الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطف من كتاب: دليل الطالب الذكى فى علم النفسى انطلاقا من : قصر العينى الفصل السابع: عن الطاقة والحياة

مقتطف من كتاب: دليل الطالب الذكى فى علم النفسى انطلاقا من : قصر العينى الفصل السابع: عن الطاقة والحياة

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 28-4-2019

السنة الثانية عشرة

العدد:  4257

 

مقتطف من كتاب:

دليل الطالب الذكى فى علم النفسى انطلاقا من : قصر العينى

الفصل السابع: عن الطاقة والحياة

…….

…….

الطالب: والآن حدثنى ما هى القوة التى تدفع المخ لعمل كل هذه الوظائف.

المعلم: تذكر أننا قسمنا وظائف المخ إلى وظائف ترابطية وأخرى دوافعية وثالثة وسادية.

الطالب: أبدا، لا أذكر.

المعلم: ولو….، أذكّرك، ربما لم أؤكد لك على ذلك لأننى حاولت منذ البداية وحتى الآن أن أوصّل حتمية تداخل الوظائف عموما: إن كل ما شرحنا حتى الآن من أول الإدراك حتى الإبداع كان يقوم على فكرة الترابط، بشكل أو بآخر: فالإدراك ربط يبن أثر قديم وبين تعرف حديث حتى دون أن يمر على الحواس، والتفكير ربط بين معلومة ومعلومة لحل مشكلة، ثم سوف نشير كيف أن الإبداع هو ربط بين أجزاء قديمة لخلق جديد، وحتى الاحلام هى ربط من نوع خاص.

الطالب: ولكن ما أذكره أننا أسمينا كل هذا بما فى ذلك التعلم والذاكرة “وظائف معرفية”.

المعلم: ولم لا، الوظائف المعرفية ترابطية بالضرورة.

الطالب: وحتى الأحلام ؟.. وظيفة معرفية؟

المعلم: وحتى الأحلام، ألم نقل إنها تنظيم تكاملىّ لما حدث من معرفة أثناء اليقظة، جنبا إلى جنب مع ما ترك من معلومات لم يكتمل تمثـِّـلها تماما

الطالب: لو سمعك أحد أهل بلدتنا تتكلم عن الربط والتربيط بهذا الحماس والتقدير لا نزعج، فللربط معنى خاص عندنا فى الريف.

 المعلم: أعرفه وأحذرك من هذه البداية الساخرة، لندع الربط والترابط وكفى عليه هذا، ولنتكلم فى وظائف أخرى للمخ أو للأمخاخ.

الطالب: تقول أمخاخ؟ وهل لنا أكثر من مخ.

المعلم: ألا تتذكر بداياتنا؟ ثم دعنا لا نفتح هذا الملف الآن فهو بالغ الاتساع وخلنا فى المخ الذى نعرفه أولا، ربما نلم ببعض ابعاده.

الطالب: بصراحة أنت تلوّح لى بما لا أعرف، فأود لو عرفته ثم تتوقف، فأعجز عن أن أتحرك بعيدا عن تصورى الأول.

المعلم: ومن أين لك تصورك هذا يا بطل؟

الطالب: من تشريح الجهاز العصبى وحتى الفسيولوجيا النفسية التى أخذناها، لم أعثر فيها إلا على مخ واحد.

المعلم: بصراحة معك حق ولكن أحذرك من فرط التعميم فلكل جهاز خاصيته،

الطالب: وما هى خصائص المخ البشرى المقررة علينا حتى أنجح إذا عددتها فى الامتحان.

المعلم: بصراحة أنا أشفق عليك أن أذكر لك ولو بعض الحقائق عن كل ذلك، فدعنا نقصر حديثنا عن المخ كما شاع استعماله منفردا، دعنا ننظر فى هذا المخ وطاقته، وحركيته ونشاطاته، فمن ناحية هى ليست طاقة مثل الكهرباء أو الغاز وما شابه، ومن ناحية أخرى هى لا يمكن مجرد تخيلها،

الطالب: ولكننى أريد أن أعرفها

المعلم: أنا نفسى عجزت عن استيعابها بكل ما أملك من خيال وما أطرح من فروض.

الطالب: وهل تريد منى أنا أن استوعبها، رجعت فى كلامى.

المعلم: يا أخى لاتتسرع، أنا لا أعنى تعجيزك، أنا اعترف أمامك بالصعوبة، لتحترم حدودى، فأنا لا أفعل إلا أن أنقل لك بعض المعلومات الجزئية التى تعلن أنك – وأنا معك – جاهلان (على أحسن الفروض) وبالتالى ننتبه إلى عدم الإسراع برفض ما لا نعرف.

الطالب: إنك تحيرنى، تقول لى معلومات فى منتهى الدقة، ثم تتصنع الجهل وتساوى نفسك بى، لتسحبنى إلى حيث تريد.

المعلم: لماذا لا تثدق أن الجهل هو بداية العلم، وأن اليقظة واحترام كل معلومة مهما ضؤلت هى بداية الطريق؟

الطالب:بدايته؟ نهايته؟ قل لى كيف تعمل العواطف الإنسانية الأعلى مثلا؟ هل هى أيضا ترابطات وتباديل وتوافيق فى المخ، ومن أين لها بالطاقة اللازمة لكل ذلك

المعلم: تصوريا ابنى أن هذه منطقه من أصعب ما يمكن مع أنها من أهم ما ينبغى أن نعرفه، مسألة الطاقة هذه تفتح لنا باب الحديث عن الدوافع والعواطف.

الطالب: وهل هذا هو ضمن ما يمكن أن نصل إليه من هذا الحوار؟

المعلم: إن طبيعة ومواصفات ما يسمى “الطافة” هى من أصعب المناطق، ولعل هذا يفسر أن هناك من أنكروا وجودها أصلا، كما ألمحنا.

الطالب: أنكروا ماذا؟ أنكروا وجود العواطف مثلا

المعلم: إنهم قريبون من اولئك الذين أنكروا الغرائز أولا وبحدة وصلت إلى التعصب ضدها، وذلك لحساب العوامل البيئية والاجتماعية، وهكذا انتقل الاهتمام الى الدوافع المكتسبة، وقد تمادى الأمر إلى إنكار الانفعال والعواطف بالنفى الصريح أو بالإهمال المقصود من كثير من العلماء.

الطالب: هل هذا عمى؟ أم قسوة؟ أم هرب؟.

المعلم: المسألة ليست مسألة قسوة أو رحمة، ولكنها مسألة الافتقار إلى لغة قادرة وأبجدية علمية كافيه للإحاطة بهذه الوظائف الكلية المشتمله، وقد رأيت معى كيف اجتهدنا ونحن نحاول أن نشرح التعليم ونفسر النسيان ونفهم التفكير، أما بالنسبة للعواطف والانفعال فيبدو أن الحديث عنهما يتطلب لهجة شاعرية بعض الشئ، والعلم لا يقر هذه اللهجة بصفة عامة.

الطالب: وهل لا يكون العلم علما إلا بأن يصاغ بكلام جاف

المعلم: أنا أحكى لك وجهة نظر لها مبرراتها، ولكن قبل ذلك هل تتصور أن فرويد بجلالة قدره لم يضع نظرية فى الانفعال، بل لقد ذكره فى مجال الانشفاق Dissociation مما يوحى أن الانفعال كان أقرب إلى اللاسواء عنده.

الطالب: الله!الله!!، ما هذا؟ فليصدر العلماء فرمانا بمنع الحزن وشجب الفرح وحظر الحب والكره إذا اشترطوا أن تكون الصحة العقلية خالية من كل ذلك.

المعلم: لماذا تبالغ فى الاعتراض قبل أن تسمع؟ إننا فى أخطر منطقة فى فهم النفس فانتظر حتى نرى، ثم أطلق لسخريتك العنان.

الطالب: صدقنى إنى شديد الشوق لمعرفة حكاية العواطف والانفعال والدوافع لأسباب خاصة.

…….

…….

admin-ajax (4)admin-ajax (5)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *