الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطفات من كتاب: “الطب النفسى والغرائز (1)” الباب الأول: “غريزة‏ ‏الجنس”(من‏ ‏التكاثر‏ ‏إلى ‏التواصل)‏ الفصل الثالث “الجنس والجسد”

مقتطفات من كتاب: “الطب النفسى والغرائز (1)” الباب الأول: “غريزة‏ ‏الجنس”(من‏ ‏التكاثر‏ ‏إلى ‏التواصل)‏ الفصل الثالث “الجنس والجسد”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 14-8-2022

السنة الخامسة عشر

العدد:  5461

مقتطفات من كتاب: “الطب النفسى والغرائز (1)” [1] 

الباب الأول: “غريزة‏ ‏الجنس”(من‏ ‏التكاثر‏ ‏إلى ‏التواصل)‏ [2] 

الفصل الثالث

الجنس‏ ‏والجسد

اغتراب الجسد:

غُيِّب‏ ‏الجنس‏ ‏حين‏ ‏غـُـيـّـب‏ ‏الجسد‏، ‏فالإنسان‏ ‏المعاصر – غالبا –‏ ‏ قد انفصل‏ ‏عن‏ ‏جسده‏:

‏(1) ‏حين‏ ‏طغى ‏العقل‏ ‏مستقلا‏ ‏نتيجة‏ ‏فرط‏ ‏الذهننة‏ Hyper intellectualization))‏

‏(2) ‏حين‏ ‏أهمل الاستماع إلى لغة‏ ‏ ‏الحواس‏ ‏حتى ‏أصبحت‏ ‏الحواس‏ ‏مجرد‏ ‏مداخل‏ ‏ونوافذ‏ ‏ومحطات‏ ‏إنذار‏، ‏وليست‏ ‏قرون‏ ‏استشعار‏، ‏ولبنات‏ ‏تكامل‏ ‏.

‏(3) ‏حين‏ ‏سُخـِّـر‏ ‏الجسد‏ ‏كمجرد‏ ‏أداة‏ ‏للاستهواء‏ ‏ومجال‏ ‏للاستهلاك‏ ‏منفصلا‏ ‏عن‏ ‏تكامل‏ ‏الوجود البشرى.

‏(4) ‏حين‏ ‏أُهـْـمـِـل‏ ‏الجسد‏ ‏كوسيلة‏ ‏معرفية‏، تشارك فى الإبداع و‏لها حضور‏ ‏وجودى ‏دال، باعتباره وعيا متـَـعـَـيـِّنا Concretized Consciouness

وقد ترتب‏ ‏على ‏كل‏ ‏ذلك‏ ‏أن‏ ‏الجنس‏ ‏المُفَعْلنَ‏ ‏فى ‏جسدٍ‏ ‏مغترب‏، ‏أصبح‏ ‏مغتربا‏ ‏بدوره‏، ‏واقـتصر‏ ‏دورهما ‏(‏الجنس‏ ‏والجسد‏) ‏إما‏ ‏على ‏تحقيق‏ ‏لذة‏ ‏منفصلة‏، ‏وإما‏ ‏على ‏إعلان‏ ‏عجز‏ ‏إنشقاقىّ ‏دال‏.‏

الجنس‏ ‏والموت‏ ‏والبعث

ذكرنا‏ ‏فى ‏الجملة‏ ‏المفيدة‏ ‏السالفة‏ ‏الذكر‏ ‏التى ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يقولها‏ ‏الجنس‏ ‏التواصلى ‏الإبداعى ‏كيف‏ ‏تكون‏ ‏الممارسة‏ ‏الجنسية‏ ‏هى ‏الوسيلة‏ ‏إلى ‏التكاثر‏ ‏الوجودى ‏بمعنى ‏اختفاء‏ ‏الاثنين‏ ‏المتلاحمين‏ ‏فى ‏سبيل‏ ‏تخليق‏ ‏اثنين‏ ‏آخرين‏ ‏جديدين‏، ‏وأجد‏ ‏من‏ ‏المناسب‏ ‏أن‏ ‏أعيد هذه‏ ‏الجملة‏ ‏المفيدة‏ ‏هنا‏ ‏من‏ ‏جديد‏، ‏إذْ‏ ‏تقول‏:‏

‏”‏إن‏ ‏وجودى ‏لا‏ ‏يتحقق‏ ‏إلا‏ ‏بوجودك‏ ‏معى: ‏معى ‏أقرب‏، ‏أدْخـَـل‏، ‏أكثر‏ ‏التحاما‏‏، ‏لا‏ ‏أختفى ‏إذ‏ ‏نذوب‏ ‏فى ‏كيان‏ ‏واحد‏ ‏لا‏ ‏نعرفه‏ ‏من‏ ‏قبل‏، ‏أبتعد‏ ‏لأكون‏ ‏نفسى ‏بك‏‏، ‏بنا‏ (‏برنامج‏ ‏الذهاب‏ ‏والعودة‏ in and out program)، ‏أسمح‏ ‏لك‏ ‏ولا‏ ‏أخشى ‏الانسحاق‏، ‏وأتركك‏ ‏فلا‏ ‏أخشى ‏اختفاؤك‏، ‏وكذلك تفعلين حتى ‏نتلاشى ‏معا‏، ‏فينا‏، ‏لنتخلق‏ ‏من‏ ‏جديد‏ ‏جديدين معا وكل على حدة: معاً أيضا‏”.‏

ومعنى ‏الاختفاء‏ ‏هنا‏ ‏هو‏ ‏تلاشى ‏الفرد‏ ‏فى ‏اللقاء‏ ‏كخطوة‏ ‏لازمة‏ ‏لكى ‏يعود‏ ‏جديدا‏، ‏وهذه‏ ‏الخطوة‏ ‏ليست‏ ‏مجازية‏ ‏فى ‏التناسل‏ ‏البيولوجى، ‏وهى ‏كذلك‏ ‏بالنسبة‏ ‏للجنس‏ ‏التواصلى ‏الإبداعى، ‏فإن‏ ‏نفس‏ ‏الخطوات‏ ‏تتم‏ ‏ولكن‏ ‏يحل‏ ‏محل‏ ‏التناسل‏ ‏البيولوجى ‏تخليق‏ ‏الذات‏ (‏الذاتين‏) ‏أى ‏التغيـّر‏ ‏النوعى ‏للشريكين‏ إلى ما هو أكثر نضجا، ‏بمعنى ‏إعادة‏ ‏الولادة‏ ‏أو‏ ‏إبداع‏ ‏الذات‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏لقاء‏ ‏الآخر‏ ‏والاندماج‏ ‏فيه‏ ‏حتى ‏”التلاشى للتخلّق” (وإن كان لا يكون بهذا الوضوح ولا هو فى بؤرة الوعى الظاهر، لكن أى قدر منه هو نجاح كافٍ غالبا).

ولو‏ ‏أننا‏ ‏صورنا‏ ‏هذه‏ ‏الجملة‏ ‏المفيدة‏ ‏بالتصوير‏ ‏البطئ‏، ‏ثم‏ ‏تصورنا‏ ‏توقيف‏ ‏التصوير‏: ‏إذن‏ ‏لضبطنا‏ ‏هول‏ ‏لحظة‏ ‏التلاشى‏، (‏العدم‏ /‏ الموت‏) ‏وكأننا‏ ‏بذلك‏ ‏نكتشف‏ ‏أن‏ ‏الجنس‏ ‏التواصلى ‏الإبداعى ‏لا‏ ‏يتم‏ ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏تحقق‏ ‏ما يفيد “موتٌ فـَـبـَـعـْـث” ‏ومن‏ ‏ثم‏ إعادة ‏البعث([3])، من هنا يأتى الشعور بالمخاطرة، إذْ‏ ‏من‏ ‏يضمن‏؟

وقد‏ ‏كنت‏ ‏أرفض‏ ‏قديما‏ ‏بشكل‏ ‏ساخر‏ ‏تعبير‏”‏أموت‏ ‏فيك‏، ‏وتموت‏ ‏فىّ“، ‏ثم‏ ‏انتبهت‏ ‏مؤخرا‏ ‏إلى ‏احتمال‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏الموت‏ ‏بالجنس‏ ‏قد يكون‏ ‏فى ‏نفس‏ ‏اللحظة‏ ‏إعادة‏ ‏ولادة‏، ‏وبالتالى ‏فإن‏ ‏فينومينولوجيا‏ ‏الجنس‏ ‏تؤكد‏ ‏على ‏هذه‏ ‏العلاقة‏ ‏الوثيقة‏ ‏بين‏ “‏الجنس‏ ‏التكامل‏” ‏و”الموت‏/‏البعث“.

ومن‏ ‏ثم‏ ‏فإن‏ ‏الخوف‏ ‏من‏ ‏الجنس‏ ‏حتى ‏العجز‏، ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏نتابع‏ ‏معناه‏ ‏من‏ ‏عمق‏ ‏معين‏، ‏حتى ‏يثبت‏ ‏فى ‏بعض‏ ‏الحالات‏ ‏أنه‏ ‏ليس‏ ‏إلا‏ ‏خوف‏ ‏من‏ ‏الموت‏، ‏وهو‏ ‏ما‏ ‏أشرنا‏ ‏إليه‏ ‏فى ‏الفقرات‏ ‏السابقة‏ ‏فى ‏جملة‏ “‏الذهاب‏ ‏بلا‏ ‏عودة”‏، ‏أو‏ ‏جملة‏ ‏”الدخول‏ ‏بلا‏ ‏خروج‏”.. ‏إلخ.

كما‏ ‏أنه‏ ‏قد‏ ‏يكون‏ ‏خوفا‏ ‏من‏ ‏التهام ‏الآخر‏ حتى التلاشى فيه، ‏بلا‏ ‏عودة‏ ‏كذلك!!‏

الجنس‏ ‏والدين‏: ‏

علاقة‏ ‏الجنس‏ ‏التواصلى ‏بالدين‏ (‏والإيمان‏) ‏علاقة‏ ‏وثيقة‏ ‏تماما‏، ‏وقديما‏ ‏كانت‏ ‏الأعضاء‏ ‏الجنسية‏ (‏خاصة‏ ‏القضيب‏) ‏رموزا‏ ‏تُعبد([4])‏، ‏وكان‏ ‏التفسير ‏الذى ‏قيل‏ ‏فى تقديس العضو الذكرى‏ ‏هو‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏دليل‏ ‏على ‏حرص‏ ‏الانسان‏ ‏من‏ ‏قديم‏ ‏على ‏التكاثر‏ ‏واستمرار‏ ‏النوع‏، ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏التفسير‏ ‏ليس‏ ‏مقنعا‏ ‏بشكل‏ ‏كافِ‏، ‏ذلك‏ ‏لأن‏ ‏الأوْلى ‏كان‏ ‏تقديس‏ ‏الرحم‏ وهذا‏ ‏يحتاج‏ ‏إلى ‏بحث‏ ‏خاص‏ ‏لمعرفة‏ ‏هل‏ ‏المسألة‏ ‏هى ‏تقديس‏ ‏الجنس‏ ‏احتراما‏ ‏للتكاثر‏؟ ‏أم‏ ‏تقديس‏ ‏الذكورة‏ ‏تمييزا‏ ‏متحيزا‏ ‏لها‏؟ ‏وقد غلب ذلك فى معظم‏ ‏مراحل‏ ‏التاريخ‏، ‏إذ‏ ‏لو‏ ‏أن‏ ‏التقديس‏ ‏منشؤه‏ ‏الحدس‏ ‏البيولوجى ‏لعلاقة‏ ‏الجنس‏ ‏بالتكاثر‏، ‏لكان‏ ‏الأولى – كما ذكرنا– ‏تقديس‏ ‏عضو‏ ‏المرأة‏ ‏التناسلى ‏أو‏ ‏الرحم‏، ‏لأنه‏ ‏الألزم‏ ‏والأهم‏ ‏لحفظ‏ ‏النوع‏. ‏وسواء‏ ‏كان‏ ‏تفسير‏ ‏علاقة‏ ‏الجنس‏ ‏بالدين‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏الحرص‏ ‏على ‏التكاثر‏ ‏واستمرار‏ ‏النوع‏ ‏أو‏ ‏غير‏ ‏ذلك‏، ‏فإننا‏ ‏نحتاج‏ ‏إلى ‏تفسير‏ ‏مواز‏ ‏لعلاقة‏ ‏الجنس‏ ‏بالبعث‏ ‏ونحن نقدم‏ ‏الجنس‏ ‏كوسيلة‏ ‏للتواصل‏ ‏ليست‏ ‏قاصرة‏ ‏على ‏وظيفة‏ ‏التناسل‏.‏

وهكذا‏ ‏أطرح‏ ‏الفروض‏ ‏التالية‏ ‏التى ‏تحتاج‏ ‏إلى ‏تقصٍّ‏ ‏خاص‏ ‏ومراجعة‏:‏

أولا‏: ‏إن‏ ‏فى ‏الدين‏ إلى الإيمان: ‏امتداد‏ ‏فى ‏الكون‏، ‏

وفى ‏الجنس‏ ‏امتداد‏ ‏للأخر‏ ‏فى ‏الآخر إلى الدوائر الأوسع (فى الكون وما بعده….)

ثانيا‏: ‏إن‏ ‏فى ‏الدين‏ ‏خضوع‏ ‏لله‏، ‏

وفى ‏الجنس‏ ‏خضوع‏ ‏للشريكين أحدهما للآخر، وبالعكس، ثم: معا إليه، ‏فهو‏ ‏خضوع‏ ‏لما‏ ‏يمثله‏ ‏اللقاء‏، ‏وما‏ ‏يعد‏ ‏به‏ ‏البعث‏ ‏الجديد.

ثالثا‏: ‏إن‏ ‏فى ‏التصوف‏ ‏ذوبان‏ (‏تلاش‏) ‏فى ‏المطلق‏ إلى بعث،

 ‏وإن‏ ‏فى ‏الجنس‏ ‏تلاش‏ ‏فى ‏الآخَر إلى عودة دون استبعاد المطلق.

رابعا‏: ‏إن‏ ‏فى ‏الدين/الإيمان:‏ ‏تأكيد‏ ‏على ‏العلاقة‏ ‏بالآخر‏ (‏الناس‏، ‏الجماعة‏، ‏الغير‏)، ‏

كما أن الجنس‏ ‏لا‏ ‏يكون‏ ‏بشريا‏ ‏تواصليا‏ ‏إلا‏ ‏إذا‏ ‏كان‏ ‏ممتدا‏ ‏فى ‏دوائر الوعى إلى الآخر، فما بعده.

الجنس‏ ‏والحب‏: ‏

أين‏ ‏يقع‏ ‏ما‏ ‏يسمى “‏الحب‏” ‏فى ‏هذه‏ ‏الممارسة‏ ‏ ‏التى ‏أسميناها‏ ‏الجنس‏ ‏التواصلى ‏الإبداعى؟

إن‏ ‏الحب‏، ‏وعلى ‏الرغم‏ ‏مما‏ ‏طرأ‏ ‏عليه‏ ‏من‏ ‏تشكيلات‏ ‏وتنويعات‏ (‏على ‏اللحن‏ ‏الأساسى) ‏ما‏زال‏ ‏يشغل‏ ‏أغلب‏ ‏الناس‏ ‏وهمًا‏ ‏أو‏ ‏حقيقة‏، ‏وهو‏ ‏يتجلى ‏فى ‏الحياة‏ ‏الواقعية‏ ‏بقدر‏ ‏ما‏ ‏يتجلى ‏فى ‏الخيال‏ ‏والإبداع‏، ‏وتصانيف‏ ‏الحب‏ ‏وتجلياته‏ ‏من‏ ‏الاتساع‏ ‏والاختلاف‏ ‏بحيث‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏نكتشف‏ ‏من‏ ‏خلالها‏ ‏أنها‏ ‏محاولات‏ ‏لإنكار‏ ‏صعوبات‏ ‏التواصل‏ ‏البشرى ‏كما‏ ‏أشرنا‏ ‏إليها‏ ‏سالفا‏.

وسوف نكتفى هنا ‏بالإشارة‏ ‏إلى ‏عناوين‏ ‏متواضعة‏ ‏عن‏ ‏علاقة‏ ‏الحب‏ (‏بأى ‏معنى ‏كان‏) ‏بالجنس‏ ‏على ‏الوجه‏ ‏التالى:

‏(1) ‏الحب‏ ‏ليس‏ ‏تساميا‏ ‏عن‏ ‏الجنس‏، ‏ولا‏ ‏هو‏ ‏شرط‏ مسبق دائما: ‏لممارسة‏ ‏الجنس

‏(2) ‏الحب‏ ‏هو من‏ ‏مقدمات‏ ‏الجنس‏ (‏عادة‏) ‏لكن‏ ‏الجنس‏ ‏لا‏ ‏يظهر‏ ‏صريحا فى كل خبرات الحب،‏ ‏إلا‏ ‏فى ‏ظروف‏ ‏واقعٍ ‏يسمح‏ ‏بذلك‏ ‏

‏(3) ‏‏ ‏الجنس‏ ‏التواصلى ‏يحقق‏ ‏بدايات‏ ‏وعمق‏ ‏غاية‏ ‏الحب:‏ التلاشى ‏معا‏ ‏للبعث‏ ‏جديدن‏ ‏معا‏، ‏وهو‏ ‏بذلك إنما ‏يرتقى ‏بالحب

‏(4) ‏الحب‏ ‏الخاص‏ ‏جدا ‏(‏الامتلاكى ‏عادة‏) ‏هو‏ ‏احتياج‏ ‏مشروع‏، ‏لكنه‏ ‏ليس‏ ‏هو‏ ‏الأرقى ‏تواصلا‏ ‏وإبداعا

‏(5) ‏القدرة‏ ‏على ‏الحب‏ ‏هى ‏الأكثر‏ ‏اقترابا‏ ‏من‏ ‏التواصل‏ ‏الجنسى ‏الأرقى، ‏بالمقارنة‏ ‏بخصوصية‏ ‏الحب‏ ‏الاحتكارى الامتلاكى.

‏(6) ‏الحب‏، ‏بالتعريف‏ ‏الأحدث‏ (‏الرعاية‏ ‏والمسئولية‏ ‏وتـَـحـَـمـُّـل‏ ‏الاختلاف‏ ‏والاستمرارية)‏ هو‏ ‏أيضا‏ ‏أقرب‏ ‏إلى ‏تحقيق‏ ‏الإبداع‏ ‏الممكن‏ بالجنس‏.

‏(7) ‏الفصل‏ ‏بين‏ ‏الحب‏ ‏والجنس‏ ‏هو‏ ‏فصل وارد، وهو‏ ‏تنظيمىتاريخى ‏نسبى، ولكنه ‏ليس‏ ‏فصلا‏ ‏طبيعيا‏ ‏كبديل‏ ‏مناسب‏ ‏للمستوىالأرقى ‏للوجود‏ ‏البشرى

‏(8) ‏الجنس‏ ‏بغير‏ ‏حب ظاهر‏ ‏إما‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏اغترابا‏ ‏لذّيا‏ ‏مؤقتا‏،

‏أو‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏قد‏ ‏احتوى ‏الحب‏ ‏تكاملا‏ ‏حتى ‏لم‏ ‏يعد‏ ‏يمكن‏ ‏التمييز‏ ‏بينهما.

………………..

 ………………..

 (ونواصل الأسبوع القادم)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى،  كتاب “الطب النفسى والغرائز (1) “غريزة الجنس” (من التكاثر إلى التواصل) و“غريزة العدوان” (من التفكيك إلى الإبداع) منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2022) (تحت الطبع حاليا)

[2] – تحديث محدود لمحاضرة “الغريزة الجنسية”‏ ‏ألقيتها‏ ‏فى ‏منتدى ‏أبو‏ ‏شادى ‏الروبى (15/12/1998) ضمن نشاط محاضرات لجنة‏ ‏الثقافة‏ ‏العلمية: المجلس الأعلى للثقافة.

[3] – لعل فى ذلك ما يوازى فاعلية النوم الصحىّ السليم “الحمد لله الذى أحيانى بعد ما أماتنى وإليه النشور”

[4] – أظن عند بعض قدماء المصريين

 

تعليق واحد

  1. دورة الحياة

    يلتقط الجنين

    الحبيس

    اول نسمات الحياة

    مع اول شهيق

    ثم يصاب بحزن عميق

    لان الهواء له زخم

    يصارع غبار جاثم

    تصله رسالة

    أن الشهيق له ثمن

    يدفعه قبل أن يولد

    تهب رياح قوية

    نقية

    تدفعه

    الي حتم المسار

    الي المسار

    يتمسك باهداب

    ظلال أعشي

    تفتح من خلاله كوة

    كي تضيء الطريق

    الي الطريق

    يتولد

    يتوالد

    كائن آخر

    منه

    الي ما لا يعرف

    فيعرف

    أنه نيض الحياة

    الي الحياة

    ينقشع الحزن

    ثم لا يلبث

    أن يعيد المخاض

    الي المخاض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *