حوار/بريد الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 8-9-2023
السنة السابعة عشر
العدد: 5851
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
الحمد لله من قبل ومن بعد
طلب مـِنَّـا الاستمرار فى محاورته، ومحاورة بعضنا البعض، وها نحن نحاول….
وليكن الاستمرار وسيلتنا إلى العودة…، وهل نملك غير هذا!!؟
*****
يا عبد أنا الذى لا تحيط به العلوم فتحصره،
وأنا الذى لا يدركه تقلب القلوب فتشير إليه،
حجبت ما أبديت عن حقائق حياطتى بما أبديت من غرائب صنعتى
وتعرفت من وراء التعرف بما لا ينقال للقول فيعبره
ولا يتمثل للقلب فيقوم فيه ويشهده.
د. ماجدة عمارة
المقتطف: فلماذا يا مولانا لم يصل هذا الذى قاله لك هكذا لمن يزعم الإحاطة بماهيته….
التعليق: تعجبت يا مولانا من تساؤلك هذا ،رغم إدراكى أنه استنكارى، لكن بصراحة أنا أربأ بك عنه: “ده سؤال من بتاع المخ الشمال بتاع أبله ماجده”، أظن أن وقفاتك مع مولانا النفرى، أشمل وأعمق وأكثر كثافة من هذا الاستنكار المعروفه إجابته سلفا، فأنت سيد العارفين أن صاحب زعم الإحاطة بماهيته، لم يكن ليبحث عنه أصلا، هو يبحث عن ما يستطيع الإحاطة به (برضو بالمخ الشمال بتاع أبله ماجده)، أما تلقى مولانا النفرى، فهو “منه، إليه” على ما أظن يعنى، لكن تصدق وتؤمن بالله مش قادره أقاوم رغبتى فى إنى أتطوع بالإجابة عليك، من عندياتى كده واقول: لعله هو أراد أن لا يصل إليهم!
سبحانه أعلى وأعلم بما يقول، ولمن يقول، وما ومن يصل، وما ومن يقطع ..
د. محمد الرخاوى:
أما عن استنكارك؛ فأذكرك أن من حق المبدع ألا يكون دائماً أبداً وفى كل حرف يكتبه “أشمل وأعمق” بتعبيرك. الشمول والعمق لحظات نبحث عنها، أما المطالبة بدوامها، فسبحان من له الدوام وحده لا شريك له.
وأما عن إجابتك؛ فـ “أكاد” أوافقك، مع إضافة بسيطة فأقول: “لعله هو أراد أن لا يصل إليهم هكذا، بطريقتهم الشمال“
*****
يا عبد اطلب نصرى لك فى تقلب قلبك.
د. محمد أحمد الرخاوى
تقلب القلب هو عنوان حيوية الوجود وهو الطريق اليه لا محالة .
ولكن تحضرنى هنا قضية الادراك . فالادراك عندى هو فتح المعارف اليه بكل الوجود وليس بالعقل القاصر .
والقلب فى تقلبه يتحسس الادراك فيتقلب ليدرك ليس الا.
والله سبحانه وتعالى هو مصدر كل الادراك .
د. محمد الرخاوى:
وصلتنى هذه المخاطبة بشكل مختلف، ربما أقرب إلى قراءة يحيى الرخاوى، فالتقلب يحمل تهديد الفقد، أو البعد، أو الشك، أو الانحراف. وطلب نصر الله لى يدل على هذا المعنى بوضوح، كما يدل على تمسكى بمقاومة كل هذا التهديد أو التقلب بمناشدتى له النصر. تذكرنى قراءتى هذه بما قاله له فى “موقف الأدب“، بما قد يوضح المعنى الذى يقصد (أو الذى أقصد):
أوقفنى فى الأدب وقال لي:
طلبك منى وأنت لا ترانى عبادة، طلبك منى وأنت ترانى استهزاء
د. ماجدة عمارة
المقتطف: ويظل البحث جاريا، والتقلب واردا والنصر قريبا.
وله الأمر من قبل ومن بعد.
التعليق: وصلنى يا مولانا، تقلب القلب: إليه وليس عليه، تقلب القلب فى الطريق يذكرنى بحديث الصوفية عن الأحوال، وأيضا بالسباحة فى نهر الزمن، التغيير، والصيرورة، والنمو، كل هذا بحاجة إلى نصره، ومن لنا غيره؟! يارب انصرنا على الجمود والعتاد والتكلس، انصرنا بصحبة أهل الطريق، إجمعنا بهم إليك…..
د. محمد الرخاوى:
أرجو أن تقرئى تعليق السابق.
*****
د. ماجدة عمارة
كيف حالك يامولانا:
المقتطف: نبحث عن حكمة أعلى هى خلاصة رحمة أرقى، وقـصة سيدنا الخضر عليه السلام، قد تفيد مثل ذلك.
التعليق: الحكمة الأعلى، والرحمة الأرقى، وقصة سيدنا الخضر، أراها من الغيب الذى لا يدرك، ولا يفهم، “ولا له دعوة بالمخ الشمال بتاع أبله ماجده”، أظنه الايمان بالغيب يا مولانا، الإيمان والتسليم، تسليم القلب ليلقى الله فيه ماشاء وقتما يريد،…
د. محمد الرخاوى:
بالنسبة لى، تمثل قصة سيدنا الخضر تحدياً لم أستطع حلّه بعد، ومشكلتى معها أنها تتحدث عن تسليم لـ “عبد” من عباد الله، بينما التسليم عندى لله وحده لا شريك له. من هنا أتحفظ على وصفك إياها أنها من الغيب الذى لا يدرك، لابد أن لها معان أخرى، حتى لو كنت لا أعرفها، أو لم أدركها بعد.
د. ماجدة عمارة
المقتطف:… ولكن أين محفوظ الأصداء من كل هذا؟ لماذا وضعه عم عبد ربه فى هذا الموضع العادى هكذا؟
لا أعرف…
التعليق: لا بقى انت عارف كل حاجة، لكننى أراها “مناغشة المحبين”، التى أحبها بينكما، نوع لذيذ من الجدل الخفى…..، أتستنكر على محفوظ تساؤله حقا؟! أظن أننى التقطت منك كثيرا، تساؤلات عدة تشبهها، أظن هذا بعضك، تستنكر لتسأل، وتسأل لتستنكر، وهكذا ….حقك يا مولانا حقك، براحتك يا سيدى….
د. محمد الرخاوى:
أما أنا؛ فلم أدركه بوصفه “موضعاً عادياً أصلا” بصراحة.
*****
د. ماجدة عمارة
المقتطف:…. (رد د. محمد الرخاوى) أظنه يحمل من فكر يحيى الرخاوى ما يحتاج لعشرات الصفحات لشرحه،
التعليق: والله يا د. محمد أنا عندى تصور خاص لفكر يحيى الرخاوى ،أعمل عليه الآن، لكننى أنتظر حتى يختمر وتتجمع عندى عناصره، لأننى أظن أن توصيل يحيى الرخاوى للناس محتاج لطرق غير تقليدية، كما لم يكن هو تقليديا
د. محمد الرخاوى:
طيب أنا منتظر معاك، بل متشوق، فيا ليتك تعجلين
*****
د. ألاء إبراهيم
المقتطف: “فى نفس الوقت لم تكن تنكر أن هذه الرؤية مؤلمة غاية الألم، ويبدو أنها كانت تكتفى بالألم تكفيرا” “وكأنه يعلن سلبياته ليثبتها لا ليتخلص منها” “وانتهت اللوحة وأنا بين التصديق والتكذيب، بين اليأس أو أن يتفتح أمامى باب احتمال آخر لا أعرف ما وراءه، فأتركه مفتوحا، آمِلاً منتظرا إلى ما لا نهاية”
التعليق: كالعادة دكتور يحيى بيشرحلنا المشكلة وتعقيداتها ويوقّفنا عاجزين عن حل بعدين يفتحلنا باب الامل ويعرفنا انه هو مفتاح الفرج
د. محمد الرخاوى:
شكراً د. آلاء
*****
د. ماجدة عمارة
المقتطف: العناد جمود لا يليق بذكاء قـُوَى الخير المرنة المتجاوزة، فانتبه لضرورة الحركة، وتحـديث الخطط أو تغييرها أولا بأول.
التعليق: يا حلاوة اللغة، لما تكون مشحونة بالمعانى، يعنى حية، نشطة، متحركة ومحركة، بل “ومحرضة”، هى دى لغة مولانا الرخاوى، لفظ “العناد” هنا نبهنى لقبح فعله، وكنت أحيانا أخلط بينه وبين ما يمكن أن نطلق عليه “المثابرة “، فإذا بهذه الحكمة تلتقط الفارق بينهما حين تبرز التناقض بين: العناد، والخير، وتلحقه بالبيان العملى لما ينبغى فعله، شكرا يا مولانا، وأهلا بجنان الحكمة ،يرحمنا من: ثبات، وجمود وعناد العقل (اللى هو يعنى المخ الشمال بتاع أبله ماجده، مع كامل احترامى لدوره فى حياتى)
د. محمد الرخاوى:
بصراحة: أول مرة أنتبه لعلاقة قوية بين العناد والمخ الشمال. عندك حق.
*****
2023-09-08