يناير 1984 – شعـر وداعـا

شعـر

وداعـا  

عباس الصهبى

الزمن الغادر ..

حيرنا .. غيرنا

وأضاع الأحلام الوردية

أطفأنا …

صيرنا أشباحا تلهث ذعرا

كالجرذان على الجدران المنسبة

من غير هوية

نتساءل فى رعب عما يخفيه الغد

ونور الضد

نختنق ضياعا فى المدن الفاضلة الوثنية

نفلت من مأزق هذا اليوم

فىمحنة أول يوم آخر تلقانا..

مقذوفات ليالية النارية

لا يبقى ما نسأل عنه سوى

هل يقتلنا “الوحش” بنابيه المفترسين ..

أم بمخالبه الوحشية؟‍

وأنا …

أنا أغلقت الباب أمام الريح

فالقلب جريج

واليأس مريح

ومواسم عمى شتوية

فلماذا فتحت لعينيك الدافئتين اللؤلؤتين الباب؟

والحب عذاب

والأمل سراب

ورياحك ياشوق رخاء، لكن

كيف تعود الأشرعة المطوية؟

فارتحلى

فى غير سمائى اتقدى

وابتعدى

ودعينى فى الظلمة وحدى

لألملم آلام الآمال الوهمية

ضوؤك ما أحراه

أن يشرك فى أفق حياتى

لو كان هناك طريق

أو ثمة أمل

أو لهجة حب فى اللغة الهمجية

ووداعا ..

فالزمن الغادر حيرنا .. غيرنا

وأضاع الأحلام الوردية

أطفأنا ..

صيرنا اشباحا تلهث ذعرا

كالجرذان على الجدران المنسية

من غير هوية

* * *

“خريف 83”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *