرة تلو الأخرى،

 ثم دعنا نحترم معا كل الجارى ولا نكف عن الاستمرار.

أ.وليد طلعت:

….فى مقال النهاردة قلت كتير من اللى كنت عايز اقوله، وباضيف ان حتى اللى هربوا منها واللى بيحاولوا ومش عارفين يهربوا واللى خرجوا اضطرارى زى حالاتى وغيرى كتير منهم بيتابعوا البرامج والتحقيقات المتصورة والمكتوبة كأنها هتوصلهم بيها وناسهم وهيعوضوا بهذه الجرعة من التعذيب اليومى للذات احساسهم بالتخلى والهروب،

……(توقفت عند ما قالته) د. أميمة بشكل إنسانى شديد العمق فحكاية القطر (معدش الموضوع شوية الناس اللى ساكنين فوق) ولازم ناخد بالنا ونلحق لاحسن مش عارف ممكن يحصل إيه؟

د. يحيى:

حايحصل كل خير، غصباً عنهم جميعا، هذا إذا لم نتوقف.

د. هيثم شبايك

……. أتشرف بأن تكون هذه هى أول مشاركة لى معكم فأرجو أن تسامحنى ..وتوجهنى ..وتوبخنى .. لو كانت تعليقاتى وآرائى أقل من المستوى كثيرا فذلك من قلة خبرتى وتجاربى أنا طبيب نفسى صغير, خريج طب القاهرة، مصرى، شاء القدر أن أكون مقيم وأعمل فى دولة الإمارات العربية المتحدة، أحاول أن أتغلب على عائق بعدى عن مصر وأن أتعلم وأنمى نفسى فى مجال تخصصى وفى الحياة بشكل عام بما هو متاح لى من إمكانات بعيدا عن مصر، وصدقنى ياسيدى، الأمر صعب، وذلك أساسا لأننى بعيد عن مصر، حيث أن مصر مهما كان واقعها فهى المصنع، هى المنبع، هى المصدر لكل الخبرات والكفاءات لكل من حولها مهما علاشأنهم ومهما ساءت أحوالها. المهم لن أطيل على سيادتكم فى هذا الشأن حيث أن لدى تعليق على موضوعنا (لوددت أن أكون مصريا).

هل توافقنى سيادتكم على أننا لا يجب أن نناقش موقفنا من (مصر) ككتلة ووحدة واحدة، نقف منها موقفا واحدا سواء سلبا أو إيجابا؟؟؟ ألا ترى أن فى ذلك نوع من أنواع اللا موضوعية؟؟؟ فأنا لى رأى أرجو أن تصححه لى… يجب أن نفصل ونفرق بين مصرين … (مصر المعنى(… و(مصر الواقع)!!! (مصر الواقع) هى التى نشعر تجاهها بكل هذه المشاعر السلبية، والحنق، والغضب، والإحباط، والحزن، بل وعفوا …القرف …وتتباين ردود أفعالنا تجاهها مابين الرغبة فى الإصلاح أو التغيير أو الهروب أو التنصل أو حتى الرغبة فى حرقها (كمجلس الشورى) والتخلص منها. …. كل تلك الأراء نسبيا مقبولة حتى من باب حرية الرأى والفكر ….. ماشي….!!!

أما (مصر المعنى) هى العمق، اللب (الذى نبت حوله كيان كل مصرى فينا)، الأصل (الذى بدونه نصبح كالشعوب العديدةالتى تحاول شراء أصول لها بالمال أو بالتنازلات وذلك كى تكون …ولن تكون)، القيمة(التى بلاها نهون)، التاريخ (الذى بدونه نصبح كأشجار بلا جذور، أشجار بلاستيك باردة كالتى تمتلئ بها المولات الحديثة)، هى الوطن(الذى طالما كنا من علم الآخرين معنى هذه الكلمة فجاء تعبيرهم عنها مقتبسا عنا)، الأم (التى لولاها ما كنا)، الأمل (الذى به يكون لدينا الدافع للاستمرار)، (مصر المعنى) هى المذكورة بالخير من رب العالمين وسائر الأنبياء والمرسلين…إلخ مصر المعنى هى مصر التى لا تمس ولا يمكن أن تمس من قريب أو بعيد حيث أنها غير قابلة للتقييم ولم يخلق من المعايير والموازين ما يستطيع أن يحتويها. مصر المعنى إننى أعتقد أن الذى يجعل (لمصرالمعنى).. معنى ..هو ذلك ال …شيء ما … بل إن مصر المعنى يا دكتور يحيى ….هى …ال…شيء ما نفسه أو هذا ما أعتقده… وسامحونا

دكتور نفسانى صغير

لاحقا: (الخميس) لامؤاخذة نسيت أسألك عن تعليقك على الحريق؟

د. يحيى:

أهلا هيثم.

لا ..لا أوافقك

بعد تقديرى لحماسك، واحترامى لمشاركتك، دعنا نبدع العلاقة بما يوثق بيننا، وهو الاختلاف، أنا لا أوافقك على أن هناك مصر ومصر أخرى (مصريْن)، لا أوافق على هذا الفَصْم الذى استأذنك فاسميه الفَصْم الهروبى،

إما أن يكون المعنى هو الواقع الذى نصنعه، وإما فهو لا وجود له، أصبحت أكره التجربة، وأحذر المفاهيم، قد أوافقك على أن هناك واقع يُفرض علينا فرضا، وواقع نصنَعُه نحن صنعا، ليس أملا ولا حلما بل هو واقع، انتبهت الآن أننى حين كتبت ديوانى سر اللعبة سنة 1976، قبل أن أكتب شرحا على المتن (مضطرا) ليخرج كتابى الأم “دراسة فى علم السيكوباثولوجى(1)، انتبهت وأنا اقرأ رسالتك اليوم أن مثل ذلك خطر لى ورفضته عدت إلى المتن دون الشرح ووجدت أننى رددُت عليك ربما قبل أن تولد، (عذرا) ومازال هو نفس الرد الذى يحضرنى الآن.

وجدت أننى رفضت فصل ما هو “معنى” عن ما هو “واقع”، ولكن قبل أن أقتطف ذلك دعنى أذكر لك أن النهاية قالت:

“لا..يا من ترقب لفظى العاجز، بعيون الفن المتحذلق، أو تفهم روح غنائى بحساب العلم الأعشى، لا تحسب أنى أكتب شعرا، بخيال العجز الهايب، أو أنى أطفئ نارى، بدموع الدوح الباكى، لا..لا.. هذا قدرى،

فليحترق المعبد،

ولتنذْرُ الريحُ رمادَ الأصنامْ

ولتُسْاَل نفسُ ما كسبتْ

أو

فلنتطور

إذ يصبح ما ندعوه شعرا

هو عين الأمر الواقع.

سوف تجد يا هيثم نفس هذا المعنى فى يومية الغد (تعتعة) فى وداع محمود درويش عائداً من المنفى ليحضر فينا.

برجاء أن تفهم من كل هذا رفضى لفرضك أن ثَمَّ مصريْن

لا توجد إلا مصر واحدة هى ما نصنعه أنت وأنا،

وهى هى إنسان الدنيا فى كل مكان،

لكن لندعْ كلاًّ ينطلق من قاعدته.

أما تعليقى على الحريق، فهو أن أوصينى وإياك بالاستمرار مهما كان.

هل يكفيك هذا؟

هو يكفينى.

د. محمد أحمد الرخاوى

اما عن تعليق رامى فالمعرفة تصيبنى فعلا، بس مش فى مقتل، المعرفة صابتنى ورب العرش نجانى

د. يحيى:

على الله تكون نجاة إلى معرفة أرحب فأرحب…..

ونسمع رامى الجديد معاً، لعل وعسى

أ‌.      رامى عادل (الفطرة)

….. فى عتمة القوقعة المفتتة، شرجية المنبت، طلت من البوار هاتفه، ناشده للصغار، تفرش جناح الزغب، وتهدهد موج الصخر، تتلقى بكره الجاى.

سلام عليكم

د. يحيى:

وعليكم السلام

****

حوار/بريد الجمعة  8-8-2008

وليد طلعت

عايز ابعتلك يا عمى ديوان لمجرد الفرجة على بعضه بس خايف اكون بتقل عليك وارهقك انا هحاول انشره السنة دى وفدوى (مراتى) رسمتله اللوحات الداخلية فعلا

 مش هبعته الا اذا اديتنى الموافقة

رغم انى محتاج اتونس برأيك..

يمكن لما اخلص منه أشوف حالى بقه واعرف ارجع اطير

د. يحيى:

ليس هناك شىء اسمه “مجرد الفرجة” استمر يا وليد، ولا تعتبرنى مرجعك، لقد تعلمتُ ألا أتدخل فى أية محاولة إلا بعد تمامها احتراما لكل ما يمكن أن يضيف.

د. منير شكر الله: (عن ندوة: حدود الذات)

أولا أشكرك على مقابلتك الكريمة لنا د. أميمة وأنا يوم الندوة الجمعة الماضى بالمقطم وكنا سعداء

بحضور الندوة، وبمقابلة حضرتك وجها لوجه.

أعجبنى ردك على المشارك الذى سأل عن موضوع التدين وتركيزك على أننا يجب أن نتحمل المسئولية التى يفترض أن الله أعطاها لكل منا شخصيا بدلا من تعليق المسئولية كلها بطريقة طفولية على الشيخ أو القسيس.

…. موضوع الندوة “حدود الذات” كان مهما جدا وكنا متشوقين لسماعه ولكن أصارحك أنى توقعت أن يتوسع الدكتور رفيق حاتم المتحدث أكثر من ذلك وكنت أود لو كان هناك كلام أكثر عن التطبيقات العملية والإكلينيكية لهذا الموضوع الهام. كنت مهتما بهذا الموضوع بصفة شخصية لأنى كان المفروض ان أقوم بتحضير محاضرتين عن نفس الموضوع ضمن محاضراتنا الأسبوعية يمستشفى المعمورة وعندى سؤال متعلق بالموضوع: هل المريض الذهانى عامة أو الفصامى بصفة خاصة الذى يعانى من فقد أو شفافية حدود الذات يمكن أن يكون من ناحية أخرى وفى أحد مراحل مرضه أقرب إلى الوعى بالحدود بينه وبين الآخرين و بينه وبين الأشياء؟

د. يحيى:

إن الذى علمنى المعنى الحقيقى لحدود الذات هو المريض الفصامى المرضى الفصاميين بالذات، وأحدهم هو الذى كتبت على لسانه قصيدتى فى ديوان “البيت الزجاجى والثعبان” باسم “ملهى العرى” واسم فرعى لم أنتبه إليه إلا الآن هو “حدود الذات وصكوك الملكية” وأظن أننى نشرت القصيدة كلها فى النشرة بهذا الاسم “حين يشف جدار النفس يكون النظر إلى المرآة جريمهْ”

إلى أن قال:

“.. لم يكن الداخل ملكى يومَا، والمفتاح المزعوم خرافة، والباب بلا مزلاج، والمتهم برىءُ مجهولُ الاسم، قيل له ذاتى”

“اسٌم للشهرة، مفعولٌ به، لمْ يحفظ ما يملك، ما دافَعَ عنه”، ما “كان!”.

أليس فى كل ذلك رد على سؤالك يا عم منير؟

د. منير شكر الله

يبدو أن ما يهمنى هو كيف يمكن إستخدام ذلك فى العلاج؟ على قدر ما قرأت فى كتاب متأثر بالتحليل النفسى هو  Keeping Boundaries أعترف أنى تأثرت كثيرا بهذا الكتاب وهذا الكتاب الأمريكى يربط بين تطور حدود الذات والإضطرابات النفسية وبالتالى الحدود العلاجية التى يفترض أن الحرص عليها سيكون له تاثير إيجابى على المريض ولذلك فهو يحرص كثيرا على تأكيد وتوضيح الحدود بين المعالج والمريض والحرص على عدم تجاوزها. فهل مجرد العلاقة العلاجية “الصحيحة” التى يحرص فيها المعالج على توضيح الحدود بينه وبين مريضه – هل هذه العلاقة وحدها كفيلة بتصحيح هذا الخلل فى الوعى بحدود الذات؟ وهل بالفعل أن العلاقة العلاجية الصحيحة تستلزم وضعحدود صارمة بين المعالج والمريض؟ أسأل هذا السؤال لأنى لاحظت أن طريقة العلاج التى تتبعها وتنصح بها تختلف كثيرا عن الكتاب الذى ذكرته . فهل الموضوع يتوقف على أسلوب العلاج أم على المعالج شخصيا أم على ماذا؟ وهل يمكن ان نقول أن كل حالة تستلزم نوعاً مختلف من التعامل مع الحدود – حدود المريض وحدود العلاج؟

 د. يحيى:

أظن أن ما تشير إليه هو شىء آخر، هو أقرب إلى الدعوة إلى حياد المعالج، والتزامه بحدود دوره المهنى، وهى قضية أخرى، أبعد ما تكون عن مسألة فقد حدود الذات للمريض تركيبا سيكوباثولوجيا.

وقد سبق أن تناولت موضوع الحياد هذا فى اكثر من موضع فى باب الإشراف عن بعد، كما ناقشت اختلاف ما نمارسه عما شاع فى ثقافات أخرى حين ناقشت الإبن والصديق د. جمال التركى ورددت عليه ردا طويلا فى يومية مستقلة “يومية الإشراف على العلاج النفسى (3).

أرجو أن يكون لديك فرصة للإطلاع على كل ذلك،

هذا عن توضيح الحدود بين المريض والمعالج بل وبين أدوار المعالج المتعددة يومية الإشراف على العلاج النفسى الأخيرة “إبعد عن المبدع”

أخيرا أنتهزها فرصة هنا فأضيف بُعداً مهما لم تتطرق إليه الندوة، وهو ما يتعلق بفكرة فقد حدود الذات “إيجابيا” إن صح التعبير، وهو ما يحدث فى أزمات النضج، وكمرحلة فى الإبداع، وأيضا فى ممارسة الجنس “الخلاّق” إن صح التعبير.

 ولنا عودة.

***

هل للذات حدود

د. أميمة رفعت

أردت التعليق فعلا على الندوة عن حدود الذات ولكن كان لدى مشكلة بالكمبيوتر منذ الإثنين الماضى لم تحل سوى  مساء الخميس ….فعذرا.

أود أولا أن أشكرك على حسن الضيافة، وأشكر د. رفيق حاتم فقد فتح لى بابا جميلا للمعرفة أنهل منها لعل ما يصلنى يقلل من جهلى الشديد بعض الشىء.

هذه أول مرة أسمع عن Didier Anzieu وبالتالى عن كتابه “الذات الجلد” Le moi peau ، وقد فهمت فى بداية الندوة أن الجلد سيكون تعبيرا مجازيا ليقرب للمستمع صورة حدود الذات، وللتشابه – من وجهة نظر “أنزيو”- بين خصائص الجلد ووظيفة حدود الذات كونه: يحتوى، مرن وثابت فى الوقت ذاته، يبعث بالكثير من المعلومات من العالم الخارجى إلى الداخل من أحاسيس مختلفة وطاقات…إلخ. ولكن بدا لى من عرض الموضوع بعد ذلك أنه أكثر من تعبير مجازى، وأنه كعضو فى الجسم بإمتداده وإتساعه يسمح بالتلامس والتلاصق ونقل أكبر قدر من المعلومات إلى الذات بالداخل حتى تنمو تنضج. وأن هذه العملية تبدأ منذ الطفولة فى ظل رعاية الأم للطفل (أو أى رعاية بديلة). وقد أربكنى الخلط بين الصورة المجازية والأخرى الحقيقية فيما يريد أن يوصله د.رفيق عن أنزيو، بل أنه –بالمقارنة – بدت لى مقدمتكم عن حدود الذات وماهيتها، والمقتطف الذى عرضه د.رفيق من مقولاتكم أكثر ثراء وعمقا ومنطقية.

من السهل تخيل للذات حدود دون اللجوء إلى أى تشبيه مادى مثل الجلد أو غيره. بل أننى وجدت الحركية الدينامية بين حدود الذات والخارج وبينها وبين حدود الذوات الأخرى بالداخل، حسب المقتطف، أكثر مرونة وحرية من الجلد الجامد مهما بلغت مرونته وتعددت مسامه.

د. يحيى:

لست أرى فى مفهوم حدود الذات أى مجاز أو تجريد، بل إننى أعامله باعتباره واقعا نمائيا بيولوجيا حركيا له حضوره حين نفقده فى التفسخ الفصامى بالذات ومآله المرعب، كما أن له حضوره كمرحلة فى النمو والأهم فى الإبداع، وكما قلت للدكتور منير حالا، أكرر لكِ أن لنا عودة مطولة فى ذلك غالبا، أعنى فى مسألة الفقد الإيجابى المؤقت لما يسمى حدود الذات أثناء الجنس والنمو والإبداع جميعا.

د. أميمة رفعت

النقطة الثانية التى لم أفهمها جيدا، هو هذا الربط الوثيق بين الرعاية الجيدة فى الطفولة و تشوهات حدود الذات أو عدمها. وقد إستشهد المحاضر (أو الكاتب لاأعلم تحديدا) ب وينيكوت Winnicott وفكرته عن البيئة المحتضنة للطفل Holding environment والتى يؤدى الخلل بها إلى ما يشبه الذات المزيفة false self عند الطفل، وأعتقد أن وينيكوت كان قد إعتبرها أقرب إلى ذات الشخصية الشيزودية. وقد ألقيت على د.رفيق سؤالا متمنية أن يعمق لدى الفكرة قليلا ولكن يبدو أن الوقت لم يكن كافيا وله العذر طبعا. سألت ماذا عن أطفال الملاجىء الذين لم يحظون بالأم الجيدة أوالبديل، هل ينشأون بالضرورة بتشوهات فى الذات وحدودها، وأعيد صياغة السؤال الآن: وماذا عنالأطفال الذاتويين Autistic أو غيرهم من الأطفال الذين يعانون من أمراض نفسية برغم وجود أم جيدة suffisament bon – حسب تعبير د.رفيق – أو بيئة محتضنة جيدة – بحسب وينيكوت؟

كنت أظن أن الذات البشرية أكثر قوة ومرونة من أن تتشوه لمجرد عدم وجود دعم فى بداياتها. أنا لا أنكر أهمية الأمومة والرعاية ولكن ألا تقاوم الحياة الصعوبات من أجل الإستمرار؟

أعتقد أننى قرأت لوينيكوت نفسه أن: هناك ذات حقيقية تختبىء دائما تحت الذات المزيفة تحتمى بها، وتتفاعل مع فشل الأخرى فى التكيف مع الواقع، فينتج عن تفاعلها أسلوب حياة جديد يمكنها من الإستمرار.

وأخيرا ..ذكرتنى الندوة بمؤتمر حضرته فى مايو 2007 بمكتبة الإسكندرية للدكتور “سامى على” أقيم بالتعاون بين جامعة الإسكندرية وجامعة تولوز بفرنسا، بعنوان “المرض بين النفس والجسد””entre l’ame et le corps La maladie. إحدى المحاضرات قدمتها معالجة تحليلية إيطالية عن حالة شاب مصاب بالصدفية psoraisisولم ينفعه أطباء الجلد فعالجته هى بالتحليل النفسى بطريقة “ألعاب الرمل” ليونجjeux de sable . وكان من المثير فعلا رؤية تفاعل الجسد بهذه القوة (ممثلا هنا فى الجلد) مع الذات فى مرضها وأثناء الشفاء.

د. يحيى:

تركت هذا التعليق المطول لأنه وصلنى أنه مقال مفيد فى ذاته، أكثر منه تعليق محدود.

****

تعتعة: “.. لوددت أن أكون مصريا”

د. منير شكر الله

1- المصرى يريد أن يأخذ أكثر مما يعطى.

  • “ليس صحيحا… حتى بالنسبة لمن لا يحصلون على حقوقهم المشروعة. كثير من الناس “الغلبانة” فى بلدنا وهم نسبة لا يستهان بها يقومون باعمالهم بجد ونشاط على قدر ما تعلموا وعلى قدر جهدهم. ولا ادرى كيف ينطبق هذا الكلام على أغلب المصريين الذين يعطون الكثير ولا يأخذون إلا الفتات.

2- الكرامة التى يتغنى بها هى وهَمْ، فهو يتنازل عنها فى سبيل تحقيق أى مكسب.

  • هذا قول مرسل فيه ظلم فادح لكثير من المصريين الذين يحافظون بقوة على كرامتهم بالرغم من وجود بعضهم على عكس ذلك بالطبع.

3- المصرى قد الف العيش فى القذارة وانظر الى الشوارع المصرية وأكوام الزبالة.

  • المصريين لا يعشقون القذارة ولكن يمكن أن نقول أن كل واحد يحرص على نظافة مكانه الخاص أحيانا لدرجة الوسوسة ولكن بالفعل ليس هناك حرص على نظافة الأماكن العامة التى يراها المصرى منتمية للحكومة وليس إليه ولذلك فلا يحرص عى نظافتها خصوصا عندما تجبى منه الحكومة الضرائب بحجة النظافة العامة التى لا تتحقق أبدا.

4- المصرى مستكين يرضى بالذل والهوان ولايثور إلا ثورة القطيع.

  • قراءة صحيحة ومتأنية للتاريخ المصرى تنفى ذلك تماما

5- المصريون أقل الناس إبداعا وهذا يفسر احتماءهم بالتدين الشكلى.

  • أنا شخصيا رأيت إبداع المرضى النفسيين المصريين ووجدته فى غاية الجمال فما بالك “بالطبيعيين”؟ ولا ننسى الإبداع الفطرى البديع لأطفال قرية الحرانية. أما التدين الشكلى فله أسباب أخرى إقتصادية وإجتماعية وسياسية. وحتى هذا التدين الشكلى هو إبداع من نوع خاص .. الناس تريد أن تبدو متدينة من الظاهر فقط وهو شىء يحتاج لكثير من “الإبداع” والتحايل

6- المصرى لايقدر قيمة العلم.

  • الإيمان بقيمة العلم ليس قيمة يولد بها الإنسان وإنما يتم تدريبه وتعليمه وتثقيفه بها و بالطبع لن يحدث هذا إلا إذا كان المجتمع بصفة عامة يؤمن بهذا العلم فكيف تريد للمصرى ان يؤمن بقيمة العلم إذا كان التعليم لا يزرع فيه هذه القيمة؟

7- المصرى من أقل الناس انتماء لبلده وانظر الى سلوك الناس وتعاملهم مع الممتلكات العامة.

  • نفس التعليق على رقم 3

8- المصرى لا يتذوق الجمال وانظر الى شكل الارصفة فى شوارعنا.

  • حتى لو أخذنا بتراتبية الحاجات الإنسانية عند “ماسلو” وافترضنا أن الحاجة إلى الجمال تالية للحاجات الإنسانية الأخرى .. فإن هذا لن ينطبق تماما على المصريين وهناك أمثلة كثيرة على ذلك . . أنظر مثلا إلى الأكشاك العتيقة على جوانب السكة الحديد كيف زرع فوقها الموظفون المطحونون كمية هائلة من النباتات المتسلقة ذات الأزهار أو زرعوا حولها بعض النباتات لتجمل من شكلها

 أما الأرصفة فى شارعنا الذى أسكن به وهو يعتبر فى منطقة شعبية فأغلب أصحاب الدكاكين إما زرعوا أشجار أو وضعوا بعض اصص النباتات والزهور.

د. يحيى:

هذه التعليقات أهديها للابن د. طلعت مطر

 وأنا أعلم أنه أكثر تألما منا، ولكن يبدو أن لصبره حدودا أضيق، فأذكّره أن للفعل الذى يتقنه، وندعو جميعا إليه، حدودا تتجاوز حدود الصبر والإعاقة،

 وإلا فلماذا نواصل العيش بكل هذا العناد والتحدى.

د. محمد شحاته

أسمح لى أن أرد لأنى مستفز مما قاله الزميل من الامارات خاصة وأنى أتحدث بصفتى واحداً من أبناء جيل لم ير البلد التى رأيتموه:

1- قال: المصرى ياخذ أكثر مما يعطى.

  • وكان من الأجدر أن تقول إنه يعطى ولا يأخذ شيئاً

2- قال: إن الكرامة وهم.

  • كلا يا زميلى الفاضل بل هى حقيقية ولولا ذلك لما سافرت للخارج بحثا عنها بينما بقينا هنا نتنزعها انتزاعاً

3- قال: إن المصرى قد ألف العيش فى القذارة.

  • وهل يستطيع أحد فى الدنيا أن يتحمل هذه القذارة ويعيش ثم يعطى ويبدع

4- قال: إن المصرى مستكين.

  • هو أبعد من كل هذا؟!

5- قال: إننا اقل الناس إبداعاً.

  • لن أحليلك إلى كلام د. يحيى ولن أذكرك بمبدعينا فى كل مجال يكفى أن ترانا كشباب الأطباء ونحن نتحايل على كل شئ من أجل ان نتعلم بجد.

6- قال: إن المصرى لا يؤمن بقيمة العلم.

  • قد اتفق معك جزئيا فى أننا لا نؤمن بأهمية البحث العلمى خاصة على مستوى المؤسسات لكن استشهادك الغريب بفيروس سى – ولو صح – لا يعنى إلا أنانية شعوب أخرى تحتكر الدواء لنفسها.

7- قال: إن المصرى من أقل الناس انتماء لبلده.

  • يا دكتور البلد بلدنا رغم أنفهم حتى لو دفعونا جميعاً للهجرة سنظل مربوطين بها بحبل لن يقطعوه، منهم لله.

8- قال: إن المصرى لا يتذوق الجمال.

  • وبرغم القبح الظاهر فينا فما فائدة شارع ورصيف دون قلوب تهرع لمساعدة الغريب فى أى وقت مهما كانت المخاطر.

وبعد كل ذلك أجدنى أقول: إننى ولدت مصرياً بالفعل لكننى كنت أحب لو كنا أفضل.

د. يحيى:

الحوار ساخن، والنوايا على الجانبين طيبة، والألم حقيقى

 لكن النوايا لا تكفى.

ولا تبرر موقف أى طرف على الجانبين.

د. مدحت منصور

يعنى كل تعتعة حانقعد نعيط جنبها؟ وبعدين؟ أهكذا؟.. أمنا بقت وسخة قوى وقبيحة كمان, حنبيعها مع اللى باعوها ولا نقف نتفرج بهبل؟ ولا نصفى حسابتنا معاها عشان أكلتنا وربتنا وخلتنا بنى آدمين نعرف نتكلم؟ يعنى ماتعلمناش فى الجامعة وأغلبنا ببلاش يعنى ما أكلناش لقمة على أرضها, ليه بنشوهها دلوقت وبنشوه نفسنا معاها؟ عشان ظلمتنا؟ ما هى ظلمت أبويا وجدى, الظلم عندها قديم وتاريخه طويل، نكونشى بقينا قللات الأصل؟ نكونشى فقدنا جزء من إنسانيتنا وكيانا بعناهم ببلاش للخواجات ولا للى مش خواجات؟ …. تجيش بدل ما نصلحها نتف عليها نحرقها, نولع فيها مش ده يمكن يشفى غليلنا من خيبتنا وعجزنا أو تقاعسنا؟

 مطلوب كتير مطلوب من كل واحد إنه يجود عمله فى موقعه وإنه ميوسخهاش أكتر

 صعب ده يا رجاله ويا هوانم صعب إننا ننتمى لنفسنا, من قلب الاكتئاب الذى أعانيه تنزل دموعى على البلد، ويطلع الكلام ده وتقول الـ “شئ ما” مش موجود!! لأ موجود رغم أنف من باع ومن لم يبع.

د. يحيى:

هو موجود، لأنك موجود، ولأن الابن د. طلعت مطر موجود، ولأنى موجود، ولأن ربنا الحقيقى موجود، فينا وحولنا، وبنا، ومعنا، إليه، طول الوقت.

د. مشيرة أنيس

مش عارفة متلخبطة بعد قرائتى للمقالة

فأنا طول عمرى بقول انا ما عنديش انتماء لللبلد دى والموضوع ده كان عادى جدا…انا ما اتربتش فى مصر ورجعت دخلت الجامعة فيها … وكنت دايما اقارن بين النظافة والراحة والشوارع الفاضية والهدوء وبين زيطة بلدى….لكن بينى وبينك عشت حاسة انى من غير بلد….احساس عجيب ومش حلو دلوقت بعد قعادى فى مصر اكتر من 10 سنين متواصلة بعدت عنها حاليا لمدة شهرين ومش عارفة ايه اللى حصل وايه اللى اتفجر جوايا تخلينى اغرق فى حب البلد دى واسمها واعرف بجد ان انا منتمية ليها بكل حته منى ونص

حاسة دلوقت ان العيشة فى مصر: “حقيقية” وبجد

وبتخيل نفسى مكملة فى عالم مصنوع انا فيه حاليا وعارفة انى اكيد هتخنق لو كملت

النجاح والابداع فى مصر ممكن ونص

بدليل شغلتنا دى…والناس الرائعة اللى بتدى ومش مستنية مقابل

زى حضرتك، د.شعلان، د.عادل الله يرحمه أستاذى د. محمد المهدى….

 وعلى رأى حضرتك ابداع الناس اللى بتكافح كل يوم وعايشة يوم بيومه

ربنا يخليك لينا يا د.يحيى وشكرا لأنك سمعت لبنتك

د. يحيى:

حلوة حكاية “العيشة فى مصر: حقيقية”

هى كذلك لمن يريدها كذلك،

 تصورى يا مشيرة أن ابنى وصديقى د. رفيق حاتم من/فى فرنسا: يحسدنا على مساحة الحرية التى نتحرك فيها مع بعض، طبعا هى نوع آخر من الحرية ليست له علاقة بالحرية السياسية، ولا بما يحيط بنا من قهر فعْلى  من كل من جلس على كرسى السلطة (بأنواعها) وتدلت منه قدماه لقصر قامته!!

 صح، إن شغلتنا تُعلمنا الكثير،

 لكن الصحيح أيضا أن الثمن غالً.

ولكنها تستأهل!

أ. سارة أحمد

اضم صوتى لصوتك … لو لم اكن مصريا لوددت ان اكون مصريا مقالك اثلج صدرى …ان اجد مفكرا مثل حضرتك مازال يرى ويشعر بهذا الشىء وهذه الهوية المدفونه داخلنا، راااااااااااااااائع ولكن قليل من اراهم فى حياتى اليوميه يرون “هذا الشىء ..ما” الظاهر أن ما يبدو من سوء الاوضاع جعل الناس ثائرين .. ليس على الاوضاع البائسه …بل ثائرين على أنفسهم، كل منهم يرى المصرين اصبحو سيئين … والعجيب ان ذات الشخص نسى انه منهم، كل منهم يشير الى السلبيات … ولو كان حرك بهذا الأصبع الذى اشار به ساكنا …. لما كان هذا حالنا.

للأسف لا تعلم حكومتنا قيمة المصريين حتى اصبح المصرى لا يعرف قيمة نفسه ولو كان للإبداع وطن لأسميته ارض المصريين فهل من بلد جرى بها ما جرى لمصر ومازالت الشوم تنهال على رؤسهم وهم ما زالوا هنا، ومازال يعملون لكى يغيروا شيئا ما … عليك ان تراه اولا وان كنت بأرض واشرت الى اهلها بالقطيع فماانت الا غنم يرعى مثلهم.

د. يحيى:

ومع ذلك، يبدو أن المسألة أصعب من كل تصور

****

العلاقة بين الجنون والإبداع

أ. خالد صادق

جايز اكون مافهمتش كويس علشان كده مش حاقدر أعلق لكن هقول رأيى للزمن ومش عايز حد يعلق عليه لانى ماليش فى علم النفس والكلام ده.

 انا الصراحة مش مقتنع اننا ممكن نقارن الجنون بالابداع لان مفيش وجه مقارنه لان الجنون مرض نفسى ببساطة والابداع حاله تفوق فى ربط الافكار ببعضها لاستنتاج افكار جديده بغض النظر عن ما اذا كانت مفيده أم لا اذا كانت مفيدة وقدرنا نستفاد منها هنسميها أفكار ابداعية واذا لم نستفد منها وعجزنا عن ترجمتها وفهمها هنسميها أفكار مجنونه وبكده ممكن نقارن بين حاجتين الابداع والابداع المجنون

د. يحيى:

أحترم عدم اقتناعك، وأرفضه

وأيضا أرفض تحذيرك “ومش عايز حد يعلق عليه”، ما دمت يا خالد قد سمحت أن تعلق على غيرك، فلابد أن تسمح لغيرك بمثل ذلك.

كما  أننى أرفض هذا التبسيط وربط مسألة الإبداع بالفائدة من عدمها.

وأعتقد أنه بغض النظر عن تخصصك أو موقفك المعلوماتى، فإن جهداً أكبر مطلوب منك،

برجاء الرجوع مثلا إلى كتابى المرجع “حركية الوجود وتجليات الإبداع”، وسوف تجد فيه الرد أو ربما يكفى أن تعيد قراءة اليوميتين يومية 11-8-2008 “عن العلاقة بين الجنون والإبداع (1)” & يومية 12-8-2008 “عن العلاقة بين الجنون والإبداع (2)”

****

يوم إبداعى الخاص: قصة قصيرة “الحلقة والمضرب”

أ. رامى عادل:

بالنهاية تمرغنى, وبقربك تبعثنى عرضا, بمفردك تكتتب فى قعر السفينة, جاهلا المكان, مقيدا فى سجلك الاحايين، طربك مغادرا, تلعن قبرك، وسط كوم التراب وجثث احفادك, لتنتعش الذكرى, فتسهر حول المرايات, تقذف سفرك ببشاعة لفظ لطرقات. شكرا يا عم يحيى.

د. يحيى:

شكرا يا عم رامى

****

أ. وليد طلعت:

تعليق على اليومية السادسة (بدال ما تثور تفِنّ بتاريخ قديم 7-9-2007)

على المقطع الذى يقول:

“قالوا عندك حلّ تانِى؟

قلت: اظنْ

ماهو طولْ ما الحر عايش ، لمْ لا بدْ

إنه يدفع ما عليهْ

قالوا: يعنى حاتعمل ايه؟

قلت أشيل أنا كل ده،

لأ، وأكتر من كده،

وابتـِدِى رغـْم اللى جارى

حتى لو ْمَا فاضِلشِى غيرى

قالوا: ورِّينـا شطارتكْ

ربنا يبارك فى خيبتكْ

قلت: طُــزْ

قالوا: فيكْ

قلت: فى اللى ينامْ يـِئـِـنْ

أو ِبِدالْ ما يثور، يِفـِـنْ

أعانك الله على حمل الأمانة وبعدين يا أستاذ ده فعل بشرى خارق وتاريخ مجيد اللى انتا عملته وبتعمله.

أما عن النهاية فرأيى المتأخر(بعد سنة من النشرة؟) ان الفن والوجع من أبجديات أى ثورة ممكن تحرك الناس لقدام وكتير من العظماء تصور وأنا فى الثانوى كنت زعلان قوى من شيخنا نجيب محفوظ لأنه فى نظرى وقتها كان بيفن مش بيثور مهما كانت عظمة إبداعه لدرجة انى كنت باحسبه عالسلطة، انما تحريك وعى الناس وترك علامات فنية مخترقة للزمن مش شئ هين، ويمكن ييجى اليوم اللى نقدر فيه نعمل كل الحاجات مع بعض.

د. يحيى:

فرق بين أن يحل الفن (الإبداع) محل الثورة أو أن يكون بديلا عن الثورة أو أن يكون حافزا للثورة.

ميّز أدونيس – أظن فى رده على توفيق الحكيم – بين الشعر الثورة (إعادة تشكيل الوعى) وشعر الثورة (شعر التحريض على الثورة: مثل: إذ الشعب يوما أراد الحياة ….إلخ)

المسألة أن تثوير حركية الوعى، يؤدى إلى “الإبداع الثورة” الذى يمهد بدوره “للثورة الإبداع”

 هى حلقات لا تنتهى.

 ولنا عودة

****

[1] – “دراسة فى علم السيكوباثولوجى” تخطت صفحاته الألف صفحة حتى نسيت المتن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *