الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم‏ (91)

فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم‏ (91)

نشرة “الإنسان والتطور”صورة نشرات محفوظ

الخميس: 4-10-2018                                 

السنة الثانية عشرة

العدد: 4051

فى رحاب نجيب محفوظ

مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقيةنشرة 30-8-2018

 (من 53  إلى 210)

تقاسيم على اللحن الأساسى

نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)

 الحلم‏ (91)

فى ‏البدء‏ ‏كانت‏ ‏العربة‏. ‏كنت‏ ‏أدفعها‏ ‏أمامى ‏بقوة‏ ‏ومرح‏. ‏وذات‏ ‏يوم‏ ‏وجدت‏ ‏على ‏سطح‏ ‏العربة‏ ‏طفلة‏ ‏فازددت‏ ‏نشاطا‏ ‏ومرحا‏ ‏وتتابع‏ ‏القادمون‏ ‏حتى ‏غطوا‏ ‏السطح‏ ‏فاستنفدوا‏ ‏قوتى ‏ومرحى. ‏وشعر‏ ‏الراكبون‏ ‏بمعاناتى ‏فعزمت‏ ‏على ‏ترك‏ ‏العربة‏ ‏حالما‏ ‏تسنح‏ ‏فرصة‏ ‏طيبة‏. ‏وبمرور‏ ‏الأيام‏ ‏خلا‏ ‏السطح‏، ‏رجع‏ ‏إلى ‏أصله‏. ‏أما‏ ‏أنا‏ ‏فلم‏ ‏أرجع‏ ‏بل‏ ‏ازددت‏ ‏ضعفا‏ ‏وأخيراً‏ ‏ركنت‏ ‏العربة‏ ‏ورقدت‏ ‏إلى ‏جانبها‏. ‏

 التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

… لا أعرف كم كان عدد السنين التى مرت بى قبل أن أتذكر تلك الطفلة التى اكتشفتها فى بداية الطريق والتى كانت سببا فى زيادة فرحتى ومرحى أول الأمر، رحت ألوم نفسى وأتساءل كيف غادرت الطفلة سطح العربة، وهل أزاحها القادمون الآخرون المتزاحمون، ولم ألحظ ذلك، وكيف لم أتذكرها طوال هذه السنين منذ أن خلا السطح منها ومنهم، بعد أن خارت قواى، فحزنت أسفا حتى غلبنى النوم وأنا أتصور العربة بجوارى خالية قديمة، لا تصلح لشئ.

كفٌّ صغيرة لمست كتفى مع آذان الفجر، فاستيقظت فزعا فوجدتها، لم تكبر يوما واحدا، سألتنى: أنت طلبتَنِى؟

قلت لها: طبعا، أين كنت طوال هذه السنوات؟

قالت: كنت أنتظرك.

قلت: بعد ماذا؟

قالت: هل مازلت تحبنى.

قلت: وهل يمكن أن يكون الأمر غير ذلك؟

قالت: يُمكن ونصف.

قلت: كيف؟

وسمعنا المؤذن يختم آذان الفجر: “الصلاة خير من النوم”

قالت وهى تنصرف:

أما آن لك أن تعرف ما هى الصلاة، وما هو النوم؟

وانصرفتْ.

ورحت أنادى عليها وهى تسير بخطى واثقة.

لكنها لم تلتفت ولا مرة واحدة.

 

النشرة التالية 1النشرة السابقة 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *