حوار/بريد الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 23-4-2021
السنة الرابعة عشر
العدد: 4982
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
رمضان كريم!
والله أكرم!!
ما رأيك لو شاركت في كرمٍ ما؟!!
*****
أ. ميادة سمير
شعرت بطعم التحرر والرحابة والونس
وابحث داخلى وخارجى عن نوع وعدد الشيكات لامضيها على بياض
الله المستعان
د. يحيى:
معك إلى الخَير
أ. مرفت
المقتطف: خرج إلى الشارع واتجه على غير عادته إلى جهة اليمين، فمحطة الأتوبيس والجمعية فى الاتجاه الآخر، أخذ ينظر إلى وجوه المارة فانتبه إلى أن عيونهم – جميعا – مغرورقة بنفس الدموع، فتذكر عينيه فى المرآة وهو يحكم رباط العنق، آنسه ذلك حتى شعر أنه ليس وحده، فما شقى كل هذا العمر إلا من أجلهم، حتى لو أنكروه جميعا.
حتى لو لم يَرَوْه أصلا.
التعليق: قرأتها في المره الاولي ووقفت عند نفس المقطع ولكني لم اعرف ماذا اكتب
وعندما قرأتها للمره الثانيه ايضا وقفت عند تفس المقطع لا اعلم هل لمسني المه ام لمسني عطاءه أم كليهما؟
د. يحيى:
المهم أنك كنت معه
واللمس أعمق من الهمس وأصدق
كل عام وانت بخير
****
أ. فؤاد محمد
المقتطف: وبعد!
هل هناك أعمق، وأشمل، وأصدق، وآلمَ، وأنبل من كل هذا الحزن البشرى
التعليق: والله يا استاذي مؤخرا وجدتني قريبا من هذا الشاعر الصادق.. جذبني تنويعات العزف في شعره .. وهذا الالم النبيل سوء وصفه أو اغلفه بين سطوره .. تعرف يا استاذي أنني احب كل من يقترب من جودنا كل من يحترم الالم دون نعابه، اصارحك بان كتاباتك وشعرك أيضا قربتي اكثر لانه يلمس عمق وجودنا بكل ما يحويه من الم واحزان وصراعات…
د. يحيى:
شكرا يا فؤاد
والله المعين
****
أ. مرفت صبرى
مش عارفه يا دكتور انا حسيت ان الرأيين لهما نفس الثقل وحقيقى حسيت بالحيره بينهم فى موقف ذى ده المعالج يعمل ايه؟
د. يحيى:
أحسن
هذا موقف تـَلـَقّ صادق
****
أ. مرفت صبرى
المقتطف: فلكى تنقلب الحياة إلى وظيفة تحتاج إلى شفاعة حتى يشغلها طالبها، رغم ما بها من مشقة، فإن ذلك يحتاج إلى أن يحبها شاغلها، هنا يتدخل عامل جديد، حب الحياة، الذى يبدو أنه هو هو إرادة الحياة، وقد يصل الأمر بنا، من خلال ذلك، أن نتصور، أو نصدق، أن الاختيار يتم بناء على الحق وحده، فمن له حق فى الحياة هو الذى يحبها، وكأنه يخلــقها هو، ولا يستسلم لمجرد التواجد فيها، فهى الإرادة، ولا مشقة بعد هذا الاختيار حتى لو أن المختار هو أفقر حى، لأنه أحبها، فأرادها فملكها، وهل فى هذا فرق بين غنى وفقير؟
التعليق: لا مشقه بعد هذا الاختيار مش عارفه حاسه ان الاختيار مشقه ولكن العمل علي تحقيق الاختيار ايضا مشقة؟
د. يحيى:
هذا صحيح
مع التذكرة أن المشقة التى يُصاحبها حب الحياة بحق، تتراجع لتبحث لها عن لفظ أدقّ وأرق وأجمل
***
أ. ميادة سمير
لأول مرة أرى الربط بين (الصيام وفصام) وصلنى كأن الصيام هو فصام (إنفصال) واعى
كما اندهشت عندما رأيت كم المناورات والخداع والإنكار والدفاعات الذى استدعى عندى التحقق من الجارى داخليا وخارجيا ومدى صعوبة هذا فالصدق مع النفس والخروج من منطقة الراحة ليس بالأمر الهين
د. يحيى:
في رأيى أنه لا توجد علاقة بين الصيام والفصام
ثم من قال أن الأمر “الهين”: هو هيّن فعلاً؟
هل تسمحين أن أطلب منك قراءة القصيدة “مرة أخرى”؟
أ. فؤاد محمد
المقتطف: ينبغى أن ننبه هنا إلى أن وصف الإحساس ليس منهيا عنه على طول الخط، فالقدرة على ترجمة الأحاسيس إلى ألفاظ هى أداة للفنانين والشعراء خاصة، وإن كانت قد مرت علىّ فترة شعرت فيها أن الشعر بالذات قد يكون ضد الثورة، اللهم إلا شعر التحريض، وهو ليس شعرا جدا، أو على الأقل ليس من أفضل الشعر، وإذا كنا نشجع الطفل فى نموه العادى أن يتعلم الرموز (الكلام) فى طريقه إلى التفوق الإنسانى، فإن الرموز اللفظية التى تصف الانفعال بوجه خاص هى من أعجز الرموز وأكثرها غموضا وتداخلا. إن النمو عند الأطفال وغيرهم لا يعنى أن يحل الرمز محل الخبرة، الكلام يساعد الطفل ليستطيع وصف بعض خبراته بما تيسر من رموز.
فى هذه الصورة التى أقدمها هنا يخرج اللفظ عن هذه الوظيفة – كما ذكرنا – ويصبح بديلا عن الخبرة، يصبح اغترابا عن الوجود.
التعليق: عندك حق يا استاذي، الألفاظ قد تصبح اغترابا عن الوجود إن كانت هكذا، وقد بينت ذلك وائتنست به معك في حكمة المجانين علي مدار الأسابيع الماضية، حتي أن الصفحات التي تحدثت فيها عن الألفاظ وجدتها معنونه داخلي -رغم عني- تحت محكمة الألفاظ، شعرت انك تحاكم الألفاظ في قاعة الحضور فيها الوجود والفن والاغتراب والشعر..
د. يحيى:
هذا أيضا تلقّ إبداعى
شكرا
أ. فؤاد محمد
المقتطف: ثانيا: تلك التجربة التى وصفتها أيضا فى حلقات سابقة: حين أعرض على مريض فى لقاء إكلينيكى – تعليمى فى الغالب – أن يسمح لحزنه أن يظهر دون (ا) أن يعزوه إلى سبب، حالى أو سابق، وأيضا (ب) دون أن يعبر عنه بالألفاظ، (أحيانا أستعمل تعبير: يمارس حقهُ فى “الألم”)، وإذا بنوع آخر من الأحاسيس يطل من العينين والوجه والجسد دون ألفاظ مؤكدا الفكرة التى جاءت فى المتن هنا: أنه “لو أبطل وصف فى الإحساس حاحس”
التعليق: حين تصمت الالفاظ ليبدو صاحبها أنه لا يقول شئ احسها تسكت ليس إلا لتقول كل شئ..
د. يحيى:
معك حق
لكن حذار
ليس دائما
(يمكنك الرجوع إلى أنواع الصمت ص 141، 236، 237) فى كتابى “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب) (1)
****
د. مروة عبد اللطيف
وصلني أن الملتفت هو البعيد عن هنا والآن .. الملتفت عن اللحظة..
ولعل مسامرته تشترط الحضور ..وما اصعب الحضور!
د. يحيى:
ما أصعبه!
وما أثراه!!
أ. ميادة سمير
اللهم الإطراق والنظر وعافنا من الإلتفات جميعا
د. يحيى:
آمين
****
أ. مرفت
المقتطف: لو سكت الكلام، كلام كل الناس، ساعة، نفس الساعة، يوميا، واحتملوا حدّة اليقظة.
لتقاربوا رغما عنهم دون أن يضطروا للأحضان اللزجة.
التعليق: يا الله كم اتمني ان نـُحقق ذلك
د. يحيى:
نحن وشطارتنا
[1] – يحيى الرخاوى “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب) (الطبعة الأولى 1979)، و(الطبعة الثانية 2018)، والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط www.rakhawy.net
2021-04-23