حوار/بريد الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 3-9-2021
السنة الخامسة عشر
العدد: 5116
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
الأصدقاء المشاركون يتناقصون
يا ترى كيف أواصل؟
إن كنت سأستطيع أن أواصل
*****
أ. محمد الحلو
المقتطف: “أنا بسأل إنى بقيت مش عارف أتحرك خلاص، زى ما يكون وصلنا لمرحلة وقفة كده رخمة، محلك سر”
التعليق: هل الإحساس بالزنقة أو الوقفة اللى بتحصل عموما فى العلاج النفسى بيكون سببها المريض ولا المعالج، يعنى أنا مثلا بشوف إنى طالما بستخدم كل ما معى من أدوات بشكل منظم وممنهج وفق خطة محددة لتحقيق أهداف معينة فيكون إحتمالية الزنقة أو الوقفة دى قليلة، لكن كتير بيوصلنى إحساس من المرضى إنهم بيبقوا جايين عشان خاطر يحطوا قدامنا تحديات وكأنهم بيقولوا ((ورينى هتحلها إزاى)) ومش بكون وقتها قادر أحدد هل الزنقة هنا أنا السبب فيها ولا المريض…. وبلاقى نفسى كل مرة منشغل بالنقطة دى وتستغرق منى وقت ومجهود….
د. يحيى:
عندك حق
لكن لا دواعى للتوقف عند هذه العقبة ومحاولة حلها بالمنطق والتفكير السببى الخطى، إن استمرار المحاولة ونمو العلاقة جدير بأن نتجاوز مع المرضى اغلب الوقفات باحترام الصعوبة والوعى بها.
****
أ. فؤاد محمد
المقتطف: السفر هنا بيبقى إمتحان لوجود فرد، مش رأى فى مشكلة إقتصادية أو إجتماعية،
التعليق: ادى ايه الاشراف مفيد .واد ايه القرار صعب .. المشكله مش مجرد حسبة اقتصيادبة. زى ما حضرتك وضحت استشفت نقاط ان الموقف محير يحتاج لعلاقة أكثر عمقا
*التقمص قد يكون أكثر إيلاما ويضعنا أمام مسؤلية كبيره
*ما يصلح لمريض ما قد لا يصلح لآخر
*عدم وجود تاريخ عائلى إيجابى يجعلنا أكثر تحسبا
*دلالة الأعراض تجعلنا نقيم الغاية من الهجرة أو السفر أكثر ..
د. يحيى:
شكرا يا فؤاد
هذه قراءة جادة، وإضافة دالة ومفيدة
****
أ. محمد الحلو
المقتطف: “اختفاء المسافة بين الناس دون حركية الدخول والخروج تضيع فيه المعالم وتختفى المسئولية،
وتذوب الذات الهُلامية المفردة، فى فراغ الكتلة الجماعية الرخوة”.
التعليق: إذن لابد من وجود مسافة، فكيف تتحقق هذه المعادلة؟
د. يحيى:
طبعا لابد من وجود مسافة، لكنها مسافة متغيرة طول الوقت ومرتبطة بالإيقاعحيوى وبرنامج الدخول والخروج طول الوقت مع الحذر من الخلط بين إيجابية هذه القوانين وبين التذبذب المتردد.
أ. محمد الحلو
المقتطف: “كلما زاد الخوف الجبان والتوحش الأعمى زادت المسافة بين الناس، ونضبت موارد الحياة”…
التعليق: وماهى علامات الخوف الجبان، وما هى أنواع الخوف الأخرى؟
د. يحيى:
يمكنك الرجوع إلى نشرات “الخوف” مثلا:
- مقالة سطور فبراير 2005 “عن كبت الخوف، وتسطيح البشر!!! الحق فى الخوف”
د. ماجدة عمارة
صباح الخير يا مولانا:
المقتطف: المسافة “المتغيرة” بين الناس هى أمان من الوحدة ومن التلاشى معا، فانظر فى عمق “الطواف الملتحم”، ثم “السعى المهرْوِلْ”
التعليق: من الطواف إلى السعى ،حركية دخول وخروج ،شعرت بجسدى يتجاوب معها ،فيرقص مع الدائرة وينطلق إلى سعيه!
د. يحيى:
تقبل الله يا ماجدة
*****
أ. فاطمة
امتحان صعب ومستمر..
د. يحيى:
عندك حق
أ. محمد الحلو
تعليق عام: ….. سبحانك ربى… انت الملك لا اله الا انت الرحمن الرحيم
د. يحيى:
وهو القريب البعيد أبدا
د. ماجدة عمارة
صباح الخير يا مولانا:
المقتطف: ….فيسارع بأن يذكرنى كيف أن العزوف عن سؤاله أى شىء هو تأكيد لثقتى بفضله وكرمه وهو إفاقة راضية بما يجود به دون سؤاله
التعليق: وصلنى المعنى هنا، وكأن العزوف عن سؤاله أى شئ، هو الرضا بالوصل، والونس به، وكأن كل شئ قد انضوى فيه، فيأتى الشئ منه كل شئ ….وما خفى كان أعظم!
د. يحيى:
أوافقك
وهذا طيب
*****
د. ماجدة عمارة
صباح الخير يا مولانا:
المقتطف: أما قتل الأب بالمعنى الأوديبى أو بمعنى صراع الأجيال فهو أمر آخر يتطلب حضور أب قوى جاثم ممثلا للسلطة معيقا للنمو، وبالتالى حافزا على اختراقه، مثيرا لرغبة المحيطين المبهورين للتخلص منه، ولو بالقتل، أما هذا الأب المتنحى أصلا، الإبن دائما، الطفل لاهيا، فهو أبعد من أن يبرر قضية قتل الأب بالمعنى الأوديبي
التعليق: ضربة معلم ،تلك التى التقطت بها الفروق الدقيقة بين الآباء ،وصلتنى كأنك تغزل من إنتاج الأديب معاطف عديدة يرتديها البشر ليلعب كل منهم دوره فى الحياة ،لنرى أنهم ليسوا سواء ،فلا نلبس جميع الآباء ذلك المعطف الوحيد الذى ألبسهم فرويد إياه ليذهب بهم جميعا إلى القتل،أما ،رؤيتك فقد فتحت. أفقا جديدا للنمو دون حاجة للقتل لا فى الداخل ولا فى الخارج ،تماما كما فعلتها مع ميلانى كلاين فى تفسير الارتقاء للمخ الاكتئابى التواصلى المتحمل…كأنك تعلمنا أن قراءة الأدب ونقده آداة رئيسية من أدوات المعالج النفسي،فى مدرسة الرخاوى
د. يحيى:
شكرا يا ماجدة
ولعل هذا ما أعنيه فى القول الذى أردده كثيرا عن “التفسير الأدبى للنفس” ليكمل أو يفوق “التفسير النفسى للأدب” الذى صكه أستاذنا “عز الدين إسماعيل”.
*****
د. ماجدة عمارة
صباح الخير يا مولانا:
المقتطف: أنا لم أستقبل شخصية جروشنكا (ولا أناستازيا) باعتبارها “المومس الفاضلة”، ولكن باعتبارها جمال الحياة الدنيا جنسا حيا متكاملا مجسدا فى هيكل بشرى نابض
التعليق: أحببت إحببت إجابتك فى الهامش، إلى “أنس الوجود” عند محفوظ فى الليالى، بل أكثر من ذلك رأيت النقد عندك جسرا يمتد من ديستويفسكى إلى محفوظ، لترينا كيف يعزف الأدب مقامات عديدة على لحن الوجود الواحد
د. يحيى:
لعل الرد السابق يشمل ما أريد أن أقوله ردا على هذا التعليق أيضا
*****
2021-09-03