الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطف من كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الحالة: (25) “الذات: البيت الرعد من الخارج إلى الداخل، وبالعكس”

مقتطف من كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الحالة: (25) “الذات: البيت الرعد من الخارج إلى الداخل، وبالعكس”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 25-8-2021

السنة الرابعة عشر  

العدد: 5107

الأربعاء الحر:

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه  (1)

الكتاب الثانى الحالات: من (21) إلى (40)

تذكرة:

ننشر اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا – عملاً أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل نشر الحالة (25) من الكتاب الثانى من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه”، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد مـَنْ قد يمر في مثل محنته، أو خبرته أو علاجة!

جزى الله الجميع عنا خيرا

****

الحالة: (25)

الذات: البيت

الرعد من الخارج إلى الداخل، وبالعكس (2)

د.الشافعى: هى عيانة عندها 37 سنة، وعندها ولد وبنت، 11 و 9 سنين، حضرتك حولتها لى من أربع شهور تقريباً.

د.يحيى: أيوه، خير ان شالله؟

د.الشافعى: هى معاها بكالوريوس صيدلة لكن مابتشتغلش، ربة منزل يعنى، حضرتك حولتها لى من أربع شهور، كانت الشكوى الأساسية ساعتها إن هى بيجيلها خوف فظيع، رعب، لما يكون فيه برق ورعد، أو لما ينزل مطر جامد، وكانت بقالها تقريباً على الحالة ديه عشر شهور قبل ماتيجى، حضرتك حولتها فى الأول وكتبت “تؤجل الأدوية حاليا”، كانت واخدة أدوية لما شبعت وما فيش فايدة، فى البداية الأمور كانت صعبة، فأنا إديتها دوا بعد استئذان حضرتك، بدأت الدنيا تهدى شوية.

د.يحيى: بس دلوقتى، قصدى اليومين دول، لا فيه مطرة ولا فيه رعد ولا برق؟

د.الشافعى: أيوه، بس الأمور بانت إنها مش بس كده، دى عندها رهابات متعددة من كل حاجة تقريبا. عموما: كل ده إبتدا يهدى من ناحية الأعراض، لكن مع الشغل معاها ظهر إن فيه مشكلة فى علاقتها بجوزها جامدة شويتين، وبرضه فيه حكايات ومشكلات فى علاقتها بأمها.

د.يحيى: إيه دى وإيه دى؟

د.الشافعى: نمسك حكايتها مع أمها الأول، كانت وهى صغيرة كانت دايماً أمها سايباها، كانت بتشتغل ومشغولة عنها خالص، ولحد دلوقتى بعد ماكبرت برضه، زى ما يكون ما لهاش دعوة بيها، لا هى حاسة بمرضها، ولا بيها كلها، ولا حاجة.

د.يحيى: طيب وجوزها؟

د.الشافعى: جوزها راخر مشغول جدا طول الوقت، هو عنده شركة تجارية ومش فاضيلها، ومشغول طول الوقت، ومستريح إنها بتتعالج، زى ما يكون حد قام عنه بالواجب، وخلاص.

د.يحيى: يعنى هوه معترف إنها عيانة، وعايزة علاج، ولا شارى دماغه وخلاص؟ وانت؟، ما حاولتش تحرك فيه أى حاجة فى الاتجاه ده؟

د.الشافعى: بصراحة هو يعنى جوزها أى تحريك له صعب جدا، يعنى دايما يقول إنه مش فاضى، وبيصرح ساعات إن اللى هى بتعمله ده مجرد نوع من التفاعلات العادية، وإنه مش فاضى علشان يقعد جنبها ويطبطب عليها، لأنه لازم يشقى علشان يعرف يأكلها هى والعيال.

د.يحيى: وأمها؟

د.الشافعى: أمها متمركزة حوالين نفسها، وعندها مشاكلها، هى إتجوزت بعد وفاة والدها جوازة قصيره كده، كام شهر واتطلقت.

د.يحيى: اتجوزت بعد الوفاة بقد إيه؟

د.الشافعى: بعد وفاة والد العيانة بكتير، بخمس سنين مثلاً، يعنى بعد ما طلعت على المعاش، يعنى فضلت مكملة شغل لحد ماطلعت على المعاش لقت نفسها وحيدة، إتجوزت كده كام شهر، وبعد كده إطلقت.

د.يحيى: ودا أثرعلى بنتها إزاى؟

د.الشافعى: ما فرقتشى، المهم إحنا وصلنا دلوقتى فى العلاج لمرحله مش حلوة، المخاوف رجعت، وساعات بتزيد قوى لدرجة مابتستحملهاش، وبيترتب على ده قلق لأسرتها كلها.

د.يحيى: هى بتييجى جلسات العلاج بانتظام؟

د.الشافعى: هى بشكل عام كانت منتظمة خالص طول الأربع شهور دول، بس الأمور طالعة نازلة، وفجأة قالت لى إنها ماعديتش تستحمل أكتر من كده، وإنها مش حا تقدر تكمل علاج، عشان باين مافيش أمل خلاص إنها تتعالج، وإنها الظاهر حاتفضل كده بالصورة دى، وخلاص.

د.يحيى: وموقف الأهل من ده إيه؟

د.الشافعى: بصراحة هو جوزها شايف إنها بمجرد ما بتروح لدكتور وبتقعد تتكلم معاه، باين ده عمل يعنى حاجة، يعنى حصل فيه فرق شويه، هو كان فى الأول معارض إنها تروح لطبيب نفسى يعنى وبيقول لها ده شوية دلع ومش لاقية حاجة تعمليها، فتروحى نازلة رايحة لدكاترة، بعد شوية بقى هو اللى بيضغط عليها، وهو اللى بيجيبها فى الميعاد ويستناها طول وقت الجلسه قاعد فى العربية فى الشارع لغاية ماتخلص، يروح مرجعها البيت، أظن ده معناه إنه هو حاسس إن الدنيا متحسنه شوية.

د.يحيى: السؤال بقى؟

د.الشافعى: السؤال أنا مش عارف أعمل إيه بقى؟ مش عارف أكمل إزاى؟

د.يحيى: هى مش عايزة تيجى زى ما بتقول، حاتكمل إيه بقى؟

د.الشافعى: هى مش رافضة من الناحية العملية، هى بس بتصرح لى باللى هى حاسة بيه، يعنى بتقول مثلا ” خلاص، كده كفاية”، لكن بتييجى.

د.يحيى: بيبقى واقع الحال بيقول إن فيه علاقة علاجية؟

د.الشافعى: أيوه، فيه علاقة كويسة.

د.يحيى: أصل إنذارات الانقطاع، غير الكلام فى الانقطاع، غير الانقطاع الخايب، وكل ده غير الانقطاع بدون إنذار أصلا، يعنى فيه واحد مش عايز ييجى، يقوم مايجيش من سكات، زى مايكون يقولك: هيه! أنا كويس جداًّ، أنا خفيت، سلاموا عليكوا، وإنت تبقى حاسس إنه هوه زى ما هو، أو يكون يئس منك ومكسوف يقول لك، لكن لما واحد بيكون بييجى، وبانتظام، وبيقول أنا مش عايز، ده بيبقى أحسن، يبقى العلاقة فيها حركة ومصارحة، ممكن نعمل حاجة، يعنى لحد دلوقتى أنا مش شايف إن فيه حاجة تهدد استمرار العلاج، أنا شايف إن مشاعرها تجاهك، وتجاه العلاج إيجابية من واقع اللى حاصل.

د.الشافعى: أنا مش باسأل عن مشاعرها فى حد ذاتها يادكتور يحيى، أنا باسأل عن الشغل معاها نفسه، أنا بسأل إنى بقيت مش عارف أتحرك خلاص، زى ما يكون وصلنا لمرحلة وقفة كده رخمة، محلك سر.

د.يحيى:  أنا مش قصدى مشاعرها يعنى عواطفها، أنا قصدى تطور العلاقة، والتعاقدات التحتية، إنت قلت إنها ما بتشتغلشى، مش كده؟

د.الشافعى: أيوه، هى مابتشتغلش، هى معاها بكالوريوس، بس مابتشتغلش.

د.يحيى: مابتشتغلشى ليه؟

د.الشافعى: هى متجوزه بقالها 13 سنة، إشتغلت فى أول الجواز 3 سنين وبعد كده قعدت فى البيت.

د.يحيى: مافيش احتمال إنها تشتغل من أول وجديد؟

د.الشافعى: أنا حاولت أزق فى ده عشان العيال كبروا، وما عادوش عايزينها قوى قاعدة طول الوقت فى البيت.

د.يحيى: بصراحة فيه شغلانة للجماعة دول أنا ما باحبهاش، إنما أهو خروج، وناس، وكلام من ده، قصدى شغلة مندوب دعاية للأدوية،هى البكالوريوس بتاعها صيدلة، يسمح بده، صحيح هى شغلانة كلها اغتراب وسخف، وبيقعدوا يكرروا كلمتين زى الإسطوانة المشروخة، إنما برضه مساء الخير، مساء النور، الدوا دا ما اعرفشى إيه، والدوا ده أحسن من الدوا دكهه، وكلام من ده أنا علاقتى بالناس دول صعبة، همّه بيصعبوا علىّ لما بيمرّوا علىّ، فباقعد أهزر معاهم وهم عارفين كويس إنى ما باسمعشى كلامهم من أصله، إنما فيه علاقة، فيها ناس، خروج ودخول، والسلام.

د.الشافعى: أنا مش متأكد، لكن هى بتتعلل بظروف أولادها ومكان سكنها، وحاجات كده.

د.يحيى: أنا مش عارف، يعنى هى اللى مش عايزة تشتغل؟

د.الشافعى: تقريبا، عموما أنا حاولت أديلها شوية واجبات فى البيت، وكراسات وتلخيص، وحاجات كده عشان أشوف الالتزام، وعشان تحرك مخها شويه بعيد عن التركيز على المشاكل والأعراض.

د.يحيى: طب ما هو ده كويس، السؤال إيه بقى؟

د.الشافعى: بصراحة أنا مش عارف أعمل إيه تانى يادكتور يحيى.

د.يحيى: ما انت عملت كل حاجة معاها أهه، حاتعمل إيه تانى؟

د.الشافعى: ما هو لسه الأعراض نشطة.

د.يحيى: أعراض نشطه يعنى إيه؟

د.الشافعى: هى فى الشتا تحديداً، فى الوقت اللى يحصل فيه مطر أو برق أو رعد بتتخض جداً، وتقوم واخده العيال وتنزل تجرى فى الشارع.

د.يحيى: بس إنت ما قلتلناش كده من الأول، ماجبتش سيرة عن الجرى فى الشارع بالصورة دى.

د.الشافعى: أنا عايز أقول لحضرتك حاجه كمان، أصل الأعراض ديه بتحصلها لما تكون فى شقتها هى بس، لو فى بيت أمها أو فى بيت حماتها ما بتحصلش، حتى لو هى فى الشارع ما بتحصلشى، يعنى مابتحصلش إلا فى شقتها بس.

د.يحيى: لا، لا،لا، دى تبقى عايزه شغل تانى، وفهم تانى، دى رهابات موقفية محددة لها دلالة، يعنى تبقى شقتها، شقة جوزها ده بالذات، هى اللى بتقلب الهوا رعد، وبتخلى المطرة طوفان، زى ما تكون بتحرك الرعد اللى جواها، زى ما تكون أرضها الداخلية وهى جوّه الشقة بالذات بتغلى برغم سكون السطح، تييجى أى هزة براها، من الطبيعة، تروح مسمّعة جواها، وهات يا خوف، ثم هى بتنزل جرى فى الشارع، وكإن الشارع أأمن من البيت، واخد بالك؟ مع إن المفروض العكس، إنها تجرى من الشارع تحتمى بالبيت، يبقى لازم تعيد ترتيب أوراقك وتشتغل فى المنطفة دى.

د.الشافعى: أنا فعلا حاسس إن الموضوع له علاقة بجوزها وبعلاقتها القديمة بأمها اللى يمكن اتنقلت معاها لما اتجوزت.

د.يحيى: على فكرة ساعات الشقة، وساعات العربية، تبقى امتداد للذات بشكل أو بآخر، الجسد بتاعنا ده بيت، ساعات بيبقى هو والبيت اللى إحنا ساكنين فيه، وبرضه العربية، ساعات لما يبقى الفانوس اليمين الورانى مخدوش أو مكسور، وانت راكب العربية تبقى عايز تمد إيدك تهرش فى الخدش، الحكاية بقت عايزة دراسة تانية بهدوء، الشقة عند الست عموما، خصوصا الست اللى ما بتشتغلشى، بتبقى امتداد للذات من غير ما نعرف، بس أنا مستغرب ليه ما بتجيش المخاوف فى شقة أمها مع إنك بتقول إن الإهمال واحد، وإن فيه امتداد لعلاقتها بأمها، يمكن كان عندها أمل إن انتقالها لشقة جوزها حا يديها أمان واهتمام غير شقة امها وهى صغيرة، ويمكن هى خدت – نتيجة لطول المدة – إن الاهتزاز الداخلى أمام إهمال أمها ثبت إنه مش خطر بمرور الزمن، لكن باين الجواز، وبيت الزوجية، لا عمل أمان غير اللى كان عند أمها، ولا عمل حاجة أحسن منه، زى ما يكون الرعد بيهز السقف الهش اللى ما قدرشى يغطيها، لما انتقلت لبيت جوزها لقت السقف فوقها مخوخ أكتر، مافيش حماية، مافيش رعاية، دا يمكن مافيش رؤية من أصله، يبقى المطر ممكن يغرقها من شقوق السقف الخايب ده، دا غير الرعد اللى جواها اللى بيتحرك زى ما قلنا مع الرعد اللى براها، المسألة عايزة دراسة تفصيلية شوية، بس إوعى تاخد كلامى ده قضية مسلمة، أو تقوله لها بطريقة مباشرة، إنت ترجع تفحص علاقتها بجوزها من كل ناحية، سيبك من حكاية الشغل بتاع جوزها وانشغاله ده، هو الوقت مهم صحيح، لكن ساعات الأمان بيوصل فى نص ساعة، وساعات ما يوصلشى لو هو قاعد فى البيت أربعة وعشرين ساعة، لازم تفحص المنطقة دى بالراحة معاها، تتدحلب يعنى واحدة واحدة، ويا ريت مع جوزها برضه، إنت كده يمكن تلاقى نفسك بتشتغل على مستوى جديد خالص.

إحنا اتكلمنا وبنعيد ونزيد فى حكاية المؤسسة الزواجية دى، بصراحة دى عايزة شغل طول الوقت، ويا ترى، وماخبيش عليك، لازم ما تنساش العلاقة الحميمة، الجسد ساعات بيقول اللى ما نعرفشى نسمعه من غيره يا شيخ، والكلام فى المنطقة دى مش صعب قوى بعد أربع شهور علاج، وثقة، وانتظام فى الحضور للعلاج، واهو جوزها إبتدا يهتم، وبيستناها فى العربية ساعة بحالها، ومع إنها بتقول ما فيش فايدة، إلا إن انتظامها بالشكل ده بيقول إن فيه فايدة ونص، إنت عملت شغل كويس، وبتعمل شغل كويس، وحا تعمل شغل كويس.

د.الشافعى: على الله.

****

التعقيب والحوار:

د. مروان الجندى:

“فرض أن الشقة أو العربية امتداد للذات”، هل ده له علاقة بالإحساس بالأمان مثلاً عند العودة للمنزل من سفر أو بعد فترة غياب طويلة؟

د. يحيى:

ساعات! (ساعات).

أ. علاء عبد الهادى:

لم أفهم سبب ظهور الرهابات منذ عشر شهور، حيث انها متزوجة منذ 13سنة ومقيمة بذلك المنزل الذى يحدث لها رهابات منه.

د. يحيى:

لكل شىء أوانه،

ربما امتلأ الكوب، ففاض.

 أ. هالة حمدى:

مش فاهمة إشمعنا فى بيت جوزها بس على الرغم من إن بيت أمها برضه ماكانش فيه احتواء، طول الوقت الأم مشغولة عنها برضه، يمكن عشان كانت حاطة أمل كبير إن الأحوال حاتكون أحسن لما تتجوز وماحصلش كده. مش عارفة؟

د. يحيى:

أظن أننى شرحتُ – على ما أذكر– وجهة نظرى، وهى تتفق مع افتراضاتك هذه التى وصلتنى أنها ليست تساؤلات بل هى ترجيح لما أشرتُ إليه فى المناقشة.

أ. هالة حمدى:

استغربت أنها بتحس بالخوف الشديد من الرعد تقوم تجرى من جوه لبره، رغم إن الواحد بيعمل العكس لما يخاف يجرى على الحتة الملمومة اللى تحميه.

د. يحيى:

أظن أن هذا هو ما هدانى إلى الرد أثناء المناقشة، ثم لا تنسى ما يسمى رهاب الأماكن الضيقة (3) أو الأماكن المغلقة.

د. محمود حجازى:

أرجو توضيح إزاى ساعات الشقة وساعات العربية تبقى امتداد للذات “وعلاقة ده بشفافية حدود الذات.

د. يحيى:

هذه العلاقة التى أردت توضيحها لا تختص بشفافية حدود الذات، وإنما يجوز أنها توضع مع فرض “امتداد الذات” (ويمكن الرجوع فى ذلك إلى صورة الذات، والجسد وأيضا مخطط الذات والجسد) (4).

د. هانى عبد المنعم:

رأيت رفض زوجها للذهاب للطبيب النفسى على أنه عدم رؤية واهتمام، وحتى ضغطه عليها للذهاب إلى الطبيب وانتظاره بالسيارة بالأسفل، وصلنى أيضا على أنه عدم اهتمام. لا أدرى كيف؟ باين ده اللى أنا حسيته. (مش إنه لاحظ التحسن).

د. يحيى:

هذا رأى يستأهل النظر، وطرح فروض أعمق

لكن لماذا لا تبدأ بترجيح حسن النية، ومحاولته الاسهام فى دعم العلاج؟.

د. أسامة فيكتور:

تعليق على أول عبارة فى آخر فقرة “الجسد ساعات بيقول اللى ما نعرفشى نسمعه من غيره يا شيخ”.

أؤيد ذلك وأعتقد ان اللمسة.. لمسة يد ليد.. لمسة بشر لبشر – يعنى مش حاقول القبلة (بوسة) ولا العلاقة كلها حتى التمام – تستطيع أن تقول ما لا تستطيعه لغة الكلمات فلغة الجسد أقوى وأعمق من لغة الكلمات وأعتقد إن من يحاول تفاديها يصبح مريضا، ومن يمارسها دون إحساس مثله مثل دفاع استبعاد الوجدان  (5)الذى يستخدمه المصابون بمرض الوسواس القهرى أحيانا.

د. يحيى:

ربنا يخليك،

يجوز فعلا .

أ. منى أحمد فؤاد:

… أنا حاسة إن فيه أمل كبير أوى فى الحالة دى، وإنها سوف تتحسن بشكل كبير.

د. يحيى:

على الله، هذا طيب.

أ. منى أحمد فؤاد:

بس حاسة برضه إن فيه حاجة كبيرة مستخبية هيه اللى مخلية الدنيا واقفة كده.

د. يحيى:

طبعا.

أ. رامى عادل:

يتسلل الصوت فيطوقها، يعربد بملامحها، تبلغ زورقها متخفيه، يحملها.

د. يحيى:

لعله كذلك يا عادل.

واحدة واحدة علينا ربنا يخليك!!!

د. على الشمرى:

مادام الموضوع هو التدريب عن بعد = الإشراف على العلاج النفسى وفيما يخص مريضة الدكتور الشافعى، أليس من الأجدى يادكتور يحيى أن يشار إلى التشخيص المبدئى على الأقل فى نهاية التدريب وملامح العلاج من اجل ان تكون الفائدة أعم خاصة للمبتدئين فى العلاج النفسى، وأن تتم الإشارة إلى أهم التقنيات والإستراتيجية فى التشخيص والعلاج مادام أننا فى صدد التدريب والإشراف على العلاج النفسى، أو أن لسيادتك رأى آخر. وكما هو معلوم أن الخوف هو جزء من القلق وأن الخوف أنواع مختلفة قد تبدأ من القلق الخفيف إلى حالات الهلع أو الذعر مرورا بطائفة قد تطول من الفوبيات المختلفة، وبصفتك مدرسة قائمة بذاتها فى مجال العلاج النفسى فإننا نطمع كثيرا بالتوضيح والتبسيط والتفسير والتحليل الدقيق لمثل هذه الحالات .

د. يحيى:

بالنسبة للتشخيص يا د.على ترددت كثيرا فى أن أركز عليه فى أغلب الحالات المعروضة ولو بالتقريب، هذا يعرفه جيداً زملائى وزميلاتى وطلبتى، وقد عرضت عليهم، وجهة نظرى من أننى أخشى إن أنا ذكرت مجرد احتمال التشخيص فإن تركيز القارىء – النفسى خاصة- قد ينصب على قياس صحته مع طرح احتمالات تشخيصية أخرى وتشخيص فارقى (Differential Diagnosis)، وسوف يدور النقاش حول: مثلاً: “هذه ليست حالة..”كذا”: حيث أن العَرُض كذا يمكن أن يظهر فى التشخيص كيت، وهل المدّة الفلانية التى استغرقها المرض هى كافية للتشخيص الفلانى، وهكذا.. بهذه الطريقة، قد يتحول الانتباه إلى الحوار حول “لافتة” ليست لها أولوية عادة فى التخطيط للعلاج أو مساره، وإن كانت ذات أهمية فى ذاتها لأغراض أخرى. (الاحصاء أو النشر مثلا).

ثم مرة أخرى إن باب “الإشراف عن بعد”، وكذلك “حالات وأحوال” يحدد نقطة معينة فى حدود أسئلة محددة بقدر المعلومات المتاحة، ويتناول هذه النقطة بالتحديد بالمناقشة، وآمل مع مضى المدّة والتتبع والربط أن نحقق الهدف الذى ورد فى تعليقكم الجيد.

وأخيراً، فإنه توجد دائما فى باب الإشراف عن بعد ما يخص العلاج سواء بالأدوية أو بتطور نوع العلاقة أو باتخاذ قرار فى موقف بذاته، كما توجد دائما إشارة تتناسب مع السؤال الخاص بالعلاج، وأعتقد أن تفصيلا أكثر من هذا قد يكون مفيدا فى موقف آخر، وليس فى حدود هدف هذه النشرة المحدود، كما لعله وصلك أننى أقرّ تضافر كل أنواع العلاج معا.

أما المعلومات التى تفضلتَ بها مثل طيف الخوف والقلق والمخاوف فهى مفيدة ولازمة إذا ما كان مسار العلاج النفسى يحتاج إليها بشكل خاص وليس لمجرد تعداد أنواعها.

د. أنس زاهد :

لفت نظرى يا دكتور أن الزوج ينتظر زوجته فى السيارة عندما يوصلها إلى العيادة؟ لماذا لا ينتظرها فى العيادة نفسها؟ لقد ربطت بين هذا السلوك وبين نظرة الزوج إلى الطب النفسى حيث لم يكن متحمسا لذهاب زوجته إلى الطبيب على اعتبار أن اللى عندها شوية دلع.

د. يحيى:

هذا جائز، أو لعله يفضل الهواء الطلق على منظر المرضى فى حجرات الانتظار

شكرا.

 

 

[1] –  يحيى الرخاوى: “كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه، ” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2018)، والكتاب موجود فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net 

[2] – نشرة الإنسان والتطور: 14-12-2008  www.rakhawy.net

[3] – Claustrophobia انظر نشرة الإنسان والتطور 26-2-2008  www.rakhawy.net

[4] – نشرة الإنسان والتطور23-3-2016 ، ملف الاضطرابات الجامعة (26) ، صورة‏ ‏ومخطط‏ ‏الجسم‏ ‏ و‏‏صورة‏ ‏ومخطط‏ ‏الذات

[5] – Isolation of affect.

 

 

admin-ajaxadmin-ajax (1)

3 تعليقات

  1. محمد الحلو (( أخصائى نفسى))

    المقطع : (( أنا بسأل إنى بقيت مش عارف أتحرك خلاص، زى ما يكون وصلنا لمرحلة وقفة كده رخمة، محلك سر.))
    التعليق : هل الإحساس بالزنقة أو الوقفة اللى بتحصل عموما في العلاج النفسى بيكون سببها المريض ولا المعالج، يعنى أنا مثلا بشوف إنى طالما بستخدم كل ما معى من أدوات بشكل منظم وممنهج وفق خطة محددة لتحقيق أهداف معينة فهيكون إحتمالية الزنقة أو الوقفة دى قليلة، لكن كتير بيوصلنى إحساس من المرضى إنهم بيبقوا جايين عشان خاطر يحطوا قدامنا تحديات وكأنهم بيقولوا (( ورينى هتحلها إزاى)) ومش بكون وقتها قادر أحدد هل الزنقة هنا أنا السبب فيها ولا المريض…. وبلاقي نفسى كل مرة منشغل بالنقطة دى وتستغرق منى وقت ومجهود….

  2. المقتطف : أليس من الأجدى يادكتور يحيى أن يشار إلى التشخيص المبدئى على الأقل فى نهاية التدريب وملامح العلاج من اجل ان تكون الفائدة أعم خاصة للمبتدئين فى العلاج النفسى، وأن تتم الإشارة إلى أهم التقنيات والإستراتيجية فى التشخيص ….
    التعليق : ترددت كثيرا قبل أن أحادث حضرتك فى هذا الموضوع، لكن هذا المقتطف هنا شجعنى على الحديث ، من حيث أننى أبحث فى موضوع ” تقنيات العلاج فى مدرسة الرخاوى ” ودائما أتساءل عن تطبيقات نظرية الايقاعحيوى التطورى ،وكيف يمكن ترجمة هذه النظرية إلى تكنيك علاجى يمكن تدريب المعالجين عليه لفترة محددة ،بطريقة معينة ،بحيث يستطيع المتدرب بعدها أن يعالج بمدرسة الرخاوى ،أو يمكنه مثلا أن يعلن أنه يمارس علاج : المواجهة ،المواكبة ،المسئولية ،كما يعلنون أنهم يمارسون علاج القبول والالتزام ،أو العلاج الجدلى السلوكي،أو غيرها من المدارس العلاجية ذات التكتيكات المحددة والواضحة ؟!

  3. صباح الخير يا مولانا:
    المقتطف : ….الشقة عند الست عموما، خصوصا الست اللى ما بتشتغلشى، بتبقى امتداد للذات من غير ما نعرف
    التعليق : أعجبنى هذا التعبير ،وكنت قد قرأت تعبيرا مشابها له عند الأستاذ نجيب محفوظ ،أظن فى رواية” أولاد حارتنا “: الجملة كانت تصف رعاية سيدة لبيتها قائلا : “تعامل بيتها كقطعة من جسدها”،فقلت فى نفسى : هكذا التناص وإلا فلا،ثم بحثت فى داخلى عن مايمكن أن أشارك به فى هذا التناص ،لأتداخل معكما ،فوجدت أن البيوت التى أزورها لها حضور يحاكى حضور ساكنيها ،ووجدت أننى كتبت عن هذا المعنى فى محاولة قديمة لكتابة الرواية،بدأتها ولم أكملها ،فتجددت لدى الرغبة فى إكمالها ،أظن أننى يمكن أن أكملها فى ظل وجودى فى حضرتك ،يارب ،دعواتك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *