الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطفات كتاب “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” الباب الأول: “النظرية ومعالم الفروض الأساسية” (7)

مقتطفات كتاب “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” الباب الأول: “النظرية ومعالم الفروض الأساسية” (7)

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 18-12-2021

السنة الخامسة عشر

العدد:   5222

مقتطفات كتاب  

“الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” (1)

الباب الأول: “النظرية ومعالم الفروض الأساسية” (7)  

مقدمة:

نواصل اليوم هذا النشر المتقطع من هذا الكتاب، لعله الأهم، وآمل أن تُقْرأ نشرة الأسبوع الماضى والمقارنة بين الطبنفسى التطورى والطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى قبل متابعة نشرة اليوم التي سنقدم فيها ما تيسر من الفصل الثانى.

      يحيى

الفصل الثانى       

مراحل تشكيل النظرية

……………..

نبذة تاريخية/ شخصية: (2)

لم‏ ‏تكن‏ ‏المسألة‏ ‏اختيارا‏ ‏بحتا‏، منذ‏ ‏ما‏ ‏يقرب‏ ‏من‏ ‏نصف‏ ‏قرن‏ ‏وأنا‏ ‏أعيش‏ ‏معهم‏، ‏بينهم‏، ‏فيهم‏ ‏فىّ، ‏ وكنت حين‏ ‏بدأت‏ ‏قراءتى ‏فى ‏مدارس‏ ‏علم‏ ‏النفس‏ ‏المعاصرة، ‏وكان1‏ ‏الكتاب‏ ‏شبه‏ ‏مقرر فى دبلوم التخصص (حوالى سنة 1960)‏، ‏تأليف‏ ‏وودورث Woodworth، رحت أتعجب من كثرة هذه المدارس‏ ‏وتنوع‏ ‏رؤيتهم‏ ‏لما‏ ‏هو‏ ‏إنسان‏، ‏وكنت‏ ‏كلما‏ ‏قرأت‏ ‏مدرسة‏ ‏وجدت‏ ‏أنها‏ ‏صحيحة‏، ‏فإذا‏ ‏انتقلتُ‏ ‏إلى ‏أخرى ‏وجدت‏ ‏أيضا‏ ‏أنها‏ ‏صحيحة‏، ‏فثالثة‏ ‏ورابعة‏ ‏وهكذا‏، ‏إلا‏ ‏فرويد‏ ‏الخطير‏، ‏هو‏ ‏الذى ‏كان‏ ‏يثيرنى ‏فأرى ‏أن‏ ‏مدرسته‏ ‏صحيحة‏ ‏أحيانا‏ ‏وشاطحة‏ ‏أحيانا‏، ‏لكن‏ ‏الذى ‏أعجبنى ‏فيه‏ ‏بوجه خاص‏ ‏هو‏ ‏أنه‏ ‏كان‏ ‏قادرا على‏ ‏التغيـُّر‏ فى حدود ما يضطر إليه، ‏فثـَــمّ ‏فكر‏ ‏فرويدى باكر، وآخر متأخر، وكان‏ ‏من‏ ‏أحسن‏ ‏أفكاره‏ الباكرة التى فرحت بها – برغم أنه قد تنكر لها مؤخرا – هى تلك التى لم تنشر إلا بعد موته وهى كتيـّـب “المشروع” ‏The project، ‏ثم أعجبتنى فيه أيضا شجاعته التى ‏اقتحم بها الموت بأطروحة  “غريزة الموت”، التى قيل إنه تراجع عنها قبل أن يقضى أيضا، أما فرويد الشخص المهزوز الذى يغمى عليه حين يشتد خلافه‏ فى مناقشته ‏مع‏ كارل ‏يونج، فقد وصلنى منه ضعفه البشرى، وبصراحة لم أتأكد‏ ‏من ‏علاقاته‏ ‏واعتماده‏ ‏على ‏الهيروين‏ ‏كما‏ ‏قيل‏، ‏لكنه ظل عندى‏ ‏فرويد‏ ‏ ‏العظيم‏ الذى احترمه ولا أتبعه. 2

وكان‏ “‏سيدنا” 3ومولانا‏ ‏يونج‏ ‏من‏ ‏أطيب‏ ‏من‏ ‏عرفتهم حتى الانبهار وهو يغور‏ ‏غورا‏ ‏إلى ‏”النماذج‏ الأولية” ولا يتردد فى ‏السباحة‏ ‏فى ‏اللاشعور‏ ‏الجمعى وهو يخوض “تجربة الرب”!. 

أما‏ ‏الأستاذ‏ (‏الخُوجَهْ‏) ‏العنيد‏ ‏ألفرد‏ ‏أدلر‏  Alfred Adler ‏فقد‏ ‏مثل‏ ‏لى ‏التحدى ‏بالمدرسية‏ ‏التى ‏يكاد‏ ‏يزعم من خلالها‏ ‏أن‏ ‏”التربية”‏ ‏قادرة‏ ‏على ‏أن‏ ‏تصلح‏ ‏ما‏ ‏أفسد‏ ‏الدهر،‏ بل وربما: ‏وفساد الوراثة‏ ‏أيضا‏!!‏

 

وحين‏ ‏ذهبت‏ ‏إلى ‏فرنسا‏ (1968-1969) لعام واحد: حضرت‏ ‏بانتظام‏ ‏مع‏ ‏”هنرى ‏إى” Henry Ey ‏بالذات‏ (‏جنبا‏ ‏إلى ‏جنب‏ ‏مع‏ ‏حضورات‏ ‏م5تقطعة‏ “‏لجان‏ ‏ديلاى”Jean Delay، مكتشف أول عقار ‏ضد‏ ‏الذهان‏، ‏وهو من أعظم‏ ‏العقاقير – من وجهة نظرى- ‏حتى ‏الآن‏ ‏(الكلوربرومازين‏ Chlorpromazine) ‏وكذا‏ ‏حضرت‏ بضع سينمارات “جاك ‏لاكان”Jacques Lacan ‏ ‏شخصيا‏ (‏ولم‏ ‏أستطع أن أفهم ‏من فرنسيته ما يسمح لى بالتعليق!)، وقد ‏كان هؤلاء الثقات‏ ‏يتناوبون‏ ‏المحاضرات أو‏ ‏عرض‏ ‏الحالات‏ ‏وحلقات‏ ‏النقاش‏ ‏فى ‏نفس‏ ‏القاعة‏ ‏فى ‏مستشفى “‏سانت‏ ‏آن” الجامعى‏ ‏بالحى ‏الثالث‏ ‏عشر‏ ‏فى ‏باريس‏، ‏جذبنى ‏من‏ ‏كل‏ ‏هؤلاء‏ ‏”هنرى ‏إى” ‏وهو‏ ‏ينبه‏ ‏أن‏ ‏مسألة‏ ‏اللاشعور‏ ‏الفرويدية‏ ‏هذه‏ ‏هى ‏أقل من الإحاطة‏ ‏بالإنسان‏، ‏وأنه‏ ‏ينتمى إلى – أو لعله صاحب مدرسة – “علم نفس الشعور”، ‏حيث‏ يعتبر أن ‏الشعور  (الوعى Conscience Consciousness,)‏ ‏هو‏ ‏الرائد‏، وما دون ذلك يتبعه‏ ‏أو‏ ‏لا‏ ‏يتبعه‏.4

‏وكان‏ ‏النموذج‏ ‏الذى ‏يحتذيه‏ ‏هنرى ‏إى ‏فى ‏رؤيته‏ ‏لترتيب‏ مستويات الشعور، ومن ثـَمَّ ‏منظومات‏ ‏الدماغ‏، ‏هو‏ ‏نموذج‏ ‏الفيلسوف‏ ‏طبيب‏ ‏الأعصاب‏‏“‏هوجلج‏ ‏جاكسون‏” Huglig Jackson   الذى علمنا منذ القرن التاسع عشر كيف أن المخ البشرى مرتب بشكل هيراركى متصاعد، وأن الأعراض التى تظهر فى اضطرابات الجهاز العصبى مرتبطة بهذا الترتيب من حيث أن مجموع فشل المستوى الأعلى، بالإضافة إلى ظهور (إطلاق Release) المستوى الأدنى (الأقدم تطوريا)،  هو الذى يحدد الصورة الكلينيكية لمرضٍ ما، كما ‏طمأننى هنرى إى ‏إلى ‏ما‏ ‏خطر‏ ‏لى ‏أثناء‏ ‏الممارسة‏ عن علاقة الصْرع بوجه خاص بالأمراض‏ ‏النفسية‏، ‏وأيضا‏ ‏أعاد‏ ‏لى ‏ثقتى ‏بأن‏ ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏المدارس‏، ‏هى ‏ذات‏ ‏جذور‏ ‏بيولوجية‏، ‏فقد‏ ‏كان‏ ‏يـُـطلق‏ ‏على فكره مصطلح‏ “‏البيولوجية‏ ‏الدينامية”‏ Organo-dynamism‏ ولست متأكدا إن كان اسماه بــ “النظرية” أم لا.      

 وفى ‏فرنسا‏ ‏أيضا‏ ‏أتيحت‏ ‏لى ‏الفرصة‏ ‏لظروف‏ ‏شديدة‏ ‏الخصوصية‏ (‏ذكرتها‏ ‏فى ‏موضع‏ ‏آخر‏ ‏فيما‏ ‏يشبه‏ ‏السيرة‏ ‏الذاتية (3) ‏أن‏ ‏أقرأ‏ ‏كتاب “‏جانترب”‏ Guntrip ‏عن‏: “‏الظاهرة‏ ‏الشيزيدية‏ ‏والعلاقة‏ ‏بالموضوع‏ ‏والذات”‏ (4) ‏فانفتح‏ ‏لى ‏أفق‏ ‏لم‏ ‏أكن‏ ‏أحلم‏ ‏به‏ ‏فى ‏نقد‏ ‏فرويد‏ ‏من‏ ‏ناحية‏ (مؤتنسا بنقد تابعيه المخلصين)، ‏والتعرف‏ ‏على جانترب Guntrip و‏ميلانى ‏كلاينMelanie Klein ‏‏ وفيربيرن Fairbairn ‏من‏ ‏ناحية‏ ‏أخرى، ‏وظللت‏ ‏وأنا‏ ‏أقرأ‏ ‏هذا‏ ‏الكتاب‏ ‏ملتهما‏ ‏صفحاته‏ ‏أتعجب‏ ‏على ‏خيال‏ ‏هؤلاء‏ ‏العلماء‏ ‏وهم‏ ‏يربطون‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏تال‏ ‏بعلاقة‏ ‏الطفل‏ ‏بأمه‏ ‏فى ‏الشهور‏ ‏الأولى ‏وهو‏ ‏يمر‏‏ ‏بالمواقف‏ ‏المختلفة‏ ‏من‏ ‏الشيزيدية‏ ‏إلى ‏البارنوية‏ ‏إلى ‏الاكتئابية‏، ‏ليظل‏ ‏متأثرا‏ ‏بموقفه‏ ‏الأول هذا‏ ‏طول‏ ‏حياته‏،‏ ‏حسب‏ ‏موقف‏ ‏أمه منه‏ ‏بالذات وموقفه منها‏ ف6ى هذه المراحل، ‏وهى “الموضوع‏” ‏الأول له،‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏الأشهر‏ ‏الباكرة‏، وبالرغم من اقتناعى بسلامة معظم أفكار هذه المدرسة ودقة الملاحظات التى قدمتها وحبكة الخيال، إلا أننى كنت متحفظا طول الوقت على أن يكون موقف الأم أساسا هو المسئول عن مدة ومدى وآثار التوقف فى هذه المحطات النمائية التى اسمتها هذه المدرسة بالمواقع، وهى الموقع الشيزيدى Schizoid Position والموقع البارنوى  Paranoid Position، فالموقع الاكتئابى Depressive Position   (وذلك بعد أن عدّل جانترب الترتيب) من هنا بدأت نقلتى إلى البحث عن جذور هذه المواقف فى الفكر التطورى، وأننا نرثها أساسا من أسلافنا الأحياء، وأنها تختلف شدة وضعفاً حسب جذورنا التطورية، وأيضا حسب التاريخ الوراثى الأقرب، وأن دور الأم هو دور تدعيمى لهذه المواقع الواحد تلو الآخر، ليس فقط لاختلاف موقفها وطريقة علاقاتها بالكيان الطفلى النامى، وظلت هذه الأفكار معى حتى أنى اعتبرها من أهم ما دفعنى إلى منظور النقلة التطورية التى أقدمها فى هذه النظرية حالا.

وحين‏ ‏رجعت‏ ‏إلى ‏الوطن‏، ‏ومنذ‏ ‏أوائل‏ ‏السبعينات‏ ‏وجدت‏ ‏نفسى ‏فى ‏رحاب‏ ‏سلسلة‏ ‏أخرى ‏من‏ الحوار بين الممارسين وبعض هيئة التدريس فى قسمنا فى كلية طب قصر العينى حول ‏المدارس‏ ‏الأحدث‏: كان من أهمها مدرسة التحليل ‏التفاعلاتى Transactional Analysis ‏لصاحبها‏ ‏الدمث‏ ‏إريك‏ ‏بيرن rne، “Transactional Analysis in Psychotherapy”, U.S.A by Grove press, inc, New York (1961)">(5)،  الذى أتصور أنه ‏لم‏ ‏تتح له فرصة‏ ‏كافية كى‏ ‏يستثمر‏ ‏هذا‏ ‏الفتح‏ ‏الهائل‏ ‏فشوهه‏ ‏تلاميذه‏ ‏بالتبسيط‏ ‏والتسطيح‏، ثم‏ ‏”ساندور‏ ‏رادو”‏ صاحب الفكر الهيراركى البيولوجى المتناغم، ويقفز‏ أستاذى و‏صديقى (‏من‏ ‏القراءة طبعا)، سيلفانو‏ ‏أريتى Silvano Arieti  (6)إلى ‏وسط‏ ‏سوق‏ ‏المدارس‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يصنف نفسه‏ كصاحب‏ مدرسة خاصة، لكنها تصلنى باعتبارها المدرسة‏ ‏المعرفية‏ ‏الإرادية‏ Cognitive Volitional Theory ‏وإن‏ ‏كانت شهرة أريتى أكثر هى من خلال ‏ ‏كتابه‏ ‏العظيم‏ “‏تفسير‏ ‏الفصام‏”Interpretation of Schizophrenia،

7

ثم‏ ‏وصلنى – ربما مصادفة – كيف أن‏ ‏شولمانShulman (7) ‏من‏ ‏خلال‏ ‏كتابه‏ “‏مقالات‏ ‏فى ‏الفصام‏” Essays in Schizophrenia ‏قد عزى إلى ألفرد ‏أدلر Alfred Adler  ‏وعلم‏ ‏”النفس‏ ‏الفردى” مفهوما غائيا يعطى لأعراض الفصام معنى ودوراً، ‏ولم‏ ‏أكن‏ قد ‏أدركت‏ ‏باكرا‏ ‏أن‏ “‏أدلر”‏ ‏يمثل‏ ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏الغائية‏ ‏التى ‏التقطها‏ ‏شولمان‏، ‏فإذا‏ ‏بشولمان‏ ‏يرسم‏ ‏مسيرة‏ ‏الفصام‏ ‏على ‏لسان‏ ‏رحلة‏ ‏فصامى ‏وكأنه‏ ‏اختار‏ ‏كل‏ ‏مرحلة‏ ‏ليحقق‏ ‏بأعراضه‏ ‏وتفككه‏ ‏وتفسخه‏ ‏وانسحابه‏ ‏ما‏ ‏لم‏ ‏يستطع‏ ‏أن‏ ‏يحققه‏ ‏فى ‏صحته‏ ‏التى ‏اعتبرها‏ ‏الفصامى: ‏اغترابه‏، وهذه الغائية” هى من أساسيات الفكر التطورى.8

وبعد

هكذا ظللت‏ ‏أمارس‏ ‏مهنتى ‏طول‏ ‏الوقت‏ ‏وأنا‏ ‏محاط‏ ‏بكل‏ ‏هذه‏ ‏الأفكار‏ الأنوار ‏الهادية‏ ‏المكمِّلة بعضها بعضاً‏، ‏آخذا ‏من‏ ‏كل‏ منها ‏ما‏ ‏يناسب‏ ‏مريضى: ‏وقراءتى له بآلية التشكيل الإبداعى المتنوع فى إعادة إبداع قراءة النص البشرى للمريض (والمعالج) (8) راضيا بالخطوط الأساسية وما استلهم منها، وواصلت وأنا:

  • أحاول أن استمع للمريض أكثر من بحثى عن الأعراض وطبعا أكثر من استماعى للمشاكل والمطالبُ والبحث عن الأسباب الأقدم، دون إهمال أى من ذلك!

  • أحاول أن أفهم وظيفة المرض أكثر من تركيزى على تسمية مظاهره،

  • ثم أحاول أن أمضى مع المريض إلى فحص ما وصَلـَنا من فروض بالسبيل السليم

  • لأبحث معه عن سبيل آخر بدلا من تماديه فى التدهور إلى المآل المرضى السلبى مستعملا فى ذلك كل المتاح من معارفى وعلمى وخبراتى وأدواتى وعقاقيرى بلا استثناء (ولعل هذا هو محور توجه الطب النفسى الإيقاعحيوى التطورى!!).

التدهور البراق:

ثم‏ ‏لحق‏ ‏الطب‏ ‏النفسى التقليدى ‏ما‏ ‏لحقه‏ ‏من‏ “‏عوْلمة‏” ‏مغيرة (بعد أمرْكة خبيثة) رافعا لواء ‏ما‏ ‏أسموه‏ ‏النموذج‏ ‏الطبىMedical model ، تلك الموجة التى كادت تشككنى فيما أفعل ‏لكننى واصلت نقدى وتعلــّـمى من مرضاى لأتبين أكثر فأكثر أن‏ ‏الطب‏ ‏النفسى كاد ينساق وراء فروع الطب الأخرى ‏فى ‏حكاية‏ ‏توحيد‏ ‏اللغة‏ ‏وزعم اللاأيديولوجية‏، ‏كما زعم اللانظرية‏ Atheoretical ‏حتى ‏ضاعت‏ ‏معالم‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏لحساب‏ ‏وصف‏ ‏سطحى كل تركيزه هو على: ‏ ‏أن‏ ‏نتفق‏(!!): Reliability:

 ‏نتفق‏ ‏على ‏ماذا‏؟ ‏ليس‏ ‏مهما‏، ‏المهم‏ ‏أن‏ ‏نتفق‏.

أين‏ ‏الهدف‏‏؟‏ ‏أين‏ ‏الإنسان؟‏ ‏ماذا‏ ‏نفعل‏ ‏ونحن‏ ‏نعالج‏‏؟

‏ ‏لنصل‏ ‏إلى ‏ماذا؟  ‏يعنى ‏ماذا؟ ‏

 ‏كل‏ ‏هذا‏ كاد يتوارى ‏فى ‏خلفية‏ ‏وعى ‏الممارسين‏ ‏ما‏ ‏دمنا‏ ‏قد‏ ‏اتفقنا‏‏، على الاسم، والسبب الكيميائى، وأحيانا فك العقد الباكرة!!.

أين المعنى؟

 أين التاريخ الحيوى؟

 أين الوعى المطلق؟

 أين امتداد دوائر الوعى: إليه؟.

الخلاصة:

هكذا وجدت نفسى أمارس طبا آخرا بتوجه تاريخىّ وإنسانىّ وإيمانىّ (ليس تدينا بالمعنى السائد) دون إهمال العقاقير والتأهيل “وإعادة التشغيل” وأحقق نتائجا تساعدنى على الاستمرار.

وتمضى عشرات السنين لتتاح الفرصة لهذا الطب أن يجد له اسما، ولهذه النظرية أن تسجل منتظمة، ولهذه المحاولة أن تُعرض بشكل أكثر تفصيلا ودعما تحت مسمى: الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى.

… هكذا ==>

………..

 ………..

 (ونكمل غدًا)

 بتقديم الفصل الثالث: “الخطوط العريضة للأفكار الأولى”

 

 

[1] – انتهيت من مراجعة أصول “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” وهو من ثلاث أبواب: وسوف نواصل النشر البطىء آملا في حوار، منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2021) (تحت الطبع)

[2] – كتبت هذه الكلمة حوالى سنة 1980، وسوف أقدمها كما هى لأناقش ما تغير أو تطور فيها فيما بعد.

[3] – يحيى الرخاوى “سلسلة الترحالات” الترحال الثانى “الموت والحنين” الفصل الخامس (ص 209) الطبعة الأولى (2000) منشورات جمعية الطب النفسى التطورى.

[4]- Harry Guntrip, Schizoid phenomena, object-relations, and the self, Published: (1969)  by International Universities Press in New York .

[5] –  Eric Berne، “Transactional Analysis in Psychotherapy”, U.S.A by  Grove press, inc, New York (1961)

[6] –  Silvano Arieti، Interpretation of Schizophrenia, Basic Books, Inc (first edition, (1955)

[7] – Bernard H Shulman, Essays in schizophrenia، Baltimore، Williams & Wilkins, (1968)

[8] –  يحيى الرخاوى: سلسلة “فقه العلاقات البشرية” (4) “قراءة فى نقد النص البشرى للمعالج” الفصل الرابع: عن “ماهية الحياة” لدى المعالج فالمتعالج، (عبر ديوان أغوار النفس) (2018) منشورات جمعية الطب النفسى التطورى.

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

6 تعليقات

  1. صباح الخير يا مولانا:
    المقتطف : …‏نموذج‏ ‏الفيلسوف‏ ‏طبيب‏ ‏الأعصاب‏‏“‏هوجلج‏ ‏جاكسون‏” Huglig Jackson الذى علمنا منذ القرن التاسع عشر كيف أن المخ البشرى مرتب بشكل هيراركى متصاعد، وأن الأعراض التى تظهر فى اضطرابات الجهاز العصبى مرتبطة بهذا الترتيب من حيث أن مجموع فشل المستوى الأعلى، بالإضافة إلى ظهور (إطلاق Release) المستوى الأدنى (الأقدم تطوريا)
    التعليق : سامحنى يا مولانا ،أرى أن هذه الفقرة على قدر عال من الأهمية والمركزية فى هذه النظرية ،لذلك فهى بحاجة إلى تبسيط وعرض بطريقة أوضح ،حتى يستطيع القارئ الإحاطة بفكرتها ،وفهم طريقة توظيفها فى هذا الطب النفسى الجديد

  2. صباح الخير يا مولانا:
    المقتطف : أما‏ ‏الأستاذ‏ (‏الخُوجَهْ‏) ‏العنيد‏ ‏ألفرد‏ ‏أدلر‏ Alfred Adler ‏فقد‏ ‏مثل‏ ‏لى ‏التحدى ‏بالمدرسية‏ ‏التى ‏يكاد‏ ‏يزعم من خلالها‏ ‏أن‏ ‏”التربية”‏ ‏قادرة‏ ‏على ‏أن‏ ‏تصلح‏ ‏ما‏ ‏أفسد‏ ‏الدهر،‏ بل وربما: ‏وفساد الوراثة‏ ‏أيضا‏!!‏
    التعليق : إحالتك هذه يا مولانا إلى مصدرية فكرة ” أدلر” هذه فى فكرك ،وكيف قمت بتطويرها فى ما أسميته : oriented growth therapy (OGT) هذا الفكر ،وهذا النوع من العلاج بحاجة إلى التركيز عليه وإعطائه قدر من الاهتمام ،حتى لا تضيع أسبقيته فى ما تطور الآن من العلوم المتعلقة بهذا الشأن ،مثل علم : epigenetic فهم يقولون الآن ما سبقتموهما إليه عن مدى قدرة تغيير التربية والتعليم الجينات الوراثية ،وأرى أن هذا بحاجة إلى ربط مع نظرية الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى بشكل واضح ومعلن

  3. صباح الخير يا مولانا:
    ‏المقتطف : …. ‏وكنت‏ ‏كلما‏ ‏قرأت‏ ‏مدرسة‏ ‏وجدت‏ ‏أنها‏ ‏صحيحة‏، ‏فإذا‏ ‏انتقلتُ‏ ‏إلى ‏أخرى ‏وجدت‏ ‏أيضا‏ ‏أنها‏ ‏صحيحة‏، ‏فثالثة‏ ‏ورابعة‏ ‏وهكذا‏، ‏إلا‏ ‏فرويد‏ ‏الخطير‏، ‏هو‏ ‏الذى ‏كان‏ ‏يثيرنى ‏فأرى ‏أن‏ ‏مدرسته‏ ‏صحيحة‏ ‏أحيانا‏ ‏وشاطحة‏ ‏أحيانا‏
    التعليق : لعل موقفك هذا يا مولانا من فرويد هو الذى أوصلك إلى قبوله ونقده واحتوائه ثم تجاوزه لتجمع الكل فى ” طب نفسى جديد ” لا أعرف كيف سيصل إلى جميع أرجاء الأرض ،مثلما وصل ” الفرويدى ” ؟! لعلهم تلامذتك ؟! لعلهم لم يكونوا على قدر الهمة التى تحمل هذا العلم إلى العالم ؟! سامحنى : لعله حضرتك ؟! هل طغى اهتمامك بإنتاج العلم على إنتاج من يتحملون مسئولية حمله إلى الناس ؟! سامحنى يا مولانا على تطاولى ،لكنه ألم مخيف على هذا العلم ،وعلى احتياج الناس إليه ، هو الذى دفعنى إلى هذا التجاوز …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *