قالت: وهل تصدق أن هذا ممكن؟! نحن نضحك على أنفسنا، نحن لا ننسى شيئا أبداً.
قلتلنفسى وقد أُغلقت مسام فهمى: أفضل ما يمكن أن أفعله هو أن أصمت، ودعوت الله فى سرى أن تصمت هى أيضاً، وطالت وقفتنا حتى نظر إلينا بائع الهدايا وسألنا أن نطلب ما نريد، أو أن نفسح لمن بعدنا حتى نستقر على قرار، قلت لها: أنت التى تختارين الهدية التى تحبينها، قالت: لابد أن أسأله أولا، قلت: تسألين من؟ قالت: خطيبى. فامتلأت زهوا وأنا أتصور أنها ترد لى المجاملة، وتطلب أن أقوم أنا بالاختيار، واعتبرتها تمزح وهى تتكلم عنى بضمير الغائب، فقلت لها: أين هو؟، “وانتظرتُ أن تشير إلىّ أو تقبّلنى، لكنها قالت: فوق الصخرة، قلت فى بلَهٍ ذاهل: أية صخرة؟ قالت: هل نسيت؟ واختفت من أمامى وكأن الأرض ابتلعتها. شعرت كأن العالم انتهى فى تلك الثانية، وحين أفقت وجدت نفسى أتساءل: أى منظر من كل هذه المناظر كان حلما وأيها كان الحقيقة؟
وتحسست خنجرا قديما كنت قد خبأته بين لحمى وقميصى، وانطلقت أبحث عنها فى كل مكان حتى الآن، وأنا أترحم على والدى.