الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأربعاء الحر: مقتطف من كتاب: قراءة فى النفس البشرية (من واقع ثقافتنا الشعبية)

الأربعاء الحر: مقتطف من كتاب: قراءة فى النفس البشرية (من واقع ثقافتنا الشعبية)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 10-10-2018

السنة الثانية عشرة

العدد: 4057

الأربعاء الحر

مقتطف من كتاب:

قراءة فى النفس البشرية

(من واقع ثقافتنا الشعبية) 

 صورة نشرة 10-10-2018

 عـِتـِبـْت‏ ‏عالوقت‏ ‏قالـّلــِى ‏الوقت‏: ‏إيه‏ ‏مالك

عـَمـّال‏ ‏بتبكى ‏من‏ ‏الأيام‏، ‏إيه‏ ‏مالكْ

اللى ‏جرالك‏ ‏يكون‏ ‏فى ‏الأصل‏ ‏إِهـْمالـَـكْ

عتبت‏ ‏ع‏ ‏الوقت‏ ‏قال‏ ‏لى ‏الوقت‏: ‏وَنَـا‏ ‏مالي

أنا‏ ‏كل‏ ‏ما‏ ‏اعطيك‏ ‏تفضـِّى ‏الجيب‏، ‏وانا‏ ‏مالى 

إعمل‏ ‏لنفسك‏ “‏قانون” ‏وى بطـّل‏ ‏اهـْمالـَـكْ

‏هذا “‏الموال” ‏‏يقول‏ ‏ما‏ ‏يؤكد‏ “‏الاختيار” ‏فالمسئولية‏، ‏فاللوم‏ ‏والتقريع‏ ‏لمن‏ ‏أهـْمـَل‏ ‏أو‏ ‏تخلى ‏عن‏ ‏مسئوليته‏ ‏متهما‏ ‏الأيام‏ ‏والزمن‏، ‏ولكننا‏ ‏فى ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏سوف‏ ‏نرى ‏ما‏ ‏يبدو‏ ‏عكس‏ ‏ذلك‏ ‏فى ‏أمثلة‏ ‏أخرى، ‏وكأننا‏ ‏(هكذا نرى) …‏ ‏كيف‏ ‏تناول‏ ‏الوعى ‏الشعبى‏ ‏مسألة‏ ‏الجبر‏ ‏والاختيار‏ ‏بمنتهى ‏الدقة‏ ‏والتكامل‏، ‏فالموال‏ ‏هنا‏ ‏قد‏ ‏أشهر‏ ‏فى ‏وجوهنا‏ ‏المسطرة‏، ‏وهو‏ ‏يستعد‏ ‏ليلهب‏ ‏بسنها‏ ‏ظهور‏ ‏أيدينا‏ ‏معلنا‏ ‏أنه لا عتاب على: “الوقت” أو سخط على الزمان والقدر، لأنك السبب فيما جرى لك: نستمع‏:‏

اللى ‏جرى ‏لك‏ ‏يكون‏ ‏فى ‏الأصل‏ ‏إهمالك

لينتهى ‏آمرا‏ ‏متوعدا‏ ‏أن‏:‏

إعمل‏ ‏لنفسك‏  “‏قانون”  ‏وى .. بطـّل‏ ‏اهمالك

‏…………………

ينتهى‏ ‏الموال‏ بهذا الأمر: ‏إعمل‏ ‏لنفسك‏ “‏قانون”- ‏ونحن‏ ‏لا‏ ‏نتصور‏ ‏القانون‏ ‏الذى ‏يوصى ‏به‏ ‏الوعى ‏الشعبى ‏للوقاية‏ ‏من‏ ‏الإهمال‏ ‏والاتكال‏ ‏والتبرير‏- ‏لا‏ ‏نتصوره‏ ‏قيدا‏ ‏على ‏الحركة‏، ‏بقدر‏ ‏ما‏ ‏نتصوره‏ ‏وعيا‏ ‏متكاملا‏ ‏بالمتناقضات‏، ‏وقد‏ ‏حاولت‏-‏لاهيا‏ ‏فى ‏البداية‏- ‏أن‏ ‏أستجيب‏ ‏للموال‏ ‏وأضع‏ ‏لنفسى “‏قانونا” ‏مناسبا‏ ‏من‏ ‏واقع‏ ‏نبض‏ ‏الوعى ‏الشعبى ‏الذى ‏يغمرنى ‏الآن‏، ‏فجاءت‏ ‏صياغته‏ ‏على ‏الوجه‏ ‏التالى‏:‏

قانون‏ ‏أحوالى ‏الشخصية‏:‏

‏(‏حالة‏ ‏كونى ‏أعيش‏ ‏هذه‏ ‏الخبرة‏)‏

‏تمهيد‏: ‏بعد‏ ‏الإطلاع‏ ‏على ‏واقع الحال ورفض ‏ادعاء‏ ‏المثالية‏، ‏وبعد الانتباه إلى احتمال مواصلة ‏التأجيل‏ ‏الممتد‏ ‏والتمحك فى أوهام‏ ‏التاريخ‏، ‏والمشاركة المحتملة حتى لو خفية فى ‏التخدير‏ ‏المنظم‏، ‏المقصود‏ ‏منه‏ ‏والعفوى،  ‏ودون‏ ‏المساس‏ ‏بالقوانين‏ ‏الأطول‏ ‏عمرا،‏ ‏ولا‏ ‏بالاستراتيجية‏ ‏الحركية‏، ‏المنطلقة‏، ‏يتنبه‏ ‏على ‏شخصِى ‏الضعيف‏، ‏مما‏ ‏وصلنى ‏من‏ ‏وعينا‏ ‏الشعبى،  ‏بما‏ ‏هو‏ ‏آت‏:‏

‏نص‏  ‏القانون‏:‏

مادة‏ (1) ‏أن‏ ‏أنكسف‏ ‏على ‏دمى،  ‏وأحسم‏ ‏أمرى ‏وأحدد‏ ‏وضعي‏: ‏الآن‏ ‏وليس‏ ‏غدا‏.‏

مادة‏ (2) ‏أن‏ ‏أقبل‏ ‏الممكن‏ ‏المتاح‏ ‏بشجاعة‏ ‏القادر‏ ‏المستمر‏ ‏الواثق‏ ‏من‏ ‏استراتيجية‏ ‏ممتدة‏.‏

مادة‏ (3) ‏أن‏ ‏أنظر‏ ‏فى ‏مرونة‏ ‏متحفزة‏ ‏إلى ‏نتائج‏ ‏الخطوات‏ ‏المتوسطة‏ ‏أولا‏ ‏بأول‏، ‏محافظا‏ ‏على ‏الإتجاه‏ ‏الأمامى ‏مع‏ ‏التعلم‏ ‏الدائم‏.‏

***

(وتفصيل ذلك من الوعى الشعبى أيضا: “فى المذكرة التفسيرية للقانون”)

يوم الأربعاء القادم

[1] –  المقتطف: من الفصل العاشر: فصل فى: قانون الواقع، ورفض النـَّعـَابة” كتاب (“قراءة فى النفس البشرية” من واقع ثقافتنا الشعبية) (الطبعة الأولى 2017)، منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، والكتاب يوجد فى الطبعة الورقية  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى للتدريب والبحوث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net 

[2] – “‏أنا‏ ‏مالى” ‏هنا‏ ‏تفيد‏ “‏أنا‏ ‏أملأ” (‏جيبك‏) ‏وهى ‏غير‏ ‏أنا‏ ‏مالى ‏الأولى ‏ التى قالها عن الوقت وهى التى ‏تعنى “‏ليس‏ ‏من‏ ‏شأنى” ‏أن‏ ‏أتحمل‏ ‏مسئوليتك‏ ‏نيابة‏ ‏عنك.

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *