الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة‏ ‏فى‏ “‏أحلام‏ فترة النقاهة” (1)

قراءة‏ ‏فى‏ “‏أحلام‏ فترة النقاهة” (1)

“يوميا” الإنسان والتطور

2007-9-20

نقد نجيب محفوظ

قراءة‏ ‏فى‏ “‏أحلام‏ فترة النقاهة” (1)

مقدمة ضرورية

“الحلم‏ ‏وعى ‏آخر‏، ‏والإبداع‏ ‏الحقيقى ‏واقع‏ ‏أعمق‏ ‏وأبعد‏ ‏مدى ‏من‏ ‏كل‏ ‏واقع‏. ‏الواقع‏ ‏الإبداعى ‏هو‏ ‏أكثر‏ ‏موضوعية‏ ‏من‏ ‏الواقع‏ ‏الظاهر‏، ‏والإنسان‏ ‏هو‏ ‏الكائن‏ ‏الحى ‏الوحيد‏ – ‏من‏ ‏بين‏ ‏ما‏ ‏نعرف‏ – ‏الذى ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يتجول‏ ‏فى ‏ذاته‏ ‏الممتدة‏ ‏خارجه‏، ‏كما‏ ‏أنه‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يحتوى ‏الخارج‏ ‏فى ‏طبقات‏ ‏وعيه‏، ‏وأن‏ ‏يبرمج‏ ‏المكان‏ ‏فى ‏الزمان‏، ‏وبالعكس‏، ‏ثم‏ ‏هو‏ ‏يعيد‏ ‏تشكيل‏ ‏وجوده‏ ‏والعالم‏ ‏بلعبٍ‏ ‏جميلٍ‏، ‏أو‏ ‏استشرافٍ‏ ‏مخترقٍ‏، ‏أو‏ ‏كشفٍ‏ ‏مرعبٍ‏، ‏أو‏ ‏حتى ‏شُواش‏ ‏يتخلَّـق”.‏

…..

…..

العجيب‏ ‏أن‏ ‏كثيرين‏ ‏تصوروا‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏الإبداعات المسماة: أحلام فترة النقاهة‏ ‏هى ‏أحلام‏ ‏فعلا‏ ‏تحدث‏ ‏أثناء‏ ‏نوم‏ ‏شيخنا‏، ‏وأنه‏ ‏لا‏ ‏يفعل‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏يرصدها‏ ‏مثلما‏ ‏يحكى ‏أى ‏منا‏ ‏حلمه‏، ‏وقد‏ ‏نفى ‏شيخنا‏ ‏ذلك‏ ‏عدة‏ ‏مرات‏، ‏كما‏ ‏نبه‏ ‏إلى ‏أن‏ ‏بعض‏ ‏ما‏ ‏يتبقى فى وعْيىِ الصحو ‏من آثار‏ ‏أحلامه‏ ‏عند‏ ‏اليقظة‏ ‏يصبح‏ ‏المادة‏ ‏الخام‏ ‏التى ‏ينسج‏ ‏منها‏ ‏إبداعات‏ ‏الأحلام‏ ‏المكتوبة‏.

 ‏إن‏ ‏الإبداع‏ ‏هو‏ ‏الإبداع‏، ‏سواء‏ ‏كانت‏ ‏مادته‏ ‏أو‏ ‏مثيراته‏ ‏حلما‏، ‏أم‏ ‏ذكرى، ‏أم‏ ‏حادث‏ ‏أم‏ ‏شخص‏ ‏أم‏ ‏لا‏ ‏شئ‏. ‏

هناك‏ ‏خطأ‏ ‏نقدى ‏شائع‏ ‏حين‏ ‏يسارع‏ ‏البعض‏ ‏باختزال‏ ‏أى نص ‏إلى ‏رموز‏ ‏لها‏ ‏دلالتها‏، ‏من‏ ‏أول‏ ‏حميدة‏ ‏فى ‏زقاق‏ ‏المدق‏، ‏حتى ‏سماره‏ ‏فى ‏ثرثرة‏ ‏فوق‏ ‏النيل‏. ‏(كأمثلة من نقد إبداع محفوظ) صحيح‏ ‏أن‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ‏ ‏قد يغلب‏ ‏على ‏وعيه‏ ‏الإبداعى ‏أحيانا‏ (أو نادرا) ‏مثل‏ ‏هذا‏ ‏الإصرار‏ ‏على ‏الترميز‏، ‏لكن‏ ‏الصحيح‏ ‏أكثر‏ ‏أنه‏ ‏لا‏ ‏ينبغى ‏أن‏ ‏يُعَمِّم‏ ‏النقاد‏ ‏هذا‏ ‏الموقف‏ ‏خصوصا‏ ‏على ‏أحلام‏ ‏فترة‏ ‏النقاهة‏، ‏ومن‏ ‏قبل‏ “رأيت‏ ‏فيما‏ ‏يرى ‏النائم‏” (‏وقد‏ ‏سبق‏ ‏أن‏ ‏تناولت‏ ‏هذا‏ ‏الأمر‏ ‏فى ‏نقد‏ ‏هذا‏ ‏العمل‏ ‏السابق‏).‏

كل ما سبق هو مقتطف من مقدمة لمقال نقدى نشر فى وجهات نظر عدد يناير 2003 ، وقد استشهدت لفروضى بقراءة كل من حلم 25-26-27، كما يمكن الرجوع أيضا إلى نقدين آخرين لى نشرا فى مجلة الهلال “ابداع الحلم وأحلام المبدع”، ومجلة إبداع عن إبداع أحلامهأحلام‏ ‏نجيب محفوظ تعد من قبيل المنامات أم هى أحلام يقظة”.

المنهج:

سوف أحاول أن أتبع نفس المنهج الذى اتبعته فى قراءتى النقدية للأصداء ” كتاب أصداء الأصداء”، وأعنى بذلك أن أقرأ الأحلام حلما حلما، باعتبار كل حلم عملا قائما بذاته، ثم أقوم لاحقا (بما لم أكمله بعد فى دراستى للأصداء) بما أسميته  الدراسة الطولية، وربما يكون من الأنسبْ (أو من الممكن) ربط العملين بعضهما ببعض.

القراءة النقدية

حلم (1)

نص الحلم:

اسوق دراجتى من ناحية إلى أخرى مدفوعا بالجوع باحثا عن مطعم مناسب لذوى الدخل المحدود، ودائما أجدها مغلقة الأبواب، وحانت منى التفاتة إلى ساعة الميدان فرأيت أسفلها صديقى، فدعانى بإشارة من يده فملت بدراجتى نحوه واذا به على علم بحالى فاقترح علىّ أن أترك دراجتى معه ليسهل علىّ البحث، فنفذت اقتراحه وواصلت البحث وجوعى يشتد، وصادفنى فى طريقى مطعم العائلات، فبدافع من الجوع واليأس اتجهت نحوه على الرغم من علمى بارتفاع أسعاره، ورآنى صاحبه وهو يقف فى مدخله أمام ستارة مسدلة، فما كان منه إلا أن ازاح الستارة فبدت خرابة ملأى بالنفايات فى وضع البهو الفخم المعد للطعام، فقلت بانزعاج:

– ماذا جرى؟

فقال الرجل:

أسرع إلى كبابجى الشباب لعلك تدركه قبل أن يشطّب، ولم اضيع وقتا فرجعت الى ساعة الميدان، ولكننى لم أجد الدراجة أوالصديق.

****

ملحوظة هامة: علامات الترقيم، والخطوط التى تحت بعض الكلمات أو العبارات هى إضافة من عندى –وذلك لزوم النقد حتى أسهل على القارئ الرجوع إلى ما أردت الاشارة إليه.

قبل القراءة :

يقال عن نجيب محفوظ  – شخصيا – أنه رجل تقليدى، عادى، ملتزم، هادئ، أُسَرِىّ، راضٍ، متكيف مع المؤسسات عموما، وفى نفس الوقت فإن المتابع لإبداعه لابد أن يلحظ موقفه الناقد الثائر المبدع وهو يعرّى، وقد يفكك، بل أحيانا يحطم أقدس المؤسسات التى تجمدت حتى أصبحت تؤدى عكس ما نشأت له.

بداهةً: لا علاقة مباشرة بين نجيب محفوظ “الشخص”، وبين نقد نجيب محفوظ “المبدع”، هذا تأكيد واجب، لو سمحتم.

.. فى الحياة البشرية المعاصرة تبدو “المؤسسة الزواجية” من أهم المؤسسات الضرورية الصعبة، أو الحتمية الخطيرة. أغلب الأحياء الأخرى لا تضطر إليها بنفس الصورة التى آلت إليها عند الإنسان، ولأنها ضرورية حتى تاريخه، ولأن بدائلها فشلت –بصفة عامة- على المستوى العام، فالناس العاديون لا يقتربون من نقدها عادة، إلا بنكتة هنا، أو لمز هناك، وفى نفس الوقت يتواصل تخريبها من الداخل، إما بمواصلة العمى، أو بالهدم المعلن أو الكذب أو الخيانة.

 مثل كل المؤسسات الضرورية المرحلية (المؤسسات الدينية الجامدة – مؤسسات الدولة خصوصا “الديمقراطية” – الأخلاق الفوقية) .. لا ينبغى الإقرار بسلامة وضع هذه المؤسسة الزواجية الحالى لمجرد أنه ليس هناك بديل مناسب، علينا أن نظل نستعملها، مهما كان نقصها ومهما عانينا من عيوبها، حتى نطورها أو نستبدلها مهما طال الزمن، حتى يتم ذلك نظل ننقدها ونعرّيها دون هوادة أو كلل.

وهنا يتجلى دور الإبداع الخلاّق.

قراءة الحلم:

هذا الحلم الأول يبدأ وهو يعلن أن الدافع الأساسى لسعى هذا الشاب كان الجوع، وأن الواقع الماثل كان “الدخل المحدود“، وأن النتيجة هى إعلان صعوبة إشباع هذا الجوع، وأن الزمن (ساعة الميدان) يقف بالمرصاد، فالسعى مع تزايد الجوع لا يمكن أن يمتد إلى مالا نهاية، وها هى عقارب الساعة تدور فى الميدان بلا توقف.

 تنازل الشاب عن آلة بحثه – الدراجة – المفروض أنها أسرع من المشى- نتيجة لنصيحة صاحبه فزاد جوعه، وزاد بحثه، فلاحت له المؤسسة الزواجية “مطعم العائلات“، فأضيف إلى دافع الجوع دافع آخر هو اليأس: اليأس من ماذا؟ من العثور على مطعم آخر يشبع الجوع، وفى نفس الوقت يحترم الإمكانيات (الدخل المحدود)،

 مهما كانت حسابات الواقع تلوّح بالإحباط فإن دافع الجوع يُعمى عن تناسب القدرة مع الإمكانيات، فيندفع الشاب إلى المطعم الذى وجده مصادفة (مثلما تحدث أغلب الزيجات) ليكتشف ما لم يتوقعه بداخله.

 المفاجأة هنا أن محفوظ لم يدع الشاب هو الذى يكتشف أن المسألة كانت سرابا، فلو كان قد استعبط أو نسى (من فرط جوعه) ودخل وأكل وشبع ثم عند الحساب لم يجد معه ثمن الأكل مثلاً، إذن لوجدنا أنفسنا أمام دراما مسطحة وقصة معادة تصلح لتزجية الوقت أو التندر على من يدخل مغامرة آمِلَةْ، ثم ينال نصيبه من السخرية أو العقاب أو الإحباط، إذن لوجدنا أنفسنا أمام موقف محرج مضحك فى فيلم للريحانى، أو مقلب يوقعه عبد السلام النابلسى لاسماعيل يس، الرائع هنا أن الذى كشف المستور هو صاحب المطعم نفسه، وقد كشفه قبل دخول الشاب أصلاً، صاحب المصنع لم يخدع الشاب ويسمح له بالدخول حتى يكتشف بنفسه خراب المؤسسة، وأنها ليست إلا مقلب نفايات، بل لقد أزاح بنفسه الستارة، وكأنه يحذر الشاب ليس فقط مِنْ فكِرِه الآمِلْ فى “مطعم العائلات”، ولكن أيضا يحذره من حقيقة ما وراء جوعه.

 واقع المجتمعات المعاصرة، خصوصا التقليدية منها، لا تعلن هذه المخاطر هكذا، وحين حاول الثوار الاجتماعيون والعدميون والمثاليون إعلانها بوضوح صارخ كما شاع وذاع فى الخمسينات من القرن الماضى (عقب الحرب العالمية الثانية) خرجت أعمال بَدَتْ ثورية انتهت إلى دعوة الهدم الصريح كما تتجلى – مثلاً – بشكل مباشر فى كتاب دافيد كوبر “موت العائلة”Death of the Family ، وفى محاولات بعض جماعات الهيبيز، والكوميونات النكوصية، وتنويعات العلاقات المتعددة الحرة.

 هنا فى الحلم: بدا لى كشف الستارة، ومن قِبَلِ صاحب المطعم شخصيا بهذا الشكل، هو نوع من الصراحة الصارمة التى تعلن مسبقا ما ينتظر الجائع الحالم حتى العمى إنذاراً لا شبهة فيه، إنذاراً ينبهه أن المؤسسة الزواجية “هكذا” غير قادرة على أن تشبع جوعه هذا، ليس فقط جوعه للجنس أو للحب أو لهدوان السر، ذلك أننا نلاحظ أن محفوظاً قد ترك الأمر مفتوحا لكل الاحتمالات وهو يصف الشاب صديقه بأنه “عالم بحاله”، وليس بالضرورة عالم “بجوعه فقط”.

إذا كان هذا هو أمر “مطعم العائلات” بعد أن عرّاه صاحبه نفسه، فما البديل؟

لكن قبل أن ننتقل إلى الرد على السؤال (الذى ليس رد) تعالوْا ننظر فى صورة تشكيلية ذات دلالة خاصة: رسمها الحلم بإبداع خاص ذلك أن الستارة لم تتكشف عن مجرد خرابة بها نفايات بدلا من كونها مطعم تغرى واجهته بتخصصه للعائلات، إن تعبير “…. فبدت خرابة ملأى بالنفايات فى وضع البهو الفخم المعد للطعام” يحتاج إلى وقفة خاصة، فمطعم العائلات لا يتكشَّف عن، مجرد خرابة حتى لو أكد أنها خرابة ملأى بالنفايات”، لكن محفوظ جدد أن النفايات مُرََتبة فى “وضع البهو الفخم” المعد للطعام!! كيف يمكن أن نقرأ ذلك؟

 أدعو القارئ أن يتصور معى هذا المنظر، لم أستطع أن أتخيله شخصيا إلا حين تذكرت كيف كنا صغارا نلعب بيوتا نرسمها بأكملها على أرضية “الفراندة” (بأن نرص الأحذية التالفة)، والشماعات المكسورة والكراريس القديمة على الأرض، لنشكِّل منها الحجرات بما فيها من صالونات ومطابخ …..الخ. هكذا تجسد لى تعبير محفوظ كيف أن النفايات رسمت بشكل يرسم بهوا فخيما معدا للطعام.

عودة إلى التساؤل . هل ثم بديل؟

هذا الحلم الأول -على إيجازه- يضعنا فى نفس الموقف الذى نبهنا فيه “هنا” (يومية 3/9 تحت عنوان: نستعمل الواقع، لا نستسلم له، ونظل نرفضه حتى نغيّره،!!) حيث أكدنا أن عدم وجود بديل لا يعنى التسليم بالواقع مهما كانت عيوبه، فالملاحَظْ أننا نتعامل من صعوبات هذه المؤسسات (المؤسسة الزواجية – والديمقراطية- والتفسيرات الدينية ….إلخ) بأنْ نكتفى بالرضا بها، ونمضى نبالغ فى تزينيها حتى التزييف، باعتبارها غاية المراد من رب العباد على طول المدى، فتصبح أسود أو أسوأ باستمرار.

هنا فى الحلم: نجد الذى أوصى الشاب ببديلٍ محتمل مؤقت هو صاحب مطعم العائلات، وكأنه ينصح الشاب أن يعيش شبابه أولا، حتى لا يورطه الجوع –مجرد الجوع- إلى مطعم تنتاقض لافتته مع ما وراء ستارته، (ظاهره، مع حقيقته) ليس هذا فقط، بل إنه يحذره – مثلما ألمحتُ سابقا– أن الزمن لا ينتظر، وأن الشباب “يمكن أن “يشطب” فى أى سن”، نلاحظ أيضا أن الشاب رجع إلى “ساعة الميدان” وليس إلى الميدان، للتأكيد على التنبيه إلى مرور الزمن فلمح الساعة كما كان الحال فى أول الحلم، استقبلتُ ذلك على أنها إشارة إلى مخاطر نتائج التأجيل أو التزييف أو العمى الحيسى.

 نهاية الحلم بعد ذلك مفتوحة  على صفحة وعى القارئ، هى لم تلجأ إلى التسطيح بأن ينبهنا النص إلى أنه “لا يصح أن نضيع شبابنا فى أحلام ليس عندنا إمكانيات تحقيقها”، فلو أن الشاب وجد دراجته وسأل صاحبه عن كبابجى الشباب فدّله أو لم يدله على احتمالات مكانه لكانت نهاية إرشادية فاترة، أو لو أن النهاية ركزت على عقارب ساعة الميدان وأظهرت كيف أن الشاب لم يهمه غياب صديقه وعجلته، فراح يواصل السعى من جديد، إذن لكانت إشارة لنهاية أفضل قليلا لأنها مفتوحة، أما أن يقفل الحلم بهذا الحسم الغامض فهو يلقى بالنهاية فى مواجهة وعى القارئ يبدع منها ما يشاء.

****

انتهت قراءة الحلم الأول مرحليا.

تنبيه ورجاء:

 شعرت باختلاف أثناء قراءتى هذا الحلم عن محاولتى السابقة فى قراءة الأصداء، وهأنذا أقبل التحدى.

 كل ما أرجوه هو ألا يتعجل القارئ الحكم على محاولتى الحالية،

 وأن يسمح لى ألا الزم نفسى تعسفا بقراءة كل الأحلام بدون استثناء، أو على الأقل أن يصاحبنى وأنا أتلمس تحديث المنهج وتطويره،

وأيضا أن يسمح لنفسه (ولى لاحقا) بإعادة القراءة النقدية لنفس الحلم، ومع أحلام أخرى إن شاء الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *