الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 23-10-2020

السنة الرابعة عشر

العدد:  4801

حوار/بريد الجمعة

مقدمة

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم!

*****

قصة قصيرة: “أصله معايا على طول….!!!” (17-10-2020)

أ. شيرين سعيد محمود

تعليق عام: ان الأطفال يمثلون الطهارة والبراءة والأقرب إلى الله ولكن الايمان لا يتمثل فقط فى الصلاة وأداء الفروض الخمسة بل هو أوسع وأشمل بكثير فأين المسلمين من الايمان؟

د. يحيى:

الأطفال هم الأقرب إلى: كيف خلقنا الله فى “أحسن تقويم”، ومع ذلك فقد كتبت قصيدة بعنوان “فى هجاء البراءة” يمكن الرجوع إليها فى الموقع، تكشف كيف حوّلنا فطرة الطفل إلى براءة عاجزة بلهاء، ورحت أحذر فيها من المبالغة فى تقديس الطفولة الفجة العاجزة، بمعنى النكوص، والاعتمادية، والمناورة، وأنبه إلى ضرورة الحذر من التغنى بميزات البراءة دون مراجعة أو تمحيص

عذراً وإليك القصيدة:

الديوان الثانى

“شظايا المرايا” (1)

فى هجاء البراءة

-1-‏

براء‏‏ةٌ‏ ممتـَهـَنـةْ، ‏

تنازلتْ ‏عنْ ‏حولـِهـَا‏ ‏والقوَّة

‏-2-‏

براءة‏  ‏بٌاهتةٌ‏ ‏

قد‏ ‏حال‏ ‏لونها‏ ‏وظلَّـلتْ‏ ‏

‏      ‏بالسهو‏ ‏والعمى ‏

‏      ‏أحمالىَ ‏الثقال‏.‏

‏-3 -‏

براءةُ  ‏قاسيةٌ‏  ‏

‏   ‏تقتل‏ ‏بالإغْفاِل‏ ‏والمسالــَمـــهْ،‏

‏           ‏وتلصق‏ ‏الجريمهْ،‏

‏           ‏     بموِتىَ ‏اليقظ ْ.‏

‏- 4-‏

براءةُ ‏ساكـِنـَةٌ‏

‏   ‏تقطعت‏ ‏أطرافها‏، ‏فساحت‏ ‏الحدودْ

‏           ‏              مائْعة‏ ‏مرتجّةْ ‏

‏- 5-‏

براءةُ زاحفةُ ‏مبتلةْ،‏

قد‏ ‏سيّبت‏ ‏مقابض‏ ‏الأفكار‏

 ‏براءةٌ‏ ‏سارقة ُ:‏

‏     ‏من‏ ‏فطرتى ‏عبيرها‏ ‏وبعثها‏.‏

-6-

براءةُ ‏ ‏جبانةٌ‏ ‏غبيةْ‏،… ‏وكاذبةْ، ‏

قد‏ ‏لوّحت‏ ‏لمثــــلنا،‏

‏   ‏بالجنة‏ ‏المــُـوات‏ ‏والسكينة،‏

‏   ‏فناء‏ ‏ظهرنا‏ ‏بكدحـنا،‏

‏       ‏ومادت‏ ‏السفينة‏.‏

‏- 7-‏

‏ ‏بْراءةٌ‏ ‏مخاتلةْ،‏

‏   ‏وتاجرةْ

تُطل‏ ‏من‏ ‏بسمتها‏ ‏المُسَطـَّحةْ، ‏

معالمُ‏ ‏المؤامرةْ

‏ ‏والصفقة‏ ‏الخفيةْ‏.‏

‏- 8-‏

براءةُ ‏مشلولةٌ،‏

تنتف‏ ‏ريشَ‏ ‏نورسٍ‏ ‏محلـِّق‏ ‏معاندٍ ‏

‏ ‏تحشى ‏به‏ ‏الوسادةٌ،‏

‏  ‏تزيّن‏ ‏القلادةُ.‏

-9-

تكاثـرَ‏ ‏الجرادْ:

جــحـافلُ‏ ‏البــشـرْ،‏

‏ ‏كـالــدودِ‏ ‏والجـــــذورْ،‏

تغوص‏ ‏فى ‏اشتياق،‏

‏ ‏فْى ‏الطين‏ ‏والعفنْ‏.‏

28/4/1982

أ. هبه مليجى

المقتطف: لما أكبر حتخلونى ما اعرفوش بحق وحقيقى زيكم. حاتشوف، أصله معايا على طول.

التعليق: فرق كبير ما بين الفطرة السليمة الواضحة فى الصغر والنهج المزعوم بمعرفته من قبل الأسرة والمجتمع.

د. يحيى:

هذا صحيح، لكن أذكرك يا هبه أنه ليس القاعدة!

وهو بعض ما أردت توصيله.

د. ماجدة عمارة

صباح الخير يا مولانا:

المقتطف: قالت مقاطعة: لما اكبر حتخلونى ما اعرفوش بحق وحقيقة زيكم.

التعليق: الله على (أو بالأحرى: مع) الإبداع حين يعيد صياغة الواقع ليأتنس به، نعم يا مولانا لقد ائتنست طفلتى الداخلية بالطفلة التى أبدعتها، فقد ذكرتها بذلك الزمن الذى كانت فيه ابنة الأعوام الخمس، حين سألت عن ربها الذى خلقها، فأجابوها أنه فى السماء، فدأبت كل يوم على تفقد السحب لتختار من بينها من تدعوه “ربنا”،فتناجيه وتلاعبه وتحبه،على يقين منها أنها قد عرفت ربنا ورأته، لكن العيش مع الكبار يعمى البصر ويدمى البصيرة، فلم تعد تراه، أما هو، فهو دوما يراها ويبرؤها من عماها…

د. يحيى:

“أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَىٰ  أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَىٰ، أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ، أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ”  صدق الله العظيم 

“الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه

فإن لم تكن تراه فإنه يراك”

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

*****

نقلة مع مولانا النفرى من كتاب المخاطبات مخاطبة رقم (4)

د. ماجدة عمارة

المقتطف: يا عبد إذا لم ترنى

التعليق: البداية بـ “إذا” كأنها إشارة إلى أن الرؤية متاحة، لكننا نحن الذين لا نراه، والعلم به دليلنا إليه، فنراه، لكن يا سيدى، ماذا إذا كان علمى يعمينى فلا أراه بعد أن كانت الرؤية متاحة قبل هذا العلم؟! وأنى لى بعلم به يرينى إياه؟!

د. يحيى:

العلم أشكال ودرجات وتجليات وخداعات فالحذر واجب

(برجاء قراءة ردى السابق على تعليقك السابق)

أ. شيرين سعيد محمود

 المقتطف: يا عبد: إذا لم ترنى فاسمع لعلمك وأطعه، إنما علمك بى دليلك

فإذا رأيتنى فقف أنت فى مقامك، وخلّ علمك ليقوم وراء مقامك

التعليق: العلم بوجود الله والتوجه اليه بالصلاة والدعاء هو طريقى للتقرب اليه والاحساس بقربى لله هو المرشد لطريق السلامة والنجاة الذى ربما يتمثل بالطريق للعلم والبحث فيه والاستفادة منه

د. يحيى:

فى العلم ما هو طريق إليه،

وفى العلم (أو ما يسمى كذلك)، ما هو عكس ذلك.

أ. ميادة سمير

بدأت أشعر أنى أريد تأمل ما تكتب دون تعليق ولا أعرف ماهية هذا الشعور وأجتهد فى تقبله ربى يديم عليك مقامك ويزيد نورك وبصيرتك.

د. يحيى:

وفى كلّ خيـْـر.

د. أسامة عرفة على

المقام الاول مقام العقل يسلمك للمقام التالى مقام القلب حيث الرؤية                            

د. يحيى:

لا أعتقد يا أسامة أن المقام الأول هو مقال العقل، ثم إن لفظ العقل فى لغة النيوروبيولوجيا الأحدث قد تجاوز عقل أرسطو، وعقل الحاسوب وعقل الحساب، فأصبح هناك العقل الوجدانى الاعتمالى Emotionally Processing Maid ثم انفتحت الأبواب على مصراعيها لتشمل كل منظومات مستويات الوعى باعتبارها أنواع العقول كما أشرت إلى كتاب (“أنواع العقول” الطريق إلى فهم الوعى) لـ  دانييل دينيت (2) وهو الكتاب المتاح مناقشته مطولا فى الموقع بهذا الرابط  (نشرة 25-12-2007) و(نشرة 2-1-2008) .

*****

كتاب: مقدمة فى العلاج الجمعى “من ذكاء الجماد إلى رحاب المطلق”: الفصل الرابع: “البحث العلمى فى العلاج الجمعى” (1)

د. ماجدة عمارة

صباح الخير يا مولانا:

المقتطف: … فإن الباطن عند المعالج صعب المنال، ولكنه ضرورى لمعرفة التفاعلات والاستجابة لما يجرى أولا بأول، وهذا أمر يعرى المعالج -إن صدق – لدرجة قد لا يسمح بها كل معالج

التعليق: أنى للمعالج أن يكتسب هذه المهارة، وهذا السماح؟!

د. يحيى:

مع التذكرة: إن معرفة الباطن لا تأتى بالاستبطان Introspection فكثيراً ما يكون الاستبطان من وسائل التعمية، وليس من أدوات الكشف: حين يكون عقلنة للرؤية لتقوية عضلات النصف الطاغى من المخ، وليس جلاءً للبصيرة، وكشفا إدراكيا مضيئاً.

والمعالج يكتسب هذه المهارة من:

الممارسة، ومن المرضى، والإشراف، والنقد، والنقد الذاتى، والأخطاء، والمراجعة، والاستمرار،…وغير ذلك كما ستكتشفين.

                                                        *****

مقتطف (11)  من كتاب “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب) الفصل الثانى: (من 76 إلى 210) عن الزيف، والكلام ، والاغتراب، والشعر، والفن، (وأشياء أخرى) (19-10-2020)

أ. فؤاد محمد

ونرمى بزيفنا  على شواطئنا

 ونحسب أن فى  التعرى النجاة

 واذا بالبرد يلفحنا ..

فنشكو من زيف النجاه ..

 نثور على المرايا بغير ذنب

وننظر  اليها إذا رضينا ..

 نتحسس فى الخفاء ملامحنا ..

 فإذا بنا لسنا عراه …

د. يحيى:

أهلاً فؤاد.

د. ماجدة عمارة

صباح الخير يا مولانا:

المقتطف: …ومن ينخدع لك فهو شريكك

التعليق: كأنها صفقة نعقدها لنتآمر بها على نفسينا، أنا أخدعه، وهو ينخدع، فيتمادى كل مننا فى جاهليته على حساب نموه وارتقائه، لكن السؤال يا سيدى هو عن لحظة الكشف، وهى لحظة آتية لامحالة، ما الذى يمكن أن يبقى لكلينا عندما نواجه هذا الكشف معا؟!

د. يحيى:

لست متأكد من أنها “آتية لا محالة”

ربنا يسهل

ربنا يعين

ويبعد عنا الكشف الذى يوظـَّـفُ للإخفاء أو الطمس دون أن ندرى.

أ. شيرين سعيد محمود

المقتطف: لا تتمسك‏ ‏بالزيف‏ ‏لمجرد‏ ‏أن‏ ‏تثبت‏ ‏أن‏ ‏حياتك‏ ‏الماضية‏ ‏لم‏ ‏تذهب‏ ‏هباء.‏

التعليق: هذا صحيح على الرغم من مصاحبة الألم الشديد المؤلم لدرجة الاحساس بالموت

د. يحيى:

الزيف الزاحف يسحق الألم الحقيقى فيقتل الإحساس أولاً بأول.

أ. شيرين سعيد محمود

المقتطف: ولا تنس‏ ‏أن‏ ‏للزيف‏ ‏مزايا‏ ‏إذا‏ ‏أحسنت‏ ‏استعماله‏ ‏فى ‏موضعه‏، فقط‏: ‏لا تدعْهُ‏ ‏يستعملك.‏

التعليق: فكيف ذلك؟

 د. يحيى:

المناورة – حتى بما يسمى الزيف أحيانا أو يشبهه – لإحقاق الحق، هو الاستعمال الناجح لها، وهو صعب صعب.

لأنه من يضمن؟

ومن يوقظ؟

ومن يوقف؟

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

                                                        *****

الأربعاء الحر: مقتطف من: دليل الطالب الذكى فى علم النفس انطلاقا من: قصر العينى: الفصل التاسع: الانفعال والعواطف والوجدان (4)

د. ماجدة عمارة

صباح الخير يا مولانا :

المقتطف: الانفعال ليس كيانا منفصلا عن الجسم والنفس حتى يؤثر عليهما، إنه هو ذاته نشاط جسمى له مظهر فى المجال النفسى …آثاره تشمل كل الوظائف الجسمية والنفسية بلا استثناء

التعليق: هل يمكن اعتبار الانفعال ،كما ذكرته هنا ،أحد مصادر الطاقة التى تؤثر نكوصا فى المرض ،وارتقاءا فى النمو ؟

د. يحيى:

نعم

يمكن ونصف 

*****

 

[1] – يحيى الرخاوى، قصيدة “فى هجاء البراءة” من الديوان الديوان “شظايا المرايا” وهو ضمن ثلاثة دواوين (1981 – 2008) مجتمعة وهم: الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”، الديوان الثانى: “شظايا المرايا”، الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”، والديوان متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية، وفى منفذ مستشفى المقطم للصحة النفسية، شارع 10، المقطم، وفى مركز الرخاوى للبحوث العلمية، 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net وهذا هو الرابط.

[2] –  Daniel C. Dennet “Kinds of Minds Towards Understanding of Consciousness”   1996

الكتاب المترجم صادر عن “المكتبة الأكاديمية”  بعنوان” تطور العقول” ترجمة د. مصطفى فهمى إبراهيم – القاهرة  2003

 

 admin-ajaxadmin-ajax (1)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *