الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / من حالات الإشراف على العلاج النفسى: الحالة: (84) “عن مشاعر المعالج واحتياجه” (خصوصا المبتدىء)

من حالات الإشراف على العلاج النفسى: الحالة: (84) “عن مشاعر المعالج واحتياجه” (خصوصا المبتدىء)

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 19-1-2019

السنة الثانية عشرة

العدد: 4158

من حالات الإشراف على العلاج النفسى

مقدمة:

للتذكرة: اليوم ننشر هذه الحالة من المقتطفات الإكلينيكية والعملية من الإشراف المنتظم، وهى الحالة (84) من هذه السلسلة عن الإشراف أى فى الكتاب الخامس (81 – 100)، ونأمل بذلك أن نكمل ما ينقص هذه الحالات من تعقيبات حتى تسهم فى مزيد من التوضيح والإفادة كما تبين لنا من قبل.

الحالة: (84)

عن مشاعر المعالج واحتياجه (1)

(خصوصا المبتدىء)

أ.أمال: طب هو ولد عنده 19 سنه فى تانية تجارة جامعة سينا

د.يحيى : جامعة إيه

أ.أمال: جامعة سينا

د.يحيى : جامعة خاصة؟

أ.أمال: أيوه، هوّا التالت من أربعة أشقاء كنت قدّمته قبل كده، والده بيشتغل فى السعودية مدير مبيعات، ووالدته ست بيت معهد خدمه أجتماعية، هو الولد ده من لمّا كان فى إعدادى كان بيشرب حشيش ولما دخل الجامعة يعنى من سنتين بدأ يشرب بانجو وحشيش وأستروكس، فى مرّة أهله كلموه لقوا إن صوته متغير، وبيقولهم إن أنا تعبان وكده، راحوا له لقوا انه شارب حاجه مش عارفيين هيه إيه، المهم رجعوا القاهره بدأ يقول إن بباه فرعون ومامته كليوباترا، وزادت حركته وما بينامش، وبعدين الولد أتحجز فى المستشفى

د.يحيى : إنتى قدمتيه  قبل كده يوم أحد

أ.أمال: لأه يوم تلات (2)

د.يحيى : تلات!! صعب أنك تقدمى حاله يوم التلات وتكمليها يوم الأحد عشان زملاتنا بتوع التلات يتبعونا واحدة واحدة، بس كويس أنك بتختصريها دلوقتى لو سمحت

أ.أمال: وبعدين همّا لما راحوا له لقوه سحب السكينة وفضل يصرخ، ويقول إنه هو خايف وعايز يقتل أخوه

د.يحيى : سحب السكينه وعمل أيه؟!!

أ.أمال: كان عاوز يقتل أخوه، بس عمال يقوله أنا خايف منك، وماسك السكينه عاوز يحمى نفسه منه، لو هو اتعرض له يعنى، وبعدين الولد الأعراض ديه أتحسنت يعنى لما أتحجز فى المستشفى شهر وأسبوع وبعد كده طلع من المستشفى من شهر وأسبوعين، شوفته 4 مرات كانت الأعراض ديه اختفت أغلبيتها فى المستشفى، بس كانت المشكله ساعتها يا دكتور لما قلتلك يروح جامعه سينا ولا لأه، والمشكله التانيه لما قلت لحضرتك إن عندى مشاعر ناحية الولد وإن فيها حب وخوف بزياده وكده، وده كان موترّنى وأنا قاعده وبعدين أول ما شوفته المرة اللى فاتت دى على طول أنا لاحظت إن أنا أهدى، وماكنتش حاسه بمشكلة زى قبل كده، وكنت قابله الحاجات المشاعر بتاعة الخوف والحب دى، وكانت الدنيا بالنسبه ليا أهدى عن اللخطبة اللى قبل كده، وبلغته عن الحوار بتاع جامعه سينا اللى انتهينا له يوم التلات، وإن هو الأفضل ندور على جامعة قريبة هنا، واتفقنا أن احنا حانجيب أسماء الجامعات اللى ممكن تقبله، ونفكر فيها قبل بدايه الترم التانى عشان نعرف حاجة أفضل من جامعة سينا

د.يحيى : إنتى فاكرة قلتلك إيه يوم التلات

أ.أمال: قولتلى حاجات وحشه أوى

د.يحيى : وحشة يعنى إيه؟

أ.أمال: زى ما تكون حضرتك نبهتى إنى أشتغل مع نفسى زى ما باشتغل مع المريض

د.يحيى :إنتى مبتدئة لسه، انتى عندك كام حالة علاج نفسى

أ.أمال: دى أول حالة

د. يحيى: مش احنا قلنا أربعة على الأقل

أ.أمال: أيوه ما انا بادية أهه

د. يحيى: وقلت لك إيه كمان؟

أ.أمال: حضرتك قولتلى بتقعدى أد أيه مع العيان، ومين أذن لك تقعدى معاه، وبتقعدى ساعه كاملة؟ وبتتكلموا فى إيه، ولما حكيت عن مشاعرى عن الخوف والحب، قولتلى ديه مشاعر مقبوله بس لازم تطلع فى وقت معين وكمية معينة وحاسبى لتستخدمى العيان عشان يديكى أنت احتياجاتك، وإوعى تكونى مبسوطة عشان العيان بيغذى عندك حاجات انتى محتاجاها، وده مقبول لو عرفنا نستخدمه لصالحه أولا، ولصالحك فى نموك وخبرتك

د.يحيى : ويا ترى بتعملى كده ولا لسه؟

أ.أمال: ماباتعملش كده  بصراحة، أصلى مش فاهمة قوى

د.يحيى : طب ما انت فى سنة أولى، واحدة واحدة يا بنتى انتى مالك مستعجلة كده؟

أ.أمال: أنا مش مستعجلة، حضرتك اللى قولتلى مين اللى هايديكى مشاعر القبول والأهتمام والحاجات ديه من اللى حواليكى، فأنا كنت شادة مع أهلى فقعدت كام يوم كده، وبعدين روحت كلمت أهلى وقعدت أتكلم معاهم عشان آخد احتياجى منهم

د.يحيى : يا بنتى خللى بالك، المشاعر والاحتياجات دى مش بتشتغل بزّر كده، تضغطى عليه  يطلع اللى انت عايزه.

أ.أمال: معالشى، بس مامتى لما كلمتها رضيت تيجى، وجت القاهرة من الصعيد  وقعدنا مع بعض كذا يوم

د.يحيى : يعنى بعد ما أنا قولتلك كده روحتى مصالحه مامتك، عشان تعرفى تعالجى العيان؟ كدة توموتيكى؟!

أ.أمال: مش قوى كده، مامتى هى اللى رضيت تيجى

د.يحيى : هى صالحلتك

أ.أمال: انا كلمتها فا هى رضيت أنها تقابلنى

د.يحيى : وهى ماكنتش راضيه تقابلك

أ.أمال: كانوا حاطيين شروط معينه عشان يقبلونى

د.يحيى : طيب وبعد ما أتقابلتوا رضيوا بشروطك

أ.أمال: لأه أنا اللى رضيت بشروطهم، أنا اللى قلت حاضر، بس وحاسيت نفسى هاديه وكويسة

د. يحيى: وبعدين

أ.أمال: اللى خلانى أعيد عرض الحالة دلوقتى هو إنى أنا أول مره قابلت العيان ده، كنت أهدى وماكنتش حاسه أن انا متوترة أوى واتفقنا على حوار، وبعدين خفت من مشاعر الخوف والحب ده اللى ظهرت نحوه زى ما قلت لحضرتك حالا.

د.يحيى : فيه أسئلة جديدة تانى غير اللى طرحتيها بتاعة يوم التلات، وجامعة سينا

أ.أمال: لأه مافيش أسئلة أنا محتاسة

د.يحيى : وده يا بنتى مش شئ طبيعى، وانت صغيرة كده

أ.أمال: أنا أعمل إيه دلوقتى؟

د.يحيى : من حيث المبدأ، ومش لك أنت لوحدك، إن لم يكن عندك مصدر تروى بيه احتياجاتك الإنسانية والعاطفية حاتبقى عرضة إنك تستعملى مرضاك غصبن عنك، لازم يكون فيه مصادر بره مهنتك بتغذى الاحتياجات دى، بدءً، من الأحترام، للرؤيه، للشوفان، بما هو أنتى لا أكتر ولا أقل، حدّ يعترف بيكى ويشوفك، سيبك بقى من الكلام البلدى بتاع بيحبك وعايزك والكلام ده، الناس فاهميين إن الاحتياجات دى حاجة غير الشوفان والأعتراف الأحترام، وكثير بيتصوروا إنها التقدير والتسقيف وعليهم شوية حب على شويه عك، يا بنتى إن لم يكن عندك مصادر مشروعه كافيه من كل ده يبقى عيانينك حا يبقوا هما مصدر الحاجات دى، وده مسموح به جزئيا بس مش على حسابهم، مش إحنا بنى آدمين برضه، ولما تلاقى عيان بيسقفلك، وعيان بيحبك حاتقولى له لأه، “ماتحبنيش بالشكل ده”، “زى الغنيوة ما بتقول؟: ولاّ حاتنبسطى؟ ولاّ حاتحبيه انتِ كمان وانت مش واخدةْ بالك، ولا حاتخافى وتوقَفِى،

أ.أمال: مش عارفة

د. يحيى: ما هو انتِ لازم تفرقى بين الحب بأمارة أنه بيدفع فلوس، ولاّ هو محتاج عواطفك، ولا رعايتك وإنت إن لم يكن عندك مصادر طبيعية بره شغلك حاتتعطلى وحاتضربى لخمة، أنا فاكر أنا  قولتلكوا على الراجل الخواجه الناصح اللى زار المؤسسه ديه سنه 1976 ولقانا عمالين نجرى مع العيانين ونعزق ومش عارف ايه، فسألنى هيا إيه خطة العلاج هنا، قولتله والله ماعندناش خطة واحدة، أحنا بتوع كله، قالى أزاى؟ قولتله كل عيان له خطته من أول ما يصحى لحد ما ينام، وهذه الخطه قابله للتغير كل يوم، وساعات على اخر النهار تكون أتغيرت، الراجل أتخض خضه ظهرت عليه وقال لى مين اللى بيتتبع بقى العيانيين كل يوم وكل ساعة كدا، وده عايز كذا وده كفاية  عليه كيت، وده يجرى وده مايجريش، وكده، قولتله “أنا” قالى انت لوحدك قلت له لأ طبعا أنا وزملائى وتلامذتى بنتعلم من بعض واحدة واحدة، وبعدين دخلت علينا مراتى فعرّفته بيها وأنها بتشتغل معايا،قالى بتشتغل معاك هنا؟ قولتله أه، قال لى: ومين بيديك أنت أحتياجاتك لما تروّح، قولتله الست دى برضه، قالى ودا ينفع بالذمة؟ بقى ده ينفع وانت عمال تحرك كل ده وده ينزل وده يطلع زى ما بتقول، قلت له ما هو نافع أهه، والظاهر أنا صعبت عليه ويمكن شك فيا، وبعدين بعد مدة قعدت أفكر فى كلامه تبينت إن عنده كل الحق، وإن أنا إن ما حصلتش على حقى من مصادره الطبيعية، يبقى مشكوك فى أحكامى، وإنى لازم أشوف لى مصدر طبيعى أرتوى منه، من ساعتها انتبهت لضرورة الوعى إن الطب النفسى لابد يحترم كل مستويات الطبيعة البشرية فى المريض والمعالج طول الوقت، روح يا زمان تعالى يا زمان بقيت أحط ده جزء لا يتجزء فى ممارستى، وإنى لازم أشوف وأتطمئن على حصولى على حقى بعيد عن العيانين، وبقيت انتبه طول الوقت للى أنا بادرّبْهم وباشرف عليهم من نفس المُنَطلق طبعا فى مراحل بعد كده أتسحنت علاقتى برنا، فمش خلى بالك المسألة مش بهذه البساطة اللى  بياخد أحتياجاته من ربنا أصعب من كل البشر، رغم أن هو أقرب وأجهز من كل البشر.

اللعبة:

أ.أمال: ما دام كلنا محتاجين كده بقى يا دكتور حضرتك كنت قولتلنا حا نلعب لعبه

د.يحيى :  ما فيش مانع، يا للا نجرب، كل واحد حايقول لحد مننا أنا مش محتاج ولا حاجه حتى لو محتاج (ويكمل أى كلام) يمثل يعنى

أ.أمال: أنا اللى حابتدى: أنا مش محتاجة ولا حاجة، حتى لو انا محتاجة أنا حاستحمل

د.يحيى : تدى الكوره لمين

أ.أمال: لنادية

نادية: أنا مش محتاجة ولا حاجة، حتى لو انا محتاجة أنا باعرف أوصل للى أنا عاوزاه كويس

سعاد: أنا مش محتاجة ولا حاجة، حتى لو انا محتاجة أنا مش حا أقول

ثريا: أنا مش محتاجة ولا حاجة، حتى لو انا محتاجة  أنا حا اعمل ايه

أ.إيمان: أنا مش محتاجة ولا حاجة، حتى لو انا محتاجة أنا حا اطب عادى ولا حا يهمنى

د.يحيى : أنا مش محتاج ولا حاجة، حتى لو انا محتاج ملعون ابوهم ولاد كلب

 

[1] – 6-1-2019

[2] – الإشراف يجرى مرتين أسبوعيا: الأحد مجموعة صغيرة اختياريا، والثلاثاء كل العاملين قبل المرور الأكلينيكى أسبوعيا.

 

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *