الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الثانى: “شظايا المرايا” قصيدة “إسطنبول”

ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الثانى: “شظايا المرايا” قصيدة “إسطنبول”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 16-4-2023

السنة السادسة عشر

العدد: 5606

 ثلاثة دواوين (1981 -2008)

الديوان الثانى: “شظايا المرايا [1]

إسطنبول[2] 

وموجُ ‏بحر‏ ‏الناس‏ ‏يلطم‏ ‏الخـَـدَرْ‏ ‏

‏-1-‏

تقولُها‏، ‏وهـِـزَّة‏ ‏مسافرهْ،‏

تعيدُها‏، ‏مؤذّنٌ‏، ‏وفاجرهْ،‏

تقولُها‏، ‏تكبيرةٌ‏، ‏وقبّره‏، ‏

                                        تعيدُها‏، ‏

يجرجر‏ ‏اللُّغْدُ‏ ‏المدلّى ‏قاعـــه‏ ‏

من‏ ‏فوق‏ ‏سقف‏ ‏الأُحْــجية‏.‏

تَقُولُها‏،

                 ‏يُقَهقّه‏ ‏اُلقَدَرْ‏.‏

‏-2-‏

‏ ‏وتستدير‏ ‏الكلمهْ‏،‏

‏ ‏وتنثنى ‏بنقطةٍ‏ ‏وشولهْ‏،‏

من‏ ‏اليسار‏ ‏لليمين‏ ‏أحرفٌ‏ ‏مبعثرهْ‏،‏

من‏ ‏كل‏ ‏قطرٍ‏ ‏أغنيهْ‏،‏

‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏زهرةٍ‏ ‏جنينها‏،‏

‏ ‏ذِكّرىَ ‏أَرِيِجهَا‏،‏

وشوكُ ‏غَيْرها‏ ،‏

‏ ‏وريحُ ‏أرضهَا‏،‏

‏ ‏بلا‏ ‏ثمر‏.‏

-3-‏

فامْــلأ‏ ‏لنا‏ ‏ذاك‏ ‏الذى ‏سَكـَـبــْــتــَـه‏،‏

‏ ‏فى ‏صِحـَّـتِكْ‏، ‏فى ‏غَفْوَتِكْ‏، ‏فى ‏صَرْخَتكْ‏، ‏

مكتومةٌ‏ ‏بلا‏ ‏صليلْ‏.‏

“مـِـيمـِـيتْ”[3] ‏شفيعُ‏ ‏الفقراءْ‏ ‏

            لكنّ‏ ‏يوم‏ ‏الحشر‏ ‏طالْ‏،‏

أفرغْ ‏لنا‏ ‏خمرَ‏ ‏المُنىَ ‏قبلَ‏ ‏المقَالْ‏.‏

‏ ‏وابدأ‏ ‏بنَا‏ ‏من‏ ‏ذا‏ ‏الحديث‏ ‏الأّولِ‏:‏

                                   فى ‏صحّتك‏،‏

‏ ‏نخب‏ ‏التُّقَى ‏والجنْسِ ‏والحِسَّ‏ ‏النقى،‏

                                       ونخبَ‏ ‏قْلب‏ ‏الأسَدِ‏ ‏

                                  وعنه‏ ‏قال‏: ‏

لا‏ ‏تكثرُوا‏ ‏الكلامْ‏،‏

‏ ‏وأسْكِنُوها‏ ‏اللؤلوهْ،‏

‏ ‏وأرْجـِعـُوها‏ ‏فى ‏المحَار‏ ‏تحت‏ ‏ثدْىِ ‏الموجَةِ‏ ‏المهاجـِـرَهْ.‏

‏-4-‏

على ‏نشيج‏ ‏الناىِ ‏والدموعْ‏، ‏وَبهْرِ‏ ‏ضوء‏ ‏البهرجهْ،‏

‏ ‏واللحُن‏ ‏ظـِـلُّ‏ ‏الناس‏ ‏فى ‏حُضْن‏ ‏الٌـــقــمرْ‏ ‏

تنوُّعاَت‏ ‏البرق‏ ‏والرعودِ‏:‏

لحـَفـر ‏بئرٍ ‏غائرٍ‏ ‏بلا‏ ‏مياه‏، ‏

وزهرةٌ ‏بلا‏ ‏شجرْ‏، ‏

وبيضةْ ‏بلا‏ ‏يمامْ،‏

                               وغَارُهَا‏: ‏

ممَرْ ‏حانَةٍ‏ ‏بعطْفٍةَ ‏زَائِطَةٍ‏.‏

                               وعنكَبوتُها‏: ‏

يدبّج‏ ‏النقوشَ‏ ‏فوق‏ ‏طينٍ‏ ‏أَحْرَقْتهُ‏ ‏نَارُ‏ ‏أحلامِ‏ ‏الّذهَبْ ‏

غجريّة‏ ‏فى ‏ثوب‏ ‏سهرة‏ ‏عريقْ‏.‏

تسحَبُ‏ ‏عَنْزَها‏ ‏الثَّمِلْ ‏

‏-5-‏

وصورةُ ‏معلّقة‏، ‏

تعويذةُ‏ ‏منمـَّــقـهْ‏، ‏

وآيةُ ‏محفورةُ ‏تمدحُ‏ ‏آل‏ ‏المُصْطفَى،‏

وشمعةُ‏ ‏يرتج‏ ‏ضوؤها‏ ‏يراقـِـصُ ‏الظلَّ‏ ‏الوليد‏ : ‏يختفى،‏

‏ ‏يدور‏ ‏حول‏ ‏المــُـلتـقى،‏

بلا‏ ‏لقاء‏ ‏

‏-6-‏

غطّت‏ ‏به‏ ‏ضفيرةً‏ ‏نافرةً،‏

تمنّعتْ، ‏فأغضتْ‏، ‏

تهشّمت‏ ‏غمامةٌ ‏عابرةٌ، ‏

أصابها‏ – فى ‏مقتلٍ – ‏قوسُ‏ ‏قزح‏.‏

تكشّفتْ‏ ‏ما‏ ‏كشَفتْ،‏

فانساب‏ ‏ما‏ ‏تبقّى،‏

تمايلتَ‏ ‏ما‏ ‏سَكَبَتْ‏،‏

‏ ‏وما ا‏‏رْتَوَتْ‏.‏

22/3/2000

إسطنبول

ـــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى: ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”، الديوان الثانى: “شظايا المرايا”، الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”. منشورات جمعية الطب النفسى التطورى. (2018)

– قصيدة “إسطنبول” من الديوان الثانى: “شظايا المرايا” (ص 225)

[2] – كتبتها بعد زيارة عاجلة بسيارتى  لتركيا، وبالذات لإسطنبول بتاريخ 22/3/2000

[3] – ربما تعنى : محمد بالتركية

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *