الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطفات كتاب “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” الباب الأول: “النظرية ومعالم الفروض الأساسية” (8)

مقتطفات كتاب “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” الباب الأول: “النظرية ومعالم الفروض الأساسية” (8)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 19-12-2021

السنة الخامسة عشر

العدد: 5223

مقتطفات كتاب  

“الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” (1)

الباب الأول: “النظرية ومعالم الفروض الأساسية” (8)  

مقدمة:

نواصل اليوم هذا النشر المتقطع من هذا الكتاب، لعله الأهم، وآمل أن تُقْرأ نشرة اليوم التى سنقدم فيها ما تيسر من الفصل الثالث.

      يحيى

 الفصل الثالث

 الخطوط العريضة للأفكار الأولى

1

مقدمة

فى توقيت باكر، وجدت بين أوراقى ما يعتبر موجزا مكثفا عن الخطوط العريضة لأفكارى الأولى الخاصة بهذه النظرية، وقد أتيحت لى – آنذاك – فرصة تجميعها بحرص، وحذر، حين طُلِبَ منى أن أساهم فى الكتاب التذكارى الذى يعده قسم علم النفس بجامعة القاهرة تكريما للأستاذ الدكتور مصطفى سويف بمناسبة إحالته للمعاش (ربما سنة 1984)، ولأننى كنت أعمل حسابا خاصا لاحتمالات نقد أستاذنا أ.د. سويف فقد تعمدت التركيز والاستشهاد بما تيسر لى من مراجع.

وقبل أن أعرض تاريخ الفكرة كما وردت فى هذا المقال أود أن أشير إلى علاقة هذا المنطلق – نظريا وتطبيقا – بثقافتنا الخاصة التى لا أعتبرها خاصة تماما، بقدر ما اعتبرها “الثقافة الأخرى”، وأحيانا أود أن أعتبرها “الثقافة” “البديلة” أو “حتى “الثقافة -المواجـِـهــَـة”.

 معالم هذه الثقافة هى أقرب إلى منظومات “التوحيد” و”الخلق” و”الحمد” معا: وهى ثقافة ممتدةو”حركية” فى آن، وللأسف فإن امتدادها “من الأصل (المجهول) إلى الغيب (المطلق)” قد اختنق داخل ألفاظ تفسير تراثى لفظىّ لهذا الامتداد، كما أن حركيتها بالنبض، والتطور، والنمو، والإيقاعحيوى: قد انقلبت إلى حركة دائرية التفسير اللفظى المعجمى الساكن، وبالرغم من ذلك فأنا – بفضل ربى ومَرْضاى – ما زلت أنتمى إلى ثقافتنا الأصل الخاصة هذه، وهى التى ليست خاصة تماما، كما سترون.

أفضل ألا أطلق على هذه الثقافة التى أعنيها اسما بذاته، لأن كل الأسماء (الحرْف: كما علمنا مولانا النفرى) – قد تخنق المعنى – حتى يكاد يختفى (أو يـُـعـْـدَم). بمجرد أن تتحدث عن ثقافة إسلامية أو عربية أو شرقية، تقفز إليك تعريفات رصينة خانقة تبعدك عن ما أردتَ حتى إلى عكسه أو إلى غيره (2).

الثقافة التى انبعثت منها هذه النظرية الإيقاعحيوية لها علاقة بذلك، إذا رفعنا عن كل “ذلك” وصاية الأوصياء، ليس المهم التسمية، المهم أنه من الأمانة أن أذكر أن هذه الفروض التى تخلقت منها هذه النظرية، ومن ثــَـمَّ ارتبطت بهذا التطبيق، قد تدعمت بما وصلنى من أصول من ثقافتنا الأصل البسيطة المباشرة، وهى نابعة من مواجهة الكيان البشرى عاريا متحركا مغامرا عبر الخبرة اليومية الممتدة مع النصوص البشرية المتنوعة برغم فشلها والمسماة “أمراضا”، وقد تأخر تسجيلها مكتملة حيث لم أكن أجرؤ أن أسمح لها أن ترى  النور إلا بعد أن وصلتنى دلائل وبراهين تؤيد صحتها بنسبة معقولة من واقع الوعى البشرى البينشخصى، ثم الجمعى، ثم الجماعى الذى أنعم الله علىّ بفرص معايشته ومواكبته ومشاركته طوال هذه السنين، – خاصة فى مجالىْ العلاج النفسى الجمعى Group Therapy، وعلاج الوسط Milieu Therapy، مما صبغ كل مواقفى العلاجية بشكل عام، كل ذلك جعلنى أنتمى أكثر فأكثر إلى ثقافتنا أساسا لأنطلق منها مدعمة بكل ما تيسر مما ذكرت.

 خلاصة هذه الثقافة الأصل تقول:

أولاً: إن لهذا الوجود البشرى أصلا ممتدا إلى أصل الأصل الذى لا يمكن إدراك تفاصيل معالمه، وإن هذا الامتداد مستمر إلى غاية مفتوحة النهاية وهى التى يفرضها يقين الإيمان، بالمعنى الأشمل، بالغيب، ذلك الغيب الذى يكشف: ما يمكن أن نعرفه إلى المزيد مما لا نعرفه ولا يمكن أن نعرفه، فنواصل آملين أن نعرفه، فلا ن2عرفه، فنواصل.. وهكذا دائماً أبداً !!

وأن هذا وذاك هو أساس ما يسمى الإيمان،

وهو ما يحافظ على دوام الحركة والنبض.

ثانياً: إن الإنسان ليس إلا حلقة فى الوجود الكونى السالف الذكر فى “أولا”، فلا بدايته هى أصل الوجود ولا نهايته هى نهاية الحياة، وإن التركيز على تقديس الإنسان بهذه الصورة السائدة مؤخرا خاصة فى العالم المادى المتقدم (بحساباته) هو الذى فصله عن أصله وأثناه (3) عن سعيه إلى غاية تطوره، إليه.

ثالثاً: إن الله – الذى ليس كمثله شىء – هو خالق كل هذا، وهو واضع قوانينه ومنظم مساره، وإليه يرجع تاريخ التطور المعروف والمجهول، بكل مواصفاته من حتم الحركة  إلى لزوم الإبداع، من أصالة الجذور إلى معالم المنتهى المفتوح على مصراعيه حسب قوانين التطور وبرامج الحياة الإيجابية التى وضعها لهم ليوحـِّدوا ويبدعوا ويستمروا.

رابعاً: إن الأحياء الذين نجحوا فى استيعاب هذه القوانين (البرامج) وفى مراعاة نظامها والإسهام فى تطويرها بجدلهم الإيجابى مع:

  • بعضهم البعض

  • ومع المحيط،

  • ومع المعلوم والمجهول من دوائر الوعى على كل المستويات:

 هى الأحياء التى نجحت أن تبقى حتى الآن وهم يمثلون الأقلية جدا (4) أما الأحياء الذين انفصلوا عن حركية الزمن الطولى الخلاق، وعن بعد الجدل العرضى الإبداعى التكاملى، فهى التى انقرضت، وهى الأغلبية العظمى .

خامسا: إن هذا المنطلق فى محاولة استيعاب ما يتيسر من هذا الأصل المجهول وما يتحقق من هذا المآل الواعد: يحتاج منا أن نصارع الجمود لنتجاوز الاختناق فى قوانين وبرامج وآليات مصنوعة، وهى تقصر حركية الحياة وأغلب اهتماماتها تتركـّز على الإنسان منفصلا عن أصله، مقطوعا عن وصله.

سادسا: إن البحث فى برامج التطور وإبداع الإيقاعحيوى لا يقتصر على فهم الإنسان فى صحته ومرضه، فى خموده وإبداعه، وإنما هو تطلع آمِلٌ للمضىّ فى رحاب منظم إلى خالق ومنسق كل هذا الكون من “قبل بدايته” حتى “لانهايته”، وهذا ضرب من الإيمان وإن لم يُسَمَّ كذلك: وليكن نوعٌ أسمَـى من الوجود.

سابعا: إن هذا قد يُفَسر– بغير ألفاظ أو شرح أو تأويل – كيف يسبّح كل شىء لخالقه: من أول الجماد (الجبال) إلى الوعى البشرى الأسمى المفتوح النهاية، مرورا بتسبيح الطير (5) وكيف أن قوانين التطوّر والبرامج واحدة لكل الأحياء وربما غير الأحياء، (6) وإن تغيرت الأشكال والأنواع واللغات (دون استعمال اللغة الدينية التقليدية أو لغة الميتافيزيقا).

ثامنا: إن ما وصلنى من مستويات الوعى المنكشفة أثناء خبرتى مع المرضى فى إبداعهم المُجهض مرضًا، وأيضا خبرتى مع مستويات الوعى المــُـبـْدَعَة أثناء خبرة العلاج، وخاصة العلاج الجمعى لمجموعات من عامة عامة الناس: هو الذى نبهنى إلى ارتباط ثقافة مستويات الوعى المتجادلة بحركية التطور المستمر بثقافتنا العميقة (برغم ما آل إليه ظاهر حضورها).

تاسعا: إن كل ذلك ليس مصدره كلمات مكتوبة أو تفسيرات وصيـّـة، بل حضور عملىّ خبراتىّ آنّى واقعىّ مستمر.

عاشرا: إن هذا الحضور الآنىّ الواقعى المستمر يتدعم باستمرار بمعلومات متناسقة معه، مضيفة إليه، ومعدّلة، وناقدة، ومكمِّلة، وعملية،  وذلك من كل مصادر المعرفة التى تصلنى دون استثناء: قراءةً، ونقدًا، فضلا عن الممارسة بين الممارسين، والمناقشة وحركية النقد للنتائج باستمرار.

علاقة الفرض الأساسى بثقافتنا:

كذلك وجدت أننى تقدمت ببعض معالم هذه الثقافة التى تقدم نفس الفكرة للقارئ العادى حتى فى الصحف اليومية (7)

 “..إن الفرق الأساسى بين ثقافتنا الأصلية قبل أن نشوّهها: هو وجود الوعى المطلق عيانيا ممتدا فى كل لحظة، وكل “دنا” DNA وكل موقع من أول الأول إلى آخر الغيب (بلا آخر) وأن هذا الوجود إذا دخل فى كل حِسْبَهْ فإنه يغير قوانينها ويغير مسارها حتى تختلف نوعية الحياة من خلالها”.

ثم أضفت فى نفس المقال:

“..إننى أزعم أن هذه المسألة، (بالمعنى الإبداعى الحاضر) هى الجوهر الذى ينبغى أن نعتنى باستعمال كل المعارف للتوجه نحوه بطريقة تميزنا نحن، وفى نفس الوقت قد تضيف إلى احتياجاتهم ما يمكن أن ينقذهم من أوهامهم حول الاكتفاء بالحرص على الرفاهية والتنافس الكمى المتنامى، والاستغناء عن الله بالتمادى فى ألعاب الفتنة وآليات الإنكار: إن الحياة البشرية تختلف نوعياً إذا كان الله موجوداً: عنها إذا ما أنكرناه أو أبعدناه أو قصرنا أوقات لقائه اختيارا على طقوس (!!) العبادات أو أيام الآحاد أو الجـُمـَع!”

إلى أن قلت: …. إننى أتصور أن المسألة كالآتى‏:‏

هناك نوعان أساسيان من الوجود البشرى يمكن أن نتحقق منهما عند المتدين ‏(أو من يدعى ذلك‏)،‏ وأيضا عند غير المتدين ‏(أو الذى يتصور أنه كذلك‏):‏

النوع الأول: هو النوع الذى يقف شامخاً فخوراً لينتهى عند أعلى نقطة فوق هامة الإنسان وقد زانه عقله ولمّعته أدواته‏ (وهو ما يمثله اغلب ما يسمى الحضارة الغربية الشمالية التكنولوجية، الخ‏).‏

والنوع الثانى:هو الذى تمثله الحضارات الإيمانية التوحيدية التواصلية النابضة الممتدة إلى ما لا يـَـحـُـدّ من وجودها عقل ظاهر، أو وصاية آلة بالغة المهارة.

والحضارة الايمانية غير التدين التراثى وإن نـَـبعت منه إن كان سليما.

* هذا النوع الأخير هو الثقافة التى انطلق منها الطبنفسى الإيقاعحيوى وهو يقرأ الفطرة الطبيعة البشرية حيث تسلسلت الأفكار والأحداس والفروض على الوجه التالى:

 (1) الله خلق كل الحياة والأحياء وغير الأحياء بلا استثناء بقوانين تصلح لذلك.3

(2) هذه القوانين تسمح للأحياء أن تحافظ على بقاء نوعها فى تكامل مع غيرها، هى جزء لا يتجزأ من تكامل الخلق وهارمونيته وغائيته.

 (3) من أهم وأقدر وألزم هذه القوانين هو قانون القدرة على الإبداع نتيجة للجدل مع الواقع الداخلى والواقع الخارجى طول الوقت على طول المدى.

(4) أى كائن حى نجح فى كفاءة استعمال هذه القوانين استمر وبقى، أى إن الكائن الذى ينجح فى حسن استيعاب واستعمال هذه القوانين بالمعنى البيولوجى الإبداعى المتجدد، يضطرد نموه ويبقى ويتطور: هو فــَــ نـَـوعه

(5) الكائن الذى فشل فى استعمال هذه القوانين اندمل وتآكل حتى انقرض، أى إن الكائن الذى يفشل فى تَمَثُّل وتشغيل هذه القوانين يفشل فى إبداعه ما يبقيه حيا متطورا، فيجهض الإبداع إلى التفسخ (كما فى الجنون) أو يتوقف أفراداً فجماعات فنوعا فيلحق بمن عجز عن  أن يواصل فمرض وتوقف حتى انتهى..(انقرض)

 4

(6) هذه القوانين ليست قوانين رياضية مكتوبة تحسبها الآلات الحاسبة، ولا هى تنزيل يحتاج إلى معاجم لتفسيره، لكنها قوانين واقعية ذات كفاءة إبداعية تكافلية نابضة، وهى التى تحافظ على بقاء وتطور الكائن الحى الفردى فالجماعى حتى بقاء النوع: إذا احسن استعمالها فى علاقته بوعى الكائنات الأخرى والطبيعة المحيطة، وهو يجادل الكائنات والمحيط وهو يعيد التشكيل الناجح المناسب باستمرار.

 (7) إن الأحياء الذين بقوا حتى الآن عليهم أن يواصلوا الإبداع مع أفراد نوعهم، ومع الطبيعة، ومع بقية الأحياء، التى تحاول بدورها نفس المحاولة بنجاح، ومن ثَمَّ تستمر وتتطور، وهى تواصل الإبداع فى تناغم مع كل دوائر الوعى بداخلها وخارجها، يجرى هذا تلقائيا باتباع برامج التطور التى اتبعتها كل الأحياء التى بقيت، وقد أصبح جزءًا من تحديات الكائن البشرى بعد أن اكتسب آليات تسمح له بالتدخل فى هذه البرامج سلبا أو إيجاباً بقصد أو بدون قصد!!.

…………

…………

(ونكمل الأسبوع القادم)

علاقة كل ذلك بالطبنفسى الإيقاعحيوى “التطورى”؟

 

[1] – انتهيت من مراجعة أصول “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” وهو من ثلاث أبواب: وسوف نواصل النشر البطىء آملا في حوار، منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2021) (تحت الطبع)

[2] – تنطبق مخاطر التسمية وآثارها على العواطف وتجليات الوجدان جميعا، وقد عرضت ذلك وأشرت إليه بالتفصيل ومن منطلق تطورى فى نشرات “الانسان والتطور” بموقع المؤلف www.rakhawy.net، وأيضا ندوة المجلس الأعلى للثقافة، 2005، بعنوان: “مسئولية‏ ‏الترجمة‏ ‏بين‏ ‏تسطيح‏ ‏الوعى ‏واختزال‏ ‏المعرفة”، ومع احترامى الشديد لشجاعة وإبداع رواد مثل أ.د. على زيعور وهم يتكلمون عن الثقافة العرباسلامية إلا أننى لم أستطع أن أحاكيه أو أوافقه أو أتبعه دون حذر.

[3] – وربما اتفق هذا مع زعم دانيال دينيت فى كتابه أنواع العقول بأن غرور الإنسان جعله يتصور أنه الكائن الوحيد الذى يتمتع بما يسمى عقلا: دانيال دينيت (وقد خصصت لنقد كتابه “أنواع العقول  الطريق إلى فهم الوعى”)،  ندوة كاملة من ندوات جمعية الطبنفسى التطورى والعمل الجماعى (الندوة العملية – مارس 2004 ” تطور العقول”) www.rakhawy.net (أنظر هامش 35)

[4]  – “واحد فى الألف”، ولن أضع هذا الرقم ثانية فى المتن بعد أن كررته عشرات المرات!!

Tom Stonier: “Beyond Information: The Natural History of Intelligence”, Publication: Springer Science & Business Media. 1992.

– توم ستونير “التاريخ الطبيعى للذكاء: ما بعد المعلومات” ترجمة د. مصطفى فهمى إبراهيم، وصدر فى سلسلة المشروع القومى للترجمة، سنة 2001

[5] – دون استشهاد بنصوص مقدسة كثيرة معروفة، ذلك أننى أخشى الاستشهاد بها فيقفز لى المفسرون يذهبون بها إلى ما لا أعنى أو حتى إلى الناحية الأخرى!!

[6] – يحيى الرخاوى: “مقدمة فى العلاج الجمعى من ذكاء الجماد إلى رحاب المطلق” (2019) منشورات جمعية الطب النفسى التطورى.

[7] –  يحيى الرخاوى: مقالة “العولمة ونوعية الحياة” جريدة الأهرام  بتاريخ 14/5/1999.

 

 

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

2 تعليقان

  1. دائما وكلما نويت ان اكتب تعليق استحضر ما قرأت من كتبك واحاول كتابة شيء صادق يضاهى عظمة هالتك العلمية ذلك قدر حبى لك وشوقي لرؤيتك .. لقد اصبحت معلمى وصديقي دون أن اراك بعين جسدى بل كان حوارنا ومقابلتنا دائما في كتاب .. حفظك الله وجعله في ميزان حسناتك يوم اللقاء الاعظم .. لذا اكتب لك سيدى أن الإنسان كلما تقدم به الحبر يصبح قريبا من قلبه ذلك الذي يحتوى الحكمة وذلك الذى يمده بالدعم أمام حيرته في بحر النظريات العلمية والاراء المتعددة في موضوع وحيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *