الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم‏ (92)

فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم‏ (92)

نشرة “الإنسان والتطور”صورة نشرات محفوظ

الخميس:11-10-2018                              

السنة الثانية عشرة

العدد: 4058

فى رحاب نجيب محفوظ

مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقيةنشرة 30-8-2018

 (من 53  إلى 210)

تقاسيم على اللحن الأساسى

نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)

 الحلم‏ (92)

وجدت‏ ‏نفسى ‏فى ‏بهو‏ ‏جميل‏، ‏وبين‏ ‏يدىّ ‏وعاء‏ ‏ذهبى ‏ملئ‏ ‏بما‏ ‏لذ‏ ‏وطاب‏.‏

فذكرنى ‏هذا‏ ‏بسمار‏ ‏الليالى ‏من‏ ‏أصدقاء‏ ‏العمر‏ ‏الراحلين‏، ‏وإذا‏ ‏بى ‏أراهم‏ ‏مقبلين‏ ‏تسبقهم‏ ‏ضحكاتهم‏ ‏المجلجلة‏. ‏فتبادلنا‏ ‏السلام‏ ‏وأثنوا‏ ‏على ‏الوعاء‏ ‏وما‏ ‏فيه‏. ‏غير‏ ‏أن‏ ‏سعادتى ‏انطفأت‏ ‏فجأة‏ ‏وصارحتهم‏ ‏بأننى ‏لن‏ ‏أستطيع‏ ‏مشاركتهم‏ ‏حيث‏ ‏منعنى ‏الأطباء‏ ‏من‏ ‏التدخين‏ ‏منعا‏ ‏باتا‏، ‏وبدت‏ ‏الدهشة‏ ‏على ‏وجوههم‏ ‏ثم‏ ‏ركزوا‏ ‏أبصارهم‏ ‏فى ‏وجهى ‏وتساءلوا‏ ‏ساخرين‏:‏

‏- ‏أمازلت‏ ‏تخاف‏ ‏من‏ ‏الموت؟‏!‏

 التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

… قلت لنفسى، ما دام الأمر كذلك، فما الداعى لكل هذا الحرص؟ ونويت أن أظل معهم وما يحدث يحدث، قلت أستأذنهم وأعرف الشروط التى تسمح لى أن أجاريهم.

قال أحدهم: أن تنسى أنك حى.

وأكمل آخر: بل وأنك كنت حيا.

قلت لهم: “لكنكم مازلتم أحياء!”، قالوا: “لأننا قبلنا الشروط ونفذناها حرفيا”، قلت: “لست فاهماً!”، قالوا: “أحسن”

قلت: ماذا أفعل؟

قال أكبرهم:

عليك أن تفعل عكس كل ما تتصور أنه ضرورى ومفيد.

قال أوسطهم:

وعليك ألا تدع الأطباء يتدخلون كثيرا فى صحتك.

وقال أصغرهم:

وعليك ألا تفعل ما قاله كبيرنا وأوسطنا معاً.

قلت: أنا عاجز عن أىٍّ من ذلك.

ويبدو أننى سوف أظل أخاف الموت.

النشرة التالية 1النشرة السابقة 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *