نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 29-5-2020
السنة الثالثة عشرة
العدد: 4654
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
كان زوج عمتى – رحمه الله – فلاحا ظريفا يداعبنى كل عيد قائلا:
“كل سنة وانت كده”
فإذا زمت أو تعجبت، قال لى: “إيه؟ انت مش عاجبك اللى انت فيه؟”
فأضحك
فيدعو لى.
*****
مقتطفات من أعمال يحيى الرخاوى النقدية والإنشائية والإبداعية من كتاب: “حكمة المجانين” من (994) إلى (1001)
أ. محمد الحلو
المقتطف: “حين تعرف معلومة جديدة حقيقية، سوف يتسع وعيك بقدر مساحتها، ويمتلئ وجودك بقدر جوهرها”…
التعليق: ومن ثمَّ نخطو خطوة جديدة على طريق النمو الحقيقى
د. يحيى:
ولكن لا تنس يا محمد التأكيد على صفتى “جديدة” و”حقيقية”، ثم لا تنسَ أنها مجرد بداية، بما يعنى ذلك من مسئولية ممتده.
أ. محمد الحلو
المقتطف: “أنت لا تستطيع أن تنسى أى شئ أو حدث أو شخص مادام قد مرَّ على أىً من حواسك الظاهرة أو الخفية، ولو لبعض ثانية، قد يبتعد عن بؤرة وعيك، لكنه يظل فى المتناول حتى بدون طلبك وهو لا ينتظر إذنا منك، مع أنه يساهم فى تكوينك طول الوقت”
التعليق: اعتقد انه لا يُساهم فقط، ولكن يكون له أبلغ الأثر فى هذا التكوين
د. يحيى:
هذا أيضا صحيح، يا شيخ
شكراً.
أ. محمد الحلو
المقتطف: “إجمع نفسك “إليه”. تجتمع بك، وبهم، معه: عنده.”
التعليق: وهذه هى غاية المنى……
د. يحيى:
ومع ذلك، للتذكرة:
ليس الإيمان بالتمنى
ولكن الإيمان ما وَقـَـر في القلب وصدّقه العمل.
أ. محمد الحلو
المقتطف: “لحظات برق المعرفة فى مستويات وعيك تتجادل فى لحن واحد- وإن تعددت أدواته – أنغام تكفى لهدايتك إلى ما تكون به بشرا “إليه”
التعليق: “لحظات برق المعرفة، أنغام” تعبيرات تصويرية بديعة دقيقة لما يحدث فعلا وهى فعلا تكفى لمن أراد أن يعرف
د. يحيى:
من أرادْ!!
“وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ”
*****
الأربعاء الحر: مقتطف من كتاب: دليل الطالب الذكى فى: علم النفس انطلاقا من: قصر العينى (تابع) الفصل الرابع: التعلم
أ. مرفت
المقتطف: لا بل هناك نوع أخطر لم ينل حظا كافيا من الدراسة، وفى خبرتى الكلينيكية بدا لى أنه آلية ينبغى ألا نرفضها، ولكن ينبغى ألا نـُـسـَـطـِّـحها، فالمنعكس المسمى “نطرة الركبة”Knee Jerk هو أبسط الأشكال، يعلوه المنعكس الشرطى الذى سخرت منه بقولك “لعبة الكلاب واللعاب”، ولكن هناك المنعكس الدوائرى وهو الرسالة والعائد: Message-Feed Back وهو أعقد ويشمل المعنى والدلالة وأخيرا فهناك ما هو أعقد مما لا مجال لتفصيله ولكنه يدخل فى عمليات المنعكس المؤجل الشامل لخطوات الهضم والولاف والإبداع، مما هو أكبر من هدفنا
التعليق: ارجو مزيد من التوضيح لهذا المقطع شكرا
د. يحيى:
ثم ماذا يا مرفت ثم ماذا؟
تطلبين منى أن أكتب ردًّا في بحث من تسعمائه صفحة على الأقل!!
* منعكس نطرة الركبة knee jerk ليس منعكسا شرطيا بل هو منعكس أوّلى بسيط.
* منعكس لعبة “الكلاب واللعاب” هو ما ورد في النشرة شرحا لأربط أنواع المنعكس الشرطى.
* منعكس “الرسالة والعائد” لا يحدث فورا ولا ميكانيكيا وهو يحتاج إلى تمثـّل للمعلومات وترتيبها وربما تخزينها واستدعاءها في ظروف جديدة، ربما ليس لها علاقة بالظروف التي أحدثته أصلا وهذا جزء من عملية فعلنة المعلومات Information processing
أما بعد ذلك فهذا يدخلنا في تعقيدات العلوم الكوانتية Quantum Science (التي لا اعرف عنها شيئا) ولكنها غالبا تشتمل على عمليات غير خطية (مسلسلة) وكذا خطوات الجدل والتوليف في الإبداع التي اعرفها أفضل قليلا ممارسةً لا تنظيراً، وربما هي متضمنة فيما جاء في آخر المقتطف عن خطوات الهضم والولاف والإبداع (ما رأيك إذا انفردت هذه الفقرة على تسعمائه صفحة؟؟)
*****
حوار بريد الجمعة (22-5-2020)
أ. فاطمة
المقتطف: تلاشت فواصل ذاكرتي فنسجت زمنا واحدا
التعليق: كنت اقصد بالزمن الواحد تكامل كل انواع الذاكره مشيرة إلى (الواحدية) وان لم أدركها
تلاشت فواصل ذاكرتي= تكامل انواعها
زمنا واحدا = الدهر ..الواحد ..الأحد
د. يحيى:
هذه مخاطرة صعبة، وخادعة غالبا.
وحسب اجتهادى وخبرتى غالبا لا نتحملها لأكثر من ثوان، وربما أجزاء الثوانى.
*****
من كتاب “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) ( 3 من ؟)
أ. هالة:
المقتطف: فجأة، نجد أنفسنا فى مواجهة موت الجدة”، فننتبه – أيضا من البداية – إلى دلالات نقلات الذاكرة الخاصة، من طفل طائر إلى شاطيء السعادة، إلى جدة تموت، والموت طوال الأصداء كان حاضرا بحيوية بادية، حيث تتفجر منه الحياة فى معظم الأحيان.
التعقيب: الموت الذى تتفجر منه الحياة بحسه احيانا للمتوفى لما يتنقل لمرحله الموت وهى بالنسبه لى حياة أخرى مستوى أعلى لمـّـا يخلص مستوى الحياة، وكأنها لعبه بمستويات، السؤال هنا: الحزن على موت حبيب كيف تنفجر منه الحياة ؟ فكرة انى بتعامل مع حد مع احتماليه فقده مرعبه ومعطله ازاى اشتغل عليها ؟
د. يحيى:
لم أفهم تساؤلك تحديدا
لكننى تجاسرت مؤخرا وكتبت فروضا عن الموت، وبدرجة أقل كتبت إبداعا (وليست فروضا) عن الفقد، وهو ليس مرادفاً للموت!. على كل حال.
أ.فؤاد محمد
تغمرنا الاصداء فتجعلنا ننساب في وحدات الزمن ونحن هنا والان .. نتنقل بحركية مبدع يحركنا فنذهب معه لنعود اكثر انتعاشا لا يبدو علينا ارهاق السفر …
اتخيل شيخنا وهو يبحث عن الهدوء والوحده لدقيقة، لاستشعر مدي دلالة وعمق الدقيقة الواحده وجمالها اذا اختلسناها وعشناها …ثم اتعجب كيف لي – لنا ان نلتقط انفاسنا في هذه الزيارة المفاجئة للموت في الوحدة تخيلت انه سيلوذ لحضن احدهم يطمئن من خلاله … لكنه يبدو ان حجرته حضن اخر او رحم اخر يستقبله لتطرق الحياه بابه او تفتحه دون استئذان…. ما هذا الجمال..
د. يحيى:
هو جمال شيخنا محفوظ دون الدخول في تفاصيل.
*****
من كتاب: الترحال الثانى: “الموت والحنين” الفصل الثانى: “ويا ليتنى أستطيب العمى!” (14 من ؟)
أ. مرفت
المقتطف: صورة للذات وصورة للجسد، كما أن له كاريكاتير للذات وكاريكاتير للجسد، وقد يحتاج هذا لبحث خاص!!
التعقيب: في هذا المقطع جلست اتخيل شكل لكاريكاتير ذاتي وجسدي وذهبت كيف يمكن ان استغل ذلك في العلاج وحضر في ذهني كيف تتحاور حضرتك مع المرضي وكيف تمزج الحقيقه بخفة الدم وكإنك ترسم لهم كاريكاتير لذواتهم واجسامهم بالحوار .
د. يحيى:
ربما
فأنا عادة لا أقصد مسبقا تفاصيل ما أفعل مع مرضاى
وأترك ما يسمى “حوارات الوعى البينشخصى”، أو “الوعى الجمعى” تأخذ راحتها (وما قدّر يكون!)
د. رجائى
لا اعلم ان كنت تعلم ان اغلب سكان اسرائيل ملاحدة اصلا واولهم النتن اياه .
و ظاهر ما يسمي الحضارة الغربية المسيحية اليهودية اغلبها خرج من بؤرة هذا التعلق بما يسمي المسيحية واليهودية وخرجوا من الملة بالسلامة .
الملفت ان هذا الخروج نتج عنه خواء مخيف سحيق مغلف بقيم مادية عدمية في منتهي القسوة تعلن الفناء فعلا ببؤس شديد.
اقل القليل هو من يحاول ان يتدارك هذا المأزق الوجودي المتحدي .
ليس هناك شك ان هذه الحضارة آفلة لا محالة .
من كفر او كان هودا او نصاري — فهو مسلم رغما عنه.
الوجه الآخر للعملة وهم المسلمون — لان الدين عند الله الاسلام — اكتفوا من الاسلام بطقوسه . فتشوهوا بابشع ما يكون التشوه لان الايمان لم يدخل في قلوبهم .
اذن ماذا
البشر في مفترق وجودي خطير وفي مواجهة لمصير مجهول ما لم يتداركوا حتم الوعي وحتم الكدح وحتم رفض كل انواع الوهم والزيف والضلال.
اخيرا ليس هناك الا دين واحد وسيظهره الله علي الدين كله ان آجلا او عاجلا . وهذا ليس دين الطقوس ولكن دين الفعل القادر الملتحم بغائية الخلق . ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
د. يحيى:
عموما هذا صحيح
مع التحذير من المبالغة في التعميم
ومع الحذر من الأقربين المسطحين والمتشنجين والعميان! .
*****
نقلة مع مولانا النفرى في: كتاب المخاطبات مقتطف من: (مخاطبة 3 ):
أ. رمضان بسطاويسي
يكمل ابن عطاء الله السكندري ذلك و يقف عند كيف نعرفهم و نري الفضل والنعمة منه ووقف عند كيف يمكن للسالك ان يعرف اولياءه ؟ وتلك نعمة اخري تحتاج كدح كثير.
د. يحيى:
أنا أحترم تعليمات مولانا ابن عطاء يا رمضان وأرجوك يا إبنى لا تبخل علينا بها.
هلاّ تفضلت بذكر استلهام مولانا السكندرى في هذا الشأن، لا لنقتدى به حرفيا فهذا مستحيل، وإنما ربما نستهدى بهديه وهو ينير لنا بعض جوانب الطريق.
أ.محمد الحلو
المقتطف : “لأنى أنا اصطفيتهم لمناجاتى وأنا صغتهم لتعرفى
ولأننى أنا صغتهم واصطفيتهم لمودتى…..”
التعقيب : إن كان ذلك كذلك فلا عجب عندما يقول ربنا “من عادى لى ولياً فقد آذنته بالحرب”
اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك…..
د. يحيى:
وهذا أيضا تعبير أكبر من مجرد ألفاظه!!
شكراً.
*****
الفصل الأول “فى البدء كان الكلمة” (2) رواية “الواقعة” ثلاثية المشى على الصراط “الجزء الأول”
د .مروة عبداللطيف
تعودت حين اقرا كتابا ان اؤجل المقدمة حتى النهاية لالعب مع نفسي لعبه تخمين كيف سيقدم الكاتب كتابه.
لكنني عجزت تماما ان اتخيل كيف ستقدم مثل هذا العمل ( أرفض ان أسميه كتابا أو رواية أو أى شيء من هذا القبيل)، لاجدك تترك المجال للقارئ ان يصله مايصله وان يتحمل مسئولية ذلك ..
قد يصل للبعض انه محض خيال لكنه ليس كذلك بالنسبه لي .. ليس كذلك ع الاطلاق.
عيدك سعيد..
د. يحيى:
عندك حق، ولك أمنيات أعمق وأصعب، فأنت أصغر وأيقظ (من اليقظة)
نعم: هو ليس كذلك
أما ما هو..؟ فهو غير ذلك إلى ما هو كذلك!!!
*****
د مهيوب احمد منصور
كل عام وانت بألف خير وصحه وسلامه دكتور يحي من كل قلبي موفور الصحة والسعادة وعيد مبارك
د. يحيى:
هذه دعوة جميلة خالصة، كنت أحوج ما أكون إليها
بارك الله فيك يا رجل!
أ. هالة:
كل لحظة وحضرتك طيب وبخير ترافقنى بداخلى وتوجهنى يا د يحيى وبدعيلك كتيير قوى ربنا يباركلك
د. يحيى:
الدعاء يصلنى كأنه رسالة كاملة موجهة إلىّ عبر ربنا، فالحمد لله، والشكر لك.