الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم (87)

فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم (87)

نشرة “الإنسان والتطور”صورة نشرات محفوظ

الخميس: 6-9-2018                           

السنة الحادية عشرة

العدد: 4023

فى رحاب نجيب محفوظ

مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقيةنشرة 30-8-2018

 (من 53  إلى 210)

تقاسيم على اللحن الأساسى

نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ) 

  الحلم‏ (87)

فى الصباح الباكر اكتشفت الجريمة الوحشية. وما لبثت وحشيتها أن صارت حكاية على كل لسان. ولكنى لم أجد موضعا للاختباء إذ أن المكان كله يتقاسمه رجال الشرطة وطبيبات المرض النفسى. وأصبحت فريسة للقلق حتى استدعتنى إلى حجرتها كبيرة الطبيبات. وقالت لى الأكثرية هنا يفسرون وحشية هذه الجريمة بالقسوة الكامنة فى طبيعة القاتل. أما أنا فأفسرها بقلة خبرته وجهله للأصول العلمية الحديثة لفن القتل. لذلك قررت إلحاقه بالمعهد العصرى للجريمة. والله ولى التوفيق!

 التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

…حين رجعت إلى منزلى رحت أبحث فى دليل التليفونات على المعهد العصرى للجريمة، فطلبت الدليل العالمى فأكد لى أنه توجد معاهد كثيرة تؤدى هذه المهمة لكنها لا تحمل هذا الاسم حرفيا، وأن عيبها جميعا أنها تدرس بطريقة جديدة جدا، وسرية أيضا، وأن مصاريفها باهظة تماما، فطلبت منهم أن يدلونى على أرخص واحد فيهم، فأعطونى رقم تليفون مكون من تسع وعشرين رقما تتخللها بعض الحروف (حوالى7) 

فى شارع عدلى سلمت الرقم للموظف ليقوم بطلبه بمعرفته فانتفض واقفا وترك مقعده وانصرف من أمام الشباك وهو يقول لى: “مستحيل، دقيقة واحدة،” وظللت منتظراً على الشباك الخالى من الموظف حتى شعرت بمن يلمس كتفى فالتفت فإذا به نفس الموظف ومعه اثنان من رجال الأمن يحيطون بى، فخفت خوفاً جباناً حتى كدت أختفى أمام نظراتهم الساحقة.

قلت للموظف: عفواً فيه ماذا؟

قال اطمئن، فقد استجابت كبيرة الطبيبات النفسيات لالتماسك، وقررت أن تقوم بنفسها بإجراء عملية الخصاء لك. فزعت، وأقسمت أننى لم أقدم التماسا، ولم أوقّع بالموافقة على أية عملية، فقال إن هذا هو السبيل الوحيد لإنقاذك من الحكم الذى صدر بإعدامك لارتكابك الجريمة الوحشيةٌ، تبلدت حَتى الجمود، وعرفت أنه لا فائدة من الاستمرار فى الحوار فسكت، فأضاف: “ثم إنها شخصيا فى حاجة إلى خصْيتيك لعمل اللازم،” قلت: “وأنا؟ كيف أقوم بعمل اللازم؟”: قال: “هذا آخر ما يهم، المهم هو القضاء على الجريمة وليس على المجرم”

 

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *