الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ) الحلم (162)

فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ) الحلم (162)

نشرة “الإنسان والتطور”admin-ajax (6)

الخميس: 13-2-2020

السنة الثالثة عشرة

العدد: 4548

فى رحاب نجيب محفوظ

مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية777777

 (من 53  إلى 210)

تقاسيم على اللحن الأساسى

نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)

الحلم‏ (162)

قررت أن أسير من جنوب الوادى إلى شماله مشياً على الأقدام وقابلتنى فى أوائل الرحلة رفيقة الطفولة والصبا وقد سمنت سمنة مفرطة ونصحتنى بأن أتزوج عوضا عن هذه الرحلة العقيم فشكرتها وواصلت السير حتى قابلت صديقى متربعا على سجادة الصلاة فدهشت وذكرته بأيام العربدة والإلحاد فقال لى: الهداية من الله سبحانه ودعانى إلى الجلوس إلى جانبه فوعدته خيرا وواصلت السير وفى منتصف الطريق أقبلت علىّ وحيتنى قائلة: إننى طاردتها بنظراتى حتى استجابت وانتظرت أن تتقدم لأبى ولكنك لم تخط  خطوة واحدة بعد النظر فما سر ذلك؟ فقلت لها: إنى مازلت أتساءل مثلك وواصلت السير حتى بلغت الشمال منهك القوى متورم القدمين فرأيت الحبيية الخالدة نصفها مغموس فى مياه البحر الأبيض والنصف الأعلى يضئ الأمكنة من حوله وسألتنى بصوتها الرخيم ماذا جنيت من هذه الرحلة الشاقة؟ فسألتها بدورى كيف يدوم حب بلا أدنى أمل طوال هذا العمر المرير.

التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

قالت لى بنفس الصوت الرخيم: أنت جبان، طول عمرك جبان. قلت لها: طرقت كل الأبواب والبوابات ولم تفتح لى. قالت: هكذا تظل تكذب حتى نهاية العمر، أنا شاهدة أن كل الأبواب كانت جاهزة مستقبِلة، وكانت بمجرد أن تتحرك لتفتح لك تردها أنت بسرعة وتجرى. قلت: حضرتُ من جنوب الوادى لأصل إليك، وحالى كما ترين، ثم تقولين هذا؟ قالت: تريدنى أن أقول لك ماذا؟

قلت: أى شىء آخر.

قالت : دعنى أقول لك: الله يخيبك.

قلت: هذه دعوة أحتاجها فخيبتى هي أن أكف عن هذه الخيبة

قالت: لتخيب بطريقة أكثر مهارة

فتصنعتُ أننى لم أسمعها واستدرت نصف دائرة

وبدأت رحلة العودة من الشمال للجنوب

admin-ajax

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *