الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (17) الفصل الأول: “الطفل يرحب بالشيخوخة ويغازل الموت”

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (17) الفصل الأول: “الطفل يرحب بالشيخوخة ويغازل الموت”

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 22-4-2021                                  

السنة الرابعة عشر                 

العدد: 4981

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (1)

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (17)

الفصل الأول: الطفل يرحب بالشيخوخة ويغازل الموت

الأصداء

‏17 – ‏الصور‏ ‏المتحركة

هذه‏ ‏الصورة‏ ‏القديمة‏ ‏جامعة‏ ‏لأفراد‏ ‏أسرتى ‏وهذه‏ ‏جامعة‏ ‏لأصدقاء‏ ‏العهد‏ ‏القديم‏ ‏

نظرت‏ ‏إليهما‏ ‏طويلا‏ ‏حتى ‏غرقت‏ ‏فى ‏الذكريات‏، ‏جميع‏ ‏الوجوه‏ ‏مشرقة‏ ‏ومطمئنة‏ ‏وتنطق‏ ‏بالحياة‏، ‏ولا‏ ‏إشارة‏ ‏ولو‏ ‏خفيفة‏ ‏إلى ‏ما‏ ‏يخبئه‏ ‏الغيب‏، ‏وهاهم‏ ‏قد‏ ‏رحلوا‏ ‏جميعا‏ ‏فلم‏ ‏يبق‏ ‏منهم‏ ‏أحد

‏- ‏فمن‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يثبت‏ ‏أن‏ ‏السعادة‏ ‏كانت‏ ‏واقعا‏ ‏حيا‏ ‏لا‏ ‏حلما‏ ‏ولا‏ ‏وهما؟

أصداء الأصداء

تتجلى ‏الذاكرة‏ -‏عادة‏- ‏أمام‏ ‏صورة‏ ‏ومن‏ ‏وحيها‏، ‏وأعمال‏ ‏محفوظ‏ ‏ذاخرة‏ ‏بمثل‏ ‏هذه‏ ‏الصور‏ (‏تذكر‏ -‏ مثلا‏- ‏كيف‏ ‏بدأت‏ ‏رواية‏ ‏باقى ‏من‏ ‏الزمن‏ ‏ساعة‏)، ‏والصورة‏ ‏هنا‏ ‏قد‏ ‏شكلت‏ ‏الذاكرة‏ ‏منها‏ ‏رواية‏ ‏كاملة‏ ‏بدأت‏ ‏بالإشراق‏ ‏والطمأنينه‏، ‏وتقلبت‏ ‏الأحوال‏ ‏بمفاجآت‏ ‏الغيب‏، ‏حتى ‏رحلوا‏.‏

‏ ‏إلى ‏هنا‏ ‏والمسألة‏ ‏لاتحتاج‏ ‏حتى ‏إلى ‏تذكرة‏، ‏لكن‏ ‏القفلة‏ ‏شيء‏ ‏آخر‏ (‏قارن‏ ‏قفلة‏ ‏فقرة‏12)‏

فجأة‏ ‏يشككنا‏ ‏الحاكى ‏فى ‏أن‏ ‏الوجوه‏ ‏التى ‏بدت‏ “‏مشرقة‏ ‏ومطمئنة‏ ‏وناطقة‏ ‏بالحياة‏” ‏كانت‏ ‏سعيدة‏، ‏وسواء‏ ‏كانت‏ ‏سعيدة‏ ‏أم‏ ‏توهمت‏ ‏السعادة‏ ‏فقد‏ ‏رحلوا‏، ‏والذى ‏كان‏ ‏كان‏، ‏وهذا‏ ‏التساؤل‏ ‏لا‏ ‏يدعو‏ ‏من‏ ‏بقى ‏منا‏ ‏أن‏ ‏يراجع‏ ‏نفسه‏ ‏حتى ‏يتأكد‏ ‏من‏ ‏سعادته‏ – ‏إن‏ ‏وجدت‏ – ‏إن‏ ‏كانت‏ ‏حلما‏ ‏أو‏ ‏واقعا‏، ‏بقدر‏ ‏ما‏ ‏يغرينا‏ ‏ضمنا‏ ‏أن‏ ‏نرضى ‏بها‏ ‏حتى ‏لو‏ ‏كانت‏ ‏حلما‏ ‏أو‏ ‏وهما‏، ‏ما‏ ‏دمنا‏ ‏سنرحل‏ ‏مثل‏ ‏من‏ ‏رحلوا‏، (‏ولم‏ ‏لا‏ ‏؟‏).‏

‏ ‏وكأنها‏ ‏فى ‏النهاية‏ ‏ليست‏ ‏دعوة‏ ‏للتحقق‏ ‏من‏ ‏حقيقة‏ ‏أو‏ ‏وهم‏ ‏السعادة‏ ‏بقدر‏ ‏ما‏ ‏هى ‏دعوة‏ ‏للتغاضى ‏عن‏ ‏هذا‏ ‏التساؤل‏ ‏أصلا‏ (‏للتفويت‏، ‏أو‏ ‏الطنْبَلةْ‏).‏

 

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

admin-ajax (1)

admin-ajax

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *