الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأربعاء الحر: أحوال وأهوال (89) استبار للمزاح (الجاد) مع زملائى الأساتذة

الأربعاء الحر: أحوال وأهوال (89) استبار للمزاح (الجاد) مع زملائى الأساتذة

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء:  5-9-2018

السنة الثانية عشرة

العدد:   4022

الأربعاء الحر:

أحوال وأهوال (89)

استبار للمزاح (الجاد) مع زملائى الأساتذة

هذا بعض ما جاء فى كتابى “أسمار وأفكار” (1)  الذى كتبته قبيل انتخابات العمادة لكلية الطب. قصر العينى. جامعة القاهرة المدة الثانية (1981) التى كان مرشحا لها المرحوم أ.د. هاشم فؤاد كلية الطب جامعة القاهرة، وكنت قد استعرت عنوان الكتاب من كتاب أستاذى محمود محمد شاكر “أباطيل وأسمار” وهو كتاب يحاور فيه د. لويس عوض بقسوة بالغة، وكان قد استعار عنوانه بدوره من أبى العلاء المعرى فى بيت شعره القائل:

هل صحّ قولٌ من الحاكى، فنقبَلَهُ،        أمْ كلُّ ذاكَ أباطيلٌ وأسمار؟

وأنهيت هذا الكتاب بعد أن قدمت نقدى لمدة العمادة الأولى وأيضا اقتراحاتى للتعديل والتصحيح أقول: أنهيت هذا الكتاب بهذا الاستبار (الاختبار) الذى أقدمه اليوم”، أنهيته مازحاً جادًا لزملائى  الأساتذة، وهذا نصه دون تعليق جديد اللهم إلا طلبا متواضعا من الأصدقاء القراء الآن أن يصنفوه هل هو يتبع”الأحوال أم الأهوال”.

وهاكم الاستبار بنصه دون أى تعديل:

‏- 1 -‏

استبار (2): “‏أسرار‏ ‏وأعمار‏”‏

التعليمات‏:‏ (موجه للزملاء أساتذة الكلية لم أرسله طبعا!! تاركا الخيار لمن يريد)

الزميل الفاضل

هذا‏ ‏الاستبار‏ ‏لا‏ ‏يهدف‏ ‏إلى ‏أن‏ ‏ينكد‏ ‏على ‏سيادتكم‏ ‏والعياذ‏ ‏بالله‏، ‏ولذلك‏ ‏فأرجو‏ ألا‏ ‏تقرأه‏ ‏أصلا‏، ‏فأذا‏ ‏أصررت‏ ‏على ‏قراءته‏ ‏فلا‏ ‏تجب‏ ‏على ‏أسئلته‏، ‏فاذا‏ ‏أجبت‏ ‏على ‏أسئلته‏ ‏فلا‏ ‏تصدّق‏ ‏نفسك‏، ‏فاذا‏ ‏خالفت‏ ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏التعليمات‏ ‏فالإجابة‏ ‏مسئولية‏ ‏كل‏ ‏مجيب‏، ‏ولكن‏ ‏تذكّر‏ ‏أن‏ “‏وزارة‏ ‏الصحة والتوعية‏ ‏تحذرك‏ ‏من‏ ‏الاجابة‏

 ….. ‏و‏ … ‏وأنت‏ ‏حر‏. ‏

أما‏ ‏طريقة‏ ‏الاجابة‏ – ‏إذا‏ ‏أصررت‏ – ‏فيستحسن‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ “‏كتابةً‏” ‏بعد‏ ‏القراءة‏ ‏الأولى ‏ويمكن‏ ‏أن‏ ‏تمزق‏ ‏ورقة‏ ‏اجابتك‏ ‏فور‏ ‏الانتهاء‏ ‏منها‏ ‏دون‏ ‏مراجعة‏ ‏ما‏ ‏كتبت‏ [‏وليس‏ ‏لمخلوق‏ “‏غيرك‏” ‏أن‏ ‏يطلع‏ ‏عليها‏ (‏أسرار‏) ‏ولا‏ ‏أن‏ ‏يوصى ‏بما‏ ‏تفعله‏ ‏حتى . .. ‏بالسلامة‏ ‏”أعمار”‏.

‏1 – ‏كم‏ ‏كلمة‏ ‏تدرسها‏، ‏لن‏ ‏تنفع‏ ‏الطالب‏ ‏كممارس‏ ‏عام‏ ‏فور‏ ‏تخرجه‏ (‏تذكر‏ – ‏لو‏ ‏سمحت‏ – ‏سنة‏ ‏امتيازك‏، ‏وعملك‏ ‏أو‏ ‏عمل‏ ‏زملائك‏ ‏بعد‏ ‏ذاك‏ ‏فى ‏الوحدات‏ ‏الريفية‏ ‏أو‏ ‏المستوصفات‏ إن كان ذلك قد حدث!!). ‏

‏2 – ‏كم‏ ‏موضوعا‏ ‏تدرسه‏ ‏للطلبة‏ ‏بالتفصيل‏ ‏وسيادتكم‏ ‏واثق‏ ‏أن‏ ‏الطالب‏ ‏سينساه‏ ‏فور‏ ‏تخرجه‏ .‏

‏3 – ‏كم‏ ‏موضوعا‏ ‏تدرسه‏ ‏لأنك‏ ‏تعودت‏ ‏تدريسه‏ ‏وليس‏ ‏لاقتناعك‏ ‏الشخصى ‏والداخلى ‏بجدواه‏ ‏حقيقة‏ ‏وفعلا‏ ‏للطبيب‏ ‏غير‏ ‏المختص؟‏ (‏حدد‏ ‏الموضوعات‏ ‏ان‏ ‏شئت‏). ‏

‏4 – ‏كم‏ ‏موضوعا‏ ‏تدرسه‏ ‏لأنك‏ ‏تحسن‏ ‏تدريسه‏ ، ‏فتفرح‏ ‏بنفسك‏ ‏وأنت‏ ‏تعرضه؟

‏5 – ‏كم‏ ‏موضوعا‏ ‏تدرسه‏ ‏لمجرد‏ ‏أنك‏ ‏سبق‏ ‏ ‏ ‏أن‏ ‏دَرَسْته‏ ‏لما‏ ‏كنت‏ ‏طالبا؟‏. ‏

‏6 – ‏كم‏ ‏موضوعا‏ ‏تدرسه‏ ‏لأنك‏ “‏مضطر‏” ‏لتدريسه‏ (‏بسبب‏ ‏اللائحة‏ ‏أو‏ ‏رئيس‏ ‏القسم‏) .‏

‏7 – ‏كم‏ ‏هو‏ ‏متوسط‏ ‏عمر‏ ‏الانسان‏ ‏المصرى ‏حاليا؟‏ .‏

‏8 – ‏كم‏ ‏عمر‏ ‏سيادتكم‏ ‏بالسلامة؟‏ .‏

‏(‏ملحوظة‏: ‏لا‏ ‏يوجد‏ ‏مبرر‏ ‏للربط‏ ‏بين‏ ‏السؤال‏ ‏السابع‏ ‏والثامن‏). ‏

‏9 – ‏متى ‏ستحال‏ ‏سيادتكم‏ ‏الى ‏المعاش‏ – ‏بعدكم‏ ‏سنة‏ ‏وكم‏ ‏يوم‏ – (‏اذا‏ ‏لم‏ ‏تنتقل‏ ‏بالسلامة‏ ‏قبل‏ ‏ذلك‏ ‏الى ‏الجانب‏ ‏الآخر؟‏). ‏

‏10 – ‏هل‏ ‏تصدق‏ ‏نفسك‏ ‏وأنت‏ ‏تقول‏ ‏أنك‏ ‏تؤمن‏ (‏بتشديد‏ ‏الميم‏) ‏أولادك‏ – ‏حفظهم‏ ‏الله‏ – ‏بكذا‏ ‏أو‏ ‏كيت‏ ‏على ‏حساب‏ ‏نفسك‏ ‏وعلمك‏ .‏

‏11 – ‏هل‏ ‏سيحافظ‏ ‏أولادك‏ (‏من‏ ‏صلب‏ ‏ظهرك‏) ‏على ‏نتاج‏ ‏شرف‏ ‏عرقك‏، ‏وقوة‏ ‏دافع‏ ‏حرصك‏، ‏وإلحاح‏ ‏قدرات‏ ‏جمعك‏ .. . ‏الخ‏، (‏بعد‏ ‏عمر‏ ‏مديد‏ “‏مفيد‏ “‏ان‏ ‏شاء‏ ‏الله‏) .‏

‏12 – ‏هل‏ ‏لك‏ ‏أولاد‏ ‏علميون‏ ‏يعرفون‏ ‏ثروة‏ ‏كلماتك‏، ‏تؤمن‏ ‏عقولهم‏ ‏بعطائك‏ ‏المعرفى، ‏تربطهم‏ ‏بك‏ “‏الكلمة‏ ‏العلمية‏ ‏المشتركة‏” ‏وليس‏ ‏مجرد‏ “‏الولاء‏ ‏والمصالح‏ ‏المشتركة‏ ‏والود‏ ‏المناسباتى‏” .‏

‏13 – ‏كم‏ ‏بحثا‏ ‏قمت‏ ‏به‏ ‏تستطيع‏ ‏أن‏ ‏تفخر‏ ‏به‏ ‏حين‏ ‏تعيد‏ ‏قراءته‏ ‏بينك‏ ‏وبين‏ ‏ضميرك‏ (‏ولا‏ ‏أحد‏ ‏معك‏ ‏ولا‏ ‏مؤتمر‏ ‏علمى ‏ينتظرك‏ ‏ولا‏ ‏لجنة‏ ‏دائمة‏ ‏أو‏ ‏مؤقتة‏ ‏ستقرؤه؟‏) .‏

‏14 – ‏كم‏ ‏نسبة‏ (%) ‏ما‏ ‏ستستطيع‏ ‏أن‏ ‏تنفقه‏ ‏أنت‏ ‏شخصيا‏ ‏على ‏ما‏ ‏تريده‏ ‏أنت‏ ‏شخصيا‏ ‏من‏ “‏هنا‏” .. ‏الى ‏أن‏ ‏تعجز‏ ‏عن‏ ‏الصرف‏ ‏أو‏ ‏عن‏ ‏الرغبة‏ ‏فى الصرف. (‏راجع‏ ‏السؤال‏ ‏العاشر‏ ‏ونص‏ ‏هذا‏ ‏السؤال‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏تقفز‏ ‏الى ‏ظاهر‏ ‏عقلك‏ ‏حكاية‏ ‏تأمين‏ ‏الأولاد‏ . . ‏الخ‏). ‏

‏15 – ‏ما‏ ‏هى ‏مسؤليتك‏ “‏الشخصية‏ ‏جدا‏” ‏عن‏ “‏السلبيات‏ ‏العامة‏ ‏جدا‏” ‏فى (‏أ‏) ‏قصر‏ ‏العينى (‏ب‏) الأزمة‏ ‏الاقتصادية‏ (‏جـ‏) ‏الوضع‏ ‏السياسى .‏

‏(‏ملحوظة‏: ‏السؤال‏ ‏ليس‏ ‏عن‏ ‏ذكائك‏ ‏فى ‏تعداد‏ ‏أسباب‏ ‏السلبيات‏ ‏الحقيقية‏ ‏من‏ ‏وجهة‏ ‏نظرك‏ ‏مثل‏: ‏تقاعس‏ ‏الغير‏، ‏والتخلف‏، ‏والحكومة‏، ‏والعميد‏، ‏والتسيب‏، ‏ولكنه‏ ‏موجه‏ ‏لسيادتك‏ ‏فقط‏) .‏

‏16 – ‏ما‏ ‏هى ‏ديونك‏ ‏الحقيقية‏ (‏دون‏ ‏أى ‏تدخل‏ ‏مباشر‏ ‏أو‏ ‏غير‏ ‏مباشر‏ ‏من‏ ‏مصلحة‏ ‏الضرائب‏) “‏أ‏” ‏للشعب‏ “‏ب‏” ‏لهذه‏ ‏الحكومة‏ “‏جـ‏” ‏لهؤلاء‏ ‏الطلبة‏ “‏د‏” ‏لهذه‏ ‏الأرض؟‏ .. (‏آسف‏: ‏يقول‏ ‏أدونيس‏: انسوا ‏تصحوا‏) .‏

‏17 – ‏هل‏ ‏تعتقد‏ ‏أنك‏ “‏شخصيا‏” ‏مسئول‏ ‏عن‏ ‏كل‏ ‏ايجابيات‏ ‏وسلبيات‏ ‏العميد‏ ‏القادم‏ (‏أيا‏ ‏كان‏) ‏ما‏ ‏دمت‏ ‏قد‏ ‏انتخبته‏، ‏وما‏ ‏دمت‏ – ‏بداهة‏ – ‏ملزما‏ ‏بمتابعة‏ ‏نشاطه؟‏ .‏

‏18 – ‏متى ‏كانت‏ ‏آخر‏ ‏مرة‏ ‏توقفت‏ ‏فيها‏ ‏خمس‏ ‏دقائق‏ ‏لتراجع‏ ‏جدوى ‏مقرراتك‏، ‏سلطتك‏، ‏مذهبك‏ ‏الفكرى، ‏عمق‏ ‏لذتك‏، ‏مستقبل‏ ‏بلدك‏ (‏بعد‏ ‏مائة‏ ‏سنة‏)، ‏حقيقة‏ ‏ضحكتك‏ ‏من‏ ‏قلبك؟‏. ‏

‏19 – ‏كيف‏ ‏ستقضى “‏ما‏ ‏تبقى‏” ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏تتبين‏ ‏حقيقة‏ “‏ما مضى‏”‏؟‏.

‏20 – ‏كيف‏ ‏نجحت‏ ‏أن‏ ‏تنسى ‏الإجابات‏ ‏الحقيقية‏ ‏لكل‏ ‏الأسئلة‏ ‏السابقة؟‏ .‏

‏التقويم‏: (‏التصحيح‏ ‏الذاتى‏)‏

‏(‏أ) ‏اذا‏ ‏استطعت‏ ‏أن‏ ‏تجيب‏ “‏كتابة‏” (‏دون‏ ‏مط‏ ‏شفاه‏) ‏على ‏عشرة‏ ‏أسئلة‏ ‏من‏ ‏عشرين‏، ‏فأنت‏ ‏زميل‏ “‏عظيم‏ ‏وشجاع‏” .‏

‏(‏ب‏) ‏اذا‏ ‏نجحت‏ ‏أن‏ ‏تسخر‏ ‏من‏ ‏كاتب‏ ‏هذه‏ ‏الأسئلة‏ ‏وتتذكر‏ ‏سلبياته‏ (‏التى ‏تتصورها‏ ‏حتى ‏تكاد‏ ‏تعرفها‏ أكثر منه) ‏وتفكر‏ ‏فى ‏نواياه‏ ‏الخبيثة‏ ‏وراء‏ ‏طرحه‏ ‏هذه‏ ‏الأسئلة‏ ‏وكيف‏ ‏أنه‏ ‏كذا‏ ‏وكيت‏، ‏فأنت‏ ‏زميل‏ “‏ذكى ‏وحاذق‏ (‏حدق‏)” .‏

‏(‏جـ‏) ‏اذا‏ ‏أقنعت‏ ‏نفسك‏ ‏أنك‏ ‏لم‏ “‏تفهم‏ ‏شيئا‏” ‏وأشفقت‏ ‏على ‏كاتب‏ ‏هذه‏ ‏السطور‏، ‏مع‏ ‏ابتسامة‏ ‏طيبة‏، ‏فانت‏ ‏زميل‏ “‏طيب‏ ‏وحكيم‏” .‏

وهكذا‏ ‏تجد‏ ‏أنك‏ ‏دائما‏ ‏فى ‏موقع‏ ‏جيد‏ ‏ومناسب‏، ‏ومهما‏ ‏كان‏ ‏موقفك‏، ‏فالتقييم‏ ‏فى ‏صالحك‏ ‏لا‏ ‏محالة‏ .‏

ولن‏ ‏يطلع‏ ‏أحد‏ ‏على ‏اجابتك‏ ‏الحقيقية‏ ‏الا‏ ‏داخل‏ ‏داخلك‏، ‏وعين‏ ‏رب‏ ‏العالمين‏ .‏

شكرا.

 

[1] – نفذت نسخ (هذا الكتاب) الذى نشرته  فى نشرة خاصة بعنوان فرعى نصه “عن الديمقراطية والتربية والعلم والإدارة” وحاليا أفكر فى إعادة طبعه فى طبعة عامة!!، ما رأيكم؟.

[2] –  تطلق‏ ‏كلمة‏ ‏استبار‏ ‏بدلا‏ ‏من ‏كلمة‏ ‏اختبار‏ ‏للإشارة‏ ‏الى ‏أنها‏ ‏محاولة‏ ‏استطلاعية‏, ‏وليست‏ ‘‏امتحانا‏’, ‏ويقال‏ ‏فى ‏العربية‏ “..سبر‏ ‏الجرح‏ ‏بالمسبار‏, ‏قاس‏ ‏مقدار‏ ‏قعره‏ ‏بالحديدة‏ ‏أو‏ ‏بغيرها‏, ‏ويقال‏ “لولا‏ ‏المسبار‏ ‏ما‏ ‏عرف‏ ‏غور‏ ‏الجرح‏..” .. ‏وهذا‏ ‏ما‏ ‏قصدته‏.‏

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *