الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطفات من سلسلة “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” الكتاب الأول: “النظرية والفروض الأساسية” (25)

مقتطفات من سلسلة “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” الكتاب الأول: “النظرية والفروض الأساسية” (25)

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 19-2-2022

السنة الخامسة عشر

العدد: 5285

مقتطفات من: “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” (1)

الكتاب الأول: “النظرية والفروض الأساسية” (25)  

استهلال:

نواصل اليوم هذا النشر المتقطع من هذا الكتاب، لعله الأهم، أن تُقْرأ نشرة اليوم التى سنقدم فيها ما تيسر من الفصل السابع،

 كما أوصى بالبدء بقراءة نشرة الأسبوع الماضى قبل قراءة هذه النشرة.

                      يحيى

الفصل السابع

جدل مستويات الوعى “التناص” في العلاج الجمعى Inter-textuality  (8)

مقدمة:

هذه النشرة هي محاولة إكمال شرح ما جاء الأسبوع السابق في صورة جداول، بتقديمه بشكل مرسل حتى يمكن متابعته بطريقة مباشرة مفيدة بإذن الله.

تدرج حركية مستويات الوعى في العلاج الجمعى:

(1) يبدأ العلاج بالتعرف العادى على المعالجين (والمتدربين) والمرضى، دون الاستدراج إلى أية تفاصيل حتى ذكر الشكوى الخاص بكل فرد، إلا إذا جاءت عفواً.

 (2) يتم التأكيد على نظام وتوقيت ومدة كل جلسة وكذا مدة التعاقد العلاجى للمجموعة ككل وهو بالنسبة لخبرتى طوال نصف قرن تقريبا لا يزيد على سنة واحدة (أثنى عشر شهرا) (2)، (مدة كل جلسة 85 دقيقة + 5 دقائق للأسئلة والأدوية).

 (3) يتأكد من البداية التركيز المطلق على قاعدة “هنا والآن” وقد لاحظت أن هذه القاعدة كانت لها الفضل الأكبر فى أن أتعرف على أن ما يجرى بيننا هو حوار مستويات وعى متعدد مع ما يقابلها فى كل منا، لكننى لم أكن مهتما بتمييز ذلك أو الإشارة إليه، أو تسميته إلا حين اضطررت لكتابته حالا.

(4) يتواصل الأفراد مع بعضهم البعض بقيادة المعالج الأساسى ومساعدة المتدربين الذين يقومون بدور المعالج المساعد بعد مدة تتراوح من أسابيع إلى أشهر حسب درجة استيعابهم، وتطور اهتمامهم ، وتراجع خوفهم.

(5) يتحرك الوعى البينشخصى بين أى فردين متحاورين جنبا إلى جنب مع الحوار اللفظى العادى دون أن نلاحظ ذلك  تحديدا وإن كنا نعيشه بتلقائية.

(6) يتحرك الوعى الجمعى، ليجمع بلا قصد أو تحديد، بين مستويات وعى المشاركين بدرجات متفاوته، بقصدهم أو بغيره.

 (7) تبدأ ملاحظة تنامى  قدرة أى فرد – معالجا أو متدربا أو مريضا – على  تبادل حركية الوعى البينشخصى مع أكثر من شخص فى نفس الوقت، وهو ما أعزوه الآن إلى التدريب على اتساع مجال وطيف الانتباه تدريجيا نتيجة التركيز فى “هنا والآن”.

 (8) الوعى البينشخصى ليس مجرد وصف  لحوار أو جدل بين شخصين (أو أكثر) وإنما هو وعى يتخلق خارجهما أيضا ككيان قائم امتدادا إلى داخلهما وبالعكس، ذلك وهما يمارسان (يمارسون) اللقاء فى جدلية حركية مستمرة برغم أنها غير مقصودة ولا محدَّدّة، وهو يلامس الوعى الجمعى دون تركيز على ذلك.

 (9) وعى الجماعة هو جُمّاع من تفاعلات الوعى الشخصى ثم البينشخصى للأفراد وهو أيضا كيان حيوى متواجد خارجىّ/داخلىّ، لا ينتمى لوعى أى  فرد بذاته، وإن كان لا ينفصل عنه، وهو أيضا ليس جَمْعا مباشرا للوعى البينشخصى بين عدة أزواج من الحاضرين، وإنما هو يتخلق من جدلية وتفاعل كلىّ مواكِب، موَاكَب طول الوقت.

(10) مع تطور نمو المجموعة، وانتظامها فى مواعيدها المحددة بالدقيقة فى نفس المكان ونفس الساعة  بمنتهى الدقة يتدرج الانتماء إلى الوعى الجمى أكثر من الوعى البينشخصى دون إغفال أو تهميش الوعى الفردى مع ارتباط ضمنى بوعى المكان، والزمَن.

(11) تمثل الدائرة الأكبر – فى خبرتنا – وهى الدائرة التى يحضرها طالبى العلم تمهيداً للتدريب اللاحق بالدور، وهى دائرة تحيط بدائرة العلاج الجمعى – بعد استئذان المرضى والمتدربين وأخذ موافقتهم الصريحة – تمثل مستوى آخر للوعى المشارِك بالتلقى مع اختلاف درجاته، وتجرى المناقشة بعد انتهاء الجلسة بمشاركة من يشاء في هذه الدائرة الأوسع بما أعتبره نوعا من تحريك ونشاط نقد كل الحاضرين بدرجة أخف كثيرا لعدم التزامهم بالمشاركة الصريحة المعلنة أثناء الجلسة، بل يمُنع من يحاول ذلك. إلا أن ملاحظاتى لما يحدث لرواد هذه الدائرة الأوسع مثَّلت جزءاً من اطمئنانى إلى الفروض المتصلة بامتداد وعى الجماعة إلى الوعى الجمعى. الجامع لمجموعة العلاج، إلى الناس مع الوعى الاجتماعى للحضور في الدائرة الأوسع.

 ثم أختم الآن بنشر هذا الشكل دون شرح.

Screenshot (191) 

……………

…………….

(ونكمل غدًا)

[1] – انتهيت من مراجعة أصول “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” وهو من ثلاث أبواب: وسوف نواصل النشر البطىء آملا في حوار، منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2022) (تحت الطبع)

[2] -إلا باستثناءين  أثنين  خلال خمسين عاما أحدهما بسبب بحث علمى والآخر كتجربة، وقد ثبت  ضعف جدوى هذا الامتداد لأكثر من عام

 

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

2 تعليقان

  1. مولانا الحكيم أشكر الله أن جعلني من شهود هذا الذي اوجزت شرحه بحرفية مدهشة و إن كانت المشاهدة فى دائرة الشهود تحمل من الدهشة أكبر و أكثر و يقيني أن معايشة التجربة داخل دائرة مجموعة العلاج تحمل الأكثر و الأكثر
    وهذا ما يجعلني حريصة على دخول الدائرة ولو بعد انتهاء الجلسة للتعليق أو بالاصح للمزيد من المعايشة و الاقتراب من شىء لا أعرف مسماه واعجز عن وصفه و لكني أشعر بتأثيره و تفاعله …و هذا ما يؤكد كلام حضرتك بخصوص ملاحظاتك الصائبة لما يحدث لرواد هذه الدائرة الاوسع ، نعم معلمنا الفقيه و ألف نعم لك أن تطمئن إلى فروضك المتصلة بامتداد وعي الجماعة إلى الوعي الجمعي الجامع لمجموعة العلاج إلى الناس مع الوعي الإجتماعي للحضور فى الدائرة الاوسع ……..

    تعيش و تعلمنا و تشهدنا روعة و جلال هذا الذي مهما حاولت صياغته أو وصفه عجزت لذا حسبي معايشة تأثيره دون حصره بالتعريف أو الوصف ……
    الحمد لله انك معنا و أننا معك إليه يا مولانا الحمدلله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *